طهر الغيم
01-26-2017, 12:06 AM
ستكبرين يا صغيرتي , وستصنعين قهوتكِ ذات يوم ,
فأصغِي جيدا لما تقوله الركوة , كوني قريبةً من الموقد ,
من النار التي تلظّى تحتها وتدفعها من الفوهةِ كالحميم,
القهوة لن تمهلك , ستباغتكِ وإذ هيَ منسابةٌ ثائرة , غاضبةٌ
إذ لم تكوني عليها حارسةً أمينة .
القهوةُ يا صغيرتي تحرّضُ على الحزنِ إن شربتها مُرّة ,
إن شربتها وحيدة , وإن شربتها سوداءَ جدا ,
ستجلب لكِ لعنةَ الذكريات القديمة ,
سيطفو على وجهها ماضٍ بات كالرميم ,
وستبدو قطعة الحلوى الصغيرة بجانبها كمحاولةٍ يائسةٍ لتبرير مرارة الحياة .
تخيّري يا صغيرتي أكوابك ,
فما كلُ كوبٍ يصلح لكل قهوة ,
تزيّني للقهوة , حتى وإن شربتها بمفردك , لا تشربيها دون اكتراث ,
تحضري لها قبل أن تحضريها .
القهوةُ يا صغيرتي إن جمعتكِ بالأصدقاء فستبتسمين
كلما أعددتِ قهوتك بذات الطريقة ,
ستتذوقين طعم أحاديثهم الذائبةِ في بُنّها ,
وستحتفظ أكوابكِ ببصماتِ أرواحهم عليها ..
القهوةُ يا صغيرتي إن شربتها في الصباح فلا تشربيها والستائر مُسدلة ,
لا تشربيها دون أن تتلي على قلبكِ بيت شعر
أو تقرئي شيئا من الأدب ,
قهوةُ الصباحِ يا صغيرتي تنذرُ بيومٍ شاعريّ ,
اشربيها دوما مبتسمةً للعالم ,
ولا تنسي أن تلوحي لعصفورٍ عابرٍ للسبيل أمام نافذتك ..
أما قهوةُ المساء يا صغيرتي , قهوةُ منتصفِ اليوم , فستليقُ بصديق ,
تليقُ بكتابٍ أو فلمٍ قديم , تليقُ بالخلوةِ والتأمل ,
تليقُ بأغنيةٍ لماجدة أو قصيدةٍ لدرويش ,
قهوةُ منتصفُ اليوم مزاجيةٌ جداً ,
ستشتهينها كل مرّة بنكهةٍ مختلفة ,
بكميةٍ مختلفة وبأفكارٍ مختلفة ..
وحُذار حذار من قهوة ما بعد الليل ,
قهوةِ ابتداء الفجر , قهوة الثانية عشر ليلا وما بعدها
أو ما قبلها بقليل ,
هي قهوةٌ للهرب , للنومِ الذي تستجديه النفس فلا يجيء ,
قهوةُ المحزونين , تُعدُ بالوحدة , بالغربة ,
بالقلق وبشيءٍ من الخوف ,
ستشربُ مرّةٌ جدا , داكنةٌ جدا ,
لن تتناولي معها شيئا حلّواً بل ستكتبين ,
ستمتلئ الطاولة بقصاصات الورق ,
بالعبارات المشطوبةِ وبالخيبة
فأصغِي جيدا لما تقوله الركوة , كوني قريبةً من الموقد ,
من النار التي تلظّى تحتها وتدفعها من الفوهةِ كالحميم,
القهوة لن تمهلك , ستباغتكِ وإذ هيَ منسابةٌ ثائرة , غاضبةٌ
إذ لم تكوني عليها حارسةً أمينة .
القهوةُ يا صغيرتي تحرّضُ على الحزنِ إن شربتها مُرّة ,
إن شربتها وحيدة , وإن شربتها سوداءَ جدا ,
ستجلب لكِ لعنةَ الذكريات القديمة ,
سيطفو على وجهها ماضٍ بات كالرميم ,
وستبدو قطعة الحلوى الصغيرة بجانبها كمحاولةٍ يائسةٍ لتبرير مرارة الحياة .
تخيّري يا صغيرتي أكوابك ,
فما كلُ كوبٍ يصلح لكل قهوة ,
تزيّني للقهوة , حتى وإن شربتها بمفردك , لا تشربيها دون اكتراث ,
تحضري لها قبل أن تحضريها .
القهوةُ يا صغيرتي إن جمعتكِ بالأصدقاء فستبتسمين
كلما أعددتِ قهوتك بذات الطريقة ,
ستتذوقين طعم أحاديثهم الذائبةِ في بُنّها ,
وستحتفظ أكوابكِ ببصماتِ أرواحهم عليها ..
القهوةُ يا صغيرتي إن شربتها في الصباح فلا تشربيها والستائر مُسدلة ,
لا تشربيها دون أن تتلي على قلبكِ بيت شعر
أو تقرئي شيئا من الأدب ,
قهوةُ الصباحِ يا صغيرتي تنذرُ بيومٍ شاعريّ ,
اشربيها دوما مبتسمةً للعالم ,
ولا تنسي أن تلوحي لعصفورٍ عابرٍ للسبيل أمام نافذتك ..
أما قهوةُ المساء يا صغيرتي , قهوةُ منتصفِ اليوم , فستليقُ بصديق ,
تليقُ بكتابٍ أو فلمٍ قديم , تليقُ بالخلوةِ والتأمل ,
تليقُ بأغنيةٍ لماجدة أو قصيدةٍ لدرويش ,
قهوةُ منتصفُ اليوم مزاجيةٌ جداً ,
ستشتهينها كل مرّة بنكهةٍ مختلفة ,
بكميةٍ مختلفة وبأفكارٍ مختلفة ..
وحُذار حذار من قهوة ما بعد الليل ,
قهوةِ ابتداء الفجر , قهوة الثانية عشر ليلا وما بعدها
أو ما قبلها بقليل ,
هي قهوةٌ للهرب , للنومِ الذي تستجديه النفس فلا يجيء ,
قهوةُ المحزونين , تُعدُ بالوحدة , بالغربة ,
بالقلق وبشيءٍ من الخوف ,
ستشربُ مرّةٌ جدا , داكنةٌ جدا ,
لن تتناولي معها شيئا حلّواً بل ستكتبين ,
ستمتلئ الطاولة بقصاصات الورق ,
بالعبارات المشطوبةِ وبالخيبة