مشاهدة النسخة كاملة : مع القرآن - "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ"


طهر الغيم
02-06-2017, 12:47 AM
مشهد من أعظم المشاهد في تاريخ الإنسانية :
بداية المشهد: يوسف لا يزال سجيناً وقد أدى أمانة العلم وفسر رؤيا الملك، ثم يرسل له الملك ليراه، فيرفض الخروج حتى تتبين براءتهُ التامة ويخرج مرفوع الهامة ويطالب بسؤال النسوة اللاتي قطعن أيديهن فمعهن البرهان الساطع على براءته.
فلما ظهرت براءة يوسف عليه السلام أرسل الملك في طلبه واستمع منه حتى دخل في قلبه فأعجبه علمه وخلقه وشخصه فأراد أن يقربه منه ويجعله من خلصائه فما كان من يوسف عليه السلام إلا أن طلب تحملَ مسؤوليةٍ عظيمة ليس طلباً للجاه والمنصب وإنما ليشرف بنفسه على إنقاذ الناس في فترةٍ عصيبةٍ قادمة، وليضمن عدالة التوزيع ومرور الأزمة على الجميع خير مرور.
فكان التمكين وكان النصر والظفر بعد كلِ ما لاقى من ابتلاءاتٍ وبعد كل ما تجاوز من اختبارات .
فهل وعينا الدرس؟؟
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ * قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف: 50-57].
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: { {وَقَالَ الْمَلِكُ} } لمن عنده { {ائْتُونِي بِهِ} } أي: بيوسف عليه السلام، بأن يخرجوه من السجن ويحضروه إليه، فلما جاء يوسف الرسول وأمره بالحضور عند الملك، امتنع عن المبادرة إلى الخروج، حتى تتبين براءته التامة، وهذا من صبره وعقله ورأيه التام.
فـ { {قَالَ} } للرسول: { {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} } يعني به الملك. { {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} } أي: اسأله ما شأنهن وقصتهن، فإن أمرهن ظاهر متضح { {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} } .
فأحضرهن الملك، وقال: { {مَا خَطْبُكُنَّ} } أي: شأنكن { {إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} } فهل رأيتن منه ما يريب؟
فبرَّأنه و{قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ } أي: لا قليل ولا كثير، فحينئذ زال السبب الذي تنبني عليه التهمة، ولم يبق إلا ما عند امرأة العزيز، فـ{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} أي: تمحض وتبين، بعد ما كنا ندخل معه من السوء والتهمة، ما أوجب له السجن {أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} في أقواله وبراءته.
{ {ذَلِكَ} } الإقرار، الذي أقررت [أني راودت يوسف] { {لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} }
يحتمل أن مرادها بذلك زوجها أي: ليعلم أني حين أقررت أني راودت يوسف، أني لم أخنه بالغيب، أي: لم يجر منِّي إلا مجرد المراودة، ولم أفسد عليه فراشه، ويحتمل أن المراد بذلك ليعلم يوسف حين أقررت أني أنا الذي راودته، وأنه صادق أني لم أخنه في حال غيبته عني. { {وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} } فإن كل خائن، لا بد أن تعود خيانته ومكره على نفسه، ولا بد أن يتبين أمره.
ثم لما كان في هذا الكلام نوع تزكية لنفسها، وأنه لم يجر منها ذنب في شأن يوسف، استدركت فقالت: { {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} } أي: من المراودة والهمِّ، والحرص الشديد، والكيد في ذلك. { {إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} } أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان { {إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي} } فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.
{ {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} } أي: هو غفور لمن تجرأ على الذنوب والمعاصي، إذا تاب وأناب، { {رَحِيمٌ} } بقبول توبته، وتوفيقه للأعمال الصالحة،. وهذا هو الصواب أن هذا من قول امرأة العزيز، لا من قول يوسف، فإن السياق في كلامها، ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر.
فلما تحقق الملك والناس براءة يوسف التامة، أرسل إليه الملك وقال: {ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} أي: أجعله خصيصة لي ومقربًا لديَّ فأتوه به مكرما محترما، {فَلَمَّا كَلَّمَهُ } أعجبه كلامه، وزاد موقعه عنده فقال له: {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا} أي: عندنا {مَكِينٌ أَمِينٌ} أي: متمكن، أمين على الأسرار، فـ{ قَالَ} يوسف طلبًا للمصلحة العامة: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأرْضِ} أي: على خزائن جبايات الأرض وغلالها، وكيلًا حافظًا مدبرًا.
{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} أي: حفيظ للذي أتولاه، فلا يضيع منه شيء في غير محله، وضابط للداخل والخارج، عليم بكيفية التدبير والإعطاء والمنع، والتصرف في جميع أنواع التصرفات، وليس ذلك حرصا من يوسف على الولاية، وإنما هو رغبة منه في النفع العام، وقد عرف من نفسه من الكفاءة والأمانة والحفظ ما لم يكونوا يعرفونه.
فلذلك طلب من الملك أن يجعله على خزائن الأرض، فجعله الملك على خزائن الأرض وولاه إياها.
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ} أي: بهذه الأسباب والمقدمات المذكورة، {مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} في عيشٍ رغد، ونعمةٍ واسعة، وجاهٍ عريض، {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} أي: هذا من رحمة الله بيوسف التي أصابه بها وقدرها له، وليست مقصورة على نعمة الدنيا.
{وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ويوسف عليه السلام من سادات المحسنين، فله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، ولهذا قال: {وَلأجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ} من أجر الدنيا {لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} أي: لمن جمع بين التقوى والإيمان، فبالتقوى تترك الأمور المحرمة من كبائر الذنوب وصغائرها، وبالإيمان التام يحصل تصديق القلب، بما أمر الله بالتصديق به، وتتبعه أعمال القلوب وأعمال الجوارح، من الواجبات والمستحبات.
>
معاذ الله..

جنــــون
02-06-2017, 01:54 AM
جزاك الله خير http://files2.fatakat.com/2013/7/13735141741438.gif (http://www.7lwthom.net/vb/showthread.php?t=9390)

نجم الجدي
02-06-2017, 02:22 AM
طرح رووووووعه
واختيااارك اروووع للموووضوع
.ابداااع

يعطيك العاافية

نج نج

ضامية الشوق
02-06-2017, 12:57 PM
جزاك الله خيرا

ورده
02-06-2017, 07:28 PM
سلمُ لنا هذُآ الذوُوُق ..الذُي يقطفُ لنا..
آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ..||
ماأننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
لآحرمنـــآآك...

هدوء
02-06-2017, 10:15 PM
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

مجنون قصايد
02-06-2017, 10:52 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

‏http://www.gsaidlil.com/vb/

نسمات اشتياق
02-07-2017, 12:12 AM
جزاكِ الله خيراً ..

نظرة الحب
02-07-2017, 12:19 AM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

دلع
02-07-2017, 03:36 AM
يعطيك ألف عافيه ننتظر جديدك.....

كـــآدي
02-07-2017, 07:16 AM
جزاك الله خيرا

ضامية الشوق
02-07-2017, 03:22 PM
سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا

لا أشبه احد ّ!
02-07-2017, 03:45 PM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

RioO
02-07-2017, 11:41 PM
بارك الله بك
و اثابك حسن ثواب
وجوزيت الف خير
لا حرمناك

ملكة الجوري
02-08-2017, 04:40 AM
جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك

فخآمه
02-08-2017, 07:25 AM
جزاكِ الله الجنه

طهر الغيم
02-12-2017, 04:05 AM
جنون
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:05 AM
نجم
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:05 AM
ضاميه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:05 AM
ورده
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:05 AM
هدوء
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:06 AM
مجنون
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:06 AM
نسمات
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:06 AM
وصوف
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:06 AM
دلع
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:06 AM
كادي
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:07 AM
غنوجه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:07 AM
ادمان
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:07 AM
ملاك
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-12-2017, 04:07 AM
فخامه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طيف
02-12-2017, 06:56 AM
وجزأأأأأأأأأأك ربي الجنة



وجعلها في موأأزين حسناتك


ربي يعطيك العافية..
وعساك ع القوة.

اختك

طيف الخاطر}

عـــودالليل
02-13-2017, 01:30 AM
اختيار كامل العذوبه

ودقه متناهيه في جلبه لنا بهذا الشكل
الانيق والمتكامل

يدل على ذوق عالي

الف شكر من القلب على ماشاهدت


اخوك
‏محمد الحريري

الغنــــــد
02-13-2017, 02:32 AM
جزاااااااك الله الجنه

وجعله الله في ميزاان حسناااتك

طهر الغيم
02-14-2017, 01:04 AM
طيف
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-14-2017, 01:04 AM
عود
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-14-2017, 01:04 AM
الغند
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

فزولهآ
02-17-2017, 10:51 AM
طرح مفعم بالعطآء والتميز
سلمت الآنامل المتألقه
ودي وآمتنآاني لروح العطآاء الراقي

عازفة القيثار
02-17-2017, 02:27 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

طهر الغيم
02-18-2017, 10:46 PM
فزولها
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-18-2017, 10:46 PM
عازفه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

ضامية الشوق
02-19-2017, 11:36 AM
جزاك الله خيرا

سُقيا
02-19-2017, 04:20 PM
‏بَارك الله فيك
‏و جزاكِ عنّا خير الجزاء
‏و اسعدكِ في الدآرين

http://vb.shbab5.com/shbbab/shbbab.com1395210045_107.png

الوجه المليح
02-19-2017, 10:03 PM
يعطيك العافية

الطرآد
02-19-2017, 10:39 PM
أثآبك الله وجزآك الله خير الجــزآء

طهر الغيم
02-19-2017, 10:42 PM
ضاميه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-19-2017, 10:42 PM
سقيا
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-19-2017, 10:43 PM
خواطر
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

طهر الغيم
02-19-2017, 10:43 PM
الطراد
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥