إرتواء نبض
11-13-2017, 03:12 AM
عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض " .
قيل : ما بركات الأرض ؟
قال : " زهرة الدنيا "
فقال له الرجل : هل يأتي الخير بالشر ؟
فصمت رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى ظننت أنه سينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه . قال : " أين السائل ؟".
قال : أنا
قال : " لا يأتي الخير إلا بالخير ، إن هذا المال خضرة حلوة ، وإن كل ما أثبت الربيع يقتل حبطا أو يلم ، إلا آكلة الخضر ، أكلت ، حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ، فاجترت وثلطت وبالت ، ثم عادت فأكلت ، وإن هذا المال خضرة حلوة ، من أخذه بحقه ، ووضعه في حقه ، فنعم المعونة هو ، وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع".
قال ابن الأثير ـ معلقا على هذا الحديث ـ: " وفى هذا الحديث مثلان :
أحدهما : للمفرط في جمع الدنيا .
والآخر : للمقتصد في أخذها والانتفاع بها .فأما قوله : " وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم " .
فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها ، وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول ، فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه ، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال ، فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك، أو تقارب الهلاك ، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حقها ويمنعها من حقها ، قد تعرض للهلاك في الآخرة ، لا بل في الدنيا .
وأما مثل المقتصد ، فقوله : " إلا آكلة الخضر " وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم ، ولكنه من التي ترعها المواشي بعد هيج البقول ويسها ، حيث لا تجد سواها ، وتسميها العرب : الجنبة ، فلا ترى الماشية تكثر من آكلها ولا تستمرئها ، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصر في أخذ الدنيا وجمعها ، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها ، فهو ينجو من وبالها ، كما نجت آكلة الخضر . ألا تراه قال : " أكلت ، حتى إذا مدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس ، فثلطت وبالت " . أراد أنها شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس ، تستمرئ بذلك ما أكلت ، وتجتر وتثلط ، فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط ، وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول ، فيعرض لها المرض فتهلك ".
أخي المسلم : كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته من فتح الدنيا عليهم ، فيخاف الافتتان بها .
قيل : ما بركات الأرض ؟
قال : " زهرة الدنيا "
فقال له الرجل : هل يأتي الخير بالشر ؟
فصمت رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى ظننت أنه سينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه . قال : " أين السائل ؟".
قال : أنا
قال : " لا يأتي الخير إلا بالخير ، إن هذا المال خضرة حلوة ، وإن كل ما أثبت الربيع يقتل حبطا أو يلم ، إلا آكلة الخضر ، أكلت ، حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ، فاجترت وثلطت وبالت ، ثم عادت فأكلت ، وإن هذا المال خضرة حلوة ، من أخذه بحقه ، ووضعه في حقه ، فنعم المعونة هو ، وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع".
قال ابن الأثير ـ معلقا على هذا الحديث ـ: " وفى هذا الحديث مثلان :
أحدهما : للمفرط في جمع الدنيا .
والآخر : للمقتصد في أخذها والانتفاع بها .فأما قوله : " وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم " .
فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها ، وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول ، فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه ، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال ، فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك، أو تقارب الهلاك ، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حقها ويمنعها من حقها ، قد تعرض للهلاك في الآخرة ، لا بل في الدنيا .
وأما مثل المقتصد ، فقوله : " إلا آكلة الخضر " وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم ، ولكنه من التي ترعها المواشي بعد هيج البقول ويسها ، حيث لا تجد سواها ، وتسميها العرب : الجنبة ، فلا ترى الماشية تكثر من آكلها ولا تستمرئها ، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصر في أخذ الدنيا وجمعها ، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها ، فهو ينجو من وبالها ، كما نجت آكلة الخضر . ألا تراه قال : " أكلت ، حتى إذا مدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس ، فثلطت وبالت " . أراد أنها شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس ، تستمرئ بذلك ما أكلت ، وتجتر وتثلط ، فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط ، وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول ، فيعرض لها المرض فتهلك ".
أخي المسلم : كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته من فتح الدنيا عليهم ، فيخاف الافتتان بها .