طهر الغيم
10-04-2017, 02:16 AM
في عُزلتنا تتملكنا وحدة قاتلة، تلتهمُ ضجيجنا الذي يُهدهُد صمتنا دونما إذن مُسبق، لـ تفترسَ غموضَ هدوئِنا المُقتبس من حكايا النور، و لـ تقتنصَ كُل وعودنا المؤرشفة منذُ أول الخلق.
هي عُزلةٌ نحبها و تُحبنا، لا تهونُ علينا ولا نهونُ عليها، نُرحب بها بـ سخاءٍ مُفرط في كل مرة تترددُ بها علينا، نُشاركُها همومنا، أفراحنا و أتراحنا، نشاركها كُل الذي يجولُ في البال، و ما يُقال و كُل الذي لا يُقال.
عُزلةٌ تعرفنا حقّ المعرفة، حفظت كُل طقوسنا عن ظهر قَلب، لكنّ كل ذلك لم يمنعها من أن تُقدم على رِثائنا دونما رَحمة، و من أن تفرضَ علينا لعنة تُلازِمنا حدَّ الموت، فَـ تسقينا حرماناً يستشفُ قداسته من ضياعِنا في حممِ السطوةِ و الحضور.
في عُزلتنا التي توافِق طباعنا الشرسة، و في منفانا الذي فُرضَ عليه قانونُ التواءُمِ و التطابق معَنا، تسمعُنا موسيقانا بـ اهتمامٍ ملحوظ، تُنصت لإيقاعِ كلماتنا الخافتة، لـ ترسُمنا الإحداثياتُ بجدارية بديعة خلّاقة قد تظنها في بادئ الأمر أنها تعودُ إلى القرون الأولى.
جداريةٌ تألف كُل أنواع الحزنِ في رحاب الأرض، تثيرُ دهشتكَ بـ إسرافٍ شديد حتى و إن كُنت قد ألفتَ كُل أنواع الدهشةِ الأولى.
هي عُزلةٌ تهدينا ضماً و احتواءاً، معنىً و وجوداً، فـ تُنقض كُل العهود التي لطالما قطعناها على أنفُسنا، لـ تتلاشى كل أسباب الحذر و الحرص، فَـ نُصارح ذواتنا بكل ما نحبُ و نكره، بما اعتدنا عليه و ما لم نعتَدْ عليه، عُزلةٌ نُشرع فيها جُل ما يؤرقنا و جُلّ الذي يستنزِف طُمأنينة بالنا، لنتدارَك كُل مُنغصاتِ العيش و كدره.
عُزلةٌ تُيسرُ لنا سُبل مُصارحة ذواتنا بكل ثوابتِ البقاء التي نُواجهها كل يومٍ لنحظى بأنفُسنا، بكل ثوابتِ الإختلاف التي نغضُ الطرف عنها لنظفرَ بـ إنسانيتنا، و بكل التناقضات المُشتتة هُنا و هُناك لنحظى بالقليل الكثير مِن التوازنِ المُعدم.
عُزلةٌ روتينية قد لا تتجاوزُ بضعَ دقائقٍ معدودات، لكنها كفيلةٌ بأن تُحيي فينا شعوراً يفتكُ بنا دونما رحمة، كفيلةٌ بأن تُغدقَ علينا بكل ذكرياتنا الوضاءة، كفيلةٌ بأن تستحضرَ في أذهاننا كُل مَن نُحب.
هي عُزلةٌ تؤتينا بمن نُحب، بمن فقدنا، فَـ تستحضرُ في أذهاننا كُلّ الذين برعوا في فَن التعايش حد الإكتفاء، ليستغرقوا بعد ذلك في سُباتٍ عميق يندرجُ تحتَ مُسمى الموت، هي عُزلةٌ بعيدةٌ كل البعد عن معاني الرأفة لـ تستحضِرُ في البالِ كُل وقورٍ كريم باتَ أبعدَ ما يكونُ عنا و الأسبابُ تتعدد في ذلك.
عُزلةٌ تفيضُ بكل معاني القداسة التي عرفناها منذُ النشأة الأولى تُهدينا ذواتنا و انعكاسها، و تقنعنا بأننا وحدنا نحنُ من نسند ضعفنا، و لا أحد غيرنا قادرٌ على ترميمِ شقائنا.
هي عُزلةُ قد تكون روتينيةٌ في طبعها تتخلل يومكَ دونما إذن مُسبق، و قد لا تتجاوزُ بضع ثوان، أو رُبما دقائق معدودات، و لَرُبما يوماً أو بضعَ يوم، أو لعلها تأتي في كُل سنةٍ مرة، لا يَهم، ما يَهم هو أن تأتي لـ تجدَ لنفسك حيزاً يتسِعُ لكَ و لشقائكِ، حيزاً لـ أفكارك و جُل أحوالك.
هي عُزلةٌ نحبها و تُحبنا، لا تهونُ علينا ولا نهونُ عليها، نُرحب بها بـ سخاءٍ مُفرط في كل مرة تترددُ بها علينا، نُشاركُها همومنا، أفراحنا و أتراحنا، نشاركها كُل الذي يجولُ في البال، و ما يُقال و كُل الذي لا يُقال.
عُزلةٌ تعرفنا حقّ المعرفة، حفظت كُل طقوسنا عن ظهر قَلب، لكنّ كل ذلك لم يمنعها من أن تُقدم على رِثائنا دونما رَحمة، و من أن تفرضَ علينا لعنة تُلازِمنا حدَّ الموت، فَـ تسقينا حرماناً يستشفُ قداسته من ضياعِنا في حممِ السطوةِ و الحضور.
في عُزلتنا التي توافِق طباعنا الشرسة، و في منفانا الذي فُرضَ عليه قانونُ التواءُمِ و التطابق معَنا، تسمعُنا موسيقانا بـ اهتمامٍ ملحوظ، تُنصت لإيقاعِ كلماتنا الخافتة، لـ ترسُمنا الإحداثياتُ بجدارية بديعة خلّاقة قد تظنها في بادئ الأمر أنها تعودُ إلى القرون الأولى.
جداريةٌ تألف كُل أنواع الحزنِ في رحاب الأرض، تثيرُ دهشتكَ بـ إسرافٍ شديد حتى و إن كُنت قد ألفتَ كُل أنواع الدهشةِ الأولى.
هي عُزلةٌ تهدينا ضماً و احتواءاً، معنىً و وجوداً، فـ تُنقض كُل العهود التي لطالما قطعناها على أنفُسنا، لـ تتلاشى كل أسباب الحذر و الحرص، فَـ نُصارح ذواتنا بكل ما نحبُ و نكره، بما اعتدنا عليه و ما لم نعتَدْ عليه، عُزلةٌ نُشرع فيها جُل ما يؤرقنا و جُلّ الذي يستنزِف طُمأنينة بالنا، لنتدارَك كُل مُنغصاتِ العيش و كدره.
عُزلةٌ تُيسرُ لنا سُبل مُصارحة ذواتنا بكل ثوابتِ البقاء التي نُواجهها كل يومٍ لنحظى بأنفُسنا، بكل ثوابتِ الإختلاف التي نغضُ الطرف عنها لنظفرَ بـ إنسانيتنا، و بكل التناقضات المُشتتة هُنا و هُناك لنحظى بالقليل الكثير مِن التوازنِ المُعدم.
عُزلةٌ روتينية قد لا تتجاوزُ بضعَ دقائقٍ معدودات، لكنها كفيلةٌ بأن تُحيي فينا شعوراً يفتكُ بنا دونما رحمة، كفيلةٌ بأن تُغدقَ علينا بكل ذكرياتنا الوضاءة، كفيلةٌ بأن تستحضرَ في أذهاننا كُل مَن نُحب.
هي عُزلةٌ تؤتينا بمن نُحب، بمن فقدنا، فَـ تستحضرُ في أذهاننا كُلّ الذين برعوا في فَن التعايش حد الإكتفاء، ليستغرقوا بعد ذلك في سُباتٍ عميق يندرجُ تحتَ مُسمى الموت، هي عُزلةٌ بعيدةٌ كل البعد عن معاني الرأفة لـ تستحضِرُ في البالِ كُل وقورٍ كريم باتَ أبعدَ ما يكونُ عنا و الأسبابُ تتعدد في ذلك.
عُزلةٌ تفيضُ بكل معاني القداسة التي عرفناها منذُ النشأة الأولى تُهدينا ذواتنا و انعكاسها، و تقنعنا بأننا وحدنا نحنُ من نسند ضعفنا، و لا أحد غيرنا قادرٌ على ترميمِ شقائنا.
هي عُزلةُ قد تكون روتينيةٌ في طبعها تتخلل يومكَ دونما إذن مُسبق، و قد لا تتجاوزُ بضع ثوان، أو رُبما دقائق معدودات، و لَرُبما يوماً أو بضعَ يوم، أو لعلها تأتي في كُل سنةٍ مرة، لا يَهم، ما يَهم هو أن تأتي لـ تجدَ لنفسك حيزاً يتسِعُ لكَ و لشقائكِ، حيزاً لـ أفكارك و جُل أحوالك.