مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات نسائية حول حبيبنا


ليتني طفلة
12-28-2009, 09:56 AM
سيدات بيت النبوة








السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها




نسبها رضي الله عنها




هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الاسدية امها فاطمة بنت زائدة بن الاصم و اسمه جندب بن هدم بن رواحه بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي




مولدها رضي الله عنها




ولدت رضي الله عنها عام 68 قبل الهجرة النبوية الشريفة و كان ذلك قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة تقريبا و هذه السنة توافق عام 556 ميلاديا كانت تدعى في الجاهلية "الطاهرة" فكأن الله تعالى طهرها و جهزها لدورها الخالد و قد تزوجت قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا هالة و انجبت له هند بنت ابي هالة و هالة ابن ابي هالة ثم خلف عليها عتيق بن عابد و انجبت له هند بنت عتيق




زواجها بالرسول صلى الله عليه و سلم




كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تبعث رجالا يتاجرون في مالها نظير اجر فخرج الرسول صلى الله عليه و سلم بتجارتها الى الشام لما عرفت عن امانته و فضله و كان معه صلى الله عليه و سلم غلامها "ميسرة" و ما ان عاد الركب الى مكه حتى انطلق "ميسرة" يملأ سمعها بحديث مثير عن رحلته مع النبي صلى الله عليه و سلم حيث نزلوا بالقرب من صومعة راهب فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرة فقال الراهب لميسرة انه لم يجلس تحت هذه الشجرة الا نبي كما تمكن الرسول صلى الله عليه و سلم من تحقيق ربح لم يتحقق من قبل للسيدة خديجة و هكذا نشئت العاطفة العظيمة داخل السيدة خديجة فبالرغم من انه لا توجد في قريش من تنافسها شرفا و نسبا الا انها ترددت هل يقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي الكهلة ذات الاولاد...هل يستجيب لها "محمد" و قد انصرف عن عذارى مكة و زهرات بني هاشم النضرات فافضت بسرها الى صديقتها "نفيسة بنت أمية" و هونت "نفيسة" الامر عليها فهي ذات غنى و جمال و لا توجد من تفوقها نسبا و شرفا و كل قومها حريص على الزواج منها ذهبت "نفيسة" الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجهته بلطف الى السيدة خديجة رضي الله عنها و كانت به رغبة فيها و لكنه لم يكن يملك ما يتزوج به فلما وجهته تقدم لخطبتها وتزوجها رسول الله




خير زوجة




سارت الحياة المباركة بالزوجين السعيدين أحسن سير و كيف لا و ربها خير الخل أجمعين و ربتها خير نسائها و لما رأت السيدة خديجة حب رسول الله صلى الله عليه و سلم لمولاها زيد بن حارثه وهبته اياه فزادت محبتها في قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم و كفل المصطفى لابن عمه على بن ابي طالب رضي الله عنه فكانت له خير ام و قد أكمل الله عز و جل عليهما السعادة فرزقهما الولد فولدت له القاسم –و به كان يكنى رسول الله صلى الله عليه و سلم- و عبد الله و زينب و رقية و ام كلثوم وفاطمة وقد مات الاولاد الذكور رضعا و عاشت الاناث فامن برسول الله و هاجرن معه




أول المصدقين




كانت انباء عن اقتراب ميعاد ظهور النبي الخاتم تتناقل في الجزيرة العربية لاسيما في مكة لكن احدا لم يكن يدري يقينا كيف و متى يكون المبعث المنتظر و كان رسول الله قد نزع الى التأمل فكان كثيرا ما يذهب الى غار حراء للتعبد و ما كانت "خديجة" في وقار سنها و جلال امومتها لتضيق بهذه الخلوات التي تبعده عنها احيانا او تعكر عليه صفو تأملاته بالمعهود من فضول النساء بل حاولت ما وسعها الجهد ان تحوطه بالرعاية و الهدوء ما قام في البيت فاذا انطلق الى غار حراء ظلت عيناها عليه من بعيد و ربما ارسلت وراءه من يحرسه و يرعاه و هكذا بدا كل شئ مهيأ لاستقبال الرسالة المنتظرة فلما جاء الوحي و هرع اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم خائفا و نفض لديها مخاوفه قال "لقد خشيت على نفسي" و ضمته الى صدرها و قد اثار مراه أعمق عواطف الامومة فغلي قلبها و هتفت في ثقة و يقين "الله يرعانا يا ابا القاسم أبشر يا بن العم و اثبت فوالذي نفس خديجة بيده اني لارجو ان تكون نبي هذه الامة و الله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم و تصدق الحديث و تحمل الكل و تقري الضعيف و تعين على نوائب الحق" انساب صوتها رضي الله عنها إلى فؤاد رسول الله ليبعث في نفسه الطمأنينة و الهدوء فانطلقت به الى ابن عمها "ورقة ابن نوفل" و كان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجه "يا بن عم اسمع من ابن اخيك" فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم بما حدث فقال له ورقة " هذا الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام يا ليتني فيها جذعا ليتني اكون حيا اذ يخرجك قومك" فقال رسول الله "أومخرجي هم؟" قال "نعم لو يأت رجل بمثل ما جئت به الا عودي و ان يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا"




صبرها على الشدائد في سبيل الله رضي الله عنها




للسيدة خديجة رضي الله عنها اكبر الفضل في الصبر على المحن و مساندة رسول الله و مواساته بالمال و الكلمة الطيبة التي تخفف عنه فقاست معه سنوات الحصار و اقامت ثلاث سنوات في شعب ابي طالب –عندما اعلنت قريش مقاطعتها للمسلمين-و هي الحسيبة الشريفة و زاد بلائها عدو الله ابو لهب عندما امر بنيه ان يطلقا ابنتيها




كرمها و برها رضي الله عنها




شاء الله تعالى ان تكتمل فضائل امنا السيدة خديجة رضي الله عنها فكانت مثالا للكرم و البر و كانت تبر من يحبهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد أصابت الناس سنة جدب بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم و في هذه السنة جاءت حليمة السعدية زائرة فعادت من عنده و معها من مال الطاهره السيدة خديجة بعير يحمل الماء و اربعون رأسا من الغنم ووصل بر السيدة خديجة الى ابعد من ذلك حيث كانت "ثويبه" أول مرضعة للرسول صلى الله عليه و سلم تدخل على النبي الكريم بعد ان تزوج الطاهره فكانت تكرمها و تصلها و فاء و كرما لزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم و لذلك كان النبي صلى الله عليه و سلم يجلها و يقدرها




عبادتها رضي الله عنها




مكثت السيدة خديجة رضي الله عنها تصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة التي كانت و هي ركعتان في الغداة و ركعتان في العشي و ذلك قبل ان تفرض الصلوات الخمس في ليلة الاسراء ذكر الامام ابن اسحاق –رحمه الله- قال " حدثني بعض اهل العلم ان الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه و سلم اتاه جبريل و هو باعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت منه عين من ماء مزن فتوضأ جبريل و محمد عليهما السلام ثم صلى ركعتين و سجد اربع سجدات ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم و قد اقر الله عينه و طابت نفسه و جاءه ما يحبه من الله عز و جل فأخذ بيد خديجة حتى اتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل ثم ركع ركعتين و سجد اربع سجدات هو و خديجة ثم كان هو و خديجة يصليان سرا




حب الرسول صلى الله عليه و سلم لها




و قد احبها رسول الله صلى الله عليه و سلم حبا شديدا بلغ ان غارت منها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و هي من هي حظوة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما من الايام فادركتني الغيرة فقلت: هل كانت الا عجوزا فقد ابدلك الله خيرا منها فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال "لا و الله ما ابدلني الله خيرا منها امنت بي اذ كفر الناس و صدقتني و كذبني الناس وواستني في مالها اذ حرمني الناس و رزقني الله منها أولادا اذ حرمني اولاد النساء"فقالت عائشة فقلت في نفسي :لا اذكرها بسيئة ابدا.





و عن عائشة رضي الله عنها ايضا قالت "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه و سلم ما غرت على خديجة و ما رأيتها و لكن كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثر من ذكرها و ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امراة الا خديجة ؟ فيقول "انها كانت و كانت و كان لي منها ولد" و مما يدل على مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم انه لم يتزوج غيرها في حياتها و كان يقول صلى الله عليه و سلم "اني رزقت حبها"




و قد ظل صلى الله عليه و سلم على وفائه لذكراها و يدل على ذلك ما حدث في غزوة بدر الكبرى اذ أسر أبو العاص بن ربيع زوج زينب بنت الرسول صلى الله عليه و سلم فأرسلت الوفيه بنت الطاهره فداء لزوجها ابي العاص و من ضمن الفداء قلادة كانت قلدتها بها والدتها المعطاءة ليلة زفافها فلما راها رسول الله صلى الله عليه و سلم رق لها رقة شديدة و تذكر زوجه المباركة الوفية خديجة و قال لأصحابه "ان رأيتم ان تطلقوا أسيرها و تردوا له قلادتها فافعلوا"
و قد قال صلى الله عليه و سلم "خير نسائها مريم بنت عمران و خير نسائها خديجة" و قال ايضا صلى الله عليه و سلم "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة ، آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد . وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "





بشارتها بالجنة و فقهها في الرد




أتى جبريل صلى الله عليه و سلم النبي صلى الله عليه و سلم فقال "أقرئ خديجة من الله و مني السلام و بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه و لا نصب" فقالت "ان الله هو السلام و على جبريل السلام و عليك السلام و رحمة الله و بركاته" و القصب هو اللؤلؤ المجوف و الصخب هو رفع الصوت و النصب هو التعب رحمك الله من فقيهه فقد عرقت ان الله لا يليق به ما يليق بخلقه فهو السلام كما ان السلام هو دعاء بالسلامة فلا يليق بالمولى الا الثناء بما هو اهله و كذلك من فقهها رد السلام على من بلغه




وفاتها رضي الله عنها




توفيت أمنا خديجة رضي الله عنها في شهر رمضان سنة عشر من النبوة و هي يومئذ بنت خمس و ستون سنة و دفنت بالحجون و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرتها و لم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها و كان ذلك قبل الهجرة بنحو ثلاث سنوات و بعد خروج بني هاشم من الشعب بوقت قليل و قد مات في نفس العام عم الرسول صلى الله عليه و سلم فشق ذلك عليه صلى الله عليه و سلم و سمي "عام الحزن" و لم يكن ذلك الا لحمايتهما الدعوة و للدور الذي قام به كل منهما و لم يؤذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الا بعد موتهما

ليتني طفلة
12-28-2009, 09:57 AM
السيدة عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها


(الحلقة الثانية)

نسبها رضي الله عنها

هي الصديقة بنت الصديق ام المؤمنين و أعلم النساء عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنه و أمها أم رومان بنت عامر الكنعانية و هي من الصحابيات الجليلات و اسند ابن سعد من طريق يزيد بن هارون و عفان بن مسلم حديث القاسم ابن محمد بن ابي بكر قال لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره ان ينظر الى امرأة من الحور العين فلينظر الى أم رومان

مولدها رضي الله عنها

و لدت في الاسلام و ذكرت انها لحقت بمكة سائس الفيل شيخا أعمى يستعطي

زواجها رضي الله عنها من سيد الخلق صلى الله عليه و سلم

يروي ابن الاثير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم بن الاقوص لرسول الله صلى الله عليه و سلم الا تتزوج قال و من؟ قالت ان شئت بكرا و ان شئت ثيبا قال صلى الله عليه و سلم فمن البكر ؟ قالت ابنة احب خلق الله اليك عائشة بنت ابي بكر قال و من الثيب ؟ قالت سودة بنت زمعة بن قيس امنت بك و اتبعتك على ما انت عليه قال فاذهبي فاذكريهما علي فجاءت فدخلت بيت ابي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة رضي الله عنهما فقالت أي أم رومان ما أدخل الله عليكم من الخير و البركة ! قالت و ما ذلك ؟ قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عليه عائشة قالت وددت انتظري ابا بكر فانه ات فجاء ابو بكر فقالت يا ابا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير و البركة ! قال و ما ذاك ؟ قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطب عليه عائشة قال و هل تصلح له انما هي بنت أخيه فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال ارجعي و قولي له انت أخي في الاسلام و ابنتك تصلح لي فأتت ابا بكر فقال ادع لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء فأنكحه و هي يومئذ بنت ست سنين

و تصف السيدة عائشة رضي الله عنها عرسها فتقول جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بيتنا فاجتمع اليه رجال من الانصار و نساء فجائتني أمي أم رومان و اني لفي ارجوحة و معي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا ادري ما تريد بي فأخذت بيدي حتي اوقفتني على باب الدار و اني لانهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي و رأسي ثم أدخلتني الدار فاذا نسوة من الانصار في البيت فقلن على الخير و البركة و على خير طائر فأسلمتني اليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني الا رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى فأسلمتني اليه و انا يومئذ بنت تسع سنين و عنها ايضا رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه و سلم تزوجها و هي بنت ست سنين و أدخلت عليه و هي بنت تسع و مكثت عنده تسعا


عادات الجزيرة العربية

لم تدهش مكة حين اعلن نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين بل استقبلته كما تستقبل امرا طبيعيا مألوفا و متوقعا و لم يجد فيها أي رجل من اعداء الاسلام أنفسهم موضعا لمقال بل لم يدر بخلد واحد من خصومه الالداء ان يتخذ من زواج محمد صلى الله عليه و سلم بعائشة مطعنا أو مجالا لمقال


لم تكن السيدة عائشة اول صبية تزف في تلك البيئة الى رجل في سن ابيها لقد تزوج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عم امنه في اليوم الذي تزوج فيه عبد الله اصغر ابنائه من ترب هالة و هي امنه بنت وهب
و هنا يجب ان نقدر ان مثل هذا الزواج كان و لا يزال عادة اسيوية و لم يفكروا في ان هذه العادة مازالت قائمة في شرق اوروبا و كانت طبيعية في أسبانيا و البرتغال الى سنين قليلة و انها ليست غير عادية اليوم في بعض المناطق الجبلية البعيدة بالولايات المتحدة

رؤية النبي صلى الله عليه و سلم لها في المنام

و عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لها رأيتك في المنام مرتين أرى أنك في صرف من حرير و يقال هذه امرأتك فأكشف عنها فاذا هي انت فأقول ان يك هذا من عند الله يمضه أي ان الله تعالى قد بشر الرسول صلى الله عليه و سلم بزواجه منها أكثر من مرة رضي الله عنها و ارضاها

لهوها و لعبها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم

تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم السيدة عائشة و هي صغيرة السن و كان صلى الله عليه و سلم يقدر ذلك فلم يرض رسول الله صلى الله عليه و سلم لن ينتزع الصبية اللطيفة المرحة من ملاهي حداثتها او يثقل كاهلها باعباء الزوجية و مسئولياتها بل تركها في بيت ابيها تمرح لاهية و طاب اليه ان يسعى الى بيت صاحبه ابي بكر كلما اشتدت عليه وطأة الشعور بالوحدة و الغربة ليلاطف خطيبته و يغرق اشجانه في فيض من دعابتها الذكية المرحة و تروي رضي الله عنها كنت العب بالبنات –تعني اللعب- فيجئ صواحبي فينقمعن من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيدخلن علي و كان يسربهن الي فيلعبن معي و في لفظ فكن جوار يأتين يلعبن معي بها فاذا رأين رسول الله صلى الله عليه و سلم تقمعن فكان يسر بهن الي و عنها ايضا دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و انا العب بالبنات فقال ما هذا يا عائشة قلت خيل سليمان و لها اجنحة فضحك
و عنها رضي الله عنها لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم على باب حجرتي و الحبشة يلعبون بالحراب في المسجد و انه ليسترني بردائه لكي انظر الى لعبهم ثم يقف من أجلي حتى أكون انا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو

حياتها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها صابرة على عيش رسول الله صلى الله عليه و سلم الزاهد في الدنيا و لما خيرها رسول الله صلى الله عليه و سلم اختارته و اختارت الاخرة و في هذا تقول رضي الله عنها لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال اني ذاكر لك أمرا فلا عليك ان لا تعجلي حتى تستأمري ابويك قالت قد علم ان أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقة قالت ثم قال ان الله عز و جل قال يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً - سورة الأحراب آية 28 و 29 قالت فقلت في أي أمر أستأمر أبوي ؟ فاني اريد الله و رسوله و الدار الاخرة قالت ثم فعل أزواج النبي مثلما فعلت

حب رسول الله صلى الله عليه و سلم لها رضي الله عنها

و قد كانت رضي الله عنها احب زوجاته اليه و تقول السيدة عائشة رضي الله عنها أرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستأذنت عليه و هو مضطجع معي في مرطعي فاذن لها فقالت يا رسول الله ان أزواجك أرسلنني اليك العدل في ابنة ابي قحافة و انا ساكته قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أي بنية ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعت الى ازواج النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرتهن بالذي قالت و بالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلن لها ما نراك اغنيت عنا من شئ فارجعي الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولي له ان ازواجك ينشدنك العدل في ابنة ابي قحافة فقالت فاطمة و الله لا اكلمه فيها ابدا قالت عائشة فأرسل ازواج النبي صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم و هي التي تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم أر قط خيرا في الدين من زينب و اتقى لله و اصدق حديثا و أوصل للرحم و أعظم صدقة و أشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به و تقرب به الى الله تعالى ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و رسول الله صلى الله عليه و سلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها و هو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ان ازواجك ارسلنني اليك يسألنك العدل في ابنة ابي قحافة قالت ثم وقعت بي فاستطالت علي و انا أرقب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكره ان انتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و تبسم انها ابنة ابي بكر

و عن عائشة رضي الله عنها ان الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه و سلم عرف الناس مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فارادوا ان يتحروا أحب الايام اليه ليهدوه و تحكي السيدة عائشة هذا الموقف فتقول اجتمع صواحبي الى ام سلمة فقلن يا أم سلمة و الله ان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة و انا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يأمر الناس ان يهدوا اليه حيثما كان او حيثما دار قالت فذكرت ذلك ام سلمة للنبي صلى الله عليه و سلم قالت فأعرض عني فلما عاد الي ذكرت له ذلك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذينني في عائشة فانه و الله ما نزل علي الوحي و انا في لحاف امرأة منكن غيرها
وعنها رضي الله عنها انها كانت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فقال تعال حتى اسابقك فسابقته فسبقته فلما حملت اللحم سابقني فسبقني فقال يا عائشة هذه بتلك
و قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى و عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من أحب الناس اليك ؟ قال عائشة قلت من الرجال قال ابوها قلت ثم من ؟ قال ثم عمر بن الخطاب ... فعد رجالا
و عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم اني لاعلم متى كنت عني راضية و اذا كنت علي غضبى قلت و من اين تعرف ذلك ؟ قال اما اذا كنت راضية فانك تقولين لا و رب محمد و اذا كنت غضبى قلت لا ورب ابراهيم قلت اجل و الله يا رسول الله ما اهجر الا اسمك و حديث ام زرع مشهور خلاصته ان نسوة جلسن يتحدثن عن ازواجهن فتحدثن حتى جاء دور ام زرع فأثنت على زوجها و اسهبت في وصف كرمه و خيره فحكت السيدة عائشة لرسول الله صلى الله عليه و سلم خبرهن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع

محبتها لرسول الله صلى الله عليه و سلم

قال النسفي رضي الله عنه قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه و سلم ما في بيتك شئ يؤكل فغضب صلى الله عليه و سلم و خرج من البيت فارادت مصالحته فسبقها فوضعت خدها على التراب و تضرعت الى الله تعالى بالبكاء فلما وضع النبي صلى الله عليه و سلم رجله على باب المسجد و أراد الدخول جاءه جبريل عليه السلام و قال له ان الله تعالى يقول لك أرجع و صالح عائشة فرجع و صالحها فقالت يا رسول الله أعف عني فنزل جبريل عليه السلام بطبق من الحلوى و قال ان الله تعالى يقول لك كان الصلح منا و طعام الصلح علينا و قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه و سلم يا عائشة انت أحب الي من تمر بالزبد فقلت : و أنت يا رسول الله أحب الي من زبد بعسل و حين كانت الغيرة تشتط بها كان النبي صلى الله عليه و سلم يوسع لها العذر فيقول : ويحها لو استطاعت ما فعلت

و هكذا كانت غيرة السيدة عائشة تقف دائما عند الحدود التي تقضي بها قواعد الدين و العدل و ما غيرتها الشديدة الا مظهر من مظاهر الحب العميق لرجلها الفريد ودليل تعلق بالرسول صلى الله عليه و سلم و في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه و سلم أقرع بيت نسائه في سفر فطارت القرعة لعائشة و حفصة و كان النبي صلى الله عليه و سلم اذا كان باليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة الا تركبين الليلة بعيري و اركب يعيرك تنظرين و انظر ؟ فقالت بلى فركبت فجاء النبي صلى الله عليه و سلم الى جمل عائشة و عليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا و عائشة تدعو على نفسها تقول يا رب سلط علي عقربا او حية تلدغني و لا استطيع ان اقول له شيئا
و يكفيها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصابه مرض الموت جمع نسائه و استأذنهن ان يمرض في بيت حبيبته عائشة فكان صلى الله عليه وسلم يعرق عرقا غزيرا فتمسح وجهه بيده و لما سئلت عن ذلك قالت لان يده صلى الله عليه وسلم اطهر من يدها ثم تراه صلى الله عليه وسلم ينظر الى صحابي يستاك فاخذت منه السواك و الانته بفمها ثم اعطته لرسول الله ليستاك به فكان ريقها اخر ما دخل جوف حبيبها رسول الله صلى الله عليه وسلم و تقول رضي الله عنها قبض رسول الله بين سحري ونحري فمن سفهي و حداثة سني انه صلى الله عليه وسلم قبض و هو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة و قمت التدم مع النساء و أضرب وجهي

محنة الافك

في السنة السادسة للهجرة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في خروجه لغزو بنو المصطلق فأقرع صلى الله عليه و سلم بن نسائه على عادته كلما خرج في سفر أو غزوة فخرج سهم عائشة و انتصر المسلمون في الغزوة و في الطريق الى المدينة اناخ العسكر فباتوا بعض الليل ثم ارتحلوا و كانت السيدة عائشة قد خرجت لبعض حاجتها قبل ان يؤذن في الناس بالرحيل و في عنقها عقد فلما فرغت انسل العقد من عتقها و هي لا تدري فلما رجعت التمسته في عنقها فلم تجده و كان الناس قد اخذوا في الرحيل فرجعت الى مكانها فالتمسته حتى وجدته ثم جاءت القوم و كانوا قد رحلوا بعيرها و اخذوا الهودج و هم يظنون انها فيه اذ كانت خفيفة فبقيت مكانها و عرفت انهم عندما يفتقدوها سيعودون اليها و بينما هي كذلك اذ يمر بها صفوان بن المعطل السلمي و قد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فراها فعرفها -لانه كان يراها قبل ان يضرب على زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم الحجاب- فلما راها قال انا لله و انا اليه راجعون ظعينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلفك يرحمك الله ثم اركبها البعير و انطلق حتى وصلا المدينة ووجد المنافقون و على رأسهم عبد الله بن ابي بن سلول فرصة سانحة للنيل من رسول الله صلى الله عليه و سلم ووصل حديث المنافقين الى احياء المدينة و ردده ناس من المسلمين حتى بلغ الحديث مسامع رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابي بكر و ام رومان و لم يستطع أي منهم ان يواجه عائشة بالشائعة الرهيبة و كانت رضي الله عنها قد مرضت منذ عادت من الغزوة فكانت لا تدري ما يقول الناس عنها الا انها انكرت من رسول الله جفوة ظاهره و قد عودها من قبل اذا اشتكت ان يلطف بها و يغمرها بحنانه فلم تجد هذه المره الا انه صلى الله عليه و سلم كان يدخل عليها بين الحين و الاخر و عندها امها تمرضها فيسأل كيف تيكم ثم ينصرف. كان صلى الله عليه و سلم يبدو واجما مشغول البال و كانت تحس بقلبها انه صلى الله عليه و سلم يكابد هما ثقيلا و تقول رضي الله عنها حتى وجدت في نفسي فقلت حين رأيت ما رأيت من جفائه لي يا رسول الله لو اذنت لي فانتقلت الى بيت امي فمرضتني ؟ قال صلى الله عليه و سلم لا عليك فانتقلت الى بيت امها و هي لا تعلم بشئ حتى نقهت من وجعها بعد بضع و عشرين ليلة فخرجت ليلة لبضع حاجتها و معها ام مسطح فعثرت ام مسطح فقالت تعس مسطح فقالت السيدة عائشة بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا فقالت ام مسطح أوما بلغك الخبر يا بنت ابي بكر؟ قالت و ما الخبر فقصت لها ام مسطح الخبر فظلت رضي الله عنها تبكي حتى ظنت ان البكاء سيصدع كبدها و كان النبي صلى الله عليه و سلم حزينا لما يتردد بين الناس فقام يخطب فيهم و يقول يا ايها الناس ما بال رجال يؤذونني في اهلي و يقولون عليهم غير الحق ؟ و الله ما علمت منهم الا خيرا و يقولون ذلك لرجل و الله ما علمت منه الا خيرا و ما يدخل بيت من بيوتي الا و هو معي فتكاد افئدة المسلمين تنخلع تأثرا لنبيهم ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن ابي طالب و اسامة بن زيد فقال اسامة يارسول الله اهلك و لا نعلم منها الا خيرا و هذا الكذب و الباطل و اما علي فقال يا رسول الله ان النساء لكثير وانك لقادر على ان تستخلف و سل الجارية فانها تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم حريتها بريرة ليسألها فقالت و الله لا أعلم الا خيرا و ما كنت اعيب على عائشة شيئا الا اني كنت أعجن عجيني فامرها ان تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله و لأول مرة منذ شاع حديث الافك جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث عائشة فقال يا عائشة انه كان قد بلغك من قول الناس فان كنت بريئة فسيبرئك الله و ان كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي الى الله فان الله يقبل التوبة من عباده فجفت دموعها و التفتت الى ابويها و صاحت فيهما الا تجيبان؟ فقالا و الله ما ندري بما نجيب فقالت و الله لا اتوب مما ذكرت ابدا و الله اني لاعلم لئن اقررت بما يقول الناس و الله يعلم اني بريئة لاقولن ما لم يكن و لئن انا انكرت ما يقولون لا تصدقونني و لكن سأقول كما قال أبو يوسف –تقصد سيدنا يعقوب- فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون ثم اضطجعت على فراشها فلم يبرح الرسول صلى الله عليه و سلم من مجلسه حتى اتاه الوحي بسورة النور و تبرئة السيدة عائشة من عند الله تعالى فقال رسول الله ابشري يا عائشة فقد انزل الله براءتك و نظر النبي صلى الله عليه و سلم اليها برفق و هو يتذكر ما كابدته من افك ظالم و خرج اللى المسجد و تلا على الناس ايات النور

علمها و فقهها رضي الله عنها

قال الامام الذهبي رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها افقه نساء الامه على الاطلاق و قد استقلت بالفتوى في زمن الخلافة الراشدة الى ان ماتت و كان الفاروق و عثمان رضي الله عنهما يرسلان اليها يسألانها عن السنن و قال المسروق رحمه الله والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الاكابر يسألونها عن الفرائض و قال قبيضة بن ذؤيب كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة و كانت عائشة أعلم الناس
و قال هشام بن عروة عن ابيه رضي الله عنه ما رأيت احدا أعلم بفقه و لا بطب و لا بشعر من عائشة و عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال ما أشكل علينا أمر فسألنا عائشة الا وجدنا عندها فيه علما و قال الامام الزهري لو جمع علم عائشة الى علم جميع ازواج النبي صلى الله عليه وسلم و علم جميع النساء لكان علم عائشة افضل

بركتها رضي الله عنها

روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض اسفاره حتى اذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على التماسه واقام الناس معه و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء فأتى الناس الى ابي بكر فقالوا الا ترى الى ما صنعت عائشة؟ اقامت برسول الله صلى الله عليه و سلم و بالناس معه و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء فجاء ابو بكر و الرسول صلى الله عليه و سلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه و سلم و الناس و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء قالت فعاتبني ابو بكر و قال ما شاء الله ان يقول و جعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك الا مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اصبح على غير ماء فأنزل الله اية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الخضير (و هو احد النقباء) ما هي بأول بركتكم يا ال ابي بكر فقالت عائشة فبعثنا العير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته

جهادها و شجاعتها رضي الله عنها

فيروي أنس بن مالك رضي الله عنه عما راه في غزوة أحد فيقول و لقد رأيت عائشة بنت ابي بكر و أم سليم و انهما لمشمرتان أرى خدم -خلخال- سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواههم ثم ترجعان فتملانها ثم تجيئان فتفرغانه في افواه القوم و في غزوة الخندق كانت لام المؤمنين شجاعة نادرة و جرأة مشهورة حتى ان عمر بن الخطاب انكر شجاعتها لما راها تقترب من الصفوف الاولى للمجاهدين و قد تحدثت السيدة عائشة عن هذا فقالت خرجت يوم الخندق أقفو الناس فسمعت وئيد الارض ورائي فاذا انا بسعد بن معاذ و معه ابن اخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة فجلست الى الارض فمر سعد و عليه درع من حديد قد خرجت منه اطرافه فانا أتخوف على اطراف سعد و كان من أعظم الناس و اطولهم فمر و هو يرتجز و يقول

لبثت قليلا يدرك الهيجاء حمل ما أحسن الموت اذا حان الاجل
فقمت فاقتحمت حديقة فاذا نفر من المسلمين و اذا فيهم عمر بن الخطاب و فيهم رجل عليه سبغة له فقال عمر ما جاء بك و الله انك لجريئة و ما يؤمنك ان يكون بلاء او يكون تحوز فما زال يلومني حتى تمنيت ان الارض فتحت ساعتئذ فدخلت فيها فرفع الرجل السبغة عن وجهه فاذا هو طلحة بن عبيد الله فقال يا عمر ويحك انك قد أكثرت منذ اليوم و اين التحوز او الفرار الا الى الله تعالى

وفاتها رضي الله عنها

توفيت رضي الله عنها ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان سنة 58 من الهجرة التي توافق 678 من الميلاد في خلافة معاوية و هي ابنة ستة و ستين سنة و دفنت بالبقيع و صلى عليها اماما صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ابو هريرة رضي الله عنه و نزل في قبرها خمسة من محارمها و سارت الجموع من ورائها باكية يتقدم هذه الجموع امهات المؤمنين فلم تر ليلة أكثر ناسا منها وقال النووي رحمه الله روت رضي الله عنها الف حديث و مائتين و عشرة أحاديث
و نامت اخيرا و خلفت الدنيا من ورائها ساهرة فيها تنهل من علمها و تنبهر بفقهها و عزائنا انها الان ان شاء الله مع حبيبها صلى الله عليه وسلم جمعنا الله تعالى بفضله بهم جميعا ان شاء الله و رحم الله أمنا عائشة و جزاها عنا كل خير

ليتني طفلة
12-28-2009, 09:57 AM
السيدة سودة بنت زمعة العامرية رضي الله عنها





( الحلقة الثالثة )


نسبها رضي الله عنها


هي أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية أمها : الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن النجار بنت أخي سلمى بن عمرو بن زيد أم عبد المطلب و هي اول زوجه للرسول صلى الله عليه و سلم بعد الطاهرة خديجة و هي الوحيدة من نسائه بعد السيدة خديجة التي انفردت به صلى الله عليه و سلم حتى بنى بعائشة رضي الله عنها و ارضاها و كانت قبل زواجها بالنبي صلى الله عليه و سلم متزوجة من السكران بن عمرو رضي الله عنه و كان قد هاجر بها الى الحبشة فيمن هاجر ثم مات بمكة بعدما رجع على أغلب الاقوال


زواجها رضي الله عنها من سيد الخلق صلى الله عليه و سلم





يروي ابن الاثير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم بن الاقوص لرسول الله صلى الله عليه و سلم : الا تتزوج قال: و من؟ قالت : ان شئت بكرا و ان شئت ثيبا قال صلى الله عليه و سلم : فمن البكر ؟ قالت : ابنة احب خلق الله اليك عائشة بنت ابي بكر قال : و من الثيب ؟ قالت : سودة بنت زمعة بن قيس امنت بك و اتبعتك على ما انت عليه ثم اتت خولة الى سودة رضي الله عنها و قالت لها : يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير و البركة قالت : و ما ذاك قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطبك اليه قالت : وددت ادخلي على ابي فاذكري ذلك له قالت : و هو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت : ان محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة قال : كفء كريم فماذا تقول صاحبتك ؟ قالت : تحب ذلك قال : ادعيها فدعتها فقال : ان محمد بن عبد الله أرسل يخطبك و هو كفء كريم أفتحبين ان ازوجك ؟ قالت : نعم قال : فادعيه لي فدعته فجاء فزوجها ثم ان اخاها عبد الله بن زمعة عندما علم بالخبر و كان في الحج أخذ يحثو التراب على رأسه و لما أسلم قال : اني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي ان تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم سودة


اضحاكها للنبي صلى الله عليه و سلم

كانت أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة كثيرا ما تقول ما يضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم و من ذلك ما يرويه ابن سعد في طبقاته عن ام المؤمنين سودة انها قالت : قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : صليت خلفك البارحة فركعت حتى امسكت أنفي مخافة ان يقطر الدم قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم و تحكي عائشة رضي الله عنها و تقول : زارتنا سودة يوما فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني و بينها احدى رجليه في حجري و الاخرى في حجرها فعملت له حريرة فقلت : كلي فأبت فقلت : تأكلين او لالطخن وجهك فأبت فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهها فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجله من حجرها لتستقيد مني و قال لها : لطخي وجهها فأخذت من الصفحة شيئا فلطخت به وجهي و رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك كانت رضي الله عنها ان ترى رسول الله يضحك من مشيتها –و كانت ثقيلة الجسم- و ان يأنس احيانا الى خفة روحها


سودة رضي الله عنها في بيت النبي صلى الله عليه و سلم


كانت سودة رضي الله عنها تقوم على بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جاءت عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها فأفسحت لها سودة المكان الاول في البيت و حرصت جهدها على ان تتحرى مرضاة العروس الشابة و لما أسنت سودة رضي الله عنها خشيت ان يطلقها رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي التي تريد ان تحشر في زمرة نسائه فأحلته منها ووهبت ليلتها لعائشة رضي الله عنها تبتغي مرضاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان النبي يقسم لنسائه كل واحدة يوما و لعائشة يومين يومها و يوم سودة و ترد عائشة رضي الله عنها الجميل لسودة رضي الله عنها فتقول : ما رأيت امرأة أحب الي ان أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة


كراماتها رضي الله عنها

و كانت لها رضي الله عنها فضائل و كرامة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقد استأذنت رسول الله ان تدفع قبل حطمة الناس فأذن لها صلى الله عليه و سلم و تقول عائشة رضي الله عنها : نزلنا المزدلفة فاستأذنت النبي صلى الله عليه و سلم سودة ان تدفع قبل حطمة الناس و كانت امرأة بطيئة فأذن لها فدفعت قبل حطمة الناس و أقمنا حتى أصبحنا نحن ثم دفعنا بدفعه فلان أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم كما استأذنت سودة أحب الي من مفروح به رواه البخاري


حرصها على تنفيذ أوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم


كانت السيدة الفاضلة أم المؤمنين سودة حريصة كل الحرص على تنفيذ أوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم و من ذلك ان رسول الله صلى الله عليه و سلم حج بنسائه حجة الوداع فقال لهن : هذه ثم ظهورالحصر فكانت السيدة الفاضلة سودة تقول : و الله لا تحركت دابة فجزاها الله خيرا كما كانت تحافظ على أوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم و لها رضي الله عنها خمسة أحاديث منها حديث واحد في البخاري رضي الله عنها


وفاتها رضي الله عنها


و عاشت رضي الله عنها في بيت الرسول حتى توفي صلى الله عليه و سلم ثم توفيت رضي الله عنها في اخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجزاها الله خيرا و رحمها و جمعها بحبيبها رسول الله و اكرمنا بلقياها في الجنة ان شاء الله

ليتني طفلة
12-28-2009, 10:00 AM
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها


( الحلقة الرابعة )


نسبها رضي الله عنها




أبوها هو الفاروق عمر بن الخطاب الغني عن التعريف و أمها زينب بنت مظعون اخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون أول من توفي بالمدينة من المهاجرين و أول من دفن بالبقيع و أول من صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و اخوها لابيها عبد الله بن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل الغني عن التعريف ايضا

مولدها رضي الله عنها


ولدت رضي الله عنها بمكة قبل البعثة بخمس سنوات حين كانت قريش تجدد بناء الكعبة و كانت زوجة خنيس بن حافة السهمي البدري و قد اصابته جراح يوم بدر مات متأثرا منها بالمدينة. و قد كان رضي الله عنه من اصحاب الهجرتين الى الحبشة ثم الى المدينة كما شهد رضي الله عنه احدا

زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم


كانت السيدة حفصة رضي الله عنها قد ترملت في الثامنة عشرة من عمرها فتألم ابوها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته الشابه فبدا له ان يختار لها زوجا ووقع اختياره على ابي بكر الصديق رضي الله عنه فسعى عمر الى ابي بكر و عرض عليه ان يتزوج ابنته و لكن ابا بكر امسك لا يجيب ثم ذهب الى عثمان بن عفان رضي الله عنه و كانت زوجته السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توفيت فاستمهل عثمان عمر رضي الله عنهما اياما ثم اوضح له انه لا يريد الزواج الان فحزن عمر رضي الله عنه فذهب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكو صاحبيه فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان و يتزوج عثمان من هي خير من حفصة و فهم عمر رضي الله عنه ما اراد رسول الله صلى الله عليه و سلم و صافح النبي متهللا و خرج مسرعا ليزف الى ابنته الخبر العظيم لقد خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم و في الطريق قابل الصديق رضي الله عنه و عرف الصديق على الفور سر السعادة التي على وجه عمر فقال له : لا تجد علي يا عمر فان رسول الله ذكر حفصة فلم اكن لافشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم و لو تركها لتزوجتها اما عثمان رضي الله عنه فقد تزوج من أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان ذلك في جمادى الاخرة من السنة الثالثة للهجرة

السيدة حفصة في بيت النبوة

كان هناك تقارب شديد بين السيدة حفصة و السيدة عائشة منذ ان اتت السيدة حفصة الى بيت النبوة و كانت السيدة حفصة رضي الله عنها تراجع النبي صلى الله عليه و سلم ففي احد الايام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة ان شاء الله اصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها قالت حفصة رضي الله عنها : بلى يا رسول الله فانتهرها فتلت الاية الكريمة و ان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : قد قال الله عز و جل ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا و لما عرف عمر رضي الله عنه انها تراجع رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها و قال لها : اتراجعين رسول الله قلت : نعم قال : و تهجره احداكن اليوم الى الليل قلت : نعم قال : قد خاب من فعل هذا منكن أفتأمن احدكن ان يغضب الله عليها لغضب رسول الله فاذا هي قد هلكت ؟ لا تراجعي رسول الله و تسأليه شيئا و سليني ما بدا لك و لا يغرنك ان كانت أوسم و احب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم

السر المذاع

و قد تظاهرتا السيدة عائشة و السيدة حفصة رضي الله عنهن عليه صلى الله عليه و سلم فكان الهجر و اعتزاله لنساءه و من المتفق عليه من حديث عمر رضي الله عنه قال بن عباس رضي الله عنهما : مكثت سنة اريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن اية فما استطيع هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت و كنا ببعض الطريق عدل الى الاراك لحاجة له فوقفت حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه و سلم من أزواجه ؟
فقال : تلك حفصة و عائشة و في رواية لحديث بن عباس عن عمر متفق عليه
كذلك انه سأله : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم اللتان قال الله تعالى : {ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما.. }
فقال : عجبا لك يا بن عباس هما عائشة و حفصة .. الحديث بطوله و فيه قال عمر رضي الله عنه : فاعتزل النبي صلى الله عليه و سلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة الى عائشة رضي الله عنهن

و تعددت المرويات عن هذا السر الذي نبأت به و في اسباب نزول ايات التحريم و منها ان السيدة حفصة رضي الله عنها علمت ان النبي صلى الله عليه و سلم قد خلا بالسيدة مارية رضي الله عنها في بيت السيدة حفصة رضي الله عنها فبكت السيدة حفصة مقهورة فاسترضها الرسول الكريم بان حرم السيدة مارية على نفسه موصيا السيدة حفصة بالكتمان و لكن السيدة حفصة لم تستطع ان تكتم السر عن عائشة رضي الله عنها فكأنما اشعلت فيها النار و لجت عائشة رضي الله عنها في غيرتها و النساء يظاهرنها على النبي صلى الله عليه و سلم خاصة ان السيدة مارية رضي الله عنها قد حملت دونهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم فترفق النبي بهن ما استطاع مقدرا بواعث هذا التظاهر لكنهن تمادين في اللجاج الى حد الشطط لطول ما املى لهن رسول الله صلى الله عليه و سلم
و ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فارغ البال لذلك الشطط النسوي المسرف فاعتزلهن جميعا في صرامة لم يألفنها و قال : ما انا بداخل عليهن شهرا و لكن الله لطف بهن فاكتفى بانذارهن ان لم يتبن فعسى ربه ان يبدله ازواجا خيرا منهن
ونزل عمر الى المسجد و بشر المسلمين ان الرسول صلى الله عليه و سلم لم يطلق زوجاته و خرج رسول صلى الله عليه و سلم فتلا فيهم قوله تعالى :{ يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك و الله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم و الله مولاكم و هو العليم الحكيم و اذ أسر النبي الى بعض ازواجه حديثا فلما نبأت به و أظهره الله عليه عرف بعضه و أعرض عن بعض فلما نبأت به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما و ان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكة بعد ذلك ظهيرا عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات و ابكارا }التحريم : 1:5
و في روايه بصحيح البخاري ان التظاهر كان في طلب التوسعة في النفقة و في اخرى عن عمر رضي الله عنه قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم في الغيرة عليه
و في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جحش رضي الله عنها و يشرب عندها عسلا فتواصيت انا و حفصة ايتنا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلتقل : اني اجد منك ريح مغافير أكلت مغافير؟ فدخل على احداهما فقالت له ذلك فقال : لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش و لن أعود له فنزلت : {يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} و المغافير : هو طعام حلو المذاق كريه الرائحة و قد خرج الحافظ بن حجر حديث عمر و غيره في احداث التظاهر و التحريم من مختلف الطرق و قال : و الراجح من الاقوال كلها قصة ماريا لاختصاص عائشة و حفصة بها بخلاف العسل فانه اجتمع فيه جماعة منهن و يحتمل ان تكون الاسباب جميعها اجتمعت فاشير الى اهمها

طلاقها رضي الله عنها

طلق الرسول صلى الله عليه و سلم السيدة حفصة فعرف عمر رضي الله عنه بالخبر فأخذ يحثو التراب على رأسه و يقول : ما يعبأ الله بعمر و ابنته بعدها فنزل جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه و سلم و قال : ان الله تعالى يأمرك ان تراجع حفصة رحمة بعمر و اخرج الطبراني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالها قدامة بن مظعون فبكت و قالت : والله ما طلقني عن شبع -نقص- فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : قال لي جبريل : راجع حفصة فانها صوامة قوامة و انها زوجتك في الجنة

حارسة القران الكريم


بعد ان توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان ما كان من حروب الردة و استشهاد الكثير من الصحابة من حملة القران و استقر رأي المسلمين على جمع القران و تدوين المصحف كلف الصديق من جمعه و كتب في صحيفة استأمن عليها حفصة بنت عمر فقد كانت امرأة كاتبة فصارت حارسة القران الكريم ثم طلب منها عثمان رضي الله عنه منها المصحف لينسخه لجميع الامصار على قراءة واحدة بعد اختلافهم في القراءة ثم اعاده اليها و ظل عندها الى ان توفاها الله و كانت اوصت به الى اخيها التقي الورع عبد الله رضي الله عنه

علمها و فقهها رضي الله عنها

ظلت السيدة حفصة -رضي الله عنها- مرجعا لاكابر الصحابة الذين عرفوا لها علمها و فضلها حتى ان اباها عمر رضي الله عنه سألها عن اقصى مدة تحتمل فيها المرأة غياب زوجها عنها فاجابته رضي الله عنها بانها اربعة اشهر

فصاحتها وأمرها رضي الله عنها بالمعروف

و مما يروى عن فصاحتها رضي الله عنها ما قالته لابيها لما طعنه المجوسي لعنه الله : يا ابتاه ما يحزنك وفادتك على رب رحيم و لا تبعة لاحد عندك و معي لك بشارة لا أذيع السر مرتين و نعم الشفيع لك العدل لم تخف على الله عز و جل خشنة عيشتك و عفاف نهمتك و اخذك بأكظام المشركين و المفسدين و كانت رضي الله عنها راوية لاحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد اتفق لها الشيخان على اربعة احاديث و انفرد مسلم بستة احاديث ولما اراد عبد الله بن عمر رضي الله عنه الا يتزوج فامرته ام المؤمنين بالزواج ناصحة له مبينة له ما يرجى من الزواج من ولد صالح يدعو لابيه و قالت : تزوج فان ولد لك ولد فعاش من بعدك دعا لك

وفاتها رضي الله عنها
اقامت السيدة حفصة رضي الله عنها يالمدينة عاكفة على العبادة قوامة صوامة الى ان توفيت في عهد معاوية بن ابي سفيان و شيعتها المدينة الى مثواها الاخير بالبقيع مع امهات المؤمنين رضي الله عن ام المؤمنين حفصة التي زكتها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها : انها ابنة ابيها و كلنا يعرف من ابوها

ليتني طفلة
12-28-2009, 10:00 AM
السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها








(الحلقة الخامسة)




نسبها رضي الله عنها




هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو الهلالية العامرية ذات النسب الأصيل والمنزلة العظيمة ، فأمها هي هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة الحميرية ، وأخواتها لأبيها وأمها : أم الفضل – أم بني العباس بن عبد المطلب - ، ولبابة - أم خالد بن الوليد - ، وأختها لأمها : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين .




زواجها رضي الله عنها




وقد اختلفوا فيمن كان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل إنها كانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه ثم طلقها ، وقيل : إنها كانت عند ابن عمّها جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي ثم عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه والذي استشهد في بدر ، وأقرب الأقوال في زواجها أنها كانت تحت عبد الله بن جحش رضي الله عنه ، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها يوم أحد .



والذي يهمّنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوّجها مواساة لها فيما أصابها من فقدها لأزواجها ، ومكافأة لها على صلاحها وتقواها ، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها ، وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث .


وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه ، فتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم ، وأَوْلَمَ عليها جزوراً ، وقيل إن عمّها قبيصة بن عمرو الهلالي هو الذي تولّى زواجها .




أم المساكين رضي الله عنها




ولم تذكر المصادر التي ترجمت سيرتها إلا القليل من أخبارها ، خصوصاً ما يتناول علاقاتها ببقية زوجاته عليه الصلاة والسلام ، ولعل مردّ ذلك إلى قصر مدة إقامتها في بيت النبوة .


والقدر المهم الذي حفظته لنا كتب السير والتاريخ ، هو ذكر ما حباها الله من نفس مؤمنة ، امتلأت شغفاً وحبّاً بما عند الله من نعيم الآخرة ، فكان من الطبيعي أن تصرف اهتماماتها عن الدنيا لتعمر آخرتها بأعمال البر والصدقة ، حيث لم تألُ جهداً في رعاية الأيتام والأرامل وتعهّدهم ، وتفقّد شؤونهم والإحسان إليهم ، وغيرها من ألوان التراحم والتكافل ، فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين ، وخير شاهد على ذلك ، وصفها بـ" أم المساكين " ، حتى أصبح هذا الوصف ملازما لها إلى يوم الدين .




وفاتها رضي الله عنها




ولم تلبث زينب رضي الله عنها طويلاً في بيت النبوة ، فقد توفيت في ربيع الآخر سنة أربع للهجرة عن عمر جاوز الثلاثين عاماً ، بعد أن قضت ثمانية أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع ، وبذلك تكون ثاني زوجاته به لحوقاً بعد خديجة بنت خويلد ، فرضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين

ليتني طفلة
12-28-2009, 10:01 AM
السيدة أم سلمة رضي الله عنها



( الحلقة السادسة )

نسبها رضي الله عنها



هي ام المؤمنين ام سلمة و اسمها : هند بنت ابي امية سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أمها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس و ابوها هو احد وجهاء قريش و قد عرف بلقب زاد الركب لانه كان اذا خرج في سفر كفى من معه الزاد و ذلك من شدة كرمه و هي ابنة عم سيف الله المسلول خالد بن الوليد و زوجها قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم هو عبد الله بن عبد أسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم الشهير بأبي سلمة الصحابي ذو الهجرتين ابن عمة النبي برة بنت عبد المطلب بن هاشم و اخوه صلى الله عليه و سلم من الرضاعة ارضعتهما ثوبية مولاة ابي لهب

حياتها قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه و سلم

كان لابي سلمة و أم سلمة تاريخ عظيم في الاسلام فقد كانا من السابقين الاولين و هاجرا مع العشرة الاولين الى الحبشة حيث ولد هناك ابنهما سلمة ثم قدما مكة بعد تمزيق صحيفة المقاطعة و قد اشتد اضطهاد قريش للمسلمين فلما اذن رسول لله صلى الله عليه و سلم لاصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة أجمع أبو سلمة امره على الهجرة بأهله تصف السيدة أم سلمة هذا فتقول : فلما راه رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا اليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ و نزعوا خطام البعير من يده و أخذوني و غضبت عند ذلك بنو عبد الاسد و أهووا الى سلمة و قالوا : والله لا نترك ابننا عندها اذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده و انطلق به بنو عبد الاسد رهط ابي سلمة و حبسني بنو المغيرة عندهم و انطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني و بين زوجي و بين ابني قالت : فكنت أخرج غداة فأجلس بالبطح فما أزال أبكي حتى سنة او قربها حتى مر بي رجل من بني عمي من بني المغيرة فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة : الا تخرجون من هذه المسكينة ؟ فرقتم بينها و بين زوجها و بين ابنها فقالوا لي : الحقي بزوجك ان شئت ورد علي بنو عبد الاسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت اريد زوجي بالمدينة و ما معي احد من خلق الله فقلت:أتبلغ بمن لقيت حتى اقدم على زوجي حتى اذا انا بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة ابن ابي طلحة اخا بني عبد الدار فقال : اين يا بنت ابي امية ؟ قلت اريد زوجي بالمدينة فقال : هل معك أحد؟ فقلت : لا والله الا الله و ابني هذا فقال : و الله ما لك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من العرب اراه كان أكرم منه اذا بلغ المنزل اناخ بي ثم نحى الى شجرة فاضطجع تحتها فاذا دنا الرواح قام الى بعيره فقدمه فرحله ثم استأخر عني و قال : اركبي فاذا ركبت و استويت على بعيري اتى فأخذ بخطامه فقادني حتى ننزل فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي الى المدينة فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية -و كان أبو سلمة نازلا بها- فدخلتها على بركة الله تعالى ثم انصرف راجعا الى مكة و كانت تقول : ما أعلم أهل بيت أصابهم في الاسلام ما أصاب ال أبي سلمة و ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة و يقول ابن الاثير –رحمه الله- : و قيا انها أول ظعينة هاجرت الى المدينة و اصيب أبو سلمة رضي الله عنه في أحد بسهم عولج منه ثم انتفض عليه جرحه فمات منه و رسول الله صلى الله عليه و سلم يعوده فأغمض رسول الله صلى الله عليه و سلم عينه و كانت هذه احدى كراماته رضي الله عنه و كانت ام سلمة رضي الله عنها قد قالت لزوجها : بلغني انه ليس امرأة يموت زوجها و هو من أهل الجنة ثم لم تزوج الا جمع الله بينهما في الجنة فتعال اعاهدك الا تزوج بعدي و لا أتزوج بعدك قال : اتطيعينني ؟ قالت : نعم قال : اذا مت تزوجي اللهم ارزق ام سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها و لا يؤذيها فاستجاب الله تعالى لدعاء ابي سلمة رضي الله عنه و تزوج أم سلمة سيد ولد أدم و خير الخلق اجمعين صلى الله عليه و سلم و قد كبر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع تكبيرات فقيل له : يا رسول الله أسهوت أم نسيت ؟ فقال : لم أسه و لم أنس و لو كبرت على أبو سلمة الفا كان اهلا لذاك

زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم

و في الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت : ان ابا سلمة رضي الله عنه حدثها انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع الى ما امره الله به من قول (انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها) الا اجره الله في مصيبته و كان حقيقا ان يعوضه خيرا منها فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت أقول : انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها ثم قلت : اني اعاض خيرا من من ابي سلمة ؟ (أي كيف يعوضني الله بخير من ابي سلمة و ذلك لحبها الشديد له رضي الله عنه) و انا أرجو ان يكون الله قد اجرني في مصيبتي و اسند ابن سعد عنها رضي الله عنها انها قالت : من هذا الذي هو خير من ابي سلمة و قال بن عبد بر ان ابا سلمة قال عند وفاته : اللهم اخلفني في أهلي بخير فأخلفه رسول الله صلى الله عليه و سلم على زوجته أم سلمة فصارت اما للمؤمنين و على بنيه سلمة و عمر و زينب و درة و تقدم لام سلمة ابو بكرالصديق خاطبا فرفضت في رفق ثم عمر بن الخطاب فرفضت ايضا وبالفعل بعد ان انقضت عدتها ارسل اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخطبها فقالت انها غيرى مسنة ...ذات عيال فقال صلى الله عليه و سلم : اما انك مسنة فانا أكبر منك و اما الغيرة فيذهبها الله عنك و اما العيال فالى الله و رسوله فتزوجت رسول الله صلى الله عليه و سلم

أم سلمة و اولادها رضي الله عنهم في بيت النبوة

و في الصحيحين حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله هل لي من أجر في بني ابي سلمة ان انفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا انما هم بني قال : نعم لك أجر ما انفقت عليهم و عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي يوما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : اين كنت منذ اليوم ؟ فقال : يا حميراء –لانها رضي الله عنها كانت حمراء الخدين - كنت عند ام سلمة فقالت : اما تشبع من أم سلمة؟ فتبسم صلى الله عليه و سلم و كان صلى الله عليه و سلم يوما عندها و ابنتها زينب هناك فجاءته السيدة فاطمة ابنته صلى الله عليه و سلم مع ولديها الحسن و الحسين رضي الله عنهم فضمهما اليه ثم تلى : رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد فبكت أم سلمة فنظر اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و سألها في حنو مايبكيك ؟ قالت : يا رسول الله خصصتهم و تركتني و ابنتي فقال : انك و ابنتك من أهل البيت و شبت زينب في رعاية النبي صلى الله عليه و سلم فكانت من افقه نساء أهل زمانها و يروى انها دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم و هو يغتسل فنضح في وجهها فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت و عجزت و بلغ من حبه لربيبه سلمه ان زوجه من أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب ابنة عمه الشهيد رضي الله عنه يقول أهل العلم بالنسب ان سلمة هو الذي عقد للنبي صلى الله عليه و سلم على أمه أم سلمة فلما زوجه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أقبل صلى الله عليه و سلم فقال : اترون كافأته ؟ و كذلك شب اخوه عمر و اخته درة في كفالة النبي صلى الله عليه و سلم و رعايته فكانا مع سلمة و زينب من ربائبه و أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين

موقف تاريخي

وقد كان في صلح الحديبية لأم المؤمنين أم سلمة موقف لا ينسى ينم عن رجاحة العقل و الحكمة فيذكر انه لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمر كتابة الصلح قال لاصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا فما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات و لم يقم أحد فكأنهم كانوا مذهولين محزونين لما حدث أو انهم توقفوا لاحتمال ان يمون الامر للندب او رجاء نزول وحي من السماء يبطل الصلح فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك دخل على أم سلمة محزونا فكأنها فهمت ما دار في انفس الناس فقالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أخرج ثم لا تكلم احدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك و تدعو حالقك ليحلق لك ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم و لما رأوا ذلك قاموا مسرعين فنحروا و اخذوا بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما

وحي و بشارة

و كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت عائشة رضي الله عنها فتباهي بذلك ضرائرها حتى جاءت أم سلمة فأوحي اليه و هو عندها قوله تعالى في سورة التوبة: {و اخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا و اخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم} و في سبب نزول الاية يروون ان النبي صلى الله عليه و سلم لما غزا بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة و حاصرهم حتى جهدهم الحصار قذف الله في قلوبهم الرعب فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرسل اليهم صاحبه ابا لبابة بن عبد المنذر الانصاري ليستشيروه في امرهم فارسله اليهم فلما رأوه قاموا اليه الرجال و جهش اليه النساء و الصبيان يبكون في وجهه فرق لهم و سألوه :يا ابا لبابة اترى ان ننزل على حكم محمد؟ فأجاب نعم انه الذبح و اشار بيده الى حلقه فمازالت قدماه من مكانهما حتى عرف انه خان الله و رسوله و انطلق على وجهه فربط نفسه الى عمود من عمد المسجد و قال : لا ابرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت و عاهد الله الا اطأ بني قريظة ابدا و لا اوى في بلد خنت الله و رسوله فيه ابدا قال ابن هشام : أقام ابو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته في كل وقت صلاة فتحله للصلاة ثم يعود فربطت بالجذع قال ابن اسحاق : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خبره و كان قد استبطأه قال : اما انه لو جائني لاستغفرت له فاما اذ فعل ما فعل فما انا بالذي اطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه ثم روى ابن اسحاق بسنده ان توبة ابي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم من السحر و هو في بيت أم سلمة فقالت و قد سمعته يضحك : قلت مما تضحك يا رسول الله أضحك الله سنك قال : تيب على ابي لبابة قلت : افلا ابشره يا رسول الله قال : بلى لن شئت فقامت على باب حجرتها و ذلك قبل ان يضرب الحجاب على امهات المؤمنين فقالت : يا ابا لبابة ابشر فقد تاب الله عليك فسار الناس ليطلقوه فابى و قال : لا و الله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم خارجا الى صلاة الصبح اطلقه

حفاظها رضي الله عنها على الدين

كانت أم سلمة رضي الله عنها حريصة كل الحرص على احكام الدين فيروى انه لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قالت رضي الله عنها: غريب و في ارض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه تقول : فكنت قد تهيأت للبكاء عليه اذ اقبلت امرأة من الصعيد تريد ان تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : أتريدين ان تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه ؟ مرتين فكففت عن البكاء فلم أبك رواه مسلم و كانت احيانا تتشدد على نفسها في بعض الاحكام الفقهية فيرفق بها رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل قولها : يا رسول الله اني امرأة اشد ضفر رأسي فأنفضه لغسل الجنابة ؟ قال : لا انما يكفيك ان تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفضين عليك الماء فتطهرين رواه مسلم و يروى انه اتى مساكين بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فسألوا و الحوا في السؤال و أمرهم بعض من كان في البيت بالخروج منه فنهت أم المؤمنين رضي الله عنها عن ردهم صفر اليدين و أمرت بأعطائهم و لو كان شيئا يسيرا فقالت : ما بهذا يا جارية ردي كل واحد –أو واحدة- و لو بتمرة تضعيها في يده و يروي سعيد بن حسين رضي الله عنه انه دخل عليها و هو غلام و كان في يده خاتم من ذهب فقالت : يا جارية ناوليه فناولتها اياه فقالت : اذهبي به الى اهله و اصنعي له خاتم من ورق (أي فضة) فقلت : لا حاجة لأهلي فيه قالت : فتصدقي به و اصنعي خاتما من ورق

أم سلمة رضي الله عنها راوية الحديث

روت السيدة أم سلمة رضي الله عنها ثلاث مئة و ثمانية و سبعين حديثا و اتفق البخاري و مسلم لها على ثلاثة عشر و انفرد البخارى بثلاثة و مسلم بثلاثة عشر كما كانت السيدة أم سلمة مرجها في كثير من الاحكام الفقهية

وفاتها رضي الله عنها

توفيت رضي الله عنها في خلافة يزيد بن معاوية سنة احدى و ستين على أكثر الاقوال بعدما جاءها خبر مقتل الحسين رضي الله عنه فحزنت عليه أشد الحزن ثم ما لبثت ان ماتت بعده بيسير و صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه و دفنت بالبقيع رضي الله عنها و جمعها بحبيبها رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة و سلام عليها و على ال البيت اجمعين

ليتني طفلة
12-28-2009, 10:02 AM
السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها


( الحلقة السابعة)


نسبها رضي الله عنها




هي أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب بن عمير بن صبرة بن مرة ابن كبير بن تمنم بن دودان بن أسد بن خزيمة و أمها : أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و الزينب هو شجر حسن المظهر طيب الرائحة و كانت تكنى أم الحكم

اسلامها و هجرتها رضي الله عنها


أسلمت زينب مع أهلها و تحملوا الاذى في سبيل الله حتى اذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم بالهجرة فهاجروا الى المدينة و تركوا بيتهم في مكة خاليا فأخذه أبو سفيان فذكر عبد الله بن جحش ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : الا ترضى يا عبد الله ان يعطيك الله بها دارا في الجنة خيرا منها

زواجها رضي الله عنها من زيد رضي الله عنه

كان زيد بن حارثة من أعظم و أحب الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تبناه و ادعاه و اصبح اسمه زيد بن محمد -و ذلك قبل ان تنزل الايات (ادعوهم لابائهم)- فراه رسول الله صلى الله عليه و سلم كفء لابنة عمته فخطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد و كانت قد نزلت الايات و ما كان لمؤمن او مؤمنة اذا قضى الله و رسوله امرا ان تكون لهم الخيرة من امرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا و قبلت السيدة زينب رضي الله عنها على مضض لانها كانت تراه دونها في الشرف فهو مولى و لكن الحياة بينهما لم تكن مستقرة لذلك فشكا زيد رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و طلب ان يأذن له في فراقها و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له : اتق الله و امسك عليك زوجك

زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد علم انه لابد من مفارقتها و ان الله تعالى سيزوجه صلى الله عليه و سلم اياها ليبطل التبني و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجد في نفسه من ذلك و يستحي ان يقال عليه صلى الله عليه و سلم تزوج زوجة ابنه او قد خاف صلى الله عليه و سلم من المنافقين و اليهود ان يقولوا للمسلمين تزوج زوجة ابنه بعد نهيه عن نكاح حلائل الابناء فيفتنوا المسلمين فعتبه الله تعالى في ذلك و نزهه عن الالتفات اليهم فيما احله الله له لان الحكمه وراء هذا الزواج –و هي ابطال التبني-كانت أهم و اعمق من هذا فأنزل الله تعالى : {و اذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا و كان أمر الله مفعولا} فأوضحت الاية جليا حكمة هذا الزواج

و لما انقضت عدتها رضي الله عنها قال رسول الله لزيد : اذكرها اي فانطلق زيد الى زينب حتى اتاها و هي تخمر عجينها قال : فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما استطيع ان انظر اليها ان رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرها فوليتها ظهري و نكصت على عقبي فقلت : يا زينب ارسل رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرك قال : ما انا بصانعة شيئا حتى بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت الى مسجدها و نزل القران و جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل عليها بغير اذن و عن ثابت عن انس رضي الله عنه قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أولم علىامرأة من نسائه ما أولم على زينب فانه ذبح شاة
و كانت حقا كما قالت رضي الله عنها : انا اكرمكن وليا و اكرمكن سفيرا زوجكن اهلكن و زوجني الله من فوق سبع سماوات فكانت رضي الله عنها وليها الله تعالى و سفيرها جبريل عليه السلام

الحجاب

قال أنس رضي الله عنه : بني على النبي صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش بخبز و لحم فأرسلت الى الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون و يخرجون ثم يجيء قوم فيأكلون و يخرجون فدعوت حتى ما أجد احد ادعو فقلت : يا نبي الله ما اجد احد ادعوه قال : فارفعوا طعامكم و بقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فانطلق الى حجرة عائشة فقال : السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله فقالت:و عليك السلام و رحمة الله كيف وجدت اهلك بارك الله لك ؟ فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما قال لعائشة و يقلن له كما قالت عائشة

ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم فاذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون و كان النبي صلى الله عليه و سلم شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما ادري اخبرته ام اخبر ان القوم خرجوا فرجع حتى اذا وضع رجاه في اسكفة الباب داخلة و اخرى خارجة أرخى الستر بيني و بينه و انزلت اية الحجاب متفق عليه و اللفظ للبخاري
و اية الحجاب هي قوله تعالى :{ يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه و لكن اذا دعيتم افدخلوا فاذا طعمتم فانتشروا و لا مستئنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم و الله لا يستحي من الحق و اذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن و ما كان لكم ان تؤذوا رسول الله و لا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما }فكان من كرامات السيدة زينب رضي الله عنها ان اية الحجاب نزلت بسببها و في صبيحة يوم عرسها

زينب رضي الله عنها في بيت النبوة

قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها : و لم ار قط خيرا في الدين من زينب و أتقى لله و أصدق حديثا و أوصل للرحم و أعظم صدقة و أشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي يتصدق به الى الله عز و جل

و قالت السيدة عائشة ايضا : لو تكن واحدة من نساء النبي تناصيني غير زينب و تناصيني أي تنازعني و تباريني
و في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جحش رضي الله عنها و يشرب عندها عسلا فتواصيت انا و حفصة ايتنا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلتقل : اني اجد منك ريح مغافير أكلت مغافير؟ فدخل على احداهما فقالت له ذلك فقال : لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش و لن أعود له فنزلت : {يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} و المغافير : هو طعام حلو المذاق كريه الرائحة
و كانت السيدة زينب رضي الله عنها تقول: انا أكرمكن وليا و أكرمكن سفيرا : زوجكن أهلكن و زوجني الله من فوق سبع سماوات

زينب رضي الله عنها و حديث الافك


رغم هذا التنافس على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم الا ان السيدة عائشة تذكر موقف السيدة زينب النبيل في قضية الافك هذه المحنة العصيبة التي تعرضت لها السيدة عائشة فتروي السيدة عائشة و تقول : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل زينب بنت جحش عن أمري
فقال لزينب: ماذا علمت او رأيت ؟
قالت : يا رسول الله أحمي سمعي و بصري و الله ما علمت الا خيرا
قالت عائشة : و هي التي كانت تساميني من ازواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله بالورع

عبادتها رضي الله عنها

كانت زينب رضي الله عنها عابدة خاشعة قوامة صوامة قانتة كثيرة التصدق لوجه الله تعالى فعن عبد الله بن شداد الليثي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعمر بن الخطاب : ان زينب بنت جحش أواهة
فقال رجل:يا رسول الله ما الأواه؟
قال صلى الله عليه و سلم: الخاشع المتضرع ثم تلا صلى الله عليه و سلم ان ابراهيم لحليم أواه منيب

و تقول عنها السيدة عائشة رضي الله عنها : لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى و الأرامل
و تقول عنها ايضا : يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف ان الله عز و جل زوجها نبيه صلى الله عليه و سلم في الدنيا و نطق بها القران
و كانت أم سلمة تقول عنها : كانت زينب لرسول الله صلى الله عليه و سلم معجبة و كان يستكثر منها و كانت صالحة قوامة صوامة صناعا و تتصدق بذلك كله على المساكين
و قال عنها الذهبي رضي الله عنه : كانت من سادة النساء دينا وورعا و جودا و معروفا
و في حديث عائشة رضي الله عنها ان بعض ازواج النبي صلى الله عليه و سلم قلن للنبي صلى الله عليه و سلم : أينا أسرع بك لحوقا ؟
قال : أطولكن يدا فاخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد انها كانت زينب طول يدها الصدقة و كانت اسرعنا لحوقا به و كانت تحب الصدقة

و في رواية عن السيدة عائشة ايضا : قال رسول الله :اسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا فكنا اذا اجتمعنا في بيت احدانا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم نمد ايدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش و لم تكن بأطولنا فعرفنا حينئذ ان النبي انما اراد طول اليد بالصدقة و كانت زينب امرأة صناع اليدين تدبغ و تخرز و تتصدق في سبيل الله
و في الصحيح ان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ارسل اليها عطاءها اثني عشر الفا فجعلت تقول : اللهم لا يدركني هذا المال في قابل فانه فتنة -أي تدعو الا يبلغها عطاء من امير المؤمنين بعد عامها هذا و استجاب لها رب العالمين فما ادركها عطاء ثانية و اسرعت باللحاق برسول الله صلى الله عليه و سلم- ثم قسمت المال كله في اهل رحمها و اهل الحاجة فبلغ عمر ذلك فوقف ببابها و أرسل اليها بالسلام و قال : بلغني ما فرقت فأرسل ألف درهم تستبقينها و أرسل الألف فتصدقت بها جميعا و لم تبق منها درهما
و حين حضرتها الوفاة قالت : اني قد أعددت كفني و ان عمر أمير المؤمنين سيبعث الي بكفن فتصدقوا بأحدهما و ان استطعتم ان تتصدقوا بحوقي -ازاري- فافعلوا
و قد ذكر ابن سعد في طبقاته و قال : ماتركت زينب بنت جحش رضي الله عنها درهما و لا دينارا كان تتصدق بكل ما قدرت عليه و كانت مأوى للمساكين

السيدة زينب رضي الله عنها راوية الحديث

يقول الذهبي رضي الله عنه : و لزينب أحد عشر حديثا اتفقا لها على حديثين و حديثها في الكتب الستة

وفاتها رضي الله عنها

توفيت رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و شيعها اهل المدينة الى البقيع و صلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
و عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : رأيت عمر بن الخطاب سنة عشرين في يوم صائف و رأيت ثوبا مد على قبرها و عمر جالس على شفير القبر معه ابو أحمد ذاهب البصر و عمر بن الخطاب قائم على رجليه و الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قيام على أرجلهم

جزاها الله عنا و عن المسلمين جميعا كل الخير..اللهم انا نشهدك انها كانت نعم الام و القدوة للمؤمنين جميعا..رحمها الله و الحقها بحبيبها و زوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم و الحقنا جميعا بها و بامهات المؤمنين جميعا










السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها


( الحلقة الثامنة)

نسبها رضي الله عنها

هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن ابي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة –و هو المصطلق- بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا و عمرو هو أبو خزاعة كلعا الخزاعية المصطلقية

زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم

بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم ان بني المصطلق –و هم حي من خزاعة- يجمعون الجموع لقتال المسلمين بقيادة زعيمهم الحارث بن ابي ضرار بن حبيب المصطلق الخزاعي فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و معه من زوجاته السيدة عائشة رضي الله عنها حتى لقيهم على ماء لهم يقال له المريسيع فكان قتال انتهى بهزيمة بني المصطلق و سيقت نسائهم سبايا و فيهن برة بنت الحارث بن ابي ضرار بن حبيب سيد القوم و قائدهم أو جويرية كما سماها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم الى المدينة فبينما هو جالس يوما في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها سمعت امرأة تستأذن في لقائه صلى الله عليه و سلم و قامت السيدة عائشة رضي الله عنها الى الباب و دخلت السيدة جويرية فقالت : يا رسول الله انا بنت الحارث بن ابي ضرار سيد قومه و قد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على أمري فرق قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم للعربية الخزاعية بنت سيد بني المصطلق في موقفها ببابه ضراعة اليه و ليس لها من تلوذ به في محنتها سواه
و تكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : فهل لك في خير من هذا ؟
فسألت : و ما هو يا رسول الله
فقال : أقضي عنك كتابتك و أتزوجك
فقالت و قد تهلل وجهها : نعم يا رسول الله
فقال صلى الله عليه و سلم : قد فعلت



و يقال ان اباها أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له : ان ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذلك
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أرأيت ان خيرناها
فأتاها أبوها فقال : ان هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا
فقالت : اخترت الله و رسوله
فتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم فصارت اما للمؤمنين و لما علم الناس ذلك قالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم فأطلقوا الاسارى من بني المصطلق و قيل انه قد اعتق بفضل زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل مائة بيت من بيوت بني المصطلق فكانت امرأة عظيمة البركة على اهلها و لم تعرف امرأة لها بركتها على أهلها مثل أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها
و قيل ان ابوها الحارث جاء الى المدينة و معه ابل يفدي بها ابنته فرغب في بعيرين من الابل فغيبهما في شعب من شعاب وادي العقيق فلما قدم قال يا محمد اخذتم ابنتي و هذا فداؤها فقال اين البعيران اللذان غيبتهما في وادي العقيق في شعب كذا فقال أشهد ان لا اله الا الله و انك رسول الله فوالله ما اطلع على ذلك الا الله تعالى و أسلم و أسلم له ابنان و ناس من قومه و ارسل الى البعيرين فجيء بهما فدفع الابل الى النبي صلى الله عليه و سلم و دفعت له ابنته فخطبها رسول النبي صلى الله عليه و سلم من ابيها فزوجه اياها و اصدقها اربعمائة درهم و هي بنت عشرين سنة و ذلك في سنة خمس من الهجرة
و كانت رضي الله عنها متزوجة قبل رسول الله من مسافع بن صفوان المصطلقي ابن عم لها و كان قد قتل يوم المريسيع
و قد سماها رسول الله صلى الله عليه و سلم جويرية بدلا من برة كراهة ان يقال :خرج من عند برة

عبادتها رضي الله عنها


كانت رضي الله عنها كثيرة الصلاة و التسبيح و قد روى الامام مسلم –رحمه الله- في صحيحه ان عن ابن عباس عن جويرية ان النبي صلى الله عليه و سلم خرج عندها بكرة حين صلى الصبح و هي في مسجدها ثم رجع بعد ان أضحى و هي جالسة فقال : مازلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم قال النبي صلى الله عليه و سلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته رواه مسلم


روايتها رضي الله عنها للحديث


و قد روت رضي الله عنها احاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مخرجة في الكتب الستة
و يقول الأمام الذهبي –رحمه الله- جاء لها سبعة أحاديث منها عند البخاري حديث و عند مسلم حديثان و من الرواه عنها عبد الله بن عباس رضي الله عنه

وفاتها رضي الله عنها
و قد ظلت رضي الله عنها على عبادتها و تقواها الى ان توفيت سنة خمسين و قيل سنة ستة و خمسين –و هو الاغلب- في خلافة معاوية رضي الله عنه و كان عمرها سبعين سنة و صلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة حينئذ و قيل توفيت سنة خمسين و هي بنت خمس و ستين سنة رضي الله عنها و الحقها برسول الله صلى الله عليه و سلم و جزاها عنا وعن قومها كل الخير






السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها



( الحلقة التاسعة)



نسبها رضي الله عنها

هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن ابي الحبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم من سبط لاوي بن يعقوب عليه السلام ثم من ذرية هارون بن عمران عليه السلام أخي موسى كليم الله عليه السلام أمها : برة بنت شموال أخت رفاعة بن شموال القرظي

و على الرغم من انها لم تكن قد تجاوزت السابعة عشرة الا انها كانت رضي الله عنها قد تزوجت سلام بن مشكم القرظي ثم خلف عليها كنانة بن الربيع بن ابي الحقيق النضري و هما شاعران و قد قتل كنانة يوم خيبر


زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم

لما من الله تعالى على المسلمين بفتح خيبر جاء دحية الكلبي رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله اعطني جارية
فقال : اذهب فخذ جارية فأخذ صفية رضي الله عنها
فقال رجل : يا رسول الله أعطيت دحية صفية و هي سيدة بني قريظة و النضير لا تصلح الا لك
فقال : ادعه بها فجاء بها
فقال : خذ جارية غيرها فأعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم و تزوجها

و عن أم أنس بن مالك قال جابر بن عبد الله : جئ يوم خيبر بصفية للنبي صلى الله عليه و سلم فقال لبلال خذ بيد صفية فأخذ بيدها و مر بها بين المقتولين في ساحة القتال التي امتلأت بالقتلى فوجد صلى الله عليه و سلم ان السيدة صفية رضي الله عنها قد بدا عليها الحزن الصامت و الجزع المكبوت و هي تحاول ان تتماسك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنزعت يا بلال منك الرحمة حين تمر بامرأتين على قتلى رجالهما ؟ ثم أمر بصفية فحيزت خلفه فكان ذلك اعلاما بأنه صلى الله عليه و سلم قد اصطفاها لنفسه و قد خيرها رسول الله صلى الله عليه و سلم بين ان يعتقها فترجع الى من بقى من اهلها و بين ان تسلم و يتزوجها فاختارت الله و رسوله
و في حديث عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أخذ السيدة صفية بنت حيي قال لها : هل لك في ؟
قالت : يا رسول الله قد كنت أتمنى ذلك في الشرك فكيف اذا أمكنني الله منه في الاسلام ؟
فأعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم و تزوجها و دفعها الى أم سليم تهيئها و تعتد عندها و اقام رسول الله صلى الله عليه و سلم لها وليمة فقال : من كان عنده شئ فليجئ به فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه و سلم


رؤيا و بشارة

كانت السيدة صفية قد رأت رؤيا في منامها ان قمرا وقع في حجرها فذكرت ذلك لابيها فضرب وجهها ضربة أثرت فيه و قال : انك لتمدين عنقك الى ان تكوني عند ملك العرب و مازال الاثر في وجهها حتى أتى بها الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألها عنه فأخبرته الخبر


عداء مسبق

تقول السيدة صفية بنت حيي بن أخطب : كنت أحب ولد ابي اليه و الى عمي بن ياسر لم القهما قط مع وع ولدهما الا أخذاني دونه فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و نزل قباء غدا عليه ابي و عمي مغلسين فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس فأتيا كالين ساقين يمشيان الهوينا فهششت اليهما كما كنت اصنع فوالله ما التفت الي واحد منهما مع ما بهما من الغم و سمعت عمي ابا ياسر و هو يقول لابي : أهو هو؟
قال : نعم و الله
قال عمي : أعرفه و تثبته ؟
قال : نعم
قال : فما في نفسك منه ؟
قال : عداوته والله ما بقيت





صفية رضي الله عنها في بيت النبوة

كانت ازواج الرسول صلى الله عليه و سلم قد تفاخرن على السيدة صفية بأنهن قرشيات عربيات و هي الاجنبية الدخيلة و بلغها كلام عن السيدة حفصة و السيدة عائشة رضي الله عنهما فحزنت و تألمت وحدثت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي تبكي فقال لها: الا قلت : و كيف تكونان خيرا مني و زوجي محمد و أبي هارون و عمي موسى ؟

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشعر بغربتها رضي الله عنها فكان يدافع عنها كلما اتيحت له الفرصة و قيل انه صلى الله عليه و سلم كان في سفر و معه صفية و زينب بنت جحش رضي الله عنهما فاعتل بعير صفية رضي الله عنها فبكت فجاءها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخذ يمسح دموعها بيده الشريفة و كان في ابل السيدة زينب رضي الله عنها فضل فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : ان بعير صفية أعتل فلو أعطيتها بعيرا ؟ فأبت السيدة زينب فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم و هجر السيدة زينب رضي الله عنها شهرين أو ثلاثة ثم سامحها فها هو سيد الخلق أجمعين يهجر المهاجرة زوجته التي زوجها اياه رب العالمين و ابنة عمته غضبا للسيدة صفية رضي الله عنها
و كانت رضي الله عنها تحب رسول الله صلى الله عليه و سلم حبا عظيما و روي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرض موته قالت له السيدة صفية : و الله يا نبي الله لوددت ان الذي بك بي فغمزها ازواجه فأبصرهن فقال صلى الله عليه و سلم : مضمضن قلن : من تغامزكن بها والله انها لصادقة


حلمها رضي الله عنها

كانت رضي الله عنها وقورة حليمة و روي ان جارية قالت لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : ان صفية تحب السبت و تصل اليهود فبعث عمر يسألها فقالت : أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة و اما اليهود فان لي فيهم رحما فأنا أصلها ثم قالت للجارية : ما حملك على ما صنعت ؟
قالت : الشيطان
قالت : فاذهبي فأنت حرة


موقف لا ينسى

لما ابتلى الله تعالى عبده ذا النورين عثمان رضي الله عنه بالحصار كانت السيدة صفية رضي الله عنها من الذين دافعوا عنه فروي عن كنانة -مولى صفية رضي الله عنها- قال : قدمت صفية رضي الله عنها في حجابها على بغلة لترد عن عثمان فلقينا الاشتر فرب وجه البغلة و هو لا يعرف راكبتها فقالت لي صفية رضي الله عنها : ردني لا تفضحني ثم وضعت أم المؤمنين رضي الله عنها خشبا من منزلها الى منزل عثمان رضي الله عنه تستخدمه معبرا تنقل عليه الماء و الطعام


أمرها رضي الله عنها بالمعروف و نهيها عن المنكر

روى الامام أحمد بسنده عن صهيرة بنت جعفر قالت : حججنا ثم انصرفنا الى المدينة فدخلنا على صفية بنت حيي رضي الله عنها فوافقنا عندها نسوة من أهل الكوفة فقلن لها : ان شئتن سألتن و سمعنا و ان شئتن سألنا و سمعتن
فقلنا : سلن
فسألن عن اشياء من أمر المرأة و زوجها و من أمر المحيض ثم سألن عن نبيذ الجر فقالت : أكثرتم يا أهل العراق من نبيذ الجر و ما على احداكن ان تطبخ تمرها ثم تدلكه ثم تصفيه فتجعله في سقائها توكئ عليه فاذا طاب شربت و سقت زوجها و في رواية اخرى فقالت رضي الله عنها: حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم نبيذ الجر


صفية رضي الله عنها راوية حديث

من الذين رووا عن السيدة صفية ابن اخيها و مولاها كنانة و مولاها يزيد بن متعب و الامام زين العابدين علي بن الحسين و مسلم بن صفوان و حديثها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مخرج في الكتب الستة


وفاتها رضي الله عنها

توفيت رضي الله عنها سنة خمسين من الهجرة في زمن معاوية رضي الله عنه و دفنت رضي الله عنها بالبقيع مع أمهات المؤمنين الحقها بحبيبها صلى الله عليه و سلم رحمها الله تعالى و الحقنا برسول الله صلى الله عليه و سلم و بها و بأمهات المؤمنين جميعا

ليتني طفلة
12-28-2009, 10:03 AM
السيدة أم حبيبة بنت ابي سفيان رضي الله عنها




( الحلقة العاشرة)



نسبها رضي الله عنها


هي أم المؤمنين رملة ابنة أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف و هو جد الرسول صلى الله عليه و سلم و ليس في أمهات المؤمنين من هي أقرب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم نسبا منها


و امها هي صفية بنت ابي العاص بن أمية بن عبد شمس و هي من بنات عم الرسول صلى الله عليه و سلم و أخوها هو أمير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه
كانت رضي الله عنها زوجة لابن عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم عبيد الله بن جحش الاسدي اخي أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان زوجها عبيد الله قد أسلم فأسلمت معه و أبوها أبو سفيان على الكفر و خشيت رضي الله عنها اذى ابيها فهاجرت مع زوجها الى الحبشة –بلد النجاشي رضي الله عنه- و كانت مثقلة بحملها و في الحبشة وضعت بنتها حبيبة التي كنيت بها بعد ذلك


غربة و وحدة


كانت رضي الله عنها تحاول ان تجد في زوجها عوضا عما فارقته من الاهل و العشيرة و لكنها قامت ذات ليلة من نومها مذعورة و قد روعها حلم مرعب فقد رأت زوجها عبيد الله في أسوأ صورة و لما أصبحت اخبرها انه قد ارتد عن دينه و دخل النصرانية دين الاحباش فعاشت رضي الله عنها في غم و حزن وحيدة في بلد غريبة حتى اعتزلت الناس شاعرة بالخزي لفعلة زوجها



زواجها برسول الله صلى الله عليه و سلم


و مرت فترة من الزمن و هي في عزلتها وحيدة الى ان جاءتها في أحد الايام جارية من جواري النجاشي رضي الله عنه تدعى ابرهة فبشرتها بخطبة رسول الله صلى الله عليه و سلم لها فأعطتها أم حبيبة سوارين من فضة و خدمتين -خلخالين- و خواتم من فضة لبشارتها اياها بذلك و كان وكيلها في الزواج خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس و قد اصدقها رسول الله صلى الله عليه و سلم اربعمائة دينار و قيل اربعة الاف فكانت اكثر نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم مهرا و كانت الوحيدة من بين نسائه صلى الله عليه و سلم التي تزوجها و هي غائبة و قد أولم لها النجاشي وليمة زواج عظيمة قائلا : اجلسوا فأن سنة الانبياء اذا تزوجوا ان يؤكل طعام على التزويج و أولم عليها عثمان بن عفان رضي الله عنه لحما و ثريدا

و كان النجاشي قد أمر نساءه ان يهدينها فأخذن يتبارين في اهدائها العطر و غيره كرامة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و اصبحت فجاءتها جارية النجاشي تحمل هدايا نساء الملك من عود و عنبر و طيب فقدمت اليها أم المؤمنين خمسين دينارا من صداقها قائلة : كنت أعطيك السوارين بالأمس و ليس بيدي شئ من المال و قد جاءني الله عز و جل بهذا فأبت الجارية ان تمس الدنانير و ردت السوارين و قالت ان الملك قد أجزل لها العطاء و أمرها الا تأخذ من أم المؤمنين شيئا
و عندما بلغ أبوها خبر الزواج المبارك و كان لا يزال على الكفر قال : ذلك الفحل لا يقدع انفه أي انه كفء كريم لا يرفض نسبه
فلما انتصر المسلمون في غزوة خيبر عادوا الى المدينة ليجدوا مهاجري الحبشة و قد جاءوا في صحبة عمرو بن أمية الضمري الذي بعثه النبي صلى الله عليه و سلم الى النجاشي ليعود بمن بقى في بلاده من المهاجرين الاولين
فلما لمح رسول الله صلى الله عليه و سلم اصحابه قد عادوا وثب صلى الله عليه و سلم من فوق راحلته و التزم ابن عمه جعفر بن ابي طالب معانقا و قبل عينيه و هو يقول في غبطة : ما أدري بأيهما انا أسر : بفتح خيبر أم بقدوم جعفر و كان من بين العائدات أم حبيبة رضي الله عنها و قد مضى على زواجه بها بضع سنين مذ كانت مهجره بالحبشة فاحتفلت المدينة بدخول بنت ابي سفيان بيت النبي صلى الله عليه و سلم و أولم عثمان بن عفان رضي الله عنه وليمة حافلة و كانت السيدة أم حبيبة تدنو من عامها الاربعين


أم حبيبة رضي الله عنها في بيت النبوة


و عاشت أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها في بيت النبوة كريمة مطمئنة و ان كانت تشعر في اعماقها حزنا قاسيا لان اباها لا يزال على الوثنية الضالة و كانت رضي الله عنها حريصة على كل ما يخص رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أمام أقرب الناس اليها فيروى انه عندما نقضت قريش صلح الحديبية علمت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لن يسكت على ظلم فارسلوا ابي سفيان يفاوض رسول الله صلى الله عليه و سلم في تجديد الهدنة خوفا من ان يغزو رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة فدخل ابو سفيان على ابنته أم حبيبة عندما اتى المدينة ليفاوض رسول الله صلى الله عليه و سلم فأراد ان يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم فطوته عنه
فقال : يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟
فقالت رضي الله عنها: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم و انت امرؤ مشرك فلم أحب ان تجلس عليه
فقال : يا بنية لقد اصابك بعدي شر



استجابة الله تعالى دعائها رضي الله عنها


أتت أم حبيبة رضي الله عنها عثمان بن عفان عندما حوصر فجاء رجل فأطلع في خدرها فجعل ينعتها للناس فقالت رضي الله عنها : ما له قطع الله يده و ابدى عورته ؟ فدخل على هذا الرجل الفاسق داخل فضربه بالسيف فألقى بيمينه فقطع فانطلق هاربا اخذا ازاره بفيه بادية عورته فاستجاب بذلك الله تعالى لدعوتها رضي الله عنها



حرصها على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم


في حديث رواه البخاري تروي زينب بنت ابي سلمة و تقول : دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين توفي ابوها أبو سفيان رضي الله عنه فدعت ام حبيبة بطيب فيه سفره خلوف او غيره فدهنت منه جاريه ثم مست بعارضيها ثم قالت : و الله ما لي في الطيب من حاجة غير اني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الاخر ان تحد على ميت فوق ثلاث ليال الا على زوج أربة أشهر و عشرا فمست رضي الله عنها الطيب –و لا حاجة لها فيه- حتى لا تكون راغبة عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم



عبادتها رضي الله عنها


كانت رضي الله عنها عابدة لله تعالى كثيرة الصلاة فعنها رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من صلى اثني عشرة ركعة في يوم و ليلة بني له بيت في الجنة
قالت أم حبيبة : فما ترتكتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم



رواية الحديث


روت أم حبيبة رضي الله عنها خمسة و ستين حديثا



وفاتها رضي الله عنها


عن عائشة رضي الله عنها قالت : دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عند موتها فقالت : قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر فغفر الله ذلك كله و تجاوزه و حللتك من ذلك كله
فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها :سررتني سرك الله و ارسلت الى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك
و توفيت رحمها الله سنة اربعة و اربعين في خلافة أخيها معاوية بن ابي سفيان و دفنت بالبقيع فجزاها الله تعالى عنا جميعا كل الخير و اكرمنا بلقياها في الجنة ان شاء الله







السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها





( الحلقة الحادية عشر)



نسبها رضي الله عنها


هي أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن ابن بجير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة و أمها : هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير التي كان يقال لها : أكرم عجوز في الارض و شقيقاتها لبابة الكبرى –أم الفضل-و لبابة الصغرى و اخوتها لامها أسماء بنت عميس و سلمى بنت عميس و خالة ابناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (لان زوجته رضي الله عنه هي لبابة الكبرى بنت الحارث) و خالة كل من ابناء جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه و محمد بن ابي بكر و يحي بن علي بن ابي طالب (أمهم اسماء بنت عميس) و خالة ابناء حمزة بن عبد المطلب أسد الله و شهيد أحد رضي الله عنه (أمهم سلمى بنت عميس) كانت رضي الله عنها زوجة أبي رهم بن عبد العزى العامري القرشي وهي أول امرأة امنت بعد خديجة رضي الله عنها



زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم


تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم في عام القضاء خطبها له جعفر بن ابي طالب فجعلت أمرها للعباس رضي الله عنه فزوجها النبي صلى الله عليه و سلم
و أراد النبي صلى الله عليه و سلم ان يبني بها في مكة و لكن قريشا أرسلت حويطب بن عبد العزى و نفرا معه فقالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم : قد انقضى اجلك فأخرج عنا
فقال صلى الله عليه و سلم : و ما عليكم فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاما فحضرتموه
قالوا : لا حاجة لنا بطعامك فاخرج عنا
فخرج صلى الله عليه و سلم بالسيدة ميمونة فأعرس بها في سرف قرب التنعيم بطريق مكة و كان ذلك في ذي القعدة من سنة سبع



و قيل ان رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوجها و هو محرم و لكن الصحيح انه تزوجها و هو حلال و ظهر أمر زواجها به و هو محرم ثم انه صلى الله عليه و سلم بنى بها و هو حلال
و روى الطبراني عن الزهري انها رضي الله عنها وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تبارك و تعالى فيها : و امرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين


و في البخاري ان ثابتا البناني قال : كنت عند أنس وعنده ابنة له
قال أنس : جاءت امرأة رسول الله صلى الله عليه و سلم تعرض عليه نفسها قالت : يا رسول الله ألك في حاجة ؟
فقالت ابنة أنس : ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه
قال أنس : هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه و سلم فعرضت عليه نفسها - رواه البخاري

وكانت رضي الله عنها تسمى برة فغيره رسول الله صلى الله عليه و سلم الى ميمونة لان زواجه بها كان في المناسبة الميمونة الغراء التي دخل فيها أم القرى مكة لاول مرة منذ سبع سنين و معه صحابته امنين لا يخافون
و قيل انها رضي الله عنها لما جاء الخاطب و هي على بعير القت نفسها عنه و قالت البعير و ماعليه لرسول الله صلى الله عليه و سلم


ميمونة رضي الله عنها في بيت النبوة



ذكر في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه و سلم كان في بيتها حين أشتد به الالم في مرض الموت فرضيت رضي الله عنها ان ينتقل حيث أحب الى بيت عائشة

و قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها وهي توعظ قريبا لميمونة رضي الله عنها : أما علمت ان الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه ذهبت و الله ميمونة و رمي بحبلك على غاربك أما انها كانت من اتقانا لله و أوصلنا للرحم بل ان من فضلها و كرامتها تلك الشهادة التي شهدها لها رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أخوتها فقال صلى الله عليه و سلم : الاخوات المؤمنات: ميمونة و أم الفضل و سلمى و أسماء بنت عميس


علمها و فقهها رضي الله عنها


كانت رضي الله عنها عالمه فقيهه فقالت يوما لحبر الامة ابن عباس رضي الله عنه –وهو ابن اختها-تعلمه عندما وجدته اشعثا قالت : مالك شعثا قال : أم عمار مرجلتي حائض
قالت: أي بني و اين الحيضة من اليد ؟ لقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يدخل على احدانا و هي متكئه حائض قد علم انها حائض فيتكئ عليها فيتلو القران و هو متكئ عليها او يدخل عليها قاعدة و هي حائض فيتكئ في حجرها فيتلو القران في حجرها و تقوم و هي حائض فتبسط له الخمرة في مصلاه

و قد بلغها مرة ان عبد الله بن عباس رضي الله عنها يعتزل فراش امرأته عندما تحيض فقالت له : أرغبة عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ لقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام مع المرأة من نسائه و ما بينهما الا ثوب ما يجاوز الركبتين


انكارها المنكر


يروى ان قريبا لها دخل عليها فوجدت منه ريح شراب فقالت : لئن لم تخرج الى المسلمين فيجلدوك لا تدخل علي ابدا



راوية احاديث


كانت رضي الله عنها راوية لاحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الذهبي : لها سبعة أحاديث في الصحيحين و انفرد لها البخاري بحديث و مسلم بخمسة و جميع ما روت ثلاثة عشر حديث



وفاتها رضي الله عنها


توفيت رضي الله عنها سنة احدى و خمسين على اكثر الاقوال وحملت على الاعناق بأمر ابن عباس و قال : ارفقوا بها فانها امكم وصلى عليها ابن عباس و دفنت بسرف و قد دفنت في موضع الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم رحم الله ام المؤمنين ميمونة و جزاها عنا خيرا و جمعنا و اياها برسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة ان شاء الله


السيدة ماريا القبطية رضي الله عنها



(الحلقة الثانية عشر)


نسبها رضي الله عنها

هي ماريا بنت شمعون المصرية ولدت رضي الله عنها في صعيد مصر في قرية تدعى حفن الزاقعة على الضفة الشرقية للنيل تجاه الاشمونين و قد ولدت لاب قبطي و أم مسيحية رومية و قد أمضت رضي الله عنها شبابها الباكر في قريتها الى ان انتقلت الى بيت المقوقس عظيم القبط و ملك مصر


و كان النبي صلى الله عليه و سلم قد أرسل حاطب بن ابي بلتعة يحمل رسالة الى المقوقس فكان رد المقوقس ... اما بعد فقد قرأت كتابك و فهمت من ذكرت و ما تدعو اليه و قد علمت ان نبيا قد بقي و كنت أظن ان يخرج بالشام و قد أكرمت رسلك و بعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم و كسوة و مطية لتركبها و السلام عليك
ودفع المقوقس بالكتاب الى حاطب معتذرا بما يعلم من تمسك القبط بدينهم و موصيا اياه بأن يكتم ما دار بينهما فلا يسمع القبط منه حرفا واحدا و كانت الجاريتين هما ماريا و أختها سيرين كما ارسل المقوقس عبد خصي اسمه مأبور و الف مثقال ذهب و عشرين ثوبا لينا من نسيج مصر و بغلة شهباء اسمها دلدل و بعض من عسل بنها و بعض العود و المسك وصل الركب الى المدينة سنة سبع من الهجرة وقد عاد النبي صلى الله عليه و سلم من الحديبية بعد ان عقد الهدنة مع قريش وتلقى هدية المقوقس و اصطفى النبي صلى الله عليه و سلم ماريا واهدى سيرين الى شاعره حسان بن ثابت


ماريا في بيت النبوة

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يهتم بالسيدة ماريا اهتماما كبيرا وكان كثير التردد عليها رضي الله عنها قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها : ما غرت على امرأة الا دون ما غرت على ماريا و ذلك انها كانت جميلة جعدة

و لا تخفى المقارنة بين السيدة ماريا رضي الله عنها و السيدة هاجر التي كانت ايضا هبة لابراهيم صلى الله عليه و سلم فاكرمها الله تعالى بأمومتها لإسماعيل عليه السلام و ما ان جاء العام الثاني للسيدة ماريا في بيت النبوة الا وقد شعرت بوادر الحمل فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم و سرعان ما سرت البشرى أن المصطفى صلى الله عليه و سلم ينتظر مولودا له من ماريا القبطية
وكانت السيدة ماريا رضي الله عنها تسكن في منطقة العالية بضواحي المدينة حيث الخضرة احتراما لكونها جاءت من بلاد النيل حتى لا تشعر بوحشة وكان صلى الله عليه و سلم يسهر عليها يرعاها في حملها حتى وضعت رضي الله عنها فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم لها فقال قائل : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم منطلق الى مولاته فقال صلى الله عليه و سلم : اعتقها ولدها فزارها رسول الله صلى الله عليه و سلم و احتضن ابنه ثم خرج للمسلمين و قال لهم : ان الله رزقني غلاما وقد أسميته على أسم ابي ابراهيم
واختار النبي صلى الله عليه و سلم مرضع لولده و جعل في حيازتها قطعة من الماعز كي ترضعه بلبنها اذا شح ثدياها


الافك الجديد

ما وجد المنافقون رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب ويكرم احدى نسائه حتى سارعوا بالتقول عليها ظلما و حقدا كما حدث مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فلما وجد المنافقون حب رسول الله صلى الله عليه و سلم لأم ابراهيم روجوا لحديث افك جديد واتهموها ظلما و عدوانا مع العبد الذي ارسله المقوقس معها في الهدية و كان هذا الحديث شديد الوطأة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يتخل الله تعالى عن السيدة ماريا رضي الله عنها بل اتاح لها دليلا قاطعا على برائتها فقد فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى العبد فراه مجبوبا ليس له ذكر فعاد رسول الله فقال : انه لمجبوب
وقال صلى الله عليه و سلم : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت


وفاة ابراهيم

و كان النبي صلى الله عليه و سلم يرقب ابنه و هو ينمو يوما بعد يوم و لكن ابراهيم عليه السلام مرض و لم يبلغ العامين من عمره فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم معتمدا على عبد الرحمن بن عوف لشدة المه فحمل صغيره من حجر امه و هو يجود بنفسه ووضعه في حجره محزون القلب ضائع الحيلة لا يملك الا ان يقول في اسى و تسليم : انا يا ابراهيم لا نغني عنك من الله شيئا ثم ذرفت عيناه و هو يرى ولده يعالج سكرات الموت و يسمع حشرجة احتضاره مختلطة بعويل الام الثكلى و الخالة المفجوعة

و عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابي سيف القين و كان ظئر ا لابراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ابراهيم فقبله و شمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك و ابراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم تدمعان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : و انت يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه و سلم : يا بن عوف انها رحمة ثم اتبعها اخرى فقال صلى الله عليه و سلم : ان العين تدمع و القلب يحزن و لا نقول الا ما يرضي ربنا و انا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون
و توفي ابراهيم عليه السلام في العاشر من ربيع الاول سنة عشر من الهجرة ثم نظر الى ماريا في عطف و رثاء وقال يواسيها : ان ابراهيم ابني وانه مات في الثدي و ان له لظئرين تكملان رضاعته في الجنة واقبل ابن عمه الفضل بن عباس رضي الله عنه فغسل الصغير وابوه صلى الله عليه و سلم جالس يرنواليه في حزن و حمل الى بيت ظئره على سرير صغير و صلى عليه ابوه صلى الله عليه و سلم و كبر اربعا ثم سار وراءه الى البقيع و اضجعه بيده في قبره ثم سوى عليه التراب و نداه بالماء
واعتكفت ماريا في بيتها تحاول ان تتجمل بالصبر حتى لا تنكأ الجرح في صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم فاذا عز الصبر انطلقت الى البقيع فاستروحت لقرب فقيدها و التمست الراحة في البكاء
وقد صادف يوم وفاته كسوفا للشمس فقال الناس : انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج معلم البشرية صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس صلاة الكسوف و قال : ان الشمس و القمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد و لا لحياته فاذا رأيتم ذلك فادعوا الله و كبروا و صلوا و تصدقوا


فضلها العظيم رضي الله عنها على شعب مصر

وإكراما للسيدة ماريا رضي الله عنها و ابنها ابراهيم عليه السلام قفد أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين خيرا بشعب مصر فقال صلى الله عليه و سلم : انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم ذمة و رحما – صحيح مسلم- باب وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم بشعب مصر


وفاتها رضي الله عنها

ما أهل ربيع الاول من العام التالي لوفاة ابراهيم عليه السلام حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و عاشت السيدة ماريا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس سنوات عاشتها في عزلة عن الناس لا تكاد تلقى غير أختها سيرين و لا تكاد تخرج الا لكي تزور قبر الحبيب بالمسجد او قبر ولدها بالبقيع

وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحشد الناس لجنازتها ثم صلى عليه و دفنت رضي الله عنها بالبقيع
رحم الله ماريا نعم الام المؤمنة الصابرة في اصعب المحن و الحقها رضي الله عنها برسول الله صلى الله عليه و سلم و بابنها في الجنة والحقنا بهم جميعا ان شاء الله










وهناك الكثير والكثير ولكن نعتذر عن الاطاله ارجو اني قد افدتكم تقبلواا تحياتي

عـــودالليل
12-28-2009, 12:03 PM
http://abeermahmoud07.jeeran.com/662-Wonderful-AbeerMahmoud.gif


http://dl.glitter-graphics.net/pub/23/23281dmon4wgfms.gif

المشعـل
12-28-2009, 12:19 PM
أثابك الله وكتب لك الاجر الثواب
وجعل مانقلتيه بموازين حسناتك

~يقولون غير البشر~
12-28-2009, 02:48 PM
باارك الله فيك

وجعل الفردوس نزلك
..

ليتني طفلة
12-28-2009, 06:53 PM
عود
شاكره مرورك

ليتني طفلة
12-28-2009, 06:53 PM
السهم
شاكره مرورك

ليتني طفلة
12-28-2009, 06:53 PM
غير البشر
شاكره مرورك