ضامية الشوق
01-28-2018, 08:09 PM
لـ ابن سينا الملك .. أحد أشهر فلاسفة العرب ، قصيدة غريبة وغامضة في رموزها ودلالاتها وإشاراتها ...وهي تتحدث عن الروح ...وهبوطها إلى الجسم الإنساني بأمرٍ من الله تعالى .. وبقائها بداخله حتى موعد مغادرتها له متى ماحان الوقت ... تغادره سعيدة بعودتها إلى عالمها الأثيري الشفاف ....وقد صاغها ابن سينا شعرا لتبقى خالدة على مر الأيام ...هاهي القصيدة التي وجدتها بعد بحث طويل ...
https://i.pinimg.com/736x/e3/70/0e/e3700ea752d74177d340a41402b52c81.jpg
هبطت عليك من المكان الأرفـــع
ورقـــــاء ذات تعــزُّزٍ وتـمنــــعِ
محجوبةٍ عن كلِّ مقـلـة ناظــــــٍر
وهي التي سفرت ولم تتبرقــعِ
وصـلت على كـرهٍ إليك وربـمــا
كرهت فراقك وهي ذات توجُّـع
أنـفت وماأنسـت ولمــا واصـلـت
ألفت مجــاورة الخـراب البلقـــع
وأظنهـا نسيت عهـودا بالحمـى
ومــنــازلا بفراقهــــا لم تقـــنـع
حتى إذا حصلـت بهــاء ثبوتهـــا
في ميـم مركزهــا بذات الأجـرع
علقت بهــا ثاء الثقيل فـأصبـحـت
بيـن المنـازل والطلـوع الخضَّـع
تـبكي إذا ذكرت عهودا بالحمـى
بمدامــــعٍ تهــمــي ولمـا تقلـــع
وتظلُّ ساجعـة على الدمـن التـي
درست بتكـرار الريـاح الأربـــع
إذ عاقـها الشكل الكثيف وصدها
نقـصٌ عن الأوج الفسيح الأرفـع
وغـــدت مفـارقـِـــةٌ لكل مخلِّــــفٍ
عنهـا خليـف الـترب غير مشيِّـع
حتـى إذا قـرب المسير إلى الحمى
ودنا الرحيل إلى العطاء الأوسع
سجعت وقد كُشف الغطاء فأبصرت
ماليس يدرك بالعــيون الهجَّـــع
وغـدت تـغرِّد فـوق ذروة شاهـــقِ
والعلـم يرفـع قــدر من لم يرفــع
فلأي أمـرٍ ُأُهـبـطـت من شاهـــقٍ
سامٍ إلى قصر الحضيض الأوضـع
إن كان أهبطهـــا الإلـه لحـكمـــةٍ
طويـت عـن الغــزِّ اللبـيب الأروع
فهبــوطهـــا لاشـكَّ ضـربـة لازبٍ
لتعــود سامعـــةً لمـا لم تسـمـع
وتكــون عالمــةً بـكلِّ خفـيَّــــــةٍ
في العـالمين وخرقهــا لم يرقـع
وهي التي قطع الزمان طريقهــا
حتى لقـد غربت بعـين المطلـــع
فكأنهـــا برقٌ تألـَّـــق بـالحمــى
ثمَّ انطـــوى فكأنــه لـم يلمــــع
https://i.pinimg.com/736x/e3/70/0e/e3700ea752d74177d340a41402b52c81.jpg
هبطت عليك من المكان الأرفـــع
ورقـــــاء ذات تعــزُّزٍ وتـمنــــعِ
محجوبةٍ عن كلِّ مقـلـة ناظــــــٍر
وهي التي سفرت ولم تتبرقــعِ
وصـلت على كـرهٍ إليك وربـمــا
كرهت فراقك وهي ذات توجُّـع
أنـفت وماأنسـت ولمــا واصـلـت
ألفت مجــاورة الخـراب البلقـــع
وأظنهـا نسيت عهـودا بالحمـى
ومــنــازلا بفراقهــــا لم تقـــنـع
حتى إذا حصلـت بهــاء ثبوتهـــا
في ميـم مركزهــا بذات الأجـرع
علقت بهــا ثاء الثقيل فـأصبـحـت
بيـن المنـازل والطلـوع الخضَّـع
تـبكي إذا ذكرت عهودا بالحمـى
بمدامــــعٍ تهــمــي ولمـا تقلـــع
وتظلُّ ساجعـة على الدمـن التـي
درست بتكـرار الريـاح الأربـــع
إذ عاقـها الشكل الكثيف وصدها
نقـصٌ عن الأوج الفسيح الأرفـع
وغـــدت مفـارقـِـــةٌ لكل مخلِّــــفٍ
عنهـا خليـف الـترب غير مشيِّـع
حتـى إذا قـرب المسير إلى الحمى
ودنا الرحيل إلى العطاء الأوسع
سجعت وقد كُشف الغطاء فأبصرت
ماليس يدرك بالعــيون الهجَّـــع
وغـدت تـغرِّد فـوق ذروة شاهـــقِ
والعلـم يرفـع قــدر من لم يرفــع
فلأي أمـرٍ ُأُهـبـطـت من شاهـــقٍ
سامٍ إلى قصر الحضيض الأوضـع
إن كان أهبطهـــا الإلـه لحـكمـــةٍ
طويـت عـن الغــزِّ اللبـيب الأروع
فهبــوطهـــا لاشـكَّ ضـربـة لازبٍ
لتعــود سامعـــةً لمـا لم تسـمـع
وتكــون عالمــةً بـكلِّ خفـيَّــــــةٍ
في العـالمين وخرقهــا لم يرقـع
وهي التي قطع الزمان طريقهــا
حتى لقـد غربت بعـين المطلـــع
فكأنهـــا برقٌ تألـَّـــق بـالحمــى
ثمَّ انطـــوى فكأنــه لـم يلمــــع