صــدوق الود
11-20-2009, 10:13 PM
اطْلالًةٍ آخرى عَلى هَذَ القِسْم سَأنْثُرْ رِوَايَةً عَنْ أيَّامِ ع ـآشق القلم وَوَقَفَاتِهِ مَعَ نِهَايَاتِ التَعَجُّبْ ...
^
اليَوْمُ الأوَّل
كَانَ يَوْمَاً تُغَطِيهُ حَرَارَةُ الشَمْسِ السَاطِعَة ..كُنْتُ حِينَها فِي الصَّفِ الأوَّل فِي مَدْرَسَة
ذَاتِ الَصَوَارِي الابْتِدَائِيَة فِي السُعُودِيَّة .. وَمَا أذْكُره اَنْ صَفَّي كَانَ
~ الأوَّلْ 1 ~
دَخْلْتُ المَدْرَسَةَ بِقَدَمٍ تَسْبِقُ قَدَمْ .. وَوَقَفْتُ مَع مَنْ صَادَقْتُ مِنْ التَلامِيذِ
فِي طَابُورِ الصَبَاحْ .. وَمِنْ ثَمْ الى الصُفُوفْ ..
حَتى جَاءتْ الحِصَّةُ الاخِيرَةُ مِن اليَوْمِ وَكَانَتْ مَادَةَ التَرْبِيِةِ الفَنِّيَّةَ وَالتِي أحِبُهَا كَثِيرَا
بَدَأْتُ بالرَسْمِ فِي كُرَاسِي والذي لَمْ يَتَّبَقَّى بِهِ سِوَى صَفْحَةً وَاحِدَة ...
فَأحَاطَتْنِي حِيرَةٌ بِمَاذَا ارْسُمُ فِي هَذِه اللوْحَةِ الصَغَيرَة . فَبَدَأتُ أتَذَكُر قِصَةً رَوَاهَا لِي وَالدِي عَنْ شَعْبٍي في بَلَدِي فَلَسْطِينَ الذَي أثْخَنَتْهُ الجِراحْ .. وَيَهُودٍ غُزَاةٍ
حَطَمُو الابْتسَامَة وَصَادُرُو الارْضَ وَقَتَلُو الحَمَامْ ,,
فَنَقَشتْ يُمْنَايَ لَوْحَةً تُعِيَّرُ عَنِ الانْتِفَاضَةِ وَأطْفَالٍ بِسِنِّي يَرْشُقُونَ الحِجَارَة ,,,
وَعِنْدَمَا انْتَهَيْتُ جَائِنِي المُعَلِمُ سَمِيرْ فَاَخَذَ كُراَسي وَبَدَأ يَنْظُر للوَحْةِ بِتَعَجُبٍ شَدِيدْ
وَبَدَأ يُقَلِّبُ صَفَحَاتَ الكُراسْ .. ثُمَّ أعَادَهُ لِي مِنْ جَدِيدْ .. وَأمَرَنِي بَالوُقوفِ أمَامَ لَوْحِ السَبُّورَة ,, بِغَضَبٍ شَدِيدٍ غَطَّى مَلامِحَه .. فاسْتَعْجَبْتُ أَمْرَه .. وَلِكِنِّي وَقَفْتْ .. فَوَقَعَتْ مِنْهُ وَرَقَةٌ بَيْضَاء فَانْحَنَيتُ لالتِقَاطِهَا وَاعْطَائِهَا لَه ..
وَمَا إن رَفْعُتُ رَأسِي حَتَى تَلَقَيْتُ صَفْعَةً قَوَيَّةً كَسَرَتْ في نَفْسِي أشْيَاءً كَثِيرَةً أحَاوِلُ اصْلاحَهَا حَتّى يَومِنَا هَذَا ..
هُوَ الصَمْتُ فَقَطْ وَالذَي زَرَعْتُهُ فِي فَمِي تِلْكَ اللحَظَاتِ وَمُحَاوَلاتِي الحَثِيثَة لإخفاء
دُمُوعِي البَرِيئَةِ والتَي كَادَتْ أنْ تَسْقُطَ مِنْ عَيْنِي .. فَلَمْ أعْرِف حَتَّى هَذِهِ اللحْظَةِ لِمَاذَا كَانَ عِقَابِي ألانِي عَبَّرْتُ عَنْ ظُلْمِ السَجَّانِ فِي بَلَدِي..أمْ لانَّ كُرَاسِي لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ للوْحَاتٍ أعْجَبَتْه ... !!!
وَيَبْقَى التَعَجُّبُ قَائِمَا
..
مشعل بن محمد
^
اليَوْمُ الأوَّل
كَانَ يَوْمَاً تُغَطِيهُ حَرَارَةُ الشَمْسِ السَاطِعَة ..كُنْتُ حِينَها فِي الصَّفِ الأوَّل فِي مَدْرَسَة
ذَاتِ الَصَوَارِي الابْتِدَائِيَة فِي السُعُودِيَّة .. وَمَا أذْكُره اَنْ صَفَّي كَانَ
~ الأوَّلْ 1 ~
دَخْلْتُ المَدْرَسَةَ بِقَدَمٍ تَسْبِقُ قَدَمْ .. وَوَقَفْتُ مَع مَنْ صَادَقْتُ مِنْ التَلامِيذِ
فِي طَابُورِ الصَبَاحْ .. وَمِنْ ثَمْ الى الصُفُوفْ ..
حَتى جَاءتْ الحِصَّةُ الاخِيرَةُ مِن اليَوْمِ وَكَانَتْ مَادَةَ التَرْبِيِةِ الفَنِّيَّةَ وَالتِي أحِبُهَا كَثِيرَا
بَدَأْتُ بالرَسْمِ فِي كُرَاسِي والذي لَمْ يَتَّبَقَّى بِهِ سِوَى صَفْحَةً وَاحِدَة ...
فَأحَاطَتْنِي حِيرَةٌ بِمَاذَا ارْسُمُ فِي هَذِه اللوْحَةِ الصَغَيرَة . فَبَدَأتُ أتَذَكُر قِصَةً رَوَاهَا لِي وَالدِي عَنْ شَعْبٍي في بَلَدِي فَلَسْطِينَ الذَي أثْخَنَتْهُ الجِراحْ .. وَيَهُودٍ غُزَاةٍ
حَطَمُو الابْتسَامَة وَصَادُرُو الارْضَ وَقَتَلُو الحَمَامْ ,,
فَنَقَشتْ يُمْنَايَ لَوْحَةً تُعِيَّرُ عَنِ الانْتِفَاضَةِ وَأطْفَالٍ بِسِنِّي يَرْشُقُونَ الحِجَارَة ,,,
وَعِنْدَمَا انْتَهَيْتُ جَائِنِي المُعَلِمُ سَمِيرْ فَاَخَذَ كُراَسي وَبَدَأ يَنْظُر للوَحْةِ بِتَعَجُبٍ شَدِيدْ
وَبَدَأ يُقَلِّبُ صَفَحَاتَ الكُراسْ .. ثُمَّ أعَادَهُ لِي مِنْ جَدِيدْ .. وَأمَرَنِي بَالوُقوفِ أمَامَ لَوْحِ السَبُّورَة ,, بِغَضَبٍ شَدِيدٍ غَطَّى مَلامِحَه .. فاسْتَعْجَبْتُ أَمْرَه .. وَلِكِنِّي وَقَفْتْ .. فَوَقَعَتْ مِنْهُ وَرَقَةٌ بَيْضَاء فَانْحَنَيتُ لالتِقَاطِهَا وَاعْطَائِهَا لَه ..
وَمَا إن رَفْعُتُ رَأسِي حَتَى تَلَقَيْتُ صَفْعَةً قَوَيَّةً كَسَرَتْ في نَفْسِي أشْيَاءً كَثِيرَةً أحَاوِلُ اصْلاحَهَا حَتّى يَومِنَا هَذَا ..
هُوَ الصَمْتُ فَقَطْ وَالذَي زَرَعْتُهُ فِي فَمِي تِلْكَ اللحَظَاتِ وَمُحَاوَلاتِي الحَثِيثَة لإخفاء
دُمُوعِي البَرِيئَةِ والتَي كَادَتْ أنْ تَسْقُطَ مِنْ عَيْنِي .. فَلَمْ أعْرِف حَتَّى هَذِهِ اللحْظَةِ لِمَاذَا كَانَ عِقَابِي ألانِي عَبَّرْتُ عَنْ ظُلْمِ السَجَّانِ فِي بَلَدِي..أمْ لانَّ كُرَاسِي لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ للوْحَاتٍ أعْجَبَتْه ... !!!
وَيَبْقَى التَعَجُّبُ قَائِمَا
..
مشعل بن محمد