جنــــون
02-22-2017, 03:05 PM
http://up.1sw1r.com/upfiles2/l6x08602.png
مراكب الصيد النهرية .. هي ملامح هيكلية صغيرة الحجم .. لا تكترث بالمظاهر والجماليات .. وهي تلك الباهتة التي تشتكي القزمية .. هزيلة في هياكلها وقليلة في أحجامها .. وتستحيل المقارنة بينها وبين مراكب الصيد البحرية .. تلك العملاقة عند الحجة بالنسبية .. وهي عادة تشتكي عند المطية .. تتمايل وشيكة بالأذية .. ثم تستعدل إذا أنصف الراكب بنوع من الوسطية .. وتكاد تلفظ الروح إذا امتطى متنها أكثر من راكب واحـد .. نراها تتواضع وتجلس فوق سطح الماء .. وهي لا تخفي خوفها من عواقب العمق .. مراكب الصيد النهرية تتناثر في نقاط متباعدة هنا وهناك .. فهي انطوائية بالفطرة وغير اجتماعية ولا تقبل الرفقة في الغالب .. فتتباعد في المسافات البينية .. كما أنها تتباعد عن مشارف السواحل لتكون بعيدة عن الأعين .. وتلك سنة منذ قديم الأزمان حيث التطير والتشاؤم .. وصياد الأسماك هو من أكثر الناس اعتقاداَ في أمور الحظ والنحس .. والخيبة والنجاح لديه مرهون بمن يتواجد صدفة في طريق العودة أو الإياب من الصيد .. والمنكوب من الناس هو من يتواجد مصادفةَ في طريق الصياد .. فهو بالنسبة للصياد يدخل في مجال الظن .. إما أن يكون فاتحة خير وإما أن يكون جالب نحس .. ولذلك فالحكماء من الناس يتفادون مسالك الصيادين في حال ذهابهم وإيابهم .. وأشد المراحل خطورة في دواعي السحر والعين يكون عندما يعود الصياد بغنائم الصيد العالية .. فهو يحمل الغنائم ثم يجتهد في إخفائها من الأعين .. ثم يكثر الاستعاذة من العين والحسد .. وعالم صيادي الأسماك عالم مبطن بالكثير من أسرار المعتقدات والظنون المقرونة بالدجل والشعوذة .. وهناك الجديد الخطير من الأسرار التي ولدت من أرحام العصر الحديث .. حيث مرحلة تخرج المفهوم كلياَ عن الراسخ في الأذهان والمتعارف عن تلك المراكب الصغيرة .. وتلك الأسرار الجديدة تلمس جانباَ من هذه القصة .
................الإنسان هو ذلك المراوغ الذي لا يعدم الحيلة .. وفي الناس من يحمل الفطنة والنباغة والذكاء ثم المقدرة في لبس ثوب الغباء .. وهناك آخرون يجتهدون ليظهروا للناس بأنهم أذكياء وفي قمة الدهـاء .. وعند الامتحان يسقطون حيث الغباء الشديد .. لأنهم في الحقيقة يفقدون كل مؤهلات العقل العالية .. بينما يتواجد في الناس ذلك النوع المبهم اللبيب الخطيـر .. صاحب العقل الكبير .. الذي لا يدعي بقوة عقله ولا يتفاخر بالذكاء .. ولكنه يدعي الغباء حتى يبعد الشبهات عن مآربه الذاتية الخطيرة .
........الصدفة وحدها هي التي أوجدتنا في معية الشلة ذات يوم .. لنقع في ورطة كبيرة كادت تؤدي بنا إلى حبل المشنقة .. ونحن عادة نجتمع ونلتقي كل مساء عند ركن في منتـزه الحـي الوحيد .. والمنتزه يطل على ساحل النيل الجميل .. حيث هناك تلك المقاعد الثابتة التي تجعل النيل قبلة لها .. وكنا دائماَ نجلس هناك ونتسامر ثم نرتشف القهوة والشاي .. والمعروف أن ديمومة العادة تغلب الحواس بالتكرار .. ولذلك تعودنا في جلساتنا تلك أن نتحاور مع البعض والأعين غائبة تشاهد معالم وصفحة النيل الخالدة .. تلك الصفحة التي شوهتها علامات النقاط الباهتة لمراكب الصيد العديدة .. المتناثرة هنا وهناك فوق سطح النهـر .. ولكن أيضاَ الزمن أوجد فينا الفطرة بأن لا نبالي بالتركيز على تلك الأقزام .. لأنها أصبحت تمثل علامات عادية بلوحة في الحائط .. وفي أحد الأيام ونحن جالسون فجأة كان هناك سؤال عشوائي من أحد الرفاق الأبرياء .. حيث قال مستفسراَ لماذا نشاهد العديد مراكب الصيد أمامنا يومياَ ثم هناك قلة من الصيادين من يجتهد في الصيد !! ؟؟ ,, بينما نرى آخرين من الصياديين يجلسون فوق مراكبهم تلك الساعات تلو الساعات ولا يبذلون الجهد من أجل الاصطياد ؟؟؟ .. بل نراهم من وقت لآخر يعودون للساحل ثم يرتدون مرة أخرى لعمق النيل ؟؟؟ . ثم أردف قائلاَ : والملاحظة الثانية أن هناك ندرة شديدة في الصياديين الذي يتواجدون في البر وهم يعرضون الأسماك التي تعنى جهد الصيادين .. فإذا افترضنا أن تلك القلة هي المحظوظة بالصيد فلماذا يصر الآخرون الذين لا يصطادون طوال الأيام والأشهر .. نراهم يتواجدون بإصرار في صحبة النهر وصحبة المراكب ليلاَ ونهاراَ ؟؟ .. ومن طبائع الناس أن المهنة التي لا
مراكب الصيد النهرية .. هي ملامح هيكلية صغيرة الحجم .. لا تكترث بالمظاهر والجماليات .. وهي تلك الباهتة التي تشتكي القزمية .. هزيلة في هياكلها وقليلة في أحجامها .. وتستحيل المقارنة بينها وبين مراكب الصيد البحرية .. تلك العملاقة عند الحجة بالنسبية .. وهي عادة تشتكي عند المطية .. تتمايل وشيكة بالأذية .. ثم تستعدل إذا أنصف الراكب بنوع من الوسطية .. وتكاد تلفظ الروح إذا امتطى متنها أكثر من راكب واحـد .. نراها تتواضع وتجلس فوق سطح الماء .. وهي لا تخفي خوفها من عواقب العمق .. مراكب الصيد النهرية تتناثر في نقاط متباعدة هنا وهناك .. فهي انطوائية بالفطرة وغير اجتماعية ولا تقبل الرفقة في الغالب .. فتتباعد في المسافات البينية .. كما أنها تتباعد عن مشارف السواحل لتكون بعيدة عن الأعين .. وتلك سنة منذ قديم الأزمان حيث التطير والتشاؤم .. وصياد الأسماك هو من أكثر الناس اعتقاداَ في أمور الحظ والنحس .. والخيبة والنجاح لديه مرهون بمن يتواجد صدفة في طريق العودة أو الإياب من الصيد .. والمنكوب من الناس هو من يتواجد مصادفةَ في طريق الصياد .. فهو بالنسبة للصياد يدخل في مجال الظن .. إما أن يكون فاتحة خير وإما أن يكون جالب نحس .. ولذلك فالحكماء من الناس يتفادون مسالك الصيادين في حال ذهابهم وإيابهم .. وأشد المراحل خطورة في دواعي السحر والعين يكون عندما يعود الصياد بغنائم الصيد العالية .. فهو يحمل الغنائم ثم يجتهد في إخفائها من الأعين .. ثم يكثر الاستعاذة من العين والحسد .. وعالم صيادي الأسماك عالم مبطن بالكثير من أسرار المعتقدات والظنون المقرونة بالدجل والشعوذة .. وهناك الجديد الخطير من الأسرار التي ولدت من أرحام العصر الحديث .. حيث مرحلة تخرج المفهوم كلياَ عن الراسخ في الأذهان والمتعارف عن تلك المراكب الصغيرة .. وتلك الأسرار الجديدة تلمس جانباَ من هذه القصة .
................الإنسان هو ذلك المراوغ الذي لا يعدم الحيلة .. وفي الناس من يحمل الفطنة والنباغة والذكاء ثم المقدرة في لبس ثوب الغباء .. وهناك آخرون يجتهدون ليظهروا للناس بأنهم أذكياء وفي قمة الدهـاء .. وعند الامتحان يسقطون حيث الغباء الشديد .. لأنهم في الحقيقة يفقدون كل مؤهلات العقل العالية .. بينما يتواجد في الناس ذلك النوع المبهم اللبيب الخطيـر .. صاحب العقل الكبير .. الذي لا يدعي بقوة عقله ولا يتفاخر بالذكاء .. ولكنه يدعي الغباء حتى يبعد الشبهات عن مآربه الذاتية الخطيرة .
........الصدفة وحدها هي التي أوجدتنا في معية الشلة ذات يوم .. لنقع في ورطة كبيرة كادت تؤدي بنا إلى حبل المشنقة .. ونحن عادة نجتمع ونلتقي كل مساء عند ركن في منتـزه الحـي الوحيد .. والمنتزه يطل على ساحل النيل الجميل .. حيث هناك تلك المقاعد الثابتة التي تجعل النيل قبلة لها .. وكنا دائماَ نجلس هناك ونتسامر ثم نرتشف القهوة والشاي .. والمعروف أن ديمومة العادة تغلب الحواس بالتكرار .. ولذلك تعودنا في جلساتنا تلك أن نتحاور مع البعض والأعين غائبة تشاهد معالم وصفحة النيل الخالدة .. تلك الصفحة التي شوهتها علامات النقاط الباهتة لمراكب الصيد العديدة .. المتناثرة هنا وهناك فوق سطح النهـر .. ولكن أيضاَ الزمن أوجد فينا الفطرة بأن لا نبالي بالتركيز على تلك الأقزام .. لأنها أصبحت تمثل علامات عادية بلوحة في الحائط .. وفي أحد الأيام ونحن جالسون فجأة كان هناك سؤال عشوائي من أحد الرفاق الأبرياء .. حيث قال مستفسراَ لماذا نشاهد العديد مراكب الصيد أمامنا يومياَ ثم هناك قلة من الصيادين من يجتهد في الصيد !! ؟؟ ,, بينما نرى آخرين من الصياديين يجلسون فوق مراكبهم تلك الساعات تلو الساعات ولا يبذلون الجهد من أجل الاصطياد ؟؟؟ .. بل نراهم من وقت لآخر يعودون للساحل ثم يرتدون مرة أخرى لعمق النيل ؟؟؟ . ثم أردف قائلاَ : والملاحظة الثانية أن هناك ندرة شديدة في الصياديين الذي يتواجدون في البر وهم يعرضون الأسماك التي تعنى جهد الصيادين .. فإذا افترضنا أن تلك القلة هي المحظوظة بالصيد فلماذا يصر الآخرون الذين لا يصطادون طوال الأيام والأشهر .. نراهم يتواجدون بإصرار في صحبة النهر وصحبة المراكب ليلاَ ونهاراَ ؟؟ .. ومن طبائع الناس أن المهنة التي لا