الغنــــــد
01-04-2018, 08:58 AM
رأس السنة
عبدالله بن بخيت
ليس من عادتي أن أبعث بطاقات معايدة مصممة. كل ما أستطيع أن أفعله أن أكتب عبارة التهنئة وأرسلها رداً على التهنئة التي تصلني. أشعر أن هذه الطريقة أقرب وأفضل وأكثر حميمية. على كل حال لا أتذكر تهاني الأعياد غير الإسلامية إلا بعد فوات الأوان ولا أجد أنه من الضروري أن أهنئ أصدقائي بمثل هذا العيد.
في رأس السنة هذا العام وصلني تهاني مزخرفة أكثر مما وصلني في كل الأعياد الماضية. بعضها بلغ من التطور أن تشعر أنها مصممة في أرقى الاستديوهات. لو كان في داخلي قليلاً من الإيمان بنظرية المؤامرة لتأكد لي أن وراءها الصهيونية العالمية لإفساد شباب الأمة ومربيات الأجيال.
إذا لم تكن الصهيونية وراءها من يقف وراءها. كمية كبيرة وجميلة ومن الواضح أن مصممها محترف. هذا يقودني إلى سؤال أوسع؛ لماذا يتداول سعوديون من جميع الأعمار ومن جميع المناطق ومن الجنسين هذه التهاني برأس السنة؟ بعضهم سافر إلى الدول المجاورة ليستمتع بالاحتفالات التي تقام هناك بالمناسبة؟ خل الصهيونية على جنب مؤقتاً ودعنا نسأل: لماذا يندفع الناس على مثل هذا ومعظمهم سمع بالفتاوى التي تحرم تهنئة الكفار بأعيادهم فما بالك إذا أصبح بعض المسلمين يهنئون أنفسهم بهذه المناسبة؟
الناس تبحث عن التسلية وتتمتع في الوقت نفسه بعقل لإدراك الفرق بين المبادئ أي الدين وبين الأدلجة والتجييش. يرتكبون أخطاء هنا وأخطاء هناك لكن لا يمكن لأي مؤمن أن يرتكب ما يناقض أصالة إيمانه. سئم الناس من الخصومات مع الأمم الأخرى واجتراح الأسباب التي تؤدي إلى اغترابهم عن حاضرهم. نحن جزء من العالم وبشر قبل كل شيء.
يعيش الناس تقويمين الهجري والميلادي. كثير من شؤون حياتهم مبرمجة على التقويم الميلادي. الانتقال من سنة ميلادية إلى أخرى لحظة مهمة في حياة الإنسان تستلزم ملاحظتها والتعبير عنها بالفرح أو بالحزن. سيارتك موديلها بالميلادي وحجوز سفراتك بالميلادي وحوالاتك البنكية بالميلادي وجواز سفرك بالميلادي ونهاية صلاحية طعامك بالميلادي. التقويم الميلادي جزء أساسي من نظام البشر. تهنئتي لك برأس السنة لا يختلف عن تهنئتي لك بترقية أو بشراء سيارة أو بالخروج من أزمة. ثمة تقاويم كثيرة في العالم لا يحتفل بها سوى أصحابها. التقويم اليهودي والتقويم الهندي والتقويم الفارسي وغيرها. كل هؤلاء على اختلاف تقاويمهم تعتمد حياتهم على التقويم الميلادي. لا علاقة بين نهاية السنة وعيد الميلاد. ما يحتفل به الناس مسألة زمانية صرفة. الإنسان يريد أن يستمتع ويعيش مع البشر الآخرين لا أن يجد نفسه غريباً لا منتمياً.
عبدالله بن بخيت
ليس من عادتي أن أبعث بطاقات معايدة مصممة. كل ما أستطيع أن أفعله أن أكتب عبارة التهنئة وأرسلها رداً على التهنئة التي تصلني. أشعر أن هذه الطريقة أقرب وأفضل وأكثر حميمية. على كل حال لا أتذكر تهاني الأعياد غير الإسلامية إلا بعد فوات الأوان ولا أجد أنه من الضروري أن أهنئ أصدقائي بمثل هذا العيد.
في رأس السنة هذا العام وصلني تهاني مزخرفة أكثر مما وصلني في كل الأعياد الماضية. بعضها بلغ من التطور أن تشعر أنها مصممة في أرقى الاستديوهات. لو كان في داخلي قليلاً من الإيمان بنظرية المؤامرة لتأكد لي أن وراءها الصهيونية العالمية لإفساد شباب الأمة ومربيات الأجيال.
إذا لم تكن الصهيونية وراءها من يقف وراءها. كمية كبيرة وجميلة ومن الواضح أن مصممها محترف. هذا يقودني إلى سؤال أوسع؛ لماذا يتداول سعوديون من جميع الأعمار ومن جميع المناطق ومن الجنسين هذه التهاني برأس السنة؟ بعضهم سافر إلى الدول المجاورة ليستمتع بالاحتفالات التي تقام هناك بالمناسبة؟ خل الصهيونية على جنب مؤقتاً ودعنا نسأل: لماذا يندفع الناس على مثل هذا ومعظمهم سمع بالفتاوى التي تحرم تهنئة الكفار بأعيادهم فما بالك إذا أصبح بعض المسلمين يهنئون أنفسهم بهذه المناسبة؟
الناس تبحث عن التسلية وتتمتع في الوقت نفسه بعقل لإدراك الفرق بين المبادئ أي الدين وبين الأدلجة والتجييش. يرتكبون أخطاء هنا وأخطاء هناك لكن لا يمكن لأي مؤمن أن يرتكب ما يناقض أصالة إيمانه. سئم الناس من الخصومات مع الأمم الأخرى واجتراح الأسباب التي تؤدي إلى اغترابهم عن حاضرهم. نحن جزء من العالم وبشر قبل كل شيء.
يعيش الناس تقويمين الهجري والميلادي. كثير من شؤون حياتهم مبرمجة على التقويم الميلادي. الانتقال من سنة ميلادية إلى أخرى لحظة مهمة في حياة الإنسان تستلزم ملاحظتها والتعبير عنها بالفرح أو بالحزن. سيارتك موديلها بالميلادي وحجوز سفراتك بالميلادي وحوالاتك البنكية بالميلادي وجواز سفرك بالميلادي ونهاية صلاحية طعامك بالميلادي. التقويم الميلادي جزء أساسي من نظام البشر. تهنئتي لك برأس السنة لا يختلف عن تهنئتي لك بترقية أو بشراء سيارة أو بالخروج من أزمة. ثمة تقاويم كثيرة في العالم لا يحتفل بها سوى أصحابها. التقويم اليهودي والتقويم الهندي والتقويم الفارسي وغيرها. كل هؤلاء على اختلاف تقاويمهم تعتمد حياتهم على التقويم الميلادي. لا علاقة بين نهاية السنة وعيد الميلاد. ما يحتفل به الناس مسألة زمانية صرفة. الإنسان يريد أن يستمتع ويعيش مع البشر الآخرين لا أن يجد نفسه غريباً لا منتمياً.