بوزياد
07-29-2017, 09:22 AM
http://up.3dlat.com/uploads/131933510311.gif
الخلاص من شر الناس .. فإنهم يؤذونك مرة بالغيبة ومرة بسوء الظن والتهمة بالاقتراحات والأطماع الكاذبة التي يعسر الوفاء بها وتارة بالنميمة أو الكذب فربما يرون منك من الأعمال أو الأقوال ما لا يبلغ عقولهم فيتخذون ذلك ذخيرة عندهم يدخرونها لوقت تظهر فرصة للشر فإذا اعتزلتهم استغنيت من التحفظ عن جميع ذلك ولذلك قال بعض الحكماء لغيره :أعلمك بيتين خير من عشرة آلاف درهم؟ قال .. ما هما؟ قال
اخفض الصوت إن نطقت بليل – والتفت بالنهار قبل المقال
ليس للقول رجعة حين يبدو – بقبيح يكون أو بجـــــمال
ولا شك أن من اختلط بالناس وشاركهم في أعمالهم لا ينفك من حاسد وعدو يسيء الظن به ويتوهم أنه يستعد لمعاداته ونصب المكيدة عليه وتدسيس غائلة وراءه فالناس مهما اشتد حرصهم على أمر " يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم " المنافقون : 4 وقد اشتد حرصهم على الدنيا فلا يظنون بغيرهم إلا الحرص عليها .. قال المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه – وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته – فأصبح في ليل من الشك مظلـــم
وقد قيل : معاشرة الأشرار تورث سوء الظن بالأبرار .. وأنواع الشر الذي يلقاه الإنسان من معارفه وممن يختلط به كثيرة وفي العزلة خلاص من جميعها وإلى هذا أشار الأكثر ممن اختار العزلة فقال عمر رضي الله عنه : في الزلة راحة من القرين السوء وقيل لعبد الله بن الزبير : ألا تأتي المدينة؟ فقال : ما بقي فيها إلا حسد نعمة أو فرح بنقمة وقال ابن السماك : كتب صاحب لنا : أما بعد فإن الناس كانوا دواء يتداوى به فصاروا داء لا دواء له ففر منهم فرارك من الأسد.. وكان بعض الأعراب يلازم شجراً ويقول : هو نديم فيه ثلاث خصال : إن سمع مني لم ينم علي وإن تفلت في وجهه احتمل مني وإن عربدت عليه لم يغضب فسمع الرشيد ذلك فقال : زهدني في الندماء وكان بعضهم قد لزم الدفاتر والمقابر فقيل له في ذلك فقال : لم أر أسلم من وحدة ولا أوعظ من قبر ولا جليساً أمتع من دفتر وقال الحسن رضي الله عنه : أردت الحج فسمع ثابت الناني بذلك فقال : بلغني أنك تريد الحج فأحببت أن أصحبك فقال له الحسن : ويحك دعنا نتعاشر بستر الله علينا إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه .. وهذه إشارة إلى فائدة أخرى في العزلة وهو بقاء الستر على الدين والمروءة والأخلاق والفقر وسائر العورات وقد مدح الله سبحانه وتعالى المتسترين فقال : " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " البقرة : 273.
ولا يخلو الإنسان في دينه ودنياه وأخلاقه وأفعاله عن عورات الأولى في الدين والدنيا سترها الله ولا تبقى السلامة مع انكشافها .. وقال أبو الدرداء : كان الناس ورقاً لا شوك فيه فالناس اليوم شوك لا ورق فيه ..إذا كان هذا الحكم زمانه وهو في أواخر القرن الأول فلا ينبغي أن يشك في أن الأخير شر .. وقال سفيان بن عيينة : قال لي سفيان الثوري : أقلل من معرفة الناس فإن التخلص منهم شديد ولا أحسب أني رأيت ما أكره إلا ممن عرفت وقال بعضهم : جئت إلى مالك بن دينار وهو قاعد وحده وإذا كلب قد وضع حنكه على ركبته فذهبت أطرده فقال : دعه يا هذا .. هذا لا يضر ولا يؤذي وهو خير من جليس السوء.. وقيل لبعضهم : ما حملك على أن تعتزل الناس؟ قال : خشيت أن أسلب ديني ولا أشعر وهذه إشارة إلى مسارقة الطبع من أخلاق القرين السوء .. وقال أبو الدرداء : اتقوا الله واحذروا الناس فإنهم ما ركبوا ظهر بعير إلا أدبروه ولا ظهر جواد إلا عقروه ولا قلب مؤمن إلا خربوه .. وقال بعضهم : أقلل المعارف فإنه أسلم لدينك وقلبك وأخف لسقوط الحقوق عنك لأنه كلما كثرت المعارف كثرت الحقوق وعسر القيام بالجميع وقال بعضهم : أنكر من تعرف ولا تتعرف إلى من لا تعرف.
الخلاص من شر الناس .. فإنهم يؤذونك مرة بالغيبة ومرة بسوء الظن والتهمة بالاقتراحات والأطماع الكاذبة التي يعسر الوفاء بها وتارة بالنميمة أو الكذب فربما يرون منك من الأعمال أو الأقوال ما لا يبلغ عقولهم فيتخذون ذلك ذخيرة عندهم يدخرونها لوقت تظهر فرصة للشر فإذا اعتزلتهم استغنيت من التحفظ عن جميع ذلك ولذلك قال بعض الحكماء لغيره :أعلمك بيتين خير من عشرة آلاف درهم؟ قال .. ما هما؟ قال
اخفض الصوت إن نطقت بليل – والتفت بالنهار قبل المقال
ليس للقول رجعة حين يبدو – بقبيح يكون أو بجـــــمال
ولا شك أن من اختلط بالناس وشاركهم في أعمالهم لا ينفك من حاسد وعدو يسيء الظن به ويتوهم أنه يستعد لمعاداته ونصب المكيدة عليه وتدسيس غائلة وراءه فالناس مهما اشتد حرصهم على أمر " يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم " المنافقون : 4 وقد اشتد حرصهم على الدنيا فلا يظنون بغيرهم إلا الحرص عليها .. قال المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه – وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته – فأصبح في ليل من الشك مظلـــم
وقد قيل : معاشرة الأشرار تورث سوء الظن بالأبرار .. وأنواع الشر الذي يلقاه الإنسان من معارفه وممن يختلط به كثيرة وفي العزلة خلاص من جميعها وإلى هذا أشار الأكثر ممن اختار العزلة فقال عمر رضي الله عنه : في الزلة راحة من القرين السوء وقيل لعبد الله بن الزبير : ألا تأتي المدينة؟ فقال : ما بقي فيها إلا حسد نعمة أو فرح بنقمة وقال ابن السماك : كتب صاحب لنا : أما بعد فإن الناس كانوا دواء يتداوى به فصاروا داء لا دواء له ففر منهم فرارك من الأسد.. وكان بعض الأعراب يلازم شجراً ويقول : هو نديم فيه ثلاث خصال : إن سمع مني لم ينم علي وإن تفلت في وجهه احتمل مني وإن عربدت عليه لم يغضب فسمع الرشيد ذلك فقال : زهدني في الندماء وكان بعضهم قد لزم الدفاتر والمقابر فقيل له في ذلك فقال : لم أر أسلم من وحدة ولا أوعظ من قبر ولا جليساً أمتع من دفتر وقال الحسن رضي الله عنه : أردت الحج فسمع ثابت الناني بذلك فقال : بلغني أنك تريد الحج فأحببت أن أصحبك فقال له الحسن : ويحك دعنا نتعاشر بستر الله علينا إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه .. وهذه إشارة إلى فائدة أخرى في العزلة وهو بقاء الستر على الدين والمروءة والأخلاق والفقر وسائر العورات وقد مدح الله سبحانه وتعالى المتسترين فقال : " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " البقرة : 273.
ولا يخلو الإنسان في دينه ودنياه وأخلاقه وأفعاله عن عورات الأولى في الدين والدنيا سترها الله ولا تبقى السلامة مع انكشافها .. وقال أبو الدرداء : كان الناس ورقاً لا شوك فيه فالناس اليوم شوك لا ورق فيه ..إذا كان هذا الحكم زمانه وهو في أواخر القرن الأول فلا ينبغي أن يشك في أن الأخير شر .. وقال سفيان بن عيينة : قال لي سفيان الثوري : أقلل من معرفة الناس فإن التخلص منهم شديد ولا أحسب أني رأيت ما أكره إلا ممن عرفت وقال بعضهم : جئت إلى مالك بن دينار وهو قاعد وحده وإذا كلب قد وضع حنكه على ركبته فذهبت أطرده فقال : دعه يا هذا .. هذا لا يضر ولا يؤذي وهو خير من جليس السوء.. وقيل لبعضهم : ما حملك على أن تعتزل الناس؟ قال : خشيت أن أسلب ديني ولا أشعر وهذه إشارة إلى مسارقة الطبع من أخلاق القرين السوء .. وقال أبو الدرداء : اتقوا الله واحذروا الناس فإنهم ما ركبوا ظهر بعير إلا أدبروه ولا ظهر جواد إلا عقروه ولا قلب مؤمن إلا خربوه .. وقال بعضهم : أقلل المعارف فإنه أسلم لدينك وقلبك وأخف لسقوط الحقوق عنك لأنه كلما كثرت المعارف كثرت الحقوق وعسر القيام بالجميع وقال بعضهم : أنكر من تعرف ولا تتعرف إلى من لا تعرف.