مشاهدة النسخة كاملة : رواية قيد القمر الفصل الخامس عشر


جنــــون
08-01-2017, 07:04 AM
رواية قيد القمر .. الفصل الخامس عشر

أغمضت سهير عينيها بألم وهي جالسة في نافذتها تتأمل الطريق الذي اتخذه منذر منذ قليل
ليذهب إلى جدهما كما أخبرها.. أو إلى تلك الفتاة التي سكنت قصر الجي ا زوي بدعوة م ا رعاة
صاحبه بينما هي تخطط للاستيلاء على من تطاله يدها من أحفاده, فبعد صد رؤوف
الواضح لها حولت اهتمامها إلى منذر الذي تلقى ذلك الاهتمام بشغف وتقبله بسعادة...
تستطيع سهير تحديد اللحظة الذي بدأ فيها منذر علاقته بتلك الحرباء.. كما تستطيع التأكيد
على أنه لم يتمادى معها بعد.. فهي تفهم منذر جيداً وتحفظ ردود أفعاله ك ا رحة يدها كيف لا
وهو توأم روحها وحبيبها الوحيد... ولكنها للعجب تمنحه العذر فيما يفعل.. فهي من تدفعه
دفعاً لذلك, بل هي من منعت عمتها قمر من التدخل ومحادثة منذر ورده عن تصرفاته..
فهي طالما آمنت أن ما بين الزوجين يجب أن يظل بينهما.. وأن تدخل أي طرف ثالث ولو
بحسن نية سيتسبب بأذى قد لا يمكن احتوائه.. ولكنها أيضاً تدرك وجوب مصارحة منذر
بوضعها وأحاسيسها, ولكنها لا تضمن ردة فعله.. فما تملكه من تبري ا رت لسلوكها نحوه قد
يعتبره هو إهانة لرجولته.. وكيانه كرجل وزوج..
ظنت دوماً أن حبهما صلباً كالصخر وثابتاً كالجبال ولكنها تخشى ألا يحتمل مواجهة
كتلك.. تعلم أنه خطأها من البداية.. فقلة خبرتها وخجلها منعاها من مصارحته بما ينتابها
وهي بين ذ ا رعيه.. تدرك بتقصيرها نحوه.. وخطأها الذي قد يتسبب في دمار زواجهما..
لذلك هي تسمح له بالتمادي مع تلك الحرباء ربما كتعويض عن حرمانه من مشاعرها
واهتمامها.. ولكنها أحياناً تتساءل إن كان ذلك تصرف ماكر منها تركه ليخطأ ويخطأ ثم
ت واجهه بما لديها فيتساوى الطرفين في الخطأ..
تدرك أن المواجهة آتية وحتمية ولكنها تخشى, بل وترتعب من تبعاتها, هل ستنتهي حياتها
معه تماماً؟.. أم ترضخ وتقبل بوجود ام أ رة اخرى في حياته لتمنحه ما تعجز هي منحه
إياه؟.. ولكن هل ستتحمل مشاركته مع أخرى؟.. لا تعتقد.. هي ليست بقوة نو ا ر, ولا تمتلك

سعة حيلتها التي مكنتها من السيطرة على قلب وعقل رؤوف الذي أصبح لا يرى غيرها
والأعمى وحده من يتغافل عن ذلك.. ولكن رغم هذا تظل نو ا ر زوجة لنصف زوج.. وهو
وضع لن تحتمله سهير ولن تطيقه فرغم كل الأفكار المنطقية وكل الأعذار التي تمنحها
لمنذر فهي تشعر بني ا رن حارقة تكوي قلبها وتحرق روحها حرقاً لمجرد تخيله برفقة تلك
الفتاة.. فكيف ستتحمل أن يكون زوجاً لأخرى؟!!!...
هل تلك الحرقة بداخلها تشبه ما تشعر به نو ا ر عندما يقضي رؤوف أوقاته مع زوجته
الأخرى.. وكيف تتحمل نو ا ر تلك الآلام المبرحة وتلك الغيرة الحارقة؟.. إلا أن هاجساً شري ا رً
همس لها, بل نو ا ر هي الدخيلة ومن تشعر بحرقة القلب وظلم الأيام هي نعمات.. الزوجة
الأولى التي هجرها رؤوف ليتنعم بالسعادة مع نو ا ر شقيقتها..
نفضت أ رسها بعنف وهي ترمي عنها تلك الأفكار السوداء.. كيف تفكر بهذه الطريقة؟..
وكيف تظن بشقيقتها هذا الظن؟.. هل فقدت عقلها؟.. أم أنها تحاول أن ترمي مشاكلها على
من حولها..
بينما تشرد بأفكارها لمحت منذر يدلف من بوابة البيت بسيارته بسرعة كبيرة..
حدثت نفسها..
"لم يبقَ مع الأخرى إذاً.. لقد عاد إلى البيت.. عاد إليها".
تنهدت ب ا رحة وانتابها شعور خفي بالأمان فهو ما ا زل صامداً.. ولكن إلى متى؟!!!.
دلف منذر إلى المنزل وهو يجر قدميه ج ا رً.. لا يدري كيف أوقف وداد وسحب نفسه من
بين أحضانها.. لا يستطيع فهم نفسه فهو غير قادر على الابتعاد عنها وفي نفس الوقت لا
يرغب بأن يتطور الأمر ويصل إلى مرحلة اللاعودة.. ما ا زل يجاهد نفسه محاولاً إيقاف

الأمر أو حتى تجميده عند حد معين.. فهو لن يتمادى إلا في إطار شرعي, ولكن هل هو

مستعد لتلك الخطوة وهل يرغب فعلاً في الإقدام عليها؟.. وهل يستطيع مواجهة العائلة بق ا رر
كهذا؟.. والأهم.. هل يمكنه مواجهة سهير؟..
جذبه من لجة أفكاره أصوات عالية آتية من بهو المنزل وما أن اقترب حتى تبين أن قاسم
يتشاحن مع أمهما.. فجائه صوته منفعلاً وهو يتهم أمهما كعادته:
أنتِ طالما فضلتِ رؤوف على الكل.. حتى على ابنكِ.. عليّ أنا.. الجميع فعل.. وفي
نهاية الأمر أصبح هو الرئيس والمتحكم في كل شيء..
قاطعته قمر بصوت متهدج:
يكفي يا قاسم.. يكفي يا بني.. أنت تعلم أن هذا ليس صحيحاً.. فجدك يُعد رؤوف منذ
طفولته حتى يخلفه في كل شيء..
زعق قاسم بغضب وكأنه لا يصدق ما تقوله أمه:
هاه.. وزواجه الأول الذي منحه رضا جدي الكامل.. وعطف وشفقة الجميع.. ألم أكن أنا
أولى منه بذلك.. فأنا أكبر الأحفاد, أم تناسيتم ذلك أيضاً؟.
واجهته أمه بعنف عله يستفيق من ضلالاته:
بل أنت من نسيت.. هل تريد فعلاً الخوض في ذلك.. تلك الأيام السوداء التي أتى فيها
أخي عبد الرحمن رحمه الله ليخبرني.. أن ابني.. ابني الكبير الذي كنت أعقد عليه كل
آمالي, اختلس من أم وال شركة الجي ا زوي, ولولا سرعة تصرف عبد الرحمن وأبيك وتغطيتهما
للعجز لوصل الأمر للشرطة.. هل تظن أن جدك غفل عن ذلك؟..
وتعالى ص ا رخها:
هل تظن أنه لم يعلم؟.. كلا يا أكبر الأحفاد.. لقد علم وأ ا رد إبلاغ الشرطة لولا توسلاتي له

ولولا خالك عبد الرحمن_رحمه الله_ لكنت تقبع في زن ا زنة مظلمة, واكتفى والدي فقط بطردك
من الشركة وابعادك عن العائلة في ذلك الوقت.. هل تظن أنه كان يثق بك ليأتمنك على
الثروة, بل وعلى أرملة عمك؟.. هاه.. أجبني يا أكبر الأحفاد؟..
أجابها بصفاقة:
أنا أعلم قدرك في قلب جدي ولو كنتِ عرضتِ عليه أمر زواجي من نعمات لكنت أنا
من يتحكم في الجميع الآن؟.. ولا تتعذري بأنكِ عرضتِ عليه رؤوف خوفاً عليّ من
زواجي بتلك العجوز فذلك محض ه ا رء..
أجابته بصوتٍ باكٍ:
بل أشفقت عليك من ثقل الأمانة يا ولدي.. فأنا أعلم الناس بك, فأنت قطعة مني.. أنت
أضعف من أن تتحمل تلك الأمانة.. كنت ستفرط فيها وتبوء بإثمها وأتحمل أنا معك ذلك
الإثم.. لقد كان الحمل ثقيل ورؤوف هو الوحيد المؤهل لحمله بدون أن يفرط فيه.. حِمل
الثروة, وحِمل الم أ رة التي اقترن بها وحافظ على عشرته معها طوال سنوات رغم فارق السن
بينهما..
أجابها بحقد:
بالفعل حافظ على العش رة بزواجه عليها من ابنة الخال!.
أجابته باستف ا زز:
أليس ذلك حقاً من حقوقه؟.. بعد عشرته لنعمات طوال تلك السنوات التي لم تسفر عن ابن
أو ابنة..
أجابها من بين أسنانه:


الآن تقولين أن ذلك حقه!.. وماذا عني؟.. لماذا لم تساعديني للزواج منها.. فأنتِ تعلمين
أنني أريد نو ا ر منذ سنوات.. لماذا رفضتِ التوسط لي عند خالي ليوافق على زواجي منها؟..
صرخت به:
هل أنت مجنون؟.. كنت قد تزوجت لتوك وكانت أحوالك على وشك التحسن وكان ذلك
بفضل زوجتك.. تلك الفتاة الطيبة التي أصلحت من أحوالك.. فهل كنت تريد مكافأتها
بالزواج عليها؟.. وهل من الممكن أن يوافق خالك أو نو ا ر على تلك المهزلة؟.. أفق لنفسك
حتى لا تضيع الحياة التي عدت إليها بمعجزة.. وانسى أي أحلام مجنونة عن نو ا ر أو رؤوف
أو ثروة جدك.. وأحمد ربك على ما وصلت إليه..
كان صوته يقطر حقداً وهو يجيبها:
أنساها!!.. بالطبع سوف أفعل.. وهل أملك حلاً آخر غير ذلك؟.. ولكني لن أيأس أبداً..
دخل منذر ليقطع ذلك النقاش الذي أصبح يتكرر بصورة يومية وقطع كلام قاسم بقوله:
إن نو ا ر تعشق رؤوف.. وهو أحق الناس بها.. فلا تفكر بزوجة ابن خالك فهذا تصرف أقل
ما يقال عنه أنه دنئ, ولا تنسَ أن رؤوف تحدى جدي كي يعيدك للشركة مرة أخرى وأخذ
تلك المخاطرة على مسئوليته الشخصية, فلا ترد له الجميل بتلك التصرفات الرعناء..
أجابه قاسم بسخرية:
انظروا من يتكلم عن التصرفات الرعناء!.. أين كنت الآن يا أخي الصغير؟..
ثم أخرج من أحد جيوبه زجاجة عطر صغيرة وأخذ يرش على منذر بكثافة, بينما منذر يبتعد
عنه قائلاً:
ماذا تفعل؟.. هل جننت؟..

قهقه قاسم ساخ ا رً:
أحاول أن أغطي على ا رئحة العطر النسائي الرخيص الذي ينبعث منك يا أخي الصغير,
حتى لا تهجرك ابنة الخال الأخرى.
حدجتهما قمر بنظ ا رت يائسة وهي تتمتمم:
يا الهي.. ماذا فعلت حتى ابتلي في أولادي هكذا؟.. لماذا يا منذر؟.. لماذا يا ولدي؟.
أجابهما منذر بغضب موجه لنفسه أولاً:
لا شأن لأحد بي أو بحياتي.
صاحت به قمر:
ماذا تعني ب لا شأن لأحد بحياتك؟.. هل نسيت أن سهير تكون ابنة أخي؟.. هل تعتقد
أنني ا رضية عن تصرفاتك نحوها.. أقسم بالله لولا توسلاتها لكان لي معك شأناً آخر..
ولكني لن أصمت طويلاً.. انتبه لنفسك ولزواجك والا سأتدخل أنا ولن ترى سهير مرة أخرى
في حياتك..
رمقها منذر باستخفاف بينما ابتسم قاسم بتشفي وهو يرى دفة الهجوم توجهت نحو منذر بدلاً
منه.. وحيا والدته بسرعة وهو ينطلق من المنزل.. بينما اكتفى منذر بالصمت التام ليصعد
إلى جناحه تتابعه نظ ا رت أمه القلقة والخائفة من القادم..
دلف منذر إلى جناحه فوجد سهير جالسة على نافذتها تتأمل السماء بشرود, فحياها بهدوء:
مساء الخير..
التفتت سهي

بوزياد
08-01-2017, 09:42 AM
جنووون


مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ
لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ
لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ
دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ

ضامية الشوق
08-01-2017, 02:31 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

ضامية الشوق
08-01-2017, 02:32 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

نجم الجدي
08-01-2017, 04:50 PM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

الغنــــــد
08-01-2017, 09:29 PM
صفحه تستحق الثناااء
لروعة ما شااااهدنااه

سلمت الأنااامل وما جائت به من ذوووووق


شكرا الف لا تفي

RioO
08-02-2017, 08:23 AM
طرح متميز
راقي برقي روحك وجمال انتقائك
سلمت على مجهوداتك الجميله
وعلى كل ما يقدم منك بـ قصائد
لا خلا ولا عدم ي نقااء
كل الود

جنــــون
08-02-2017, 12:27 PM
نورتو

فزولهآ
08-02-2017, 01:39 PM
طرح جميل

جنــــون
08-02-2017, 01:46 PM
يسلمو ع المرور

مجنون قصايد
08-04-2017, 09:51 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

إرتواء نبض
08-05-2017, 01:37 AM
لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا المتصفح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز
تقديري وودي

لا أشبه احد ّ!
08-05-2017, 08:04 AM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

جنــــون
08-05-2017, 10:34 AM
يسلمو ع المرور

ملكة الجوري
08-06-2017, 10:46 PM
يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..

جنــــون
08-07-2017, 01:49 AM
يسلمو ع المرور

عـــودالليل
08-07-2017, 01:55 AM
100

‏اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه

‏شكرا من القب
على هكذا طرح




احترامي
‏محمد الحريري

جنــــون
08-07-2017, 02:21 AM
يسلمو ع المرور

كـــآدي
08-07-2017, 11:22 PM
طرح جميل
عوافي

جنــــون
08-08-2017, 03:00 AM
يسلمو ع المرور

هدوء
08-25-2017, 03:06 AM
؛
اختيار ذووق ووطرح انيق
ربي يعطيك العافيه لجهودك المميزه واختيارك المميز
كل الود••

جنــــون
09-24-2017, 07:11 AM
يسلمو ع المرور

عازفة القيثار
09-25-2017, 02:33 PM
يعطيك عافية ع الطرح المفيد والرائع
سلمت أناملك يالغلآ..
بانتظار جديدك القاآآدم
ودي لروحك ووردي*♥

جنــــون
10-04-2017, 10:28 AM
يسلمو ع المرور