ضامية الشوق
12-16-2017, 06:31 PM
إغاثة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقيرًا، وكان مأمورًا بـ الكف عن القتال ؛ ولذا فلم تكن إغاثته للمسلمين بالمال أو بالقوَّة واردةً في حساب هذه الفترة؛ فالمسلمون عبارة عن أفرادٍ داخل مجتمعٍ لا يدين بدينهم ولا يترك لهم حريَّة العقيدة؛ بل يستعمل معهم أبشع أنواع التعذيب لردِّهم، ولكنَّه صلى الله عليه وسلم قَدَّم إليهم إغاثةً من نوعٍ آخر وهي إغاثة الكلمة الطيِّبة والبشرى الحسنة، فلننظر إلى تكافل النبيِّ صلى الله عليه وسلم المعنويِّ وبُشراه لأسرة "آل ياسر " (تلك الأسرة التي ابتُليت كلها في سبيل الله؛ أب وأم وابن)، فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بعمَّار وأهله وهم يُعذَّبون، فقال: "أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ وَآلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ".
لم يكن في وسع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يُقدِّم شيئًا لآل ياسر -رموز الفداء والتضحية- فليسوا بأرِقَّاء حتى يشتريهم ويعتقهم، وليست لديه القوَّة ليستخلصهم من الأذى والعذاب، فكلُّ ما يستطيعه صلى الله عليه وسلم أن يزفَّ لهم البشرى بالمغفرة والجنَّة, ويحثهم على الصبر؛ لتُصبح هذه الأسرة المباركة قدوةً للأجيال المتلاحقة".
ونجده صلى الله عليه وسلم يتكافل مع خبَّاب معنويًّا ونفسيًّا مُشعرًا إيَّاه بقرب انتصار الإسلام، فيُروى عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ فَقَالَ: "... وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".
فكان تكافل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عاملًا من عوامل الثبات والنصر؛ بل ومن عوامل تربية الرجال الذين قادوا الخير للعالمين.
ومن عظمته صلى الله عليه وسلم أنَّه أغاث مشركًا لا يعرفه قد وقع عليه ظلمٌ من أبي جهل وعجز صناديد قريش عن نصرته، فيذكر ابن اسحاق في سيرته حديث الأراشي الذي ابتاع منه أبو جهل الإبل ومطله بأثمانها، ودلالة قريش إيَّاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُنصفه من أبي جهل استهزاءً، لِمَا يعلمون من العداوة بينهما، قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ فقال: "مُحَمَّدٌ". فخرج إليه وما في وجهه من رائحة قد انتقع لونه، فقال: "أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ". قال: نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له. فدفعه إليه، فذكر لهم الأراشي ذلك، فقالوا لأبي جهل: ويلك! ما رأينا مثل ما صنعت. قال: ويحكم! والله ما هو إلَّا أن ضرب عليَّ بابي وسمعت صوته، فمُلئت رعبًا، ثم خرجت إليه، وإنَّ فوق رأسه لفحلًا من الإبل، ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحلٍ قَطُّ، والله لو أبيت لأكلني.
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقيرًا، وكان مأمورًا بـ الكف عن القتال ؛ ولذا فلم تكن إغاثته للمسلمين بالمال أو بالقوَّة واردةً في حساب هذه الفترة؛ فالمسلمون عبارة عن أفرادٍ داخل مجتمعٍ لا يدين بدينهم ولا يترك لهم حريَّة العقيدة؛ بل يستعمل معهم أبشع أنواع التعذيب لردِّهم، ولكنَّه صلى الله عليه وسلم قَدَّم إليهم إغاثةً من نوعٍ آخر وهي إغاثة الكلمة الطيِّبة والبشرى الحسنة، فلننظر إلى تكافل النبيِّ صلى الله عليه وسلم المعنويِّ وبُشراه لأسرة "آل ياسر " (تلك الأسرة التي ابتُليت كلها في سبيل الله؛ أب وأم وابن)، فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بعمَّار وأهله وهم يُعذَّبون، فقال: "أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ وَآلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ".
لم يكن في وسع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يُقدِّم شيئًا لآل ياسر -رموز الفداء والتضحية- فليسوا بأرِقَّاء حتى يشتريهم ويعتقهم، وليست لديه القوَّة ليستخلصهم من الأذى والعذاب، فكلُّ ما يستطيعه صلى الله عليه وسلم أن يزفَّ لهم البشرى بالمغفرة والجنَّة, ويحثهم على الصبر؛ لتُصبح هذه الأسرة المباركة قدوةً للأجيال المتلاحقة".
ونجده صلى الله عليه وسلم يتكافل مع خبَّاب معنويًّا ونفسيًّا مُشعرًا إيَّاه بقرب انتصار الإسلام، فيُروى عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ فَقَالَ: "... وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".
فكان تكافل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عاملًا من عوامل الثبات والنصر؛ بل ومن عوامل تربية الرجال الذين قادوا الخير للعالمين.
ومن عظمته صلى الله عليه وسلم أنَّه أغاث مشركًا لا يعرفه قد وقع عليه ظلمٌ من أبي جهل وعجز صناديد قريش عن نصرته، فيذكر ابن اسحاق في سيرته حديث الأراشي الذي ابتاع منه أبو جهل الإبل ومطله بأثمانها، ودلالة قريش إيَّاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُنصفه من أبي جهل استهزاءً، لِمَا يعلمون من العداوة بينهما، قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ فقال: "مُحَمَّدٌ". فخرج إليه وما في وجهه من رائحة قد انتقع لونه، فقال: "أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ". قال: نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له. فدفعه إليه، فذكر لهم الأراشي ذلك، فقالوا لأبي جهل: ويلك! ما رأينا مثل ما صنعت. قال: ويحكم! والله ما هو إلَّا أن ضرب عليَّ بابي وسمعت صوته، فمُلئت رعبًا، ثم خرجت إليه، وإنَّ فوق رأسه لفحلًا من الإبل، ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحلٍ قَطُّ، والله لو أبيت لأكلني.