ضامية الشوق
05-13-2018, 09:20 PM
من واقع الحياة (3)
أيها الظالم نفسه، إنك لا تستطيع أن تحمل جسمك أو عضواً من أعضائك حين المرض، فكيف تستطيع يوم القيامة (وقد أضعفتك الآثام، وأنهكتك الذنوب) أن تحمل أوزارك وأوزاراً فوق أوزارك.
♦ ♦ ♦ ♦
العلم والمال والأخلاق والأمل: أربع كلمات تفسر معنى الـ(حياة) كأنها أربعة حروف لكلمة، فإذا فصلت عن بعضها لم يبق للحياة معنى مفيد، وإذا فقد بعضها اختلت الحياة من أساسها.
♦ ♦ ♦ ♦
ما تقابل الخير والشر، والعلم والجهل، والإحسان والإساءة، إلا كانت الغلبة للشر والجهل والإساءة، لأن السالب في الموجب لا ينتج إلا سالباً.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تريد النفوس المنحطة أن ترى من فوقها، ولا الدنيئة أن تنظر إلى الأسمى منها، لأن مريض العينين يأبى عليه مرضه أن ينظر إلى النور الوهاج.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تحرق نفسك لتشعل مصباحاً ضوءه لغيرك، فتكون كالبهيمة التي تحمل الزاد لغيرها وتموت جوعاً.
♦ ♦ ♦ ♦
إن الكلام سهام تخرج من فيك، فانتبه كل الانتباه لئلا تصيب نفسك بسهامك.
♦ ♦ ♦ ♦
اجعل نيتك أوسع من عملك، وعملك أكثر من قولك، وقولك أنفع من صمتك.
♦ ♦ ♦ ♦
من خالف سره علانيته لم يخل من إحدى خصال أربعة: النفاق والكذب والجبن والخداع، ومن وافق سره علانيته لم يخل من أربعة: الورع والصدق والشجاعة والصراحة.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تستطيع أن تعيش راضياً مرضياً إلا إذا خالفت نفسك وهواك؛ ألا ترى أنك لا تستطيع أن تتجنب ما تكره إلا بتركك ما تحب وتشتهي؟
♦ ♦ ♦ ♦
أكثر الأضرار التي تصيب الإنسان تأتيه عن سبيل الفم، وأعظم المصائب التي تنتابه تصله عن طريق اللسان وقد أصاب الأوائلُ حيث سموا الفم ثغراً، لأنه إن لم يقو بحصون العفة والنـزاهة، ويحصن بجنود الحيطة والحكمة، ويجهز بسلاح الصمت والصبر، يكن مبعثاً للشقاء، ومنشأ للآلام والوبال.
♦ ♦ ♦ ♦
الحقيقة صعبة مرة قل أن تقبلها النفوس وترضى بها، ورأس الحقائق الموت، فهو صعب مر لا تجد في الناس من يستمرئه ويستحليه.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تيأس كل اليأس وتجزع كل الجزع إذا أصابتك مصيبة وأنت تسعى لنيل غاية، واعلم أن سبيل الأماني منثورة فيه الأشواك، فمن لم ينتعل فيه حذاء القوة والثبات والجلد لا يبلغ مأربه وغايته؛ ألا ترى أن النهار لا يأتي إلا بعد الليل، والسعادة الأبدية في الحياة الدائمة لا تكون إلا بعد الموت؟
♦ ♦ ♦ ♦
ما رأيت كالدنيا تستعبد الناس بهبات مسترجعة.
♦ ♦ ♦ ♦
يا هذا إن أردت الموعظة فاستنطق الأموات فهم أوعظ من الأحياء، وكلم القبور فإنها أنطق من القصور.
♦ ♦ ♦ ♦
لا يضير الشمس إن حجبها دخان كثيف أو غمام متراكم، فذلك ظل زائل، وسترسل الشمس نورها اللامع البراق رغم كل دخان وسحاب، فتملأ الكون ضياء وروعة وجمالاً، وتثبت للوجود أنها أم الوجود.
♦ ♦ ♦ ♦
ينبع نهر السياسة من جبال الثعالب، ويجري في وادي الحياة، ويصب على بحر الكذب والخداع.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تفش سرك ، ولا تظهر عليه أحداً غيرك، واعمل ما تريد بكل جد وتحفظ وهدوء، فالبذرة لا تنبت إلا إذا توارت عن الأنظار، ودفنت في الأرض تحت التراب، ودودة الحرير لا تستحيل فراشة تحلق في الفضاء إلا بعد أن تحبس نفسها في بيت مظلم تحرم فيه حتى الهواء.
♦ ♦ ♦ ♦
كن حذراً يقظاً مستعداً، فإن قانون الحياة قاس لا يعذر الغافل ولا يرحم اللاهي، واعلم أن للمصائب بغتات، فكن منها على حذر، ألا ترى أن الموت كيف يأتي بعد صحوة قد يظن أنها شفاء، وأن أكثر الأمراض لا تكون إلا حين يعتد المرء بنفسه وتعجبه صحته، وأن أشد أوقات الليل هدوءاً أقربها من جلبة النهار؟
♦ ♦ ♦ ♦
تصادق عصفور وقُبَّرَة وتلازما تلازم العين للعين حتى كانا لا يفترقان ولا يصفو لأحدهما عيش إلا بحضور رفيقه، فعزما على بناء عش يكون مسكناً لهما، فجدا في تشييده على أرفع غصن وفي أجمل مكان، وما كاد يتم بناء العش وتجهيزه بما يلزم من طعام وشراب وغيره حتى استولت ((الأثرة)) على نفسيهما، وبدت البغضاء بينها وانصرم حبل الإخاء والوفاق الذي كان يربط قلبيهما؛ فتنافرا وتنازعا وتشاجرا وأصبح كل منهما يريد أن يكون له البيت وحده، وكانت حمامة بالقرب منهما قد اطلعت على حالهما ورأت تنافرهما واختلافهما وتشاجرهما، فاحتلت العش واتخذته لها مقراً، وجاء كل من العصفور والقبرة ليثبت لها أنه صاحب العش فطردتهما وقالت لهما: كذبتما ليس الأمر كما تدعيان، فلو كان العش لأحدكما لما اختلفتما فيه، أو لكما جميعاً لاتفقتما عليه، فعز عليهما فقدُ مسكنهما ووطنهما وذهبا ليحتكما ويشتكيا إلى غراب قد عرف بعقله وذكائه وحكمته، فقال لهما بعد أن قصا عليه القصة: لقد أضعتما المسكن بعدم ائتلافكما، وكثيراً ما ضاعت الأوطان وذهبت الأموال والأنفس من جراء التنافر والتحاسد والاختلاف؛ وإن المال الذي لا تخفره العيون الساهرة، والوطن الذي لا تمنعه الأيدي المتضافرة، والقوى المتحدة، ينتقل إلى غير أهله ممن يحسنون خدمته والدفاع عنه، فاللوم كل اللوم عليكما ولا عتب على من بغى الخير لنفسه، فرجع العصفور والقبرة والأسى يملأ نفسيهما والندم يحز قلبيهما ولكن هيهات! فليس الندم بمجدٍ بعد التفريط.
أيها الظالم نفسه، إنك لا تستطيع أن تحمل جسمك أو عضواً من أعضائك حين المرض، فكيف تستطيع يوم القيامة (وقد أضعفتك الآثام، وأنهكتك الذنوب) أن تحمل أوزارك وأوزاراً فوق أوزارك.
♦ ♦ ♦ ♦
العلم والمال والأخلاق والأمل: أربع كلمات تفسر معنى الـ(حياة) كأنها أربعة حروف لكلمة، فإذا فصلت عن بعضها لم يبق للحياة معنى مفيد، وإذا فقد بعضها اختلت الحياة من أساسها.
♦ ♦ ♦ ♦
ما تقابل الخير والشر، والعلم والجهل، والإحسان والإساءة، إلا كانت الغلبة للشر والجهل والإساءة، لأن السالب في الموجب لا ينتج إلا سالباً.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تريد النفوس المنحطة أن ترى من فوقها، ولا الدنيئة أن تنظر إلى الأسمى منها، لأن مريض العينين يأبى عليه مرضه أن ينظر إلى النور الوهاج.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تحرق نفسك لتشعل مصباحاً ضوءه لغيرك، فتكون كالبهيمة التي تحمل الزاد لغيرها وتموت جوعاً.
♦ ♦ ♦ ♦
إن الكلام سهام تخرج من فيك، فانتبه كل الانتباه لئلا تصيب نفسك بسهامك.
♦ ♦ ♦ ♦
اجعل نيتك أوسع من عملك، وعملك أكثر من قولك، وقولك أنفع من صمتك.
♦ ♦ ♦ ♦
من خالف سره علانيته لم يخل من إحدى خصال أربعة: النفاق والكذب والجبن والخداع، ومن وافق سره علانيته لم يخل من أربعة: الورع والصدق والشجاعة والصراحة.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تستطيع أن تعيش راضياً مرضياً إلا إذا خالفت نفسك وهواك؛ ألا ترى أنك لا تستطيع أن تتجنب ما تكره إلا بتركك ما تحب وتشتهي؟
♦ ♦ ♦ ♦
أكثر الأضرار التي تصيب الإنسان تأتيه عن سبيل الفم، وأعظم المصائب التي تنتابه تصله عن طريق اللسان وقد أصاب الأوائلُ حيث سموا الفم ثغراً، لأنه إن لم يقو بحصون العفة والنـزاهة، ويحصن بجنود الحيطة والحكمة، ويجهز بسلاح الصمت والصبر، يكن مبعثاً للشقاء، ومنشأ للآلام والوبال.
♦ ♦ ♦ ♦
الحقيقة صعبة مرة قل أن تقبلها النفوس وترضى بها، ورأس الحقائق الموت، فهو صعب مر لا تجد في الناس من يستمرئه ويستحليه.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تيأس كل اليأس وتجزع كل الجزع إذا أصابتك مصيبة وأنت تسعى لنيل غاية، واعلم أن سبيل الأماني منثورة فيه الأشواك، فمن لم ينتعل فيه حذاء القوة والثبات والجلد لا يبلغ مأربه وغايته؛ ألا ترى أن النهار لا يأتي إلا بعد الليل، والسعادة الأبدية في الحياة الدائمة لا تكون إلا بعد الموت؟
♦ ♦ ♦ ♦
ما رأيت كالدنيا تستعبد الناس بهبات مسترجعة.
♦ ♦ ♦ ♦
يا هذا إن أردت الموعظة فاستنطق الأموات فهم أوعظ من الأحياء، وكلم القبور فإنها أنطق من القصور.
♦ ♦ ♦ ♦
لا يضير الشمس إن حجبها دخان كثيف أو غمام متراكم، فذلك ظل زائل، وسترسل الشمس نورها اللامع البراق رغم كل دخان وسحاب، فتملأ الكون ضياء وروعة وجمالاً، وتثبت للوجود أنها أم الوجود.
♦ ♦ ♦ ♦
ينبع نهر السياسة من جبال الثعالب، ويجري في وادي الحياة، ويصب على بحر الكذب والخداع.
♦ ♦ ♦ ♦
لا تفش سرك ، ولا تظهر عليه أحداً غيرك، واعمل ما تريد بكل جد وتحفظ وهدوء، فالبذرة لا تنبت إلا إذا توارت عن الأنظار، ودفنت في الأرض تحت التراب، ودودة الحرير لا تستحيل فراشة تحلق في الفضاء إلا بعد أن تحبس نفسها في بيت مظلم تحرم فيه حتى الهواء.
♦ ♦ ♦ ♦
كن حذراً يقظاً مستعداً، فإن قانون الحياة قاس لا يعذر الغافل ولا يرحم اللاهي، واعلم أن للمصائب بغتات، فكن منها على حذر، ألا ترى أن الموت كيف يأتي بعد صحوة قد يظن أنها شفاء، وأن أكثر الأمراض لا تكون إلا حين يعتد المرء بنفسه وتعجبه صحته، وأن أشد أوقات الليل هدوءاً أقربها من جلبة النهار؟
♦ ♦ ♦ ♦
تصادق عصفور وقُبَّرَة وتلازما تلازم العين للعين حتى كانا لا يفترقان ولا يصفو لأحدهما عيش إلا بحضور رفيقه، فعزما على بناء عش يكون مسكناً لهما، فجدا في تشييده على أرفع غصن وفي أجمل مكان، وما كاد يتم بناء العش وتجهيزه بما يلزم من طعام وشراب وغيره حتى استولت ((الأثرة)) على نفسيهما، وبدت البغضاء بينها وانصرم حبل الإخاء والوفاق الذي كان يربط قلبيهما؛ فتنافرا وتنازعا وتشاجرا وأصبح كل منهما يريد أن يكون له البيت وحده، وكانت حمامة بالقرب منهما قد اطلعت على حالهما ورأت تنافرهما واختلافهما وتشاجرهما، فاحتلت العش واتخذته لها مقراً، وجاء كل من العصفور والقبرة ليثبت لها أنه صاحب العش فطردتهما وقالت لهما: كذبتما ليس الأمر كما تدعيان، فلو كان العش لأحدكما لما اختلفتما فيه، أو لكما جميعاً لاتفقتما عليه، فعز عليهما فقدُ مسكنهما ووطنهما وذهبا ليحتكما ويشتكيا إلى غراب قد عرف بعقله وذكائه وحكمته، فقال لهما بعد أن قصا عليه القصة: لقد أضعتما المسكن بعدم ائتلافكما، وكثيراً ما ضاعت الأوطان وذهبت الأموال والأنفس من جراء التنافر والتحاسد والاختلاف؛ وإن المال الذي لا تخفره العيون الساهرة، والوطن الذي لا تمنعه الأيدي المتضافرة، والقوى المتحدة، ينتقل إلى غير أهله ممن يحسنون خدمته والدفاع عنه، فاللوم كل اللوم عليكما ولا عتب على من بغى الخير لنفسه، فرجع العصفور والقبرة والأسى يملأ نفسيهما والندم يحز قلبيهما ولكن هيهات! فليس الندم بمجدٍ بعد التفريط.