مشاهدة النسخة كاملة : ـالحـــب لــآ يطــــرق بــآبــاً


جنــــون
04-17-2017, 08:28 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

.
.
بســــم الله
الســــلآم عليكــم ورحمــــة الله و بــركآتــه
كيــف ـالحـــآل ؟
إن شــــآء الله تمــــآم ❤

نبـــدأ ..

##
الجزء الأول :

سكون خيم على أرض الفوضى
منذُ أن أقبلَ ذلك الرجل المسن
و بعكازته التي أثارت بها انتباه الآخرين
أحدقَ بِنظرهِ إلى كُل فردٍ في الصالة
و ما أن وصل برؤيته إلى تِلكَ الفتاة أطال النظر بعينيها

فقال بصوته البحوحي : تعالي !

و عاد الرجل أدراجه إلى غرفته ..
ألتفت الجميع إليها ، و أعينهم تتساءل

" ماذا يريد بها الجد ، فهو لا يستدعي أحداً غرفته إلا لأمر ٍطارئ "

سارت تِلكَ الفتاة خلفه كـ معصوبة العينين !
دقاتها تُسبح و تستغفر خوفاً، و عيون الجميع تحدقُ بهم و هما ينفردان في غرفة واحدة..
جلس الجد على كُرسيه الهزاز و هو يوجّه أنظاره للسقف !
و قال لحفيدته و بنبرته المعتادة !

" هناك من تقدم لخطبتك "

أَوّت أن تتحدث و لكن صمتت حينما سمعت صوت العكاز يرتطم بالأرض ..
فـ واصل الجد حديثه ..

" يعمل في إحدى الشركات المعروفة على مستوى الخليج / يبلغ من العمر 27 عام "

قاطعتهُ مترجية ،

" و لكن يا جدي انه كبير و أنا حتما صغيرة على مثل هذه المرحلة "

أبصر بها بحدة ، فـ أنزلت رأسها .

" لا اضن أنك لا تناسبيه ، فعقلكِ الكبير هو من يتعايش معه و أنا واثقٌ من ذلك / انصرفي الآن و غداً بإذن الله سوف يأتوا لخطبتكِ ،.

عبست بوجهها وهي تغادر غرفة الجد المتسلط
و فور خروجها استقبلها الوفد العائلي ينتظرون معرفة ما حدث في تلك الغرفة !
فما كان لديها إلا أن تتحرر من أسئلتهم و الغدو لغرفتها وهي تجر خلفها أذيال المصيبة ،
.
.

لـ الكـآتبــه / نبــــض الحنيــــن "


http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:29 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

الجزء الثاني :

فتح الأب الباب مودعاً ضيوفه في هذه الليلة ..

فاليوم ! بدأت حياة جديدة لـ ( ليلى & أحمد ) على حد السواء إبتداءاً من تلك اللحظة !
اللحظة التي كُتب فيها عقدهما !
و أصبح كلٌ منهما مسؤلاً عن الآخر ..

غادرت الفتيات موقع [ العروسة ] ! و طيور الزغاريت تحلق فوق رأسها ..

فـ أقبل [ العريس ] ! بزينته وكماله ليقف بجانبها !

عبوس و اشمئزاز يحتلان ملامح ليلى !
لا تريده ! بل لا تريد الزواج !
ولكن قيود التقاليد فرضت هيمنتها عليها ..

نظراته اقتصرت على حدود الأرجل / لم يرفع رأسه و لم يطمح لرؤيتها..

أقبلت والدتها لتقدم ( طقم الذهب ) للزوج !
ببرود تقليدي اخذ العقد الناعم ووضعه على عنقها و هو يدني شعرها المنسدل جانباً ..
فأحنت رأسها قليلا ً!

رائحة عطره زادت من دقات قلبها أكثر !
و جعل بدنها يتراقص خوفاً ..
أصبحت تردد بداخلها الكئيب : لن أسامحك جدي !

عيون ٌكانت تتربص لهما من بعيد ..

" يكون الله بعونك أُخية "

أختها فقط من كانت تستشعر بآلامها !
هي الوحيدة التي وقفت بجانب أختها ليلى و لكن سلطتهما منعدمة كونهما لم يتجاوزان السن القانوني !

ليلى ابنة الثامنة عشر ترفض الزواج بهذا الوقت !
و لكن نصيب ٌكتب لها مع أحمد ذو الطباع الباردة و الجافة !

لازالوا معاً و عيناهم لم تتلاقى بعد !



http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:30 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

الجزء الثالث :

أصوات هتافات من وراء الباب ترتفع شيئا فشيئاً
" عريسك قد وصل ، عريسك قد وصل "

منذ أن التقطت مسامعها هذه العبارة ، نهضت مسرعة لتقفل باب الغرفة ..
ترمي ثقلها خلفه واضعةٌ يدها على قلبها !
و طرق الباب من الأطفال يدوي المكان ..

" ليلى ، زوجك قد أتى ! "

تعبس بوجهها بمجرد ذكره !
تهمس ببكاء " لا أريد لقاءه ، لا أريد "

جاها صوت أختها من خلف الباب ..
" ليلى عزيزتي / أفتحي الباب "

نهضت من مكانها و فتحت الباب وهي تمسح الدموع من وجنتيها ..
منى : غاليتي ليلى !! ما بك ؟

هزت رأسها و الدموع تجري مجرى النهر ..
" لا أريده منى ، لا أريـــده "
و اندفعت بحزن لتضم أختها ..

~~~~~~~~~~~

هـــو !
يرتشف القوة بهدوء و سكون ..
تنزل هي / و تجلس حِذاه على بُعْد مسافة !
نظرة حادة من الـ [ الجد ] !
جعلها تقترب لجانبه ،،

لم يرفع رأسه بعد و لم يتفوه بكلمة !
وهي كذلك ! تكتفي بالنظر إليه نظرات جانبية ..
تنزعج من وجوده ، بل تشمئز منه !

بداخلها : أن سنحت لي الفرصة ، سأردها لك يا جدي العزيز !
هدوء يسود المكان ، اقتحمت ليلى الموقف و وقفت مستأذنة للعودة لغرفتها ..

" ليلى انتظري قليلا ً"

ثبتت خطواتها تستمع لما يقول لها أحمد ..
" اليوم سنذهب لبيت والدي ! من فضلك "

أغمضت عينيها بانزعاج و أكملت مسيرتها ..
تفتح باب غرفتها بغضب قاصدة الخزانة لتختار ما تلبسه في الزيارة ، و لسانها لم يكف عن التذمر

~~~~~~~~~~~~

فتحت باب السيارة و ركبت بهدوء !
حاولت بقدر استطاعتها أن تلتصق بـ باب السيارة ، فقط لتكون بعيدة عنه ..

تلف أحياناً بنظرها لتسترق النظر في وجهه !
و أحيانا أخرى تهمل وجوده !
بل أن وجوده كـ عدمه ..

و ما أن وصلوا ، انتابها شعور الغربة ..
و ما ان فُتحَ لهم باب المنزل ، ازداد خوفها وهي تبصر التجمع العائلي في ذلك المنزل ..

فاقتربت منه و أحتمت به ،،
فرأته أماناً هنا ، بينما تراه عدواً هناك ..

اقتربا ليلقوا التحية ، وهي تمسك يده دون أن تشعر تركها مع النساء بعدما أوصى أخته بها ..
و ذهب لينظم مع الرجال ..

الوقت يمضي و كلاهما بعيدٌ عن الآخر ،،
هو / لم يكترث لغيابها ، فقد أعتاد على هروبها
هي / تنتظره بلهفة !

لا تعلم لما شعرت بهذا الشعور !
ربما لأنها وحيدة !

و ما أن أقبل وقفت له و دنت لجانبه ..
همست " لا تبتعد عني ثانياً "
أبتسم لها دون أن ينظر حتى في عينيها !

أستأذنهم و أخذها قاصدين الغرفة !
.
.



http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:30 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

الجزء الرابع :

و ما أن أنفردا في الغرفة !
طلبت منه الخروج ..

أحمد " أين أذهب ؟ "
ليلى " تصرف أنت "

لم يسمع لها ، فتقدم ليرمي بثقله على الكرسي ..
فنظرت إليه بغضب !

ليلى " أنــــت ! "
أجابها " أسمي أحمد "
أجابته بنفاذ صبر " لا شأن لي بـ إسمك المزعج ! أريد أن أنفرد لوحدي "

نهض و هو قاصد الخروج ,،
أحمد و بهدوء " شكراً لكِ على كل حال "

خرج و أغلق الباب من خلفه !
ليلى / لم تعد تحتمل هذا الوضع ،في كل يوم يزداد كرهها لأحمد ! و تزداد رغبةً بالانتقام من جدها !

مرت الدقائق تلو الدقائق ..
الوقت يمّر و الساعات تمضــي !
وهي حبيسة تلك الغرفة ،،
تعانق الوحدة و تحتضن الحزن و الكآبة ،،

أخرجت هاتفها و اتصلت بــه ..
اتصلت بأخيها ~ عنــاد ~

" هل لكَ أن تأتي لي ؟ "
أجابها " أين ؟ "
نطقت بغصّة " منزل زوجي ! أحمد "
" حسنــاً "

لم تمر ساعة ، و إذ به يطلب من أخته الخروج ..
استعدت و انطلقت من غرفتها إلى السيارة ، تسحب رذاذ الخوف من ورائها ..
تخاف أن يقابلها أحمد فيمنعها من الخروج ،،
تحررت من أسئلة عائلته بأكذوبات طفيفة ألقتها على مسامعهم !
و خرجت قاصدة سيارة أخيها ..
ركبت و جلست بجانبه ..

" هيا ! أسرع من فضلك "
سألها " ما بكِ ، أين احمد إذاً ؟ "
نظرت إليه بانزعاج " ذهب ليُصلح سيارته "

تهيأ عنــاد لسير ، و لكن قبل ذلك تقدم أحمد عند نافذته ليرحب به ..

عناد " أخبرتني ليلى بتعطل سيارتك ! فطلبت مني المجيء لاصطحابها ، ما بها سيارتك ؟ "
أجابه أحمد و هو يناظر توتر ليلى ،
" لا شيء ! فقط خللٌ بسيط ! "
نظر إلى ليلى مجدداً و قال :
" نكون على اتصال ! "
هزت رأسها بالرضا موهمة عناد بعلاقة سرابية ..

عادت إلى منزلها بعد ذلك ..

» في اليوم التالي «
رفع أحمد سماعة الهاتف المنزلي و أتصل بها ..
ليلى " مرحبــا ! "
أجابها " السلام عليكم "
ليلى بـ انزعاج " أحمـــــد ! "
" نعم ، أريد أن أخبرك بأننا اليوم سوف نذهب سوياً لتأثيث شـ "

لم يكْمِل حديثه بعد ، فقطعته عليه الهاتف ..

فـ أرسل لها رسالة نصية كان في مضمونها ...
.
.
لـ الكـآتبــه / نبــــض الحنيــــن "



http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:30 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-
الجزء الخامس :

فـ أرسل لها رسالة نصية كان في مضمونها ...

~•~•~•~
إن كنـت لطيفاً معك ِ ، هذا لا يعني أن أُهان ، آخر تحذيـــر لكِ !
~•~•~•~

قرأت حروف الرسالة ، فسقطت في دوامة التفكير
و الكثير الكثير من الأسئلة التي تراودت في ذهنها و لكنها أستقرت على مبدأ » اللا مبالاة! «
تجاهلت رسالته و تجاهلت [ أحمد ] ككل !

أحمد / يقف بجانب ذلك الشاطئ ، ينظر لـ تلاطم امواج البحر ..
يفكــر بمصيره القادم مع ليلى !
هو ' يتسم بالهدوء فـ لذلك ربما يواجه صعوبة في التعايش معها و مع هذا الحال العٌقَدي ..
أخذ يفرغ أحزانه هناك ، في ذلك الجو ، و عند كل [ شهقة ] يستجمع أحزانه ، و خلف كل [ زفرة ] يلقيها من قلبه ...

ليلى / لم تصبح كارهة ٌلأحمد فقط !
بل طغى ذلك الحقد و الكراهية على كل من فرحَ ! أبتسم ! ضحكَ .. في زواجها
و لا سيما ذلك الجد الذي يحتل جزء خاص في قلبها

غيرت ملابسها إستعداداً للخروج ..
نزلت من غرفتهــا و ذهبت مع صديقتها لتهدئ من أعصابها !
كانت بحاجة إلى أخذ وقت راحة بعيد عن التفكير الذي يلازمها و ذكرى أحمد الذي يوترها !

أصبحا يجولان بالسيارة ، تبحث عن مكان تجد نفسهُا فيه ..!
و استقروا عند ذلك الموقع !
.. كراج سيارات لإحدى المجمعات ..

" دعينا نستقر هنا ! بحاجة إلى الراحة قليلاً "
نظرت إليها بتساؤل " هنـــــــا ؟!!! "

أكتفت بهز رأسها و السكوت ،
بقيا على هذه الحال ما يقارب الساعة !
ليلى / هائمة في أفكارها ..
صديقتها / تكتفي بالنظر إليها عاجزة عن فعل شيء

نفضت ليلى الأفكار من رأسها ، و أخذت تبكي بـ حرقة ،،
" لا أحبه ! ولا أستطيع أن أحكم عقلي اتجاهه "
صديقتها " ليلى اهدئي قليلاً "

أخذت ليلى تزداد في البكاء ، ربما بذلك تلقي همومها مع الدموع !

مرت الأيام وهما على الحال نفسه ..
لا مكالمات ! لا مقابلات
كلٌ منهم يحمل همه ..

في ذلك اليوم ، قصد عناد غرفة أخته ليلى
وقال لها " جدي ينتظرك بالمجلس "
و أنسحب دون أن يعطيها فرصة لطرح أي سؤال ..

أغلقت الباب و ذهبت من خلفه ..
و ما أن أقبلت هناك ، لمحت الجد وهو جالساً و بجانبه أحمد ..
و لكن فات الأوان للهروب و الصدّ ..
دخلت بغير اقتناع و جلست بعيداً ..
اقتحمت فرصة طأطأة رأس الجد ، و قالت لأحمد بحركات الشفاه ..
" حقيـــر يا صاحب الفتنة "
هز رأسه بهدوء وهو يتلقى هذه الكلمات ..

نطق الجــد " أنا على ثقة بأنكم سعيدين مع بعضكم البعض !و إن لم يكن الآن حتماً سيكون قريباً , و لكنني أستشعر بأن هناك شيءٌ ما يخفى على الجميع ..و جمعتكم هنا من أجل الصلح بينكما ..

أوت ليلى أن تتحدث و توهم جدها بأن حياتهم طبيعية بل أجمل من العسل و ليس كما أدّعى لك أحمد ..

و لكن سبقها أحمد و قال " الحمد لله فإننا على ما يرام فقط مسألة فترة كي نتعود على بعضينا ، لا تقلق في شأن ذلك ! "

نظرت إليه بتعجب و كأنها أفاقت من ضن ألقت عليه قبل قليل ..

وقف الجد مبتسما ابتسامة اطمئنان ، و غادر المجلس تاركهما وحيدان ,
.
.




http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:30 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-
الجزء السادس :

في المجلس ! كلٌ منهم على حِذا ..
السكوت سيد الموقف ..!
و الهدوء مسيطر .. ولا شيء سِوا أصوات الأنفس التي تخاطب بعضيها ..
..
ليلى " أنا لا أحبك ! فـ لذا يجب علينا الانفصال , و أن بقينا على هذا ربما تسمع مني الكثير "

أحمد " من الصعب الانفصال ، و الأكثر صعوبة من ذلك وضعنا الحالي ، إهانة / شتم / تجريح ، متناسية إنني رجل ، و الرجل لا يمكنه السكوت عن إهانة كرامته "

أجابته بتعصب " أيُّ إهانةٌ تلك ؟ من يجب أن تهان كرامته هي أنا ! "
وقف مستهزئاً " الحديث معك بات عقيماً "

و أنصرف لوحده ..!
تريثت قليلا ، ثم خرجت من بعده ,،
و ما أن أقبلت على الصالة سابقت خطواتها لتحضن والدتها باكية ..

" عزيزتي ليلى ما بكِ ؟ "
أجابتها و الدموع قد أغرقت عيناها !
" زوجتموني بمن لا يرضى بشرع الله ، زوجتموني بمن لا يخاف الله ، أمي ..! "

سكتت وهي تكتم شهقاتها و تحاول حبس دموعها ..
أقبل الجميع حولها بما فيهم الجد ..
يتسائلون عن السبب الذي جعل ليلى على هذا الحال !

أكملت ليلى حديثها " طعن في شرفي ! أجل طعن فيه ، وقالها بالخط العريض أنتِ ... "

الجميع ينتظر تتمة الحديث بلهفة !
وهي تحتضن أمها بألم و بكاء ، غير قادرة على المواصلة ..
رفعت رأسها في وجه والدتها وهي تسألها ..
" حقاً أنكم لستوا أهلي كما قال أحمد ؟ حقاً أنني أبنةٌ لعلاقة محرمة ؟ أجيبيني أرجوك ! "

كانت هذه العبارة أشبه بـ صفعة قوية على وجوههم ..
رطم الجد العكاز بالأرض و بقوة ، تعبيرا عن غضبه ..
مما دعا بذلك انسحاب أخويها ( عناد + عماد ) من الصالة ، قاصدين أحمد ..

~•~•~•~•~

أحمد / بعدما غادر منزلها ، عاد إلى منزله ..
جل تفكيره ، مستقبله ..
يفكر في نهاية هذه العلاقة ..

نزل من سيارته ، و سار بخطواته الكئيبة ناحية المنزل ..
ولكن ؛ خطوات عماد و عناد كانت أسرع بكثير منه ..
أخذه عناد من شعره ليرتطمه بالأرض ، و عماد يجره من رجليه بعيدا عن باب المنزل ..
و من هناك / تهاوت عليه اللكمات و الضرب المبرح ..
فتركوه مكانه غريق دمه ..
و عادوا إلى المنزل ، و بنظرهم قد استرجعوا كرامتهم التي تاهت خلف همهمات لسانه ..
.
.



http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:31 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-

الجزء السابع :

أحمد / طريح فراش ذلك المشفى !
ليلى / تنعم بالراحة على فراش غرفتها !

هي : متناسية بل متجاهلة الحزن و الألم الذي يحتل قلب أحمد في هذا الوقت ,،
تتقلب يميناً و يساراً و ابتسامة النصر تلوح على محياها !

فُتح باب غرفتها فجأة ، رفعت رأسها لتباصر عبوس أختها منى و غضبها الثائر ..

منى " تبتسمين ؟ أيُّ قلبٍ لديكِ ؟ "
ليلى بتساؤل " عن ماذا تتحدثين ؟ "
صرخت بها " أعلم إنكِ كاذبة ، و ما حدث في الصالة لم يكن إلا ألعوبة من ألاعيبك ؟ "
صمتت وهي تصغي لأختها ..
بهدوء " أجيبيني يا ليلى ، لِما فعلت كل هذا ، أحمد إنسان لا يستحق كل ما فعلتيه ، حقـــاً لا يستحق ! "
ليلى بعدم اكتراث " و لِما لم تتزوجيه أنتِ ، ألستِ تكبريني سناً !! "
أجابتها " و لو جاءني كمثله ، فوا الله لن أقصر فيه ، و لكنكِ بلهاء ! حقاً بلهاء "

و خرجت من غرفتها و هي تصفع خلفها الباب ..

~•~•~•~•~

أحمد / مُضجع على ذلك السرير يشكو آلمه
ليس في بدنه بل في قلبه ..
تصور أن زواجه سيكون بداية مرحلة جديدة مليئة بالإحساس بالمسؤولية و الحب !
ولكن ؛ خانه الإحساس ..
سقطت دمعة من عينه عجز عن مسحها !
فأوت تلك اليد لتمسحها بحنية ..
والدته " أيؤلمك شيء ؟ "
اكتفى بهز رأسه ..
وضعت يدها على رجله ! يده ! كتفه ! رأسه ، تتساءل عن موطن ألمه ..
فمسك يدها ليضعها على صدره ..
" هنا يؤلمني ! قلبي الذي يؤلمني أمي قلبي ! "
أغمض عيناه و آخذ نفساً عميقاً ..

~•~•~•~•~

ليلى / تتقلب يميناً و شمالا ..
تحاول النوم و لكنها عجزت ،!،
كل ما أغمضت عيناها تذكرته ..
ذكراه .. بات يزعج ذاكرتها ..
تفيق مذعورة من كوابيس و أحلام عرقلت لها غفوتها ..
نهضت متوترة ، و حباتٌ من العرق تنساب على جبهتها ..
نفضت الغطاء منها ، و قصدت غرفة شقيقتها ..

هزت كتفها " منى استيقظي ! منـــى ! "
فتحت عيناها " ما بــك ؟ "
أجابتها " لا أستطيع النوم ! أشعر بتأنيب الضمير "

أفاقت بسرعة " ماذا ؟ لم أسمعكِ جيداً أعيدي ما نطقته به قبل قليل "
ليلى " أشعر بتأنيب الضمير "
أجابتها بارتياح " و أخيراً حان لضميرك أن يصحوا من سباته العميق ؟! "
ليلى " لا زلت لا أحبه ! و لكنني متأسفة على ما فعلته به "

مسكتها من يدها " لازال هناك وقت لإصلاح الخطأ "
بتساؤل " كيــــف ؟! "
منى " اعترفي لجميع من في المنزل بأنكِ كذبتِ بذلك اليوم "
ليلى باقتناع " يستحيل ذلك ، و إن كلفني الأمر لأكذب ثانيةً من أجلي ، لكذبت دون تردد "
منى بانزعاج " لم و لن تعقلي أبداً .. أخرجي من غرفتي حالاً و إلا سوف أرتكب جريمة في حقك ، أخرجــــي ! "
.
.




http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:32 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-

الجزء الثامن ( أ ) ..!

يلبس حذاءه سانداً نفسه على جدار ذلك المشفى ..
أحمد / يستعد للخروج !
الكثير من الأمور عُلِقت على جنبات ذاكرته ..
كيف ! و لماذا ! و العديد من الأسئلة التي احتلت جانباً من تفكيره ..
و الآن ! عثر على إجابة واحدة لجميع تلك التساؤلات ..

ليلى / تستشعر بإفاقة حسية ..
و تجهل أسبابها ..

~•~•~•~•~

مضت الأيام و كلاهما بعيداً عن الآخــر ..
الجد / يطالبهم بـ الانفصال
والد أحمد / يصّر على وضعهما
و ذلك .. لأسبابهم التجارية ..
كلٌ يبحث وراء مصلحة ذاته ..

هـو »×« هي
حكاية مع الزمن ..!

~•~

صوت باب غرفتها يُطرق بحدة ..
تفيق من سبات التفكير و تغدو مسرعة ..

ليلى بقلق " ما بكِ منى ؟ "
منى وهي تلهث " هو .. هو "
ليلى " مــــن ؟ "
تأخذ نفساً " أحمد .. أحمد هنا يرغب بـ مقابلتك "

لم تستوعب الصدمة !
مسكت كتِفيها بتوتر ..
" من ؟ أحمــــد " !!!
هزت رأسها بإيجاب ..

" يستحيل مقابلته ! لا أستطيع ، صدقيني منى ! "

~•~

أحمد / تخطى جميع العقبات ، و رغم جروح قلبه و بدنه ، أصر على مقابلتها ..

في المجلس ، يجلس جانباً ، مطأطأٌ رأسه متحاشياً نظرات عناد القاسية ..
وهي / تسبق رجل و تؤخر أخرى ، رافضة مقابلته ..

و في الأخير اجتمعا بين تلك الجدران !
يتوسطهم عناد !

أحمد " أرغب بتحدث معكِ على إنفراد "
ليلى هزت رأسها بالموافقة ..
" عناد أتركنا لوحدنا من فضلك "
نظر لأخته بانزعاج ثم غادر الموقع ..

توتر و قلق ليلى اندثر منذ رؤيتها لـ [ أحمد ] !

أحمد " طلبت مقابلتك لحسم قرارنا ، و لوحدينا ، بعيداً عن الضغوطات الخارجية "
ليلى " و ما أنت تود فعله ؟ "
صمت قليلاً !
" أعتقد بأن الانفصال هو الحل الأوجب ! "

شعرت بوغزة ، ثم أطلقت تنهيدة ..
ليلى " يكون ذلك أفضل "

ليلى / لا تستطيع تحكيم عقلها ! قلبها يريده ، كبريائها يرفضه ..

أحمد " و هناك شيء أخر قصدتكِ من أجله "
رفعت بصرها ، تنتظر ما سيتفوه به أحمد ..
سكوته لدقائق ، جعل من قلبها طبولٌ تُدق !
رفع عينه لها ، و قال ..
.
.




http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:32 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-

الجزء الثامن ( ب ) ..!

رفع عينه لها ، و قال ..
" أشكرك ليلى على ما فعلتيه ! أشكر تلك الكلمات الجارحة ، أشكر ذلك العبوس ، أشكر تلك الآكذوبات ، أشكرك من أعماق قلبي "

بعد تلك الكلمات التي ألقاها على مسامعها ، وقف مستأذناً ، دون أن يعطي مجالاً للأخذ و العطاء ..

نادته بصوتٍ متهجد ..
" أحمــد ! "
ثبت خطواته ليسمعها ..
صمتت قليلاً ، دقاتها تنبض ، و لسانها ثقيل ..
قالت ..
" و أنا أيضاً ، أود البوح بما يجول بخاطري ، أحمد إني .. "
أوقفت كلماتها وهي تمسح دمعة خانت جفونها .. واصلت حديثها بعد حين ..
" أعتذر على جميع اللحظات التي شكرتني من أجلها ، أحمد أنا حقاً آسفة "

نظر في عينيها ، و غادر المجلس بعد ذلك ..
فكانت هي المرة الأولى التي تلتقيا نظراتهم بدفئ

هي / رمت ثقلها على الأرض تبكي بحرقة ..
تبكي ندماً ، بل أشد من ذلك ..
بات لسانها في ذلك الوقت لا ينطق إلا بـ
" أضعته من يـدي "!

هو / ركب سيارته ، أستقر بمكانه ..
دقات قلبه في ازدياد ..
صوتها و كلماتها ، تتردد على مسامعه ..
أغمض عيناه ، يشعر باختناق
يحاول الخروج من تلك العتمة المتوهمة ..
أصبح يتمتم ..
"سامحك الله يا ليلى "

~•~•~

هدأت من نفسها !
مسحت دموعها ، ووقفت تتظاهر بالكبرياء ..

فتحت باب المجلس و خرجت منه
خطواتها على ثقة !
ملامحها توحي بعدم الاكتراث ..
كل هذا ، من أجل أوهامهم بعدم مبالاتها به

جاءها صوت عناد من خلفها
" ليلى انتظري قليلاً "

ألتفتت له ، و قد استجمعت بعض الكلمات التي تبرر بها موقفها عندما طلبت منه الخروج !

أقترب منها !
.
.




http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:32 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-

الجزء التاسع :

أقترب عناد من أخته
بدأت بـ التبرير " قد طلبت من الخروج لـ .."
قطع حديثها وهو يهديها تلك الصفعة ..
رفعت يدها تتحسس موطن الألم ، عيونها تدمع
وهي تجهل السبب ..

ببكاء " لِما ؟ "

انتظرت جوابه ، و لكنه عمد إلى ضربها بقوة ..
يريد بذلك أن يفرغ غضبه بها

أقبلت منى مسرعة لتحررها من يده القاسية
اختبأت ليلى خلفها تحتمي بها ، و قد رُسم على شكلها آثار قسوته ..

منى " ما بك عناد ؟ و لِما كل هذا ؟ "

أجابها بصوتٍ يكاد أن يخترق جميع الأركان ..
" أختك العزيزة كذبت على الجميع و أوهمتهم بمصداقية حديثها ، و أظهرت أحمد بتلك الصورة القبيحة ، ليلى تكذب ، أحمد لم يقل لها شيء "

تجمدت ملامح ليلى بعد سماع أخيها !
أصبحت أشبه بجثة هامدة ، لم تستطيع تبرير موقفها ..
فقد حان للأكذوبة أن تنكشف !
لقد خسرت كل شيء
بتصرفاتها فقد خسرت كل شيء ..
خسرت ثقة عائلتها !
و غير هذا ، خسرت ذلك الزوج الحنون !

انهارت أرضاً ، فاقدة لوعيها ..

~•~•~•~

نشب شجاراً بينهم !
أحمد و والده ..
يصرّ أحمد على الانفصال
بينما والده يصرّ على بقاؤهم لمصالحه التجارية ..

أحمد بانفعال شديد
" و أنا لست ألعوبتكم التجارية "
والده " ولكن فصخك للعقد سيدمر علاقاتنا ، تريث قليلا يا أحمد ، و لا تتسرع "
أحمد بعناد " لا أستطيع "

غضب الأب و غادر الصالة ..

اقتربت والدته ..
" عزيزي أحمد ، تريث قليلاً ، قليلاً فقط "
هزّ رأسه بـ نفي ..
وضعت يدها على صدرها ..
" من أجلي "
أبتسم وهو يمسك يدها ..
" فقط من أجلك أمي ! "

~•~•~•~

ممدة على سريرها !
مٌغْمضة عينيها ،، و الجميع حولها
منى تجلس بجانِبها ، تمسك بيدها ..
" ليلى غاليتي! ليلى "

تسمع ما يدور حولها ، و لكن أغلقت في وجوهم جميع أبواب الإجابة
ألتفتت منى لهم ..
" من الأفضل نقلها للمشفى سريعاً "

ليلى ضغطت على يدها ، و أكتفت بهزّ رأسها تعبيراً عن رفضها للذهاب للمشفى ..

عناد " لا تقلقوا عليها ، ليلى وحدها تستطيع ان تتحايل على المرض نفسه "
عماد " إذ لم يكن مرضها أكذوبة أخرى "

كلماتهم كانت أشبه بأسهم تقطع لها أوصالها ،.

منى " دعوا عنكم الكلام الفارغ و اخرجوا من الغرفة لترتاح قليلاً "

أنصرف الجميع و لم يبقى سواها هي و شقيقتها ..
و ما أن انفردا ، نهضت ليلى تنظر إلى منى بألم ..

منى بـ مواساة " لا تأخذي على عناد و عماد ! فـ هُم فقط مذهولين من الموقف ، و غير ذلك من المؤكد إنهم يستشعرون بالندم اتجاه ما فعلوه بـ أحمد "

هزت رأسها باكية ..
" ليس على ما فعلوه بـي ! بل تنتابني رغبة شديدة بالبكاء ، ربما من أجله ! "

منى " أتقصدين أحمد ؟ "
أجابتها " أجـــل ، يود الانفصال "
منى " و هذا ما تودينه أنتِ "

صمتت و حاولت الصمت أكثر ، و لكنها رمت نفسها على صدر أختها تبكي بحرقة ..
" لا أريد ذلك ، لقد أحببته منى ، لقد أحببته "
منى تهدئها ..
" اهدئي قليلاً "
ليلى لازالت مستمرة في بُكائها ..
" لا أعرف كيف تحولت مشاعري له فجأة ، لم يطرق حبه باب قلبي ، بل دخل دون استئذان و تربع بداخله "
.
.



http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:32 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

الجزء العاشر ( أ ) ..!

عند النافذة تقف ليلى ..
تكتف يداها ، هائمة بأفكارها
" لِما لم يطلقني بعد "

ألتفتت لها منى ,
" ألم تَكُفي عن ذلك ؟! مضى أسبوع و أنتِ تكابدين لوعه هذا الموضوع "

تنهدت وهي تلقي نفسها على فراشها !

" جدي يحتقرني ، أخويكِ لا يتحدثون معي ! أما هو ، فقد استغنى عني "
منى " بديهي .. ماذا كنتِ تنتظرين منه ؟ يأتِ ليمسح على جروحك و أنتِ التي كنت السبب في جرحه ! أما أنه يأتي ليضمك بين أهدابه ؟! كُفي عن التذمر ، فأنتِ المخطأ الأول و الأخير "

طأطأت رأسها ..
" أعلم ذلك ! و لكنني نادمة على فعلتي "

~•~•~•~

أحمد / حسم قراره !
الانفصال هو الحل الوحيد ..

نهض لفتح الباب عندما سمع طرقه !
بترحيب " تفضلي "

أدخّل أخته الكبرى ( أمل ) و جلس معها ..

أمل " جئتك لـ نتحاور في موضوع ليلى "
أجابها .." ما بها ؟ فالموضوع انتهى "

امل " بعثني الوالد لأقنعك بأن تعاود التفكير بشأنها "
أحمد " لا داعي للتفكير مجدداً ! أنا لا أريدها ، وهي أيضاً تبادلني الشعور ذاته "
أجابته " لا تتعجل في الأمور ، ربما تندَمت و الآن تريدك "
أجابها بعدم اكتراث " لا يهمني إن أرادتني أم لا ! فالأهم من ذلك إنني لا أرغب في البقاء معها "

صمتت قليلاً ..

امل " حسناً ، أتصل بها و تحدثوا قليلاً ، ربما تنصلح الأمور بينكم "
هزّ رأسه بالنفي " لا أرغب "

عجزت عن إقناعه ..
فخرجت كما دخلت ..

ألقى نفسه على فراشه ، يسترجع كل المواقف الذي مروا بها ..
حاول أن يجد موقف واحد فقط يستطيع به أن يغفر لها ..
و لكنه عجز !

~•~•~•~

ليلى / تبدو طبيعية أمام الجميع ..
و لكن بداخلها , تثور براكين الندم
استأذنت الجميع و عادت لغرفتها ..

تشعر إنها بحاجة إلى البكاء ..
و فعلاً ، ألقت نصفها على السرير و شهقت تبكي ،.

مُدت يدٌ تمسح على رأسها !
اعتقدت منى ، أو ربما والدتها ،،
و لكنها تفاجأت بـ [ عماد ]

نظرت في عينيه مذهولة ، لم تصدق عيناها ..
مسح دموعها " كُفي عن البكاء غاليتي "
حاولت أن تُهدأ نفسها و حبس دموعها ..
و لكن موقفه جعلها تزداد أكثر

ضمت أخاها و أجهشت بالبكاء ..
" أعذرني عماد ! أعذروني جميعا "

مسح على رأسها بحنان أخَوِي ..
يواسي ألمها ، و يشارك حُزنها ..

~•~•~•~

كل ليلة تستلقي في فراشها ..
تضم صورة التقطت لهما في ليلة عقدهما ..
تنظر إلى الصورة التي تحاكي وضعها السابق ..
كره / حقد / اشمئزاز ..
لم تكن تعلم إن الأيام استطاعت قلب المشاعر
....
نظرت إليه ، خاضت في ملامحه و ابتسامة حب رُسمت على محياها ..
لم تنتبه لنفسها إلا عندما سُحبت الصورة من يديها ..

منى " أرحمي نفسك "
ليلى " أعيدي الصورة "
منى " من أجلك فقط سأمزقها "

نهضت مترجية ، تـمدُ يدها طالبة الصورة ..
" لا منى أرجوك ، لا تمزقي قلبي "

نظرت منى في عيني أختها المليئة بالدموع
تقربت منها و ضمتها إلى صدرها
منى " عزيزتي ، لا أريد أن تتعلقي فيه وهو عنكِ راحل "
ليلى بشهقات " القدر أبعدني عنه ، فلا أريدك أن تبعديني عن صورته "
.
.
لِـ الكـآتبـه / نبـض الحنيــن !


http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

جنــــون
04-17-2017, 08:33 AM
http://store6.up-00.com/2017-04/149170139297071.gif

-


الجزء العاشر (ب) ..!

يقف عند باب المنزل الداخلي ,،
ينحي لـ يلبس حذاءه إستعداداً للرحيل ..
رفع رأسه ليلتقي به ..
" عمـــاد !!! "
هزّ رأسه " أريد التحدث معك "

أسترجع في ذاكرته الموقف الذي نقل على أثره المستشفى !
ولكنه نفض من رأسه تلك الأفكار ..
أجابه " حسناً "

في أحد المقاهي التي أختارها أحمد للحديث معه !
جلس بمقابلته يستمع لما يقوله ..
ابتدأ حديثه و ملامحه توحي بالندم !

عماد " أعتذر عما حدث في ذلك اليوم ، موقفك و تنازلك عن القضية زادني خجلا ، و الأكثر من ذلك موافقتك لحديث معي "
أحمد يرتشف القهوة ،, واصل عماد حديثه ..
عماد " أتيتك بشأن ليلى "
رفع أحمد رأسه " الحديث بشأنها مغلق "
عماد " أسمعني ولو قليلاً "
أحمد " أعتذر "
عماد " حسناً ، المعذرة إن أضعت من وقتك "

كاد أن يذهب و لكن أحمد عمد لمسك يده ..
أحمد " سأسمعك ، و لكن لي نظرة اتجاهها لن أتنازل عنها "

~•~•~•~•~

دخل عناد المنزل يبحث عن أخيه عماد !
لم يجد سِوا ليلى ، ومع ذلك لم يفكر قط أن يسألها ..
ليلى " عناد ! "
لم يجبها ..
نادته ثانيةً " عناد أريد أن اقـ .. "
لم يسمعها و لم ينظر حتى بها ..
أعتبرها كقطعة أثاث بالصالة ، و خرج مرة أخرى دون أن يعيرها أي إهتمام !
وضعت الكوب على الطاولة ، و ذهبت لغرفتها تتذمر ..
" اسمه كفعله ، إلى متى يرفض محادثتي ؟ إني بشر و البشر خطاءون ، لِما يرتفعون عن التسامح لِما ؟ "

ألقت نفسها على السرير تندب حظها ..

~•~•~
يتقلب يمينا يساراً ، يحاول النوم و لكنه عجز ..
كلما سدّ أُذنه عن كلماته ! سمعها بقلبه
" لا أريد ذلك ، لا أريد "
~•~•~

أيا فِنَاءَ اللُقى
... أيا رَحِيلَ العُشْقِ
كادت الظُلاَمَة تُسقَى
... مِن رَحِيقَ الغسَقِ

حان للرحيل ان يبدأ ،
يمسك عماد بيده الورقة ..
ينظر في سطورها ..
قلبه يتألم ، كيف بها لو عَلِمت !
أحمد أعلن طلاقها في هذه الورقة ..
لم يعرف كيف يسلمها إياها ..
أيتركها عند غرفتها ، أم يسلمها بيدها ..

دخل المنزل ، و ألتقى بها !
بوجهه المكتئب " خذي هذه ، و اعذريني فقد قدمت ما بوسعي و لكن عجزت "
مسكت الورقة مذهولة ، يدها ترجف ! قلبها ينبض ، و روحها كادت أن تزهق ..

عماد " ورقة طلاقك قدمها لي أحمد قبل قليل ، و أنا الآن أسلمها لكِ "

هزت رأسها و بدأت الدموع تشترك في موقفها ..
لم تنطق بشيء ، فقط شهقاتها هي التي تُعَبِر عن ما يجول بداخلها ،،

تركتهم ، و ذهبت لغرفتها تجّر خلفها أذيال الخيبة ,،
رمت نفسها على السرير تبكي بحرقة ..

" الحق معه ، الحق معــــه "

فتحت تلك الورقة المشؤمة ،،
فتتفاجئ بما كُتب بداخلها ..

•••••••••••
جميل أن يعترف المرء بأخطائه
و جميلٌ أن يدركها
الأيام كفيلة بأن تثبت لي أنك ليلى أُخرى
أعلم جيداً أن بنو آدم ليس معصوماً عن الأخطاء
و لكن باستطاعة العباد التسامح و المغفرة
و إن لم يكن كذلك ، فسنوقع في فخ العصيان
ليلى أنا مستعد أن أفتح صفحة بيضاء معكِ
شريطة أن تكوني فتاة أُخرى ..
فقد أعلنت انفصالي عن ليلى السابقة
و ها أنا أمدُ يدي لـ ليلى الجديدة
فأهلا و سهلا بكِ

زوجك / أحمد
•••••••••••

لم تصدق ما تراه في تلك السطور !
لم يكن بمقدورها أن تبعد ناظريها عن تلك الكلمات !
مسكت الورقة بيدها ، تستنشق حروفها و هي تبكي ..
أهذا بكاء ، آلم ؟
أم أنهُ بكاء ، الفرح ؟

عادت أدراجها إلى تلك الصالة ، تخبرهم بما حدث ..
فلم تجد أحد !
أين ذهب الجميع ؟
ألتفتت خلفها و إلى جوانبها ، تريد أحداً يشاركها مشاعرها ..
لم تجد سِوا صوته المترنم ..
ألتفتت خلفه و دموعها لم تجف ..
تجمدت واقفة ..
تمسك الورقة بيدها و عيناها لم ترمش ..
أحمد " ما بكِ ؟ "
حركت رأسها و هي تسابق خطواتها لتعتنقه بشغف و هي تبكي ..
" سامحني أحمد ، هل لك ان تغفر لي خطيئتي "
أصبحت تقولها بعقلها و قلبها و روحها ..
و تشعر بأنها لم تُوفي الاعتذار حقه ..

~•~•~•~•~

بـ فستانها الأبيض !
و بجانبها هو ، رُسمت على محياها ابتسامة حب
تقدمت معه و هي تمسك بيده !
تودع هذا المنزل ،
اقتربت من أختها منى ..
" أشكرك أُخية ، فقد علمتني درساً لن أنساه طالما حييت "
ابتسمت منى " يكفي أنك أُختي ، فهذا فقط يكفل لكِ شكرك و ثناءك "

اقتربت من أخويها ..
" عماد ، لك كُل الفضل ، فأعلم أن سعادتي هذه و ابتسامتي كانت بسببك أنت "
أبتسم لها " أجمل ما أريد هو سعادتك ، و بجانب أحمد أثق إنكِ أسعد من ذلك "

اقتربت من عناد ..
" أعتذر عناد و إن لم تصفح عني بعد "
وضع يديه على خديها ..
" بل صفحت عنكِ ! أحمد علمني درسا في التسامح ، كوني سعيدة هذا ما يسعدنا جميعاً "
طبع قبلة أَخويّة على جبهتها ، ثم أقترب من أحمد ..
" أعتذر عند أستاذ التسامح ! فهل أجد الصفح عنده "
أبتسم أحمد بحبور " و إن لم أكن متسامحاً فأنت تستحق العفو "

ساروا بخطواتهم إلى من تقف جانباً تمسح دموعها ..
" أمي ! "
اقتربت والدتها و احتضنتها وهي تحاول حبس دموعها ..
" عزيزتي أمي ! لا تبكي "
والدتها " أبكي فرحاً ! "
أقترب والدها ..
" لا حاجة في وِصاك ، فنحن على ثقة بك "
أحمد " أبنتكم بين أهداب عيني "

و أخيراً ..
اقتربوا عند ذلك الجد ..
طبعوا قبلات الاحترام على رأسه ، و أحنت نفسها إليه لتهمس ..
" أشكرك جدي ، كنت اظن إنك السبب في تعاستي و لكن اكتشفت حينها إنك السبب في سعادتي ، و على نهجك فقد تعلمت الكثير ، و قد أدركت أيضا ان الحب لا يطرق الباب أحياناً ، أعاود شكري إليك "

و من هذه ! فقد بدأت حياتها
مع ابتداء صفحة جديدة من الحب و العشق
و الذي اجتمعا في قلب كان لا يملك سِوا الكره و الحقد ..
فالتسامح نهج السعادة !
و الحب لا ينفرض في كُل الأحيان !
بل يَفرض نفسه في عمق القلوب ليستقر هناك !

•• آلنــهاية ••



http://store6.up-00.com/2017-04/149170139309692.gif

RioO
04-17-2017, 09:38 AM
طرح متميز
وانتقاء زاد به التميز
دوما يحتل صفحاتك عنوان الرقي والابداع
كلنا بشغف لمزيد مما يأتي من اناملك
سلمت بحجم هدا الكون واكتر
لا حرمناك ابدا
مودتي

فزولهآ
04-17-2017, 01:03 PM
طرح جميل

فخآمه
04-17-2017, 01:51 PM
طرح جميل
سلمت يمناكِ
،،

كـــآدي
04-17-2017, 02:25 PM
طرح جميل
سلمت الانامل

مجنون قصايد
04-17-2017, 11:19 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

نجم الجدي
04-18-2017, 12:12 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

إرتواء نبض
04-18-2017, 12:43 AM
لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا المتصفح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز
تقديري وودي

لا أشبه احد ّ!
04-18-2017, 12:46 AM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

جنــــون
04-18-2017, 04:35 AM
يسلمو ع المرور

هدوء
04-18-2017, 08:07 PM
سلمُ لنا هذُآ الذوُوُق ..الذُي يقطفُ لنا..
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..||
ماأننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
لآحرمنـــآآك...

نظرة الحب
04-18-2017, 08:26 PM
طرح رائع قلبي

عـــودالليل
04-19-2017, 02:22 AM
300
شكرا من الاعماق
وشكرا لاختيارك هذا

الموضوع القيم والمفيد

في محتواه


‏إنتقآء اختيارك

جدا موفق دليل ذآئقه رفيعة

المستوى واناقة فكر



من الاعماق اقدم لك شكري


الحريري

عازفة القيثار
04-19-2017, 06:17 PM
طرح راقي
يعطيك الف عافية
لك تقديري وودي
دمتم برائحة المسك

عازفة القيثار
04-19-2017, 06:18 PM
طرح راقي
يعطيك الف عافية
لك تقديري وودي
دمتم برائحة المسك

جنــــون
04-21-2017, 09:14 AM
يسلمو ع المرور

ملكة الجوري
05-03-2017, 12:46 AM
طرح رآئع وراقي
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء

جنــــون
05-10-2017, 07:01 AM
يسلمو ع المرور

الغنــــــد
05-11-2017, 04:44 PM
سلمت يديااااتك

جماال الأنسكاااب وروعته

لا حرمنا منك ياارب

جنــــون
05-13-2017, 06:40 AM
يسلمو ع المرور