غيم
02-05-2017, 08:06 PM
ظن كثير من الناس أن الكتابة حكر على أهل اللغة،
والشعر من صناعتهم هم فقط، وأعني بأهل اللغة خريجي اللغة العربية
على سبيل المثال، ومع أن التخصص مطلب مهم،
غير أن الكثيرين تميزوا وبرعوا في مناشط لا علاقة لها بتخصصاتهم العلمية،
وبعضهم برع بها وأجاد وليس لديه تخصص علمي أصلا،
فأعطيكم مثالا: (المفكر والأديب والناقد عباس محمود العقاد)...
لو قرأت في سيرة العقاد تجده لم ينتظم في مدرسة فوق الابتدائية،
وإنما عمل على تثقيف نفسه بنفسه،
فقرأ وكتب، وتعلم اللغة الإنجليزية أيضا، وكتب فأبدع في قصائد عدة، و
في قصة (سارة) كتب بطريقة لم يستطع مجاراته الكثيرون من أهل اللغة ذاتها...
وغازي القصيبي درس العلاقات الدولية حتى حصل على الدكتوراه فيها،
وشغل عدة مناصب حساسة، فكان وزيرا للعمل في آخر مناصبه،
وشاعرا وروائيا مبدعا في الوقت ذاته...
والشاعر نزار قباني هو حقوقي في الأصل،
وعمل في السلك الدبلوماسي حقبة من الزمن، ومع ذلك جاء بالعجب العجاب،
وكذا الشاعر عمر أبو ريشة، لم يكمل دراسته الجامعية في اللغة الإنجليزية
وقضى حياته سفيرا متنقلا لبلاده...
وأحمد مطر لا تذكر الروايات أنه نال شهادات،
إلا أنه انخرط للكتابة في صحيفة السياسة الكويتية مزامنة مع صديق عمره
الراحل الفنان الفلسطيني ناجي العلي،
وبعد مقتل العلي رحل مطر إلى لندن ومن هنا صار يرشق الحكومات العربية بأشعاره...
ونجيب محفوظ كان خريج فلسفة، وأبدع في رواياته التي ما زالت تغرق المكتبات،
وإبراهيم ناجي كان طبيبا، وعندما تسمع قصيدته (الأطلال) من أم كلثوم تشعر بروعة كلماته،
والهادي آدم كان مدرسا للغة الإنجليزية، فأبدع في قصيدة تعد من عيون الشعر العربي الحديث (أغدًا ألقاك)...
ومحمود سامي البارودي رجل دولة وحروب، فقد تولى رئاسة وزراء مصر في عهد سابق، وكان شاعرا مفوها،
واليوم في ظل ما ننعم به من وسائل التقنية الحديثة،
يمكن لأي إنسان أن يبرز في مجال ما دون الحاجة لأي شهادات أو مؤهلات...
وأرجو ألا يفهم من مقالي هذا أن المؤهلات العلمية غير مطلوبة،
وإنما هي ورقة لطلب العيش فقط... لا للإبداع،
فصاحب الشهادات والمؤهلات إن اكتفى بشهاداته، لم يقدم شيئا،
ومن لا يملك الشهادات إن طور نفسه برز وقدم الكثير والكثير...
مما تصفحت ..
تحياتي /
والشعر من صناعتهم هم فقط، وأعني بأهل اللغة خريجي اللغة العربية
على سبيل المثال، ومع أن التخصص مطلب مهم،
غير أن الكثيرين تميزوا وبرعوا في مناشط لا علاقة لها بتخصصاتهم العلمية،
وبعضهم برع بها وأجاد وليس لديه تخصص علمي أصلا،
فأعطيكم مثالا: (المفكر والأديب والناقد عباس محمود العقاد)...
لو قرأت في سيرة العقاد تجده لم ينتظم في مدرسة فوق الابتدائية،
وإنما عمل على تثقيف نفسه بنفسه،
فقرأ وكتب، وتعلم اللغة الإنجليزية أيضا، وكتب فأبدع في قصائد عدة، و
في قصة (سارة) كتب بطريقة لم يستطع مجاراته الكثيرون من أهل اللغة ذاتها...
وغازي القصيبي درس العلاقات الدولية حتى حصل على الدكتوراه فيها،
وشغل عدة مناصب حساسة، فكان وزيرا للعمل في آخر مناصبه،
وشاعرا وروائيا مبدعا في الوقت ذاته...
والشاعر نزار قباني هو حقوقي في الأصل،
وعمل في السلك الدبلوماسي حقبة من الزمن، ومع ذلك جاء بالعجب العجاب،
وكذا الشاعر عمر أبو ريشة، لم يكمل دراسته الجامعية في اللغة الإنجليزية
وقضى حياته سفيرا متنقلا لبلاده...
وأحمد مطر لا تذكر الروايات أنه نال شهادات،
إلا أنه انخرط للكتابة في صحيفة السياسة الكويتية مزامنة مع صديق عمره
الراحل الفنان الفلسطيني ناجي العلي،
وبعد مقتل العلي رحل مطر إلى لندن ومن هنا صار يرشق الحكومات العربية بأشعاره...
ونجيب محفوظ كان خريج فلسفة، وأبدع في رواياته التي ما زالت تغرق المكتبات،
وإبراهيم ناجي كان طبيبا، وعندما تسمع قصيدته (الأطلال) من أم كلثوم تشعر بروعة كلماته،
والهادي آدم كان مدرسا للغة الإنجليزية، فأبدع في قصيدة تعد من عيون الشعر العربي الحديث (أغدًا ألقاك)...
ومحمود سامي البارودي رجل دولة وحروب، فقد تولى رئاسة وزراء مصر في عهد سابق، وكان شاعرا مفوها،
واليوم في ظل ما ننعم به من وسائل التقنية الحديثة،
يمكن لأي إنسان أن يبرز في مجال ما دون الحاجة لأي شهادات أو مؤهلات...
وأرجو ألا يفهم من مقالي هذا أن المؤهلات العلمية غير مطلوبة،
وإنما هي ورقة لطلب العيش فقط... لا للإبداع،
فصاحب الشهادات والمؤهلات إن اكتفى بشهاداته، لم يقدم شيئا،
ومن لا يملك الشهادات إن طور نفسه برز وقدم الكثير والكثير...
مما تصفحت ..
تحياتي /