نجم الجدي
07-27-2017, 11:22 PM
بعث قريش إلى النجاشي تطلب إرجاع المسلمين
ولما كان بعد بدر : اجتمعت قريش في دار الندوة . وقالوا : إن لنا في الذين عند النجاشي ثأرا . فاجمعوا مالا ، وأهدوه إلى النجاشي ، لعله يدفع إليكم من عنده ولننتدب لذلك رجلين من أهل رأيكم . فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/margntip.gifوعند ابن هشام: أنهم بعثوا معهما عبد الله بن أبي ربيعة . مع الهدية . فركبا البحر . فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، وسلما عليه . وقالا : قومنا لك ناصحون ، وإنهم بعثونا إليك لنحذرك هؤلاء الذين قدموا عليك لأنهم قوم اتبعوا رجلا كذابا . خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، ولم يتبعه إلا السفهاء فضيقنا عليهم ، وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يخرج منهم أحد ولا يدخل عليهم أحد . فقتلهم الجوع والعطش . فلما اشتد عليهم الأمر ، بعث إليك ابن عمه ليفسد عليك دينك وملكك . فاحذرهم . وادفعهم إلينا لنكفيكهم ، وآية ذلك : أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ، ولا - ص 90 - يحيونك بالتحية التي تحيى بها ، رغبة عن دينك .
فدعاهم النجاشي . فلما حضروا صاح جعفر بن أبي طالب بالباب "يستأذن عليك حزب الله" فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه . ففعل . قال : نعم . فليدخلوا بإذن الله وذمته . فدخلوا ولم يسجدوا له . فقال : ما منعكم أن تسجدوا لي ؟ قالوا : إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك ، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان . فبعث الله فينا نبيا صادقا . وأمرنا بالتحية التي رضيها الله . وهي " السلام " تحية أهل الجنة .
فعرف النجاشي أن ذلك حق ، وأنه في التوراة والإنجيل .
فقال : أيكم الهاتف يستأذن ؟ فقال جعفر : أنا . قال : فتكلم .
قال : إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم . وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي . فأمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ، فتسمع محاورتنا .
فقال عمرو لجعفر : تكلم . فقال جعفر للنجاشي : سله ، أعبيد نحن أم أحرار ؟ فإن كنا عبيدا أبقنا من أربابنا فارددنا إليهم . فقال عمرو : بل أحرار كرام .
فقال : هل أهرقنا دما بغير حق فيقتص منا ؟ قال عمرو : ولا قطرة .
فقال : هل أخذنا أموال الناس بغير حق ، فعلينا قضاؤها ؟ فقال عمرو : ولا قيراطا .
فقال النجاشي : فما تطلبون منهم ؟ قال : كنا نحن وهم على أمر واحد ، - ص 91 - على دين آبائنا . فتركوا ذلك واتبعوا غيره .
فقال النجاشي : ما هذا الذي كنتم عليه ، وما الذي اتبعتموه ؟ قل واصدقني .
فقال جعفر : أما الذي كنا عليه فتركناه وهو دين الشيطان : كنا نكفر بالله ، ونعبد الحجارة . وأما الذي تحولنا إليه : فدين الله الإسلام ، جاءنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقا له .
فقال : تكلمت بأمر عظيم . فعلى رسلك .
ثم أمر بضرب الناقوس ، فاجتمع إليه كل قسيس وراهب . فقال لهم : أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين يوم القيامة نبيا ؟ قالوا : اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر بي .
فقال النجاشي لجعفر رضي الله عنه : ماذا يقول لكم هذا الرجل ؟ وما يأمركم به ؟ وما ينهاكم عنه ؟ .
فقال : يقرأ علينا كتاب الله ويأمرنا بالمعروف ، وينهانا عن المنكر . ويأمرنا بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبر اليتيم . ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له .
فقال : اقرأ مما يقرأ عليكم . فقرأ سورتي العنكبوت والروم . ففاضت عينا النجاشي من الدمع . فقال : زدنا من هذا الحديث الطيب . فقرأ عليهم سورة الكهف .
فأراد عمرو أن يغضب النجاشي . فقال : إنهم يشتمون عيسى وأمه .
- ص 92 - فقال : ما تقولون في عيسى وأمه ؟ فقرأ عليهم سورة مريم . فلما أتى على ذكر عيسى وأمه : رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين . فقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا .
وفيه نزل قول الله تعالى : http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIFhttp://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF الآيات http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/margntip.gifالآيات 83 ، 84 ، 85 سورة المائدة . .
فأقبل النجاشي على جعفر . ثم قال : اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم الآمنون - من سبكم غرم . فلا هوادة http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/margntip.gifأي لا محاباة ولا رخصة . اليوم على حزب إبراهيم .
.
ولما كان بعد بدر : اجتمعت قريش في دار الندوة . وقالوا : إن لنا في الذين عند النجاشي ثأرا . فاجمعوا مالا ، وأهدوه إلى النجاشي ، لعله يدفع إليكم من عنده ولننتدب لذلك رجلين من أهل رأيكم . فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/margntip.gifوعند ابن هشام: أنهم بعثوا معهما عبد الله بن أبي ربيعة . مع الهدية . فركبا البحر . فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، وسلما عليه . وقالا : قومنا لك ناصحون ، وإنهم بعثونا إليك لنحذرك هؤلاء الذين قدموا عليك لأنهم قوم اتبعوا رجلا كذابا . خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، ولم يتبعه إلا السفهاء فضيقنا عليهم ، وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يخرج منهم أحد ولا يدخل عليهم أحد . فقتلهم الجوع والعطش . فلما اشتد عليهم الأمر ، بعث إليك ابن عمه ليفسد عليك دينك وملكك . فاحذرهم . وادفعهم إلينا لنكفيكهم ، وآية ذلك : أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ، ولا - ص 90 - يحيونك بالتحية التي تحيى بها ، رغبة عن دينك .
فدعاهم النجاشي . فلما حضروا صاح جعفر بن أبي طالب بالباب "يستأذن عليك حزب الله" فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه . ففعل . قال : نعم . فليدخلوا بإذن الله وذمته . فدخلوا ولم يسجدوا له . فقال : ما منعكم أن تسجدوا لي ؟ قالوا : إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك ، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان . فبعث الله فينا نبيا صادقا . وأمرنا بالتحية التي رضيها الله . وهي " السلام " تحية أهل الجنة .
فعرف النجاشي أن ذلك حق ، وأنه في التوراة والإنجيل .
فقال : أيكم الهاتف يستأذن ؟ فقال جعفر : أنا . قال : فتكلم .
قال : إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم . وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي . فأمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ، فتسمع محاورتنا .
فقال عمرو لجعفر : تكلم . فقال جعفر للنجاشي : سله ، أعبيد نحن أم أحرار ؟ فإن كنا عبيدا أبقنا من أربابنا فارددنا إليهم . فقال عمرو : بل أحرار كرام .
فقال : هل أهرقنا دما بغير حق فيقتص منا ؟ قال عمرو : ولا قطرة .
فقال : هل أخذنا أموال الناس بغير حق ، فعلينا قضاؤها ؟ فقال عمرو : ولا قيراطا .
فقال النجاشي : فما تطلبون منهم ؟ قال : كنا نحن وهم على أمر واحد ، - ص 91 - على دين آبائنا . فتركوا ذلك واتبعوا غيره .
فقال النجاشي : ما هذا الذي كنتم عليه ، وما الذي اتبعتموه ؟ قل واصدقني .
فقال جعفر : أما الذي كنا عليه فتركناه وهو دين الشيطان : كنا نكفر بالله ، ونعبد الحجارة . وأما الذي تحولنا إليه : فدين الله الإسلام ، جاءنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقا له .
فقال : تكلمت بأمر عظيم . فعلى رسلك .
ثم أمر بضرب الناقوس ، فاجتمع إليه كل قسيس وراهب . فقال لهم : أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين يوم القيامة نبيا ؟ قالوا : اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر بي .
فقال النجاشي لجعفر رضي الله عنه : ماذا يقول لكم هذا الرجل ؟ وما يأمركم به ؟ وما ينهاكم عنه ؟ .
فقال : يقرأ علينا كتاب الله ويأمرنا بالمعروف ، وينهانا عن المنكر . ويأمرنا بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبر اليتيم . ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له .
فقال : اقرأ مما يقرأ عليكم . فقرأ سورتي العنكبوت والروم . ففاضت عينا النجاشي من الدمع . فقال : زدنا من هذا الحديث الطيب . فقرأ عليهم سورة الكهف .
فأراد عمرو أن يغضب النجاشي . فقال : إنهم يشتمون عيسى وأمه .
- ص 92 - فقال : ما تقولون في عيسى وأمه ؟ فقرأ عليهم سورة مريم . فلما أتى على ذكر عيسى وأمه : رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين . فقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا .
وفيه نزل قول الله تعالى : http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIFhttp://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF الآيات http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/margntip.gifالآيات 83 ، 84 ، 85 سورة المائدة . .
فأقبل النجاشي على جعفر . ثم قال : اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم الآمنون - من سبكم غرم . فلا هوادة http://sirah.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/margntip.gifأي لا محاباة ولا رخصة . اليوم على حزب إبراهيم .
.