هدوء
12-05-2016, 01:43 AM
عرفته منذُ كنا صغاراً..يسكن في البيت المجاور لبيتنا القديم..
يشعُّ من عينيه ألأمل ويحبُّ الحياة ..دمّه خفيف وروحه تفيض بالحب وخدمة الناس ..أجالسه بعض ألأحيان وأستمع إلى
نصحه وطرائفه..يتحدّث بطريقة مهذّبه وأسلوب جذّاب..وكنت دائماً
أشعر بالسعادة وانا أستمع إلى حديثه،في جو هادئ..وعلى وجهه ترتسم روح ألدعابة والمرح..
لم تسعفني قدماي على ألمشي،وكأنني في كابوس مخيف،كان
ألخبر الذي سمعته فور وصولي ، صاعقا معنّفا بالنسبة لي ،ورحتُ أجرّ نفسي بقوة متعثرا نحو ألسفح..أُداريها ببعض ألإيحاءات وألأفكار علّها تخفف عني آثار صدمة قد تلحق بي..عيناي تواصلان ألترصد وألدوران في كل إتجاه..
تمنيت ان ألحق به قبل ان تدْلّهم ألظلمة ويتمّزق جسده في
هّوة ألوادي ألسحيق..أخذتني ألوساوس وألشكوك..ربما
لا أعثر عليه،ولا حتى على كرسيهِ ألمتحرك ..
كان يرافقني مرّة حين إبتلعني فمُ ألطريق ألافعواني..ألصاعد
ألنازل ألمحفوف بالصخور ألمتحديّه لمياه ألشلال..وكنا
نحسب خطواتنا بمرح ونتشبث بحافاتها ألحادّه هنا
وهناك..بين عشرات ألمتسلقين وألزائرين..
ونستريح لفترة نتفرج على فرح ألاخرين ونشوتهم،ثم نعود
وخلفنا ريح باردة منعشه،إمتزج هواؤها مع ألبخار ألمتصاعد
من ألصخور.صادفني قرويين نازلين من قمة ألجبل،أخبراني بان أحدا ما ساعده على ألصعود!
أسرعت الخطى فورا..وزادت هواجسي ، لقد حسم أمره إذن
وإتخذ قراره ..كم توسلت اليه،أستحلفته بالله ألّا يفعل ذلك..
واجهته بحماس، لقد خذلتني ..هل نسيت كل شئ ..فقدت
ثقتك بمن حولك..حتى طبيبك ألذي جاهد في علاجك لم يسلم منك..صرت تطعن به وبرأيه جهراً أمام الناس،وحمّلته ما حدث لك من صدمة ُشلّت أطرافك جّرائِها.
بدقائق قليله صرت أشرف على مساحة شبه مستوية في قمة ألجبل..يتوسطها سِنٌّ صخري حوّلته الظلمة الى شبحِ لمحاربٍ قديم..يكادُ قلبي يهربُ من الصدر كلّما إقتربتُ ِمن حافّة الوادي..
ورحتُ اُنحّي بعيدا،بعضا من هواجس الخوف،ماسحاً بعينيّ،ألحافّه ألاماميه..حتى صار المحارب القديم خلفي بمسافة بعيده..
أضحى قرصُ الشمسِ متلوناً بحمرة قاتمة آخذاً بالنزول نحو الأفق بسرعه،فإختفت أغلب معالم الأشياء الراقدة أمامي شيئاً
فشيئاً .. حتى كرسيه المتحرك الذي ظهر واضحاً تحيطه دائرة قرص الشمس..بدا لي نصفه مقلوباً نحوالامام
بصورة كئيبة ومؤلمة..وانا لوحدي اشهد هذا الحدث المفجع..
كم وددت لو تأخر سقوط الشمس في العين الحمئه لبعض
الوقت..لعلّي استدل بشعاعها، حقيقة باتت غير واضحه..فلربما قذف بنفسه وانتهى أمره،أو عَدِل عن قراره،او أغمي عليه..لكنّ العين الحمئه تنتظر قدومها بلهفة لتأخذها بعيداً،لا ادري الى اين؟ فهي تبدو ايضا مسيّرة فحزمت أمرها ،وتركتني لهذا الظلام ،،فوق قمة الجبل الموحشه،اترقب مثل جندي مقاتل لا أ سمع فيه صوتا ولا حركه،عدا بعض الحشرات الطيارة تقصف الجبهة المفتوحة
أمامي ..ودبيب مخالب صغيره تداعب ذراعي وأطرافي المكشوفة فتشاغلني وتشتت أفكاري..اسارع بقشطها بحنق لكنها لا تلبث ان تعود متسلقة عليّ مرة اخرى..
الظلام يخيم على كل شئ..حتى على خوفي وترددي الذي أحاطني..ومن نفق الخوف،لمحت شيئا ما خطف أمامي ،لقد انزلق الكرسي المتحرك من مكانه حيث كان عالقا ،فقفزت مرعوباً أصرخ بأعلى صوتي
:لا..لا..واتجهت راكضا نحوه كالسهم..وحينما واجهني واقفاً عن قرب،توقفت،تجمد الدم في عروقي..غامت عيناي واختل توازني ،وصرت اترنح في مكاني.. لقد أذهلني منظره وأنا أراه
يقف على قدميه أمامي وجها لوجه،من غير حاجة لكرسيه ، كما كنت أراه قبل سنين منذ كنا صغاراً، وهو يسكن في البيت المجاور لبيتنا ..وكان يشع من عينيه الامل..وروحه تفيض بالحب..وعلى وجهه ترتسم روح الدعابة والمرح.
يشعُّ من عينيه ألأمل ويحبُّ الحياة ..دمّه خفيف وروحه تفيض بالحب وخدمة الناس ..أجالسه بعض ألأحيان وأستمع إلى
نصحه وطرائفه..يتحدّث بطريقة مهذّبه وأسلوب جذّاب..وكنت دائماً
أشعر بالسعادة وانا أستمع إلى حديثه،في جو هادئ..وعلى وجهه ترتسم روح ألدعابة والمرح..
لم تسعفني قدماي على ألمشي،وكأنني في كابوس مخيف،كان
ألخبر الذي سمعته فور وصولي ، صاعقا معنّفا بالنسبة لي ،ورحتُ أجرّ نفسي بقوة متعثرا نحو ألسفح..أُداريها ببعض ألإيحاءات وألأفكار علّها تخفف عني آثار صدمة قد تلحق بي..عيناي تواصلان ألترصد وألدوران في كل إتجاه..
تمنيت ان ألحق به قبل ان تدْلّهم ألظلمة ويتمّزق جسده في
هّوة ألوادي ألسحيق..أخذتني ألوساوس وألشكوك..ربما
لا أعثر عليه،ولا حتى على كرسيهِ ألمتحرك ..
كان يرافقني مرّة حين إبتلعني فمُ ألطريق ألافعواني..ألصاعد
ألنازل ألمحفوف بالصخور ألمتحديّه لمياه ألشلال..وكنا
نحسب خطواتنا بمرح ونتشبث بحافاتها ألحادّه هنا
وهناك..بين عشرات ألمتسلقين وألزائرين..
ونستريح لفترة نتفرج على فرح ألاخرين ونشوتهم،ثم نعود
وخلفنا ريح باردة منعشه،إمتزج هواؤها مع ألبخار ألمتصاعد
من ألصخور.صادفني قرويين نازلين من قمة ألجبل،أخبراني بان أحدا ما ساعده على ألصعود!
أسرعت الخطى فورا..وزادت هواجسي ، لقد حسم أمره إذن
وإتخذ قراره ..كم توسلت اليه،أستحلفته بالله ألّا يفعل ذلك..
واجهته بحماس، لقد خذلتني ..هل نسيت كل شئ ..فقدت
ثقتك بمن حولك..حتى طبيبك ألذي جاهد في علاجك لم يسلم منك..صرت تطعن به وبرأيه جهراً أمام الناس،وحمّلته ما حدث لك من صدمة ُشلّت أطرافك جّرائِها.
بدقائق قليله صرت أشرف على مساحة شبه مستوية في قمة ألجبل..يتوسطها سِنٌّ صخري حوّلته الظلمة الى شبحِ لمحاربٍ قديم..يكادُ قلبي يهربُ من الصدر كلّما إقتربتُ ِمن حافّة الوادي..
ورحتُ اُنحّي بعيدا،بعضا من هواجس الخوف،ماسحاً بعينيّ،ألحافّه ألاماميه..حتى صار المحارب القديم خلفي بمسافة بعيده..
أضحى قرصُ الشمسِ متلوناً بحمرة قاتمة آخذاً بالنزول نحو الأفق بسرعه،فإختفت أغلب معالم الأشياء الراقدة أمامي شيئاً
فشيئاً .. حتى كرسيه المتحرك الذي ظهر واضحاً تحيطه دائرة قرص الشمس..بدا لي نصفه مقلوباً نحوالامام
بصورة كئيبة ومؤلمة..وانا لوحدي اشهد هذا الحدث المفجع..
كم وددت لو تأخر سقوط الشمس في العين الحمئه لبعض
الوقت..لعلّي استدل بشعاعها، حقيقة باتت غير واضحه..فلربما قذف بنفسه وانتهى أمره،أو عَدِل عن قراره،او أغمي عليه..لكنّ العين الحمئه تنتظر قدومها بلهفة لتأخذها بعيداً،لا ادري الى اين؟ فهي تبدو ايضا مسيّرة فحزمت أمرها ،وتركتني لهذا الظلام ،،فوق قمة الجبل الموحشه،اترقب مثل جندي مقاتل لا أ سمع فيه صوتا ولا حركه،عدا بعض الحشرات الطيارة تقصف الجبهة المفتوحة
أمامي ..ودبيب مخالب صغيره تداعب ذراعي وأطرافي المكشوفة فتشاغلني وتشتت أفكاري..اسارع بقشطها بحنق لكنها لا تلبث ان تعود متسلقة عليّ مرة اخرى..
الظلام يخيم على كل شئ..حتى على خوفي وترددي الذي أحاطني..ومن نفق الخوف،لمحت شيئا ما خطف أمامي ،لقد انزلق الكرسي المتحرك من مكانه حيث كان عالقا ،فقفزت مرعوباً أصرخ بأعلى صوتي
:لا..لا..واتجهت راكضا نحوه كالسهم..وحينما واجهني واقفاً عن قرب،توقفت،تجمد الدم في عروقي..غامت عيناي واختل توازني ،وصرت اترنح في مكاني.. لقد أذهلني منظره وأنا أراه
يقف على قدميه أمامي وجها لوجه،من غير حاجة لكرسيه ، كما كنت أراه قبل سنين منذ كنا صغاراً، وهو يسكن في البيت المجاور لبيتنا ..وكان يشع من عينيه الامل..وروحه تفيض بالحب..وعلى وجهه ترتسم روح الدعابة والمرح.