إرتواء نبض
01-26-2017, 12:18 AM
شيخ أنتا ديوب ، فرعون المعرفة ، أو فرعون الثقافة الافريقية ، والذى ترجم كلمة Egypt فى اصولها الفرعونية بالارض السوداء وربط بين معناها هذا فى المصرية القديمة وبين لغة الولوف المنتشرة على ساحة كبيرة فى غرب افريقيا ، وهو الذى عاش حياته العلمية فى دارسة الاثار الفرعونية والافريقية ليخلص الى ان الحضارة الفرعونية هى رمز القرابة العميقة الجذور بين العرب والافارقة حيث ام الفراعنة ينحدرون من اصول افريقية زنجية.
لكن مايلفت النظر بحق هذا المفكر الافريقيى ، هو غياب مكانته فى الثقافة العربية الحديثة ، وتجاهل الراى العام الثقافى العربى له حتى الان رغم ضجيج الحديث عن التعاون الثقافى العربى الافريقى ، والحديث عن المدركات السلبية بين الشمال العربى والجنوب الافريقي للقارة السمراء .
والسؤال . هل مقولات الشيخ انتاديوب الصعبة والمناقضة لافكار مسيطرة فى المنطقة العربية ضد الفرعونية او مكانة مصر الحضارية المتميزة لاشك وراء تجاهل كتابات انتاديوب ومحاولة ترجمتها واعادة نشره مرة اخرى داخل المحافل الافريقية ؟
من هو شيخ انتاديوب ؟
مفكر سنغالى ، ولد عام 1923 ، فى بلد تسمى " دييو ربل " وهو من اصول مريدية نسبة الى " المريدين " ويقول عليه انتاديوب انه طائفة ذات اصول زنجية افريقية وهى النموذج القومى الاسلامى تلقى فيها تعليميه حتى البكاليورس ، ثم بعث الى فرنسا لاستكمال دارسته مابعد الجامعية ، بعد الحرب العالمية الثانية وكان تخصصه فى علم الفيزياء ، لكن سرعان ماستهوته دارسة التاريخ بعدما راى مافعلته فرنسا فى افريقيا ؟
تقدم بتسجيل الدكتوراه تحت عنوان " الامم الزنجية والثقافة " وقوبلت بالرفض ولكن تم مناقشته 1955 فى جامعة باريس وسط حماس وتشجيع اصدقائه .
- أقام معملا كيميائيا خاصا به فى جامعة داكار ، لتحليل اثار مصرية وافريقية واشتغل بعلوم الانثروبولوجيا الفيزيقية مثل اشتغاله بالتاريخ الافريقيى والفرعونى ، وعلوم اللغة والتاريخ والنظم السياسية وقدم كتابه " الحضارات الزنجية أسطورة أم حقيقة تاريخية " 1967
- نضاله السياسى
وفى فرنسا ساهم فى تاسيس حركة شبيبة التجمع الديمقراطى ، وصار سكرتيرها العام من 1950- 1953 وشهدت هذه الفترة تطورين مهمين فى حياة الشيخ انتا ديوب :-
1- دعوته لاقامة الموتمر الاول لوحدة الشعوب الافريقية للمستوى الشبابى اتساقا مع حركة (ديبوا – نكروما ) الوطنية
2- الانتقال من امكانيات العمل السياسى فى اطار التجمع الفرنسى الى طرح فكرة الاستقلال السياسى الكامل وتكوين فدارلية لافريقيا السوداء
3- أيد كل من ثورة الجزائر وكينيا وفييتنام ، واصدر أهم كتبه
وفى 1960 ، عاد ديوب الى السنغال ، وفى عام 1961انشأ حزب كتلة الجماهير السنغالية {B.M.S} وتولى امانته وأصبح نشاطه الجماهيرى فى مواجهة حزب سنجور حتى اوقف الاخير نشاطه بعد عام من انشائه .
وفى 1976 تم فتح باب تشكيل الاحزاب مرة اخرى وأعلن ديوب عن حزبه الجديد {التجمع الوطنى الديمقراطى } الذى لم يستطيع ان ياخذ الاعتراف به الا عام 1978 .
وفاته وفى فبراير 1986 ، توفى الشيخ انتاجوب بداكار ونعاه محبيه واطلق اسمه على جامعة داركار
منهجيته
- المقارنة التاريخية بين افريقيا وأوربا ، وقد كانت المقارنة فى ذهنه دائما من حيث الماضى والحاضر
- ونجد ان "الحقيقة " او الفكرة الرئيسة فى اعمال "ديوب " التاريخية هى التاكيد على ان الحضارة المصرية ، حضارة زنجية .
- وفقا لنظرية "ديوب " فان اليونانيين القدماء كانوا على وعى بالسمات الزنجية للمصريين
الاهداف التى يسعى اليها
الهدف الاول : مساواة التاريخ الافريقيبالتاريخ الاوربى ، والثقافة الاوربية بالثقافة الاوربية بمعنى اعادة الاعتبار للتاريخ الافريقى والثقافة الافريقية والشخصية الافريقية ، بعد مالحقها من تشويه على يد الكتابات الاوربية والمؤرخين الغرب .
الهدف الثانى : تفوق وسمو التاريخ والثقافة الافريقية على نظيرهما فى اوربا ، بمعنى ليس فقط اثبات المساواة فقط بل التفوق ورجوع الفضل للحضارة الافريقىة على الحضارة الاوربية
- ولتحقيق ديوب هذين الهدفين انطلق من عدة منطلقات فكرية اهمها :
المنطلقات االفكرية للشيخ أنتا ديوب :
المنطلق الاول : الفكر السياسى والتاريخ عملا كفاحيا
- بمعنى ان الافكار لها وظيفة كفاحية ، ليست محايدة ، لها جانب كفاحى يمكن استخدامه من أى طرف
- وفى حديثه الى الفرنسيين كان يسعده أن يشير الى الرومان كانوا يقلدون الفرنسيين ، الا أن التغريب الثقافى يثير رد فعلى طبيعى بالدفاع عن النفس وهو ماحدث للشعب الافريقى الذى يبحث الان عن " اسلحة ثقافية " تساعده على اعادة بناء الوعى القومى ، واقناع العالم بالقيمة الحقيقة للزنوج .
- وكتب ان استخدام التغريب الثقافى كادأة للسيطرة قديم قدم الخليفة
المنطلق الثانى : لا يمكن تحقيق استقلال سياسى دون تحقيق استقلال حضارى وثقافى
- كان ديوب متحمسا لماضى افريقيا ، حيث ان تمجيد الماضى يسبق ويمهد للاستقلال السياسى ، ويستشهد بتاريخ الدول الاوربية الحديثة {المانيا – ايطاليا }.
المنطلق الثالث : الخصوصية الحضارية
- يرفض الشيخ أنتاديوب عالمية الثقافة ، ويرى أن كل أمة لها خصوصيتها ويرفض دعاة الاندماج " العولمة " فهو يرى ان هناك خصوصية لكل امة ولكل قارة .
القضية الكبرى عند الشيخ انتاديوب
· المرجعية التاريخية
- بمعنى أمة أو حضارة لها مرجعية تاريخية ، وهذا يعطى مدد معنوى ودافع معنوى للانتاج والانجاز باعتبار ان الحضارة القديمة هى انجاز .
- اى فترة زمنية مزدهرة تستخدمها الامم لمدد معنوى " فاوربا كانت مرجعيتها " اليونان " من هنا يرى ديوب ان الحضارة المصرية تمثل المرجعية التاريخية لافريقيا
- وحتى يستطيع " ديوب " قول ان الحضارة المصرية هى المرجعية التاريخية لافريقيا عليه ان يثبت انها حضارة سوداء زنجية
ومن هنا كيف حاول الشيخ انتاديوب اثبات ان الحضارة المصرية القديمة هى حضارة زنجية
لقد اعتمد على ادلة كثيرة وعديدة لاثبات وجهة نظرة منها فى المرحلة الاولى" المرجعية التاريخية :-
1- شهادة المؤرخين
ولاقناع ديوب قرائه دعاهم الى مراجعة هيرودت الذى كتب عن مصر انه ارض السود ، سترابو ديوردروس ، سيسلى ، والعديد من المؤرخين القدماء الاخرين ، اكثر من ذلك اعترف بعض الاوروبيين ومنهم " فولنى " الرحالة الفرنسى الذى سافر الى مصر فى الفترة مابين 1783-1785 والذى استشهد فى كتابه " رحلات الى مصر وسوريا " ان اسلاف المصريين كانوا من السود وانه قد عاب على الاوربيين تجارة الرق فى ناس علموا العالم وسكانه الابجدية الاولى .
2-أدلة دينية
- اذا كان المصريون من الجنس الابيض فانهم لم يكونوا ليجعلوا من الاله الاسود "أزووريس " خالقهم ، وأصلهم فهو يمثل مبدأ الخير والنظام الاخلاقى ، بينما ست يمثل مبدأ الشر وعدم النظام ورمز الخيانة وقد ولد بسمات شخص أبيض ذى شعر احمر ، فالمصريون كانوا قليلى البياض
- ويضيف ديوب عندما كان المصريون يقابلون شخصا ابيض بشعر احمر كانو يذبحونه فورا كمريض وعاجز مدى الحياة
- ظهور" اسطور حام "يتساءل ديوب : لماذا يعتبر الجنس المفترض – المتشابه فى معناه اللغوى مع الهنود – الاوروبيين – أبيض ؟ بينما الالجذور اللغوى ل "حام " تعنى طينيا سوادا ، وتعنى حرارة فى اللغة العبرية والمصرية وحتى الوولوف – احدى اللغات السنغالية ؟ ، كان هذا سؤال الشيخ انتا ديوب ، جاء الواقع التاريخى المزور من قبل الاوروبيين ان اعتبر حام الملعون أسود ،و هو اصل الزنوج فى نفس الوقت الذى اصبح ابيض فى كل مايتعلق بأصل الحضارة " فكرة حام الشرقى ، وحام الغربى " هى مجرد فكرة لتجريد الزنجى من اسهامه الحضارى فى الحضارة المصرية وغيرها من الحضارات الافريقية .
-
3-أدلة أثرية
من الموميات والرسوم والنقوش : كان يرى الشيخ انتاديوب :-
- الدارسة العلمية للمومياوات ، التى تكشف عن ملامح زنجية ،تشير أيضا الى ان الطبيعة الزنجية للمصريين قد حفظت طوال التاريخ الفرعونى . وبالقطع قد حدثت عمليات تزواج مشترك ، الا أن العلماء كانوا على وعى باستمرار بالخصائص العرقية عبر الاف الزيجات المشتركة
- يرى ان التاريخ الفرعونى ينتهى مع نفوذ الفرس فى القرن 6 ق.م ، فمع غزو افرس لمصر يرى ديوب ان مصر فقدت استقلالها كدولة أم لافريقيا
4-أدلة من التاريخ القديم والهجرات القديمة
- فكرة الاصل الزنجى للبشرية قديمة جداااا ، وذات جذور عميقة ، فعلماء اجناس عصور ماقبل التاريخ يقولون انه منذ مايقرب من 20 -30 الف سنة كان الجنس الزنجى هو الاكثر انتشارا فى العالم ، حيث امتد نطاقه الجغرافى من كوريا حتى ضفاف نهر الدانوب ومن الجنوب الهند حتى شؤاطى البحر المتوسط . وكذلك يغطى القارة الافريقية باكملها
- يرى ان الصحراء الكبرى كانت مطيرة ، وعندما جفت اضطرت الجماعات الزنجية الى الرحيل حيث المياه اى الى نهر النيل وهذا بدأ مع الجماعات الاولى ، لذلك انحدار النهر بدات تتحرك الجماعات وبدات تبنى حضارتها مع مرور الزمن وتطورت الحضارة ووصلت لمجدها فى الشمال من النيل "مصر "
5-أدلة لغوية
- (كيميت ) kemit ، على حد تعبير ديوب هو الاسم الذى أطلقه المصريون على بلادهم – تلك الكلمة كما يقول " لاتعنى التربة الوداء كما يدعى ، ولكن تعنى ببساطة "( السوداء ) و بلاد الزنوج كذا فاليهود حاليا – من جراء اضطهاد المصريين لهم – يحترفون الجنس الاسود لحام : وهكذا أصبح حام اسم جنس .
- كما نجد التشابه بين اللغة الهيروغولوفية ، وبعض اللغات الافريقية واشهرها " لغة الولون "
6 –النظام الاجتماعى
- يوضح الشيخ انتا ديوب نظريات الامومية والابوية ونطاق كلا منهما كنوع من معارضة " الاسطورة " اسطورة حام فعنصر الرعاة القوقاز الغزاه يتجرد من كل المزايا لصالح المجتمع الزراعى الافريقيى .
- بالنظر الى مهد المجتمعات الامومية والابوية ( الجنوبين ، النورماند ) يعرض ديوب نظرياته عن تلك المجتمعات ذات الاثار الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية ، ذهب ديوب لشرحها مرة اخرى الى " اسطورة حام " ليؤكد انها نظرية جامدة تذهب الى ان زنوج القارة المزراعين فى جانبهم الاعظم ، بيولوجيا أدنى من البدو الرعاة القوقازيين الاصل الذين طافوا فى انحاء القارة فاتحين وناشريين ثقافتهم ورقى عنصرهم .وهنا يطرح ديوب الاجابة على تلك الاسطورة :-
- وفقا لنظرية باتشوفن عام 1968 فى كتابه " حقوق الامومة " ان الناس تحولت رويدا رويدا من مرحلة المجتمعات الامومية الى المجتمعات الابوية فى ذلك يجعل المجتمعات الامومية فى مرجلة أدنى من المجتمعات الابوية،...{ لكن ديوب ذهب بعيدا عن هذا وقال يمكن ان تتواجد المجتمعات الابوية والامومية جنبا الى جنب فى مناطق معينة مع الاتسام بنمطين مختلفين من الثقافة } ، واكد ديوب ان دور النساء يتوقف على طبيعة المجتمع وبالتالى يكون دورها اكثر اهمية فى المجتمعات المستقرة وبالتالى سيطرت المجتمعات الامومية على المجتمعات الافريقية .
المرحلة الثانية من الادلة " استمرارية التاريخ الافريقى "
- لقد فسر ديوب التاريخ انطلاقا من سمو مهد الجنوبية على مهد النورمانديين ، وهنا نؤكد على ان محتوى منهجه التاريخى لم يكن مقارنا وانما كان تاريخيا ( اى يعتمد على التسلسل الزمنى ) ولم يكتفى بوضع تسلسل زمنى للتاريخ الافريقيى على غرار الحال فى اوربا ، وعلى قدم المساواة معه ، بل ليسمح له بتاكيد الصلة بين مصر وزنوج افريقيا ، بلا يوكد سبق التاريخ الافريقيى على التاريخ الاوروبى ، بل واقتباس اليونايين من مصر
- فى هذه المرحلة يرى انتاديوب ان التاريخ الافريقى هو تاريخ متماسك ومترابط ومتوالى العصور من القديم الى المتوسط الى الحديث ، واثبت ان العصور الوسطى فى التاريخ الافريقى هى اكثر تقدما واحسن حالا من العصور الوسطى الاوربية عن طريق الاتى :
· العصور القديمة
- فى افريقيا تعنى العصور " استقلال مصر ويرى فيه ان الافراد كانوا زنوجا من الفرعون حتى اصغر فرد فى الشعب ، و تنتهى مع الغزو الفارسى لمصر وفقد استقلالها فى القرن 6 ق.م ، وهنا اضطرت الجماعات الى النزوح والرحيل مرة ثانية وفى تلك العصور " الميزوليتى " العصر الحجرى الوسيط " لم يكن يسكن افريقيا سوى الشعب الزنجى وظهرت عدة حضارات رغم الغزو الخارجى لمصر من رومان لبطالمة لعرب ، لاتراك ،وكان اشهرها حضارة {النوبة } فى جنوب مصر
- فى اوربا تعنى العصور التى تنتهى فى القرن الرابع الميلادى مع سقوط اوربا على يد القبائل البربرية الالمانية حوالى سنة 400 م
· العصور الوسطى الافريقية
- تحت وطاة الزيادة السكانية ، والغزوات اضطر الشعب الزنجى الى مغادرة وداى النيل بعد ان شكل نوعا من التشكيل الاجتماعى فيه .وتغلغل الزنوج شئيا فشئيا فى قلب القارة فى جميع الاتجاهات ، طاردين اماهم الاقزام ، لينشأوا دولا نمت واقامت علاقات مع الوداى الام الى ان خضع لسيادة اجنبية وكانت النوبة مركزا عظيما للتاثير الثقافى فى وداى النيل وكانت همزة الوصل بين مصر وافريقيا
- من جانب {التنظيم } وكانت تلك الدول رفيعة التنظيم منذ القدم ، هذا مقابل الدول الاوربية المؤسسة بعد سقوط روما التى وجدت نفسها فى حالة دونية واضحة فمثلا الامبراطورية الغانية سبقت تاريخيا امبراطورية شارلمان ... ومن سقوط روما حتى تاريخ شارلمان كانت اوربا تقضى حالة هلامية لا يرتقى الى مرتبة مااوجدته الدول الافريقية .
- من جانب { العلم } لقد قام العديد من اليونايين برحلات الى مصر فوفقا لافلاطون : ذهب سولون الى كهنة مصر ، وادرك من خلالهم جهله بنفسه حيث عجبوا من اليونانيين كأناس بدائيين لا تقاليد لهم ، فكما يذكر افلاطون : سولون ،سولون ، انت اغريقى مازلت طفلا ( اى انك صغير الادارك لاتملك اى تقاليد حقيقة عريقة )، افلاطون نفسه ظل فى مصر 13 سنة
· العصور الحديثة
- هى عصور قلب الموازين فبعد ان كانوا الاوربيين هم من ياتون لافريقيا للتعليم ، اصبح الان الافارقة هم من يذهبون للتعلم فى بلادهم ، ويقول ديوب انه دورة حضارية فلا احد يعرف مافى المستقبل
- اذن السؤال كيف اثبت الشيخ انتاديوب تفوق افريقيا حضاريا على اوربا ؟ عن طريق
يافث japhet يخلع لصالح حام :
- فى ضوء ماسبق اعتقد ديوب انه حقق تصوره وقاده الاعتقاد بان الفرضين الاساسيين الذين وضعهما عن الاصل الزنجى للثقافة المصرية والثانى المتعلق بمعارضة الثقافات الامومية والابوية ، قد اضهر الاستمرارية التاريخية لافريقيا ، الا انه تظل نتجية يمكن التوصل اليه وهى :-
- الفكرة قائمة على قصة اولاد نوح ( حام / يافث / سام ) بان هناك تناقض بها حيث يقولون ان القوقازيين البيض هم ابناء "يافث " ، فى حين ان ابناء " حام" هم السود والساميين هم العرب واليهود وهذا مستمد من التوارة والتاريخ اليهودى ، من هنا حاول الشيخ انتاديوب ان يخلع يافث وينصب حام على عرش الحضارة من خلال ثلاثة براهين
- (1) نقض الاسطورة الحامية
- (2) اتجاهات التأثير الحضارى
- (3) فكرة المواطن التاريخية للحضارات القديمة
- (1) نقض الاسطورة الحامية
- استخدم نفس الافكار العنصرية الاوربية فى نقض الاسطورة ، فقد قام باستخدام فكرة المجتمعات الامومية و المجتمعات الابوية واثبت ان المجتمعات الامومية تسبق المجتمعات الابوية حضاريا وذلك من خلال
* التنظيم أو الوجود السياسى
- اثبت ان القارة الافريقية عرفت معنى الدولة المركزية " الدولة المدنية " ووضع مصر واثيوبيا نموذجين فى مواجهة اليونان القديمة التى كانت اسبرطة فيه رمز للديكتا تورية والتى كانت تعبر عن حالة من التفرقة لانها مدن ليست دولا واثبت اذا كانت اليونان مرجعية اوربا فمصر مرجعية افريقيا .
* القيم السائدة
- القيم السائدة فى المجتمعات الامومية الزراعية كانت اسمى وافضل اهمها :
{ قيمة الاستقرار : نجد هناك استقرار فى المجتمعات الزراعية فى مقابل عدم الاستقرار فى المجتمعات الرعوية }
{الاستقرار يتطلب السلام والامن واكرام الضيف واستقرار العلاقات ، فى حين حياة التنقل الرعوية تؤدى الى شيوع الخوف والعنف
*الدين السائد فى كلا المجتمعين
- المجتمعات الابوية الرعوية ، نظرا لشيوع العنف الذلا تصحبه لغة الذنب ادى التحدث عن ديانات العقاب { الشمال المسيحية ،
- فى حين ان المعتقدات الطبيعية لا توجد فكرة العقاب بل هناك فعل تقارب لله
* دور المراة فى التنظيم الاجتماعى
-المجتمع الامومى المراة دور محورى فى التنظيم ، عكس المجتمع الابوى يحتاج لشخص قوى وهو الرجل
- (2) اتجاهات التأثير الحضارى
- الثابت تاريخيا ان اتجاهات التأثير الحضارى كانت من الجنوب الى الشمال ، وقال ديوب ان الصحراء قبل ان تجف كلها كانت مأهولة بالزنوج بينما مازالت منطقة افريقياالاستوائية تقربيا منطقة غابات كثيفة يستحيل أن تجذب السكان .
- اذن اذا كانت اليونان صاحبة الفضل على اوربا ، فمصر صاحبة الفضل على اليونان فى تعليم الفلافسفة ، وبما ان مصر اصل الحضارة الزنجية الافريقية اذن الحضارة والثقافة الافريقية له الفضل على الثقافة الاوربية .
- (3) فكرة المواطن التاريخية للحضارات القديمة
- اين توجد هذه المواطن الحضارية فى الجنوب ، ام الشمال ؟
- اكد الشيح ديوب انها توجد بالجنوب وهى حضارة مصر القديمة ، سبأ ، بلاد الرافدين الهند
- يزعم الاوربيين ان القوقاز هم بناة الحضارة ، ويرد ديوب بسؤال . لماذا لم يتم بناء هذه الحضارات المنتسبة لهم فى بلادهم ؟ اين الحضارات فى القسم الشمالى من العالم ، كى يقدموا الدليل للافارقة ، لقد زيف التاريخ على ايد الاوربيين وذلك لحرمان الزنجى من اى دور فى بناء الحضارات .
- تقييم : أرى فى نظريات الشيخ انتاديوب شى من اعادة الاعتبار للافارقة فى كفاحهم من اجل المقاومة وتواصل ما صنعه اجدادنا من بناء حضارات وامجاد ، فهو دافع للروح المعنوية للشعوب الافريقية ، ونحن نحتاج لهذا الان وفى اشد الحاجة لتذويب المدركات الخطا بين شمال القارة وشرقها وجنوبها وغربها وجعلها حضارة واحدة اصل واحد .
لكن مايلفت النظر بحق هذا المفكر الافريقيى ، هو غياب مكانته فى الثقافة العربية الحديثة ، وتجاهل الراى العام الثقافى العربى له حتى الان رغم ضجيج الحديث عن التعاون الثقافى العربى الافريقى ، والحديث عن المدركات السلبية بين الشمال العربى والجنوب الافريقي للقارة السمراء .
والسؤال . هل مقولات الشيخ انتاديوب الصعبة والمناقضة لافكار مسيطرة فى المنطقة العربية ضد الفرعونية او مكانة مصر الحضارية المتميزة لاشك وراء تجاهل كتابات انتاديوب ومحاولة ترجمتها واعادة نشره مرة اخرى داخل المحافل الافريقية ؟
من هو شيخ انتاديوب ؟
مفكر سنغالى ، ولد عام 1923 ، فى بلد تسمى " دييو ربل " وهو من اصول مريدية نسبة الى " المريدين " ويقول عليه انتاديوب انه طائفة ذات اصول زنجية افريقية وهى النموذج القومى الاسلامى تلقى فيها تعليميه حتى البكاليورس ، ثم بعث الى فرنسا لاستكمال دارسته مابعد الجامعية ، بعد الحرب العالمية الثانية وكان تخصصه فى علم الفيزياء ، لكن سرعان ماستهوته دارسة التاريخ بعدما راى مافعلته فرنسا فى افريقيا ؟
تقدم بتسجيل الدكتوراه تحت عنوان " الامم الزنجية والثقافة " وقوبلت بالرفض ولكن تم مناقشته 1955 فى جامعة باريس وسط حماس وتشجيع اصدقائه .
- أقام معملا كيميائيا خاصا به فى جامعة داكار ، لتحليل اثار مصرية وافريقية واشتغل بعلوم الانثروبولوجيا الفيزيقية مثل اشتغاله بالتاريخ الافريقيى والفرعونى ، وعلوم اللغة والتاريخ والنظم السياسية وقدم كتابه " الحضارات الزنجية أسطورة أم حقيقة تاريخية " 1967
- نضاله السياسى
وفى فرنسا ساهم فى تاسيس حركة شبيبة التجمع الديمقراطى ، وصار سكرتيرها العام من 1950- 1953 وشهدت هذه الفترة تطورين مهمين فى حياة الشيخ انتا ديوب :-
1- دعوته لاقامة الموتمر الاول لوحدة الشعوب الافريقية للمستوى الشبابى اتساقا مع حركة (ديبوا – نكروما ) الوطنية
2- الانتقال من امكانيات العمل السياسى فى اطار التجمع الفرنسى الى طرح فكرة الاستقلال السياسى الكامل وتكوين فدارلية لافريقيا السوداء
3- أيد كل من ثورة الجزائر وكينيا وفييتنام ، واصدر أهم كتبه
وفى 1960 ، عاد ديوب الى السنغال ، وفى عام 1961انشأ حزب كتلة الجماهير السنغالية {B.M.S} وتولى امانته وأصبح نشاطه الجماهيرى فى مواجهة حزب سنجور حتى اوقف الاخير نشاطه بعد عام من انشائه .
وفى 1976 تم فتح باب تشكيل الاحزاب مرة اخرى وأعلن ديوب عن حزبه الجديد {التجمع الوطنى الديمقراطى } الذى لم يستطيع ان ياخذ الاعتراف به الا عام 1978 .
وفاته وفى فبراير 1986 ، توفى الشيخ انتاجوب بداكار ونعاه محبيه واطلق اسمه على جامعة داركار
منهجيته
- المقارنة التاريخية بين افريقيا وأوربا ، وقد كانت المقارنة فى ذهنه دائما من حيث الماضى والحاضر
- ونجد ان "الحقيقة " او الفكرة الرئيسة فى اعمال "ديوب " التاريخية هى التاكيد على ان الحضارة المصرية ، حضارة زنجية .
- وفقا لنظرية "ديوب " فان اليونانيين القدماء كانوا على وعى بالسمات الزنجية للمصريين
الاهداف التى يسعى اليها
الهدف الاول : مساواة التاريخ الافريقيبالتاريخ الاوربى ، والثقافة الاوربية بالثقافة الاوربية بمعنى اعادة الاعتبار للتاريخ الافريقى والثقافة الافريقية والشخصية الافريقية ، بعد مالحقها من تشويه على يد الكتابات الاوربية والمؤرخين الغرب .
الهدف الثانى : تفوق وسمو التاريخ والثقافة الافريقية على نظيرهما فى اوربا ، بمعنى ليس فقط اثبات المساواة فقط بل التفوق ورجوع الفضل للحضارة الافريقىة على الحضارة الاوربية
- ولتحقيق ديوب هذين الهدفين انطلق من عدة منطلقات فكرية اهمها :
المنطلقات االفكرية للشيخ أنتا ديوب :
المنطلق الاول : الفكر السياسى والتاريخ عملا كفاحيا
- بمعنى ان الافكار لها وظيفة كفاحية ، ليست محايدة ، لها جانب كفاحى يمكن استخدامه من أى طرف
- وفى حديثه الى الفرنسيين كان يسعده أن يشير الى الرومان كانوا يقلدون الفرنسيين ، الا أن التغريب الثقافى يثير رد فعلى طبيعى بالدفاع عن النفس وهو ماحدث للشعب الافريقى الذى يبحث الان عن " اسلحة ثقافية " تساعده على اعادة بناء الوعى القومى ، واقناع العالم بالقيمة الحقيقة للزنوج .
- وكتب ان استخدام التغريب الثقافى كادأة للسيطرة قديم قدم الخليفة
المنطلق الثانى : لا يمكن تحقيق استقلال سياسى دون تحقيق استقلال حضارى وثقافى
- كان ديوب متحمسا لماضى افريقيا ، حيث ان تمجيد الماضى يسبق ويمهد للاستقلال السياسى ، ويستشهد بتاريخ الدول الاوربية الحديثة {المانيا – ايطاليا }.
المنطلق الثالث : الخصوصية الحضارية
- يرفض الشيخ أنتاديوب عالمية الثقافة ، ويرى أن كل أمة لها خصوصيتها ويرفض دعاة الاندماج " العولمة " فهو يرى ان هناك خصوصية لكل امة ولكل قارة .
القضية الكبرى عند الشيخ انتاديوب
· المرجعية التاريخية
- بمعنى أمة أو حضارة لها مرجعية تاريخية ، وهذا يعطى مدد معنوى ودافع معنوى للانتاج والانجاز باعتبار ان الحضارة القديمة هى انجاز .
- اى فترة زمنية مزدهرة تستخدمها الامم لمدد معنوى " فاوربا كانت مرجعيتها " اليونان " من هنا يرى ديوب ان الحضارة المصرية تمثل المرجعية التاريخية لافريقيا
- وحتى يستطيع " ديوب " قول ان الحضارة المصرية هى المرجعية التاريخية لافريقيا عليه ان يثبت انها حضارة سوداء زنجية
ومن هنا كيف حاول الشيخ انتاديوب اثبات ان الحضارة المصرية القديمة هى حضارة زنجية
لقد اعتمد على ادلة كثيرة وعديدة لاثبات وجهة نظرة منها فى المرحلة الاولى" المرجعية التاريخية :-
1- شهادة المؤرخين
ولاقناع ديوب قرائه دعاهم الى مراجعة هيرودت الذى كتب عن مصر انه ارض السود ، سترابو ديوردروس ، سيسلى ، والعديد من المؤرخين القدماء الاخرين ، اكثر من ذلك اعترف بعض الاوروبيين ومنهم " فولنى " الرحالة الفرنسى الذى سافر الى مصر فى الفترة مابين 1783-1785 والذى استشهد فى كتابه " رحلات الى مصر وسوريا " ان اسلاف المصريين كانوا من السود وانه قد عاب على الاوربيين تجارة الرق فى ناس علموا العالم وسكانه الابجدية الاولى .
2-أدلة دينية
- اذا كان المصريون من الجنس الابيض فانهم لم يكونوا ليجعلوا من الاله الاسود "أزووريس " خالقهم ، وأصلهم فهو يمثل مبدأ الخير والنظام الاخلاقى ، بينما ست يمثل مبدأ الشر وعدم النظام ورمز الخيانة وقد ولد بسمات شخص أبيض ذى شعر احمر ، فالمصريون كانوا قليلى البياض
- ويضيف ديوب عندما كان المصريون يقابلون شخصا ابيض بشعر احمر كانو يذبحونه فورا كمريض وعاجز مدى الحياة
- ظهور" اسطور حام "يتساءل ديوب : لماذا يعتبر الجنس المفترض – المتشابه فى معناه اللغوى مع الهنود – الاوروبيين – أبيض ؟ بينما الالجذور اللغوى ل "حام " تعنى طينيا سوادا ، وتعنى حرارة فى اللغة العبرية والمصرية وحتى الوولوف – احدى اللغات السنغالية ؟ ، كان هذا سؤال الشيخ انتا ديوب ، جاء الواقع التاريخى المزور من قبل الاوروبيين ان اعتبر حام الملعون أسود ،و هو اصل الزنوج فى نفس الوقت الذى اصبح ابيض فى كل مايتعلق بأصل الحضارة " فكرة حام الشرقى ، وحام الغربى " هى مجرد فكرة لتجريد الزنجى من اسهامه الحضارى فى الحضارة المصرية وغيرها من الحضارات الافريقية .
-
3-أدلة أثرية
من الموميات والرسوم والنقوش : كان يرى الشيخ انتاديوب :-
- الدارسة العلمية للمومياوات ، التى تكشف عن ملامح زنجية ،تشير أيضا الى ان الطبيعة الزنجية للمصريين قد حفظت طوال التاريخ الفرعونى . وبالقطع قد حدثت عمليات تزواج مشترك ، الا أن العلماء كانوا على وعى باستمرار بالخصائص العرقية عبر الاف الزيجات المشتركة
- يرى ان التاريخ الفرعونى ينتهى مع نفوذ الفرس فى القرن 6 ق.م ، فمع غزو افرس لمصر يرى ديوب ان مصر فقدت استقلالها كدولة أم لافريقيا
4-أدلة من التاريخ القديم والهجرات القديمة
- فكرة الاصل الزنجى للبشرية قديمة جداااا ، وذات جذور عميقة ، فعلماء اجناس عصور ماقبل التاريخ يقولون انه منذ مايقرب من 20 -30 الف سنة كان الجنس الزنجى هو الاكثر انتشارا فى العالم ، حيث امتد نطاقه الجغرافى من كوريا حتى ضفاف نهر الدانوب ومن الجنوب الهند حتى شؤاطى البحر المتوسط . وكذلك يغطى القارة الافريقية باكملها
- يرى ان الصحراء الكبرى كانت مطيرة ، وعندما جفت اضطرت الجماعات الزنجية الى الرحيل حيث المياه اى الى نهر النيل وهذا بدأ مع الجماعات الاولى ، لذلك انحدار النهر بدات تتحرك الجماعات وبدات تبنى حضارتها مع مرور الزمن وتطورت الحضارة ووصلت لمجدها فى الشمال من النيل "مصر "
5-أدلة لغوية
- (كيميت ) kemit ، على حد تعبير ديوب هو الاسم الذى أطلقه المصريون على بلادهم – تلك الكلمة كما يقول " لاتعنى التربة الوداء كما يدعى ، ولكن تعنى ببساطة "( السوداء ) و بلاد الزنوج كذا فاليهود حاليا – من جراء اضطهاد المصريين لهم – يحترفون الجنس الاسود لحام : وهكذا أصبح حام اسم جنس .
- كما نجد التشابه بين اللغة الهيروغولوفية ، وبعض اللغات الافريقية واشهرها " لغة الولون "
6 –النظام الاجتماعى
- يوضح الشيخ انتا ديوب نظريات الامومية والابوية ونطاق كلا منهما كنوع من معارضة " الاسطورة " اسطورة حام فعنصر الرعاة القوقاز الغزاه يتجرد من كل المزايا لصالح المجتمع الزراعى الافريقيى .
- بالنظر الى مهد المجتمعات الامومية والابوية ( الجنوبين ، النورماند ) يعرض ديوب نظرياته عن تلك المجتمعات ذات الاثار الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية ، ذهب ديوب لشرحها مرة اخرى الى " اسطورة حام " ليؤكد انها نظرية جامدة تذهب الى ان زنوج القارة المزراعين فى جانبهم الاعظم ، بيولوجيا أدنى من البدو الرعاة القوقازيين الاصل الذين طافوا فى انحاء القارة فاتحين وناشريين ثقافتهم ورقى عنصرهم .وهنا يطرح ديوب الاجابة على تلك الاسطورة :-
- وفقا لنظرية باتشوفن عام 1968 فى كتابه " حقوق الامومة " ان الناس تحولت رويدا رويدا من مرحلة المجتمعات الامومية الى المجتمعات الابوية فى ذلك يجعل المجتمعات الامومية فى مرجلة أدنى من المجتمعات الابوية،...{ لكن ديوب ذهب بعيدا عن هذا وقال يمكن ان تتواجد المجتمعات الابوية والامومية جنبا الى جنب فى مناطق معينة مع الاتسام بنمطين مختلفين من الثقافة } ، واكد ديوب ان دور النساء يتوقف على طبيعة المجتمع وبالتالى يكون دورها اكثر اهمية فى المجتمعات المستقرة وبالتالى سيطرت المجتمعات الامومية على المجتمعات الافريقية .
المرحلة الثانية من الادلة " استمرارية التاريخ الافريقى "
- لقد فسر ديوب التاريخ انطلاقا من سمو مهد الجنوبية على مهد النورمانديين ، وهنا نؤكد على ان محتوى منهجه التاريخى لم يكن مقارنا وانما كان تاريخيا ( اى يعتمد على التسلسل الزمنى ) ولم يكتفى بوضع تسلسل زمنى للتاريخ الافريقيى على غرار الحال فى اوربا ، وعلى قدم المساواة معه ، بل ليسمح له بتاكيد الصلة بين مصر وزنوج افريقيا ، بلا يوكد سبق التاريخ الافريقيى على التاريخ الاوروبى ، بل واقتباس اليونايين من مصر
- فى هذه المرحلة يرى انتاديوب ان التاريخ الافريقى هو تاريخ متماسك ومترابط ومتوالى العصور من القديم الى المتوسط الى الحديث ، واثبت ان العصور الوسطى فى التاريخ الافريقى هى اكثر تقدما واحسن حالا من العصور الوسطى الاوربية عن طريق الاتى :
· العصور القديمة
- فى افريقيا تعنى العصور " استقلال مصر ويرى فيه ان الافراد كانوا زنوجا من الفرعون حتى اصغر فرد فى الشعب ، و تنتهى مع الغزو الفارسى لمصر وفقد استقلالها فى القرن 6 ق.م ، وهنا اضطرت الجماعات الى النزوح والرحيل مرة ثانية وفى تلك العصور " الميزوليتى " العصر الحجرى الوسيط " لم يكن يسكن افريقيا سوى الشعب الزنجى وظهرت عدة حضارات رغم الغزو الخارجى لمصر من رومان لبطالمة لعرب ، لاتراك ،وكان اشهرها حضارة {النوبة } فى جنوب مصر
- فى اوربا تعنى العصور التى تنتهى فى القرن الرابع الميلادى مع سقوط اوربا على يد القبائل البربرية الالمانية حوالى سنة 400 م
· العصور الوسطى الافريقية
- تحت وطاة الزيادة السكانية ، والغزوات اضطر الشعب الزنجى الى مغادرة وداى النيل بعد ان شكل نوعا من التشكيل الاجتماعى فيه .وتغلغل الزنوج شئيا فشئيا فى قلب القارة فى جميع الاتجاهات ، طاردين اماهم الاقزام ، لينشأوا دولا نمت واقامت علاقات مع الوداى الام الى ان خضع لسيادة اجنبية وكانت النوبة مركزا عظيما للتاثير الثقافى فى وداى النيل وكانت همزة الوصل بين مصر وافريقيا
- من جانب {التنظيم } وكانت تلك الدول رفيعة التنظيم منذ القدم ، هذا مقابل الدول الاوربية المؤسسة بعد سقوط روما التى وجدت نفسها فى حالة دونية واضحة فمثلا الامبراطورية الغانية سبقت تاريخيا امبراطورية شارلمان ... ومن سقوط روما حتى تاريخ شارلمان كانت اوربا تقضى حالة هلامية لا يرتقى الى مرتبة مااوجدته الدول الافريقية .
- من جانب { العلم } لقد قام العديد من اليونايين برحلات الى مصر فوفقا لافلاطون : ذهب سولون الى كهنة مصر ، وادرك من خلالهم جهله بنفسه حيث عجبوا من اليونانيين كأناس بدائيين لا تقاليد لهم ، فكما يذكر افلاطون : سولون ،سولون ، انت اغريقى مازلت طفلا ( اى انك صغير الادارك لاتملك اى تقاليد حقيقة عريقة )، افلاطون نفسه ظل فى مصر 13 سنة
· العصور الحديثة
- هى عصور قلب الموازين فبعد ان كانوا الاوربيين هم من ياتون لافريقيا للتعليم ، اصبح الان الافارقة هم من يذهبون للتعلم فى بلادهم ، ويقول ديوب انه دورة حضارية فلا احد يعرف مافى المستقبل
- اذن السؤال كيف اثبت الشيخ انتاديوب تفوق افريقيا حضاريا على اوربا ؟ عن طريق
يافث japhet يخلع لصالح حام :
- فى ضوء ماسبق اعتقد ديوب انه حقق تصوره وقاده الاعتقاد بان الفرضين الاساسيين الذين وضعهما عن الاصل الزنجى للثقافة المصرية والثانى المتعلق بمعارضة الثقافات الامومية والابوية ، قد اضهر الاستمرارية التاريخية لافريقيا ، الا انه تظل نتجية يمكن التوصل اليه وهى :-
- الفكرة قائمة على قصة اولاد نوح ( حام / يافث / سام ) بان هناك تناقض بها حيث يقولون ان القوقازيين البيض هم ابناء "يافث " ، فى حين ان ابناء " حام" هم السود والساميين هم العرب واليهود وهذا مستمد من التوارة والتاريخ اليهودى ، من هنا حاول الشيخ انتاديوب ان يخلع يافث وينصب حام على عرش الحضارة من خلال ثلاثة براهين
- (1) نقض الاسطورة الحامية
- (2) اتجاهات التأثير الحضارى
- (3) فكرة المواطن التاريخية للحضارات القديمة
- (1) نقض الاسطورة الحامية
- استخدم نفس الافكار العنصرية الاوربية فى نقض الاسطورة ، فقد قام باستخدام فكرة المجتمعات الامومية و المجتمعات الابوية واثبت ان المجتمعات الامومية تسبق المجتمعات الابوية حضاريا وذلك من خلال
* التنظيم أو الوجود السياسى
- اثبت ان القارة الافريقية عرفت معنى الدولة المركزية " الدولة المدنية " ووضع مصر واثيوبيا نموذجين فى مواجهة اليونان القديمة التى كانت اسبرطة فيه رمز للديكتا تورية والتى كانت تعبر عن حالة من التفرقة لانها مدن ليست دولا واثبت اذا كانت اليونان مرجعية اوربا فمصر مرجعية افريقيا .
* القيم السائدة
- القيم السائدة فى المجتمعات الامومية الزراعية كانت اسمى وافضل اهمها :
{ قيمة الاستقرار : نجد هناك استقرار فى المجتمعات الزراعية فى مقابل عدم الاستقرار فى المجتمعات الرعوية }
{الاستقرار يتطلب السلام والامن واكرام الضيف واستقرار العلاقات ، فى حين حياة التنقل الرعوية تؤدى الى شيوع الخوف والعنف
*الدين السائد فى كلا المجتمعين
- المجتمعات الابوية الرعوية ، نظرا لشيوع العنف الذلا تصحبه لغة الذنب ادى التحدث عن ديانات العقاب { الشمال المسيحية ،
- فى حين ان المعتقدات الطبيعية لا توجد فكرة العقاب بل هناك فعل تقارب لله
* دور المراة فى التنظيم الاجتماعى
-المجتمع الامومى المراة دور محورى فى التنظيم ، عكس المجتمع الابوى يحتاج لشخص قوى وهو الرجل
- (2) اتجاهات التأثير الحضارى
- الثابت تاريخيا ان اتجاهات التأثير الحضارى كانت من الجنوب الى الشمال ، وقال ديوب ان الصحراء قبل ان تجف كلها كانت مأهولة بالزنوج بينما مازالت منطقة افريقياالاستوائية تقربيا منطقة غابات كثيفة يستحيل أن تجذب السكان .
- اذن اذا كانت اليونان صاحبة الفضل على اوربا ، فمصر صاحبة الفضل على اليونان فى تعليم الفلافسفة ، وبما ان مصر اصل الحضارة الزنجية الافريقية اذن الحضارة والثقافة الافريقية له الفضل على الثقافة الاوربية .
- (3) فكرة المواطن التاريخية للحضارات القديمة
- اين توجد هذه المواطن الحضارية فى الجنوب ، ام الشمال ؟
- اكد الشيح ديوب انها توجد بالجنوب وهى حضارة مصر القديمة ، سبأ ، بلاد الرافدين الهند
- يزعم الاوربيين ان القوقاز هم بناة الحضارة ، ويرد ديوب بسؤال . لماذا لم يتم بناء هذه الحضارات المنتسبة لهم فى بلادهم ؟ اين الحضارات فى القسم الشمالى من العالم ، كى يقدموا الدليل للافارقة ، لقد زيف التاريخ على ايد الاوربيين وذلك لحرمان الزنجى من اى دور فى بناء الحضارات .
- تقييم : أرى فى نظريات الشيخ انتاديوب شى من اعادة الاعتبار للافارقة فى كفاحهم من اجل المقاومة وتواصل ما صنعه اجدادنا من بناء حضارات وامجاد ، فهو دافع للروح المعنوية للشعوب الافريقية ، ونحن نحتاج لهذا الان وفى اشد الحاجة لتذويب المدركات الخطا بين شمال القارة وشرقها وجنوبها وغربها وجعلها حضارة واحدة اصل واحد .