لا أشبه احد ّ!
12-29-2017, 06:10 AM
السؤال: ماحكم الصلاة في المسجد وأمام المصلين مدفأة كهربائية في المناطق الباردة
الجواب :
الحمد لله
أولا :
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
" كره أكثر العلماء الصلاة إلى النار ، منهم : ابن سيرين ، كره الصلاة إلى تنور ، وقال : هو بيت نار .
وقال سفيان رحمه الله :
يكره أن يوضع السراج في قبلة المسجد .
وقال مهنا : سألت أحمد عن السراج والقنديل يكون في قبلة المسجد ؟ قال : أكرهه .
ونقل الفرج بن الصباح عن أحمد ، قال :
إذا كان التنور في قبلة لا يصلى إليه ؛ كان ابن سيرين يكره أن يصلي إلى التنور .
ووجه الكراهة : أن فيه تشبها بعباد النار في الصورة الظاهرة ،
فكره ذلك ، وإن كان المصلي يصلي لله ، كما كرهت الصلاة في وقت طلوع الشمس وغروبها
لمشابهة سجود المصلي فيه سجود عباد الشمس لها في الصورة ، وكما تكره الصلاة إلى صنم والى صورة مصورة "
انتهى ملخصا .
"فتح الباري" لابن رجب (3/209) .
وقال الشيخ عليش المالكي رحمه الله في "فتاويه" (1/122) :
" لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِأَهْلِ النَّارِ ، وَلَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَا هُوَ مِنْ نَوْعِ عَذَابٍ ، وَلَا مَا هُوَ مِنْ مَلَابِسِ أَهْلِ الْعَذَابِ ، كَخَاتَمٍ حَدِيدٍ ، وَكَالزُّنَّارِ وَالْغِيَارِ وَالصَّلَاةِ إلَى النَّارِ "
انتهى ملخصا .
ثانيا :
المدفأة الكهربائية المعروفة الآن ، ذكر أهل العلم أنها تختلف عن النار التي كره السلف الصلاة إليها ،
فلا تأخذ حكمها ،
ولا تكره الصلاة إليها ،
لا سيما مع الحاجة إلى وضعها في هذا المكان .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يقع مشكلة بين بعض المصلين في المساجد حول الدفايات الكهربائية ووضعها أمام المصلين
هل هذا حرام أو مكروه يتنزه عنه ؟ وهل الصلاة أمام النار محرمة أو مكروهة؟
فأجاب بقوله :
" اختلف العلماء ورحمهم الله تعالى في الصلاة إلى النار : فمنهم من كرهها ، ومنهم من لم يكرهها ،
والذين كرهوها عللوا ذلك بمشابهة عباد النار ،
والمعروف أن عبدة النار يعبدون النار ذات اللهب ،
أما ما ليس لهب فإن مقتضى التعليل أن لا تكره الصلاة إليها .
ثم إن الناس في حاجة إلى هذه الدفايات في أيام الشتاء للتدفئة ،
فإن جعلوها خلفهم فاتت الفائدة منها أو قلت ،
وإن جعلوها عن إيمانهم أو شمائلهم لم ينتفع بها إلا القليل منهم وهم الذين يلونها ،
فلم يبق إلا أن تكون أمامهم ليتم انتفاعهم بها ،
والقاعدة المعروفة عند أهل العلم أن المكروه تبيحه الحاجة .
ثم إن الدفايات في الغالب لا تكون أمام الإمام ،
وإنما تكون أمام المأمومين ، وهذا يخفف أمرها ؛ لأن الإمام هو القدوة ،
ولهذا كانت سترته سترة للمأموم " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (12 / 340-341)
وينظر : "فقه النوازل في العبادات" ، للشيخ خالد المشيقح (ص46-47) .
والله أعلم
الجواب :
الحمد لله
أولا :
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
" كره أكثر العلماء الصلاة إلى النار ، منهم : ابن سيرين ، كره الصلاة إلى تنور ، وقال : هو بيت نار .
وقال سفيان رحمه الله :
يكره أن يوضع السراج في قبلة المسجد .
وقال مهنا : سألت أحمد عن السراج والقنديل يكون في قبلة المسجد ؟ قال : أكرهه .
ونقل الفرج بن الصباح عن أحمد ، قال :
إذا كان التنور في قبلة لا يصلى إليه ؛ كان ابن سيرين يكره أن يصلي إلى التنور .
ووجه الكراهة : أن فيه تشبها بعباد النار في الصورة الظاهرة ،
فكره ذلك ، وإن كان المصلي يصلي لله ، كما كرهت الصلاة في وقت طلوع الشمس وغروبها
لمشابهة سجود المصلي فيه سجود عباد الشمس لها في الصورة ، وكما تكره الصلاة إلى صنم والى صورة مصورة "
انتهى ملخصا .
"فتح الباري" لابن رجب (3/209) .
وقال الشيخ عليش المالكي رحمه الله في "فتاويه" (1/122) :
" لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِأَهْلِ النَّارِ ، وَلَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَا هُوَ مِنْ نَوْعِ عَذَابٍ ، وَلَا مَا هُوَ مِنْ مَلَابِسِ أَهْلِ الْعَذَابِ ، كَخَاتَمٍ حَدِيدٍ ، وَكَالزُّنَّارِ وَالْغِيَارِ وَالصَّلَاةِ إلَى النَّارِ "
انتهى ملخصا .
ثانيا :
المدفأة الكهربائية المعروفة الآن ، ذكر أهل العلم أنها تختلف عن النار التي كره السلف الصلاة إليها ،
فلا تأخذ حكمها ،
ولا تكره الصلاة إليها ،
لا سيما مع الحاجة إلى وضعها في هذا المكان .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يقع مشكلة بين بعض المصلين في المساجد حول الدفايات الكهربائية ووضعها أمام المصلين
هل هذا حرام أو مكروه يتنزه عنه ؟ وهل الصلاة أمام النار محرمة أو مكروهة؟
فأجاب بقوله :
" اختلف العلماء ورحمهم الله تعالى في الصلاة إلى النار : فمنهم من كرهها ، ومنهم من لم يكرهها ،
والذين كرهوها عللوا ذلك بمشابهة عباد النار ،
والمعروف أن عبدة النار يعبدون النار ذات اللهب ،
أما ما ليس لهب فإن مقتضى التعليل أن لا تكره الصلاة إليها .
ثم إن الناس في حاجة إلى هذه الدفايات في أيام الشتاء للتدفئة ،
فإن جعلوها خلفهم فاتت الفائدة منها أو قلت ،
وإن جعلوها عن إيمانهم أو شمائلهم لم ينتفع بها إلا القليل منهم وهم الذين يلونها ،
فلم يبق إلا أن تكون أمامهم ليتم انتفاعهم بها ،
والقاعدة المعروفة عند أهل العلم أن المكروه تبيحه الحاجة .
ثم إن الدفايات في الغالب لا تكون أمام الإمام ،
وإنما تكون أمام المأمومين ، وهذا يخفف أمرها ؛ لأن الإمام هو القدوة ،
ولهذا كانت سترته سترة للمأموم " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (12 / 340-341)
وينظر : "فقه النوازل في العبادات" ، للشيخ خالد المشيقح (ص46-47) .
والله أعلم