لوزه حلوه
07-16-2017, 12:36 AM
يظن البعض أن مجرد عدم القدرة على اقتراف المعصية براءة منها ومن الآثار المترتبة عليهاحتى لو اتخذ المرء كل التدابير وامتطى كل الأسباب الميسرة لتلك المعصية وحرص كل الحرص على إتيانها ثم حال بينه وبينها حائل أو عارض أو عجز عن اقترافها لأي سبب خارج عن إرادته فإنهم يتمسكون بهذا المعتقد العجيب الذي بلغ بهم التماس العذر لامرأة العزيز وادعاء براءتها لأنها رغم تهديداتها ليوسف عليه السلام وما سبق ذلك من تغليق الأبواب وتهيئة كل الأجواء للفاحشة وسكوتها لسنين عددا عن تبرأة من ألقي في السجن بسببها فإنها في النهاية لم تفعلها إذن فهي بريئة معذورة وعدم استطاعتها هي ببساطة دليل كاف على براءتهافمما تابت إذن على القول بتوبتها؟ وكيف وهي نفسها لم تبريء نفسها "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء" ؟ أي فهم هذا وأي فقه؟! ألم يقف أولئك المنبهرون بذلك التصور الساذج على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري "إ «ذا التقى المسلمان بسيفَيْهما فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، هذا القاتلُ ، فما بالُ المقتولِ ؟ قال : إنه كان حريصًا على قَتْلِ صاحبِه» " تأمل آخر الحديثكان حريصاكان قاصدا متخذا كل الأسبابلكنه لم يقدر لم يتمكن لسبب خارج عن إرادتههو فعليا لم يقتل فهل برأه عدم فعله؟ الإجابة الحاسمة : لابل هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ هو في النار مع صاحبه القاتلالأمر واضح لا إشكال فيهإذا هم المرء بالمعصية ثم لم يفعلها خشية لربه وتقوى له فهذا مأجور مثاب وليس فقط بريئاأما إن لم يفعلها مع حرصه عليها وتمنيه إياها حتى النهاية فهذا ومن عصى سواء ويحتاج لتوبة بأركانهاهذه ببساطة هي المسألة التي لا أدري كيف يتصدر أحد للكلام في القرآن دون أن تكون هذه المباديء العلمية البسيطة مستقرة عندهرضي الله عن الصديق إذ يقول: أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ، إِذَا قُلْتُ فِي الْقُرْآنِ مَا لا أَعْلَمُ !
رابط المادة: http://iswy.co/e25ae7
رابط المادة: http://iswy.co/e25ae7