مشاهدة النسخة كاملة : سبعة سعداء


ضامية الشوق
07-28-2017, 05:44 PM
روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة -رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشابٌ نشأ في عبادة ربه، ورجلٌ قلبه
معلق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».
اليومُ يومُ القيامة.. ذلك اليوم الرهيب الرعيب، الذي تبدّلت فيه الأرضُ غيرَ الأرض والسمواتُ..
الحرُّ شديد، والزحام كثير.. ودنت الشمس من الرؤوس، واختلط البشرُ بالوحوش، والجميع يبحث
عن مخرج لشدة هول الموقف، فما أحوجهم إلى شيء من ظل يخفف عنهم عناء ما هم فيه.
وفي هذه الأثناء وقفت فئة قليلة من الناس في ظل الله سبحانه وتعالى.. هؤلاء الذين اصطفاهم الله
عز وجل بما قدموا من صالح العمل في حياتهم الدنيا، وبما اتصفوا به من جميل الخلال.
يحدثنا النبي صلّى الله عليه وسلم عن هذه الفئة في عرض جميل وبيان قوىٍّ أخّاذ ليحركَ نفوسَ أهل
الإيمان، ويبث فيهم روح الجِد والإخلاص والعمل الصالح فيسيروا على النهج القويم والطريق الراشدة.
فهو أولاً يدعو من تولّى أمرًا من أمور المسلمين سواء كان أمرًا عامًا أم خاصًّا، صغيرًا أم كبيرًا؛ أن يراعي العدل
ويتجنب الظلم، فالعدل صفة من صفات الله عز وجل، وبالعدل قامت السماوات والأرض، والعدل شريعة الله
والله تعالى يمقت الظلم، وقد حرمه على نفسه ونهى عباده أن يَظَّالموا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ
شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
ثم يبين صلّى الله عليه وسلم للشباب كيف يكون الإقبال على الله وطاعته وعبادته منذ بدء حياتهم وهم يدرجون
في مدارج الصِّبا؛ ليكونوا بعد ذلك رجال المستقبل، وليحققوا جيلا مثاليًا منشودًا يُصلحُ الله به البلاد والعباد. وهذا يلائم
ثناء القرآن الكريم على هذه الفئة حين قال عن فتية أهل الكهف: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13].
كما أن النّاظر في سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم وصحبه الكرام يرى أنّ الدعوة إنّما قامت على أكتاف
هؤلاء الشباب، مثل علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، ومعاذ بن جبل، وابن عباس وغيرهم.
والخصلة الثالثة التي أنقذت هؤلاء من حرِّ ذلك اليوم الشديد، ونقلتهم إلى ظل الله الكريم هي إشادة بذلك الرجل
الصالح الذي عَمَرَ الإيمانُ قلبه، واعتاد الغدوَّ والرواح إلى بيوت الله، فتعلقت جوارحه وقلبه بذكر الله فهو محافظ على الصلاة
في المسجد، فلا يكاد يخرج منه إلا تتوق نفسُه إلى العودة إليه؛ لأنه ترك قلبه معلقًا في المسجد، وفي هذا بعث للهمة
لتتشرب القلوبُ حب الاجتماع والألفة وتتوحدَ صفوفُ المسلمين عن طريق اجتماعهم في بيوت الله.
ولقد أثنى الله عز وجل على هؤلاء المحافظين على الصلاة في المساجد حين قال سبحانه:
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ
وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ
أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور: 36، 38].
والخصلة الرابعة: «ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه»؛ ففيها دعوة كريمة للحبِّ في الله ابتغاء وجهه
سبحانه، لا لغرض دنيوي، ولا لكسب مادي أو مصلحة ما، وإنما الدافع الحقيقي هو المحبة الخالصة في الله عز وجل
والحديث يبين أنّ هذين الرجلين إنّما اجتمعا على محبّة الله وحين افترقا إنّما افترقا على محبّة الله أيضًا.
والخصلة الخامسة: «رجل دعته أو طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنّي أخاف الله»؛ إنّ هذه الخصلة تُظهر
أسمى ما تصورته البشرية من طُهر ونقاء، إنّها طهارة الوجدان وصفاءُ الإيمان الذي يعصم صاحبه من الانزلاق في وحل
الرذيلة؛ إنّ المتوقع في مثل هذا الموقف أن يسيل لعاب الرجل وأن يندفع وراء شهوته لا سيّما وأن الداعي هو المرأة
وأيُّ امرأة، إنّها ذات منصب يحقق الأمان من الفضيحة ويُغرى بقضاء المصالح، وهي ذات جمال يُغري بالاندفاع الشهواني
نحو قضاء الوطر، ورغم ذلك يمتنع، لا ضعفًا ولا خوفًا من أحد، ولكنه يمتنع خوفًا من الله ولسان حاله يقول:
"معاذ الله" كما قالها يوسف حين دعته امرأة العزيز.
والخصلة السادسة؛ عن رجل يتصدق بصدقة، يخفيها ولا يعلنها، يسترها ولا يكشفها، إنه لا يريد بصدقته ثناء الناس
وأن يعرف الناس عنه أنّه رجل البر والإحسان، وإنّما قصدُه ودافعُه هو رضوان الله عز وجل، ومن ثَمَّ فهو يُخفي هذه الصدقة
عن أقرب ما يتصل به، إنّه حين يدفعها بيد، يخفيها عن اليد الأخرى التي خلع عليها الحديث صفة العلم والمعرفة
وشخَّصَها كأنّها كائن بشريٌّ يرصد حركات الآخرين «فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه».
ثم يُختم الحديثُ ببيان فضل البكاء من خشية الله تعالى، فيذكر رجلاً صادقًا في بكائه وخوفه من الله
فهو لم يبكِ أمام الناس ليظهرَ بمظهر الخائف من الله وتكون حقيقتهُ البعد كل البعد عن ذلك، وإنّما يبكي
حين يخلو بربه فيناجيهِ، ويعترفُ بما جنت يداه، ولسان حاله يقول مع القائل، ولله درُّه:
خبّأتُ كم خبأت آهاتـي وتعلـم كـم أُخـبّي
يا سيّدي يا صـاحبَ الباب الـكريم وأنت حسبي
قد هـدّني الموج العـتيّ وحرت في دربـي وحبي
لتـكن عيونك مرفئي إذ ضـاع تحت الليل دربي
سامـحت موسى قاتلاً وكشفت كـربته بـتوبِ
إني ببابك أستـجيرُ فإن أجـرت فأنـت حسبـي
تفيض عيناه بالدمع، رهَبًا من خوف العقاب، ورغبًا في حسن لقائه بربه.
المصدر: كتاب (قبس من نورالنبوة).




د. عبد الرحمن فودة

نجم الجدي
07-28-2017, 06:12 PM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

ضامية الشوق
07-29-2017, 12:01 AM
حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
نجم الجدي

عـــودالليل
07-29-2017, 01:21 AM
‏اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه

‏شكرا من القب
على هكذا طرح




احترامي
‏محمد الحريري

إرتواء نبض
07-29-2017, 03:05 AM
جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً

الغنــــــد
07-29-2017, 01:45 PM
جزااااك الله خير
وبااارك الله فيك

عازفة القيثار
07-29-2017, 09:52 PM
جزاك الله خير الجزاء
على طرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك

ضامية الشوق
07-30-2017, 12:03 AM
حضورك شرف لي
نورت اخي الكريم
نجم الجدي

ضامية الشوق
07-30-2017, 12:03 AM
حضورك شرف لي
نورت اخي الكريم
عود الليل

ضامية الشوق
07-30-2017, 12:04 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
إرتواء نبض

ضامية الشوق
07-30-2017, 12:04 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
الغند

ضامية الشوق
07-30-2017, 12:05 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
عازفة القثيار

هدوء
07-30-2017, 01:16 AM
طرح جميــــــــــــل
ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك

مجنون قصايد
07-30-2017, 02:06 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

ملكة الجوري
07-30-2017, 02:17 AM
نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ مَوازِينِ حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك

آلفُ تحَيةُ ودْ لطرَحُك القَيمْ...

ضامية الشوق
07-30-2017, 03:04 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
هدوء

ضامية الشوق
07-30-2017, 03:04 AM
حضورك شرف لي
نورت اخي الكريم
مجنون قصايد

ضامية الشوق
07-30-2017, 03:04 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ملاك

RioO
07-31-2017, 02:07 AM
جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك
وجزاك الله الفردوس الاعلى انشاء الله
ودمت بسعاده لا تنتهي

ضامية الشوق
07-31-2017, 02:25 AM
حضوركي شرف لي
نورت عزيزتي
ادمان

جنــــون
07-31-2017, 06:51 AM
يعطيك العافيه

ضامية الشوق
07-31-2017, 01:32 PM
حضوركي شرف لي
نورت عزيزتي
جنون

بوزياد
07-31-2017, 05:07 PM
ضامية الشووق
يعطيك العافية على روعة وجمال طرحك
طرح رائع ومميز كالعادة
سلمت أناملك الماسية لرقي ما طرحت
بانتظار جديدك القادم بشوق
ودي لروحك وباقات وردي

ضامية الشوق
07-31-2017, 05:57 PM
حضورك شرف لي
نورت اخي الكريم
مبارك ال ضرمان

ضامية الشوق
07-31-2017, 05:58 PM
حضورك شرف لي
نورت اخي الكريم
مبارك ال ضرمان

سيرين
08-01-2017, 11:16 PM
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك

ضامية الشوق
08-02-2017, 02:20 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
سيرين

عازفة القيثار
08-04-2017, 10:11 AM
جزاك الله خير الجزاء
على طرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك.

ضامية الشوق
08-04-2017, 11:29 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
عازفة القثيار

كـــآدي
08-07-2017, 02:16 AM
بارك الله فيك

ضامية الشوق
08-07-2017, 02:40 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
كادي

الجنيبي
08-07-2017, 11:58 AM
جزاك الله خيرا لما نقلت لنا من دُرر
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا وعينا دامعا
دمت برضى الله وفضله

ضامية الشوق
08-07-2017, 02:20 PM
حضورك شرف لي
نورت اخي الكريم
الجنيبي

عطر الغمام
08-16-2017, 09:54 AM
سَـلِمت الأنَــامل
و يعطيك العَـافية على المجهُـود المبذُول .

ما ننحرِم من فَيض عَطائك وَ إبداعك
لك تحيَـاتي وَ فَـائق شُكرِي ..
http://lespetitescroixdanaide.l.e.pic.centerblog.net/552467237302339115lUZQkxze.gif

ضامية الشوق
08-16-2017, 02:55 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
عطر الغمام