عفوكـ يارب
11-04-2009, 02:30 AM
حافظ على المسافة حتى مع البشر !
تسير المركبات المختلفة في الشوارع بشكل دائم ووسط زحام شديد ، وهي تتحرك في اتجاهات متباينة ، ولذلك وضعت لوحات إرشادية وتعليمات مرورية تعنى بتنظيم السير ، ومن أهم هذه الإرشادات التنبيه على ترك مسافة كافية مع السيارات المجاورة من أجل تجنب الإحتكاك أو الإصطدام مع المركبات الأخرى . هذا التنبيه يحتوي في ذاته على حكمة بالغة الأهمية نحتاجها في هذا العصر الذي بلغت فيه مصالح الناس وأعمالهم - أو هكذا صوروا لأنفسهم – حدا من التعارض والتنافس الذي قد يكثر بسببه التصادم أو الإحتكاك . وبما أن الإنسان لايعيش وحيدا في هذه الحياة بل هو يقضي جل وقته محاطا بعدد كبير من البشر ، وكل إنسان من هؤلاء يسعى لتحقيق أهدافه الشخصية في تسابق محموم وأنانية من البعض مفرطة . وهذا الوضع يتطلب منا أن نطبق دائما في حياتنا هذا المبدأ ( حافظ على المسافة حتى مع البشر ) بحيث نحافظ على بعد معقول من الآخرين لكي نواصل مسيرتنا دون الإصطدام بأحد . هل هذا يكفي من أجل سلامتنا وتجنبنا للإصطدام مع الآخرين ؟ لاأجزم بذلك لكنه بلا شك سيخفف كثيرا من حالة الإصطدام . وإلا فهناك نوعيات من البشر يستهويها الإصطدام مع الغير وإن بدا لك منها نوع سكون فهي تبطن شرا وحقدا يفوح حسدا مرا لايقاوم ! بل قد تعاني من هوس وحماقة لاتداوى. فما حيلتك مع مثل هكذا فئات ؟ أرشدونا أيها الأطباء النفسيون وياأيها الرقاة ! . والمتأمل في القرآن الكريم يجد لذلك منطلقا هاديا لفن التعامل مع مثل هذه المواقف كقوله تعالى (وأعرض عن الجاهلين ) وقوله تعالى واصفا أهل التقوى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) . فهذه حكمة الإعراض أو ما سميناه الحفاظ على مسافة كافية مع الغير بل إن الإعراض أشمل كونه فعل راق وحضاري في مواجهة فعل مضاد سيء ومتهور ومتخلف . ولو لم تراع حكمة الإعراض تلك فقد تواجه مصاعب جمه مع مثل هذا الصنف من البشر . وقد تصطدم مصالحك مع فئة أخرى مالم تتصرف بمهارة قوامها الإعراض وترك مسافة كافية . لاتقل لي أن ذلك سيفسر جبنا أو ضعفا . كلا إذ ليس في جميع الأحوال يلزمك المواجهة بل قد تكون الشجاعة والقوة تكمن في الإعراض . وما عليك فسيغلي المقابل كالمرجل ثم يحترق دون تدخل مباشر منك فدعه حتى يرمد ! إن من يتعدى حدوده ويتحرك بعشوائية سيصطدم لامحالة بالآخرين ، والذي يحدث بعد اصطدام كهذا في مسيرة الحياة هو عين ما يحدث على الطرق العامة فحادث تصادم المركبات يوقف مسيرة السيارة وصاحبها لبعض الوقت بل قد يوقفها إلى الأبد وقد يكون ذلك بسبب اقتراب في المسافة لم يؤبه له نتج عنه آثار كارثية . صحيح أن الأمور تسير بأقدار الله لكن لاتعارض في ذلك مع الحصافة والحذر في التعامل مع الآخرين . وكذا قرب المسافة بين البشر قد يفضي إلى آثار غير محمودة قد توقف مسيرة الحياة مؤقتا أو حتى بشكل دائم . والأمر يتطلب تهذيب للطباع وترويض للسلوك حتى تألف النفس التحلي بهذه الخصال الحميدة التي حتما ستجنبك المتاعب والضغوط المتصاعدة في هذا العصر نتيجة لتقارب المسافة بين البشر وبالتالي تهيء الوضع لاحتكاك أكثر وتصادم أقوى نرى شضاياه تلهب العلاقات الإجتماعية توترا وقطيعة لاتحمد عقباها ولله في خلقه حكمة وعبرة . والله الموفق ....
تسير المركبات المختلفة في الشوارع بشكل دائم ووسط زحام شديد ، وهي تتحرك في اتجاهات متباينة ، ولذلك وضعت لوحات إرشادية وتعليمات مرورية تعنى بتنظيم السير ، ومن أهم هذه الإرشادات التنبيه على ترك مسافة كافية مع السيارات المجاورة من أجل تجنب الإحتكاك أو الإصطدام مع المركبات الأخرى . هذا التنبيه يحتوي في ذاته على حكمة بالغة الأهمية نحتاجها في هذا العصر الذي بلغت فيه مصالح الناس وأعمالهم - أو هكذا صوروا لأنفسهم – حدا من التعارض والتنافس الذي قد يكثر بسببه التصادم أو الإحتكاك . وبما أن الإنسان لايعيش وحيدا في هذه الحياة بل هو يقضي جل وقته محاطا بعدد كبير من البشر ، وكل إنسان من هؤلاء يسعى لتحقيق أهدافه الشخصية في تسابق محموم وأنانية من البعض مفرطة . وهذا الوضع يتطلب منا أن نطبق دائما في حياتنا هذا المبدأ ( حافظ على المسافة حتى مع البشر ) بحيث نحافظ على بعد معقول من الآخرين لكي نواصل مسيرتنا دون الإصطدام بأحد . هل هذا يكفي من أجل سلامتنا وتجنبنا للإصطدام مع الآخرين ؟ لاأجزم بذلك لكنه بلا شك سيخفف كثيرا من حالة الإصطدام . وإلا فهناك نوعيات من البشر يستهويها الإصطدام مع الغير وإن بدا لك منها نوع سكون فهي تبطن شرا وحقدا يفوح حسدا مرا لايقاوم ! بل قد تعاني من هوس وحماقة لاتداوى. فما حيلتك مع مثل هكذا فئات ؟ أرشدونا أيها الأطباء النفسيون وياأيها الرقاة ! . والمتأمل في القرآن الكريم يجد لذلك منطلقا هاديا لفن التعامل مع مثل هذه المواقف كقوله تعالى (وأعرض عن الجاهلين ) وقوله تعالى واصفا أهل التقوى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) . فهذه حكمة الإعراض أو ما سميناه الحفاظ على مسافة كافية مع الغير بل إن الإعراض أشمل كونه فعل راق وحضاري في مواجهة فعل مضاد سيء ومتهور ومتخلف . ولو لم تراع حكمة الإعراض تلك فقد تواجه مصاعب جمه مع مثل هذا الصنف من البشر . وقد تصطدم مصالحك مع فئة أخرى مالم تتصرف بمهارة قوامها الإعراض وترك مسافة كافية . لاتقل لي أن ذلك سيفسر جبنا أو ضعفا . كلا إذ ليس في جميع الأحوال يلزمك المواجهة بل قد تكون الشجاعة والقوة تكمن في الإعراض . وما عليك فسيغلي المقابل كالمرجل ثم يحترق دون تدخل مباشر منك فدعه حتى يرمد ! إن من يتعدى حدوده ويتحرك بعشوائية سيصطدم لامحالة بالآخرين ، والذي يحدث بعد اصطدام كهذا في مسيرة الحياة هو عين ما يحدث على الطرق العامة فحادث تصادم المركبات يوقف مسيرة السيارة وصاحبها لبعض الوقت بل قد يوقفها إلى الأبد وقد يكون ذلك بسبب اقتراب في المسافة لم يؤبه له نتج عنه آثار كارثية . صحيح أن الأمور تسير بأقدار الله لكن لاتعارض في ذلك مع الحصافة والحذر في التعامل مع الآخرين . وكذا قرب المسافة بين البشر قد يفضي إلى آثار غير محمودة قد توقف مسيرة الحياة مؤقتا أو حتى بشكل دائم . والأمر يتطلب تهذيب للطباع وترويض للسلوك حتى تألف النفس التحلي بهذه الخصال الحميدة التي حتما ستجنبك المتاعب والضغوط المتصاعدة في هذا العصر نتيجة لتقارب المسافة بين البشر وبالتالي تهيء الوضع لاحتكاك أكثر وتصادم أقوى نرى شضاياه تلهب العلاقات الإجتماعية توترا وقطيعة لاتحمد عقباها ولله في خلقه حكمة وعبرة . والله الموفق ....