مشاهدة النسخة كاملة : طفولة النبي صلى الله عليه وسلم ..


ضامية الشوق
11-26-2016, 08:59 PM
للعظماء شأنهم المبكر منذ ولادتهم ، فكيف إذا كان ((محمد ))صلّ الله عليه وسلم ، سيد الخلق ، وأفضل الرسل ، وخاتم الأنبياء ، الذي أحاطته الرعاية الربانية ، والعناية الإلهية منذ الصغر ، بحيث تميّزت طفولته عن بقيّة الناس ، وكان ذلك من تهيئة الله له للنبوّة .
وُلد أكرم الخلق - صلى الله عليه وسلم – في مكة المكرمة ، وفي أشرف بيت من بيوتها ، فقد اصطفاه الله من بني هاشم ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفى قريشاً من سائر العرب ، قال – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله خلق الخلق ، فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم فرقتين ، فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيركم بيتاً ، وخيركم نفساً ) رواه أحمد .
ونسبه – صلى الله عليه وسلم – من أطهر الأنساب ، حيث لم يختلط بشيءٍ من سفاح الجاهليّة ، وتمتدّ أصول هذه الطهارة حتى تصل إلى آدم عليه السلام ، قال – صلى الله عليه وسلم – : ( خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ) رواه الطبراني .
وقد نشأ - صلى الله عليه وسلم – يتيماً ، حيث توفّي والده عند أخواله في المدينة قبل مولده ، فتولى أمره جدّه عبد المطلب ، الذي اعتنى به أفضل عناية ، وشمله بعطفه واهتمامه ، واختار له أكفأ المرضعات ، فبعد أن أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب ، دفع به إلى حليمة السعدية ، فقضى النبي – صلى الله عليه وسلم – الأيّام الأولى من حياته في بادية بني سعد ، ليلقى من مرضعته حليمة كل عناية ، مع حرصها على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين ، لما رأت من البركة التي حلّت عليها بوجوده – صلى الله عليه وسلم - ، حيث امتلأ صدرها بالحليب بعد جفافه ، حتى هدأ صغارها وكفّوا عن البكاء جوعاً ، وكانت ماشيتها في السابق لا تكاد تجد ما يكفيها من الطعام ، فإذا بالحال ينقلب عند مقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى زاد وزنها وامتلأت ضروعها باللبن ، ومن أجل ذلك تحايلت حليمة لإقناع والدة النبي – صلى الله عليه وسلم – بضرورة رجوعه إلى البادية بحجّة الخوف عليه من وباء مكّة .
وهكذا أمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – سنواته الأولى في صحراء بني سعد ، فنشأ قوي البنية ، سليم الجسم ، فصيح اللسان ، معتمداً على نفسه ، حتى كانت السنة الرابعة من مولده ، حين كان - صلى الله عليه وسلم – يلعب مع الغلمان وقت الرعي ، فجاءه جبريل عليه السلام مع ملك آخر ، ، فأمسكا به وشقّا صدره ، ثم استخرجا قلبه ، وأخرجا منه قطعة سوداء فقال جبريل : " هذا حظ الشيطان منك " ، ثم غسلا قلبه وبطنه في وعاء من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده إلى مكانه ، والغلمان يشاهدون ذلك كلّه ، فانطلقوا مسرعين إلى مرضعته وهم يقولون : " إن محمداً قد قُتل، وأقبل النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يرتعد من الخوف ، فخشيت حليمة أن يكون قد أصابه مكروهٌ ، فأرجعته إلى أمّه ، وقالت لها : " أدّيت أمانتي وذمّتي " ، ثم أخبرتها بالقصّة ، فلم تجزع والدته لذلك ، وقالت لها : " إني رأيت خرج مني نورٌ أضاءت منه قصور الشام " .
وبهذه الحادثة الكريمة ، نال -صلى الله عليه وسلم- شرف التطهير من حظ الشيطان ووساوسه، ومن مزالق الشرك وضلالات الجاهليّة ، مع ما فيها من دلالةٍ على الإعداد الإلهيّ للنبوّة والوحي منذ الصغر .
ومكث النبي – صلى الله عليه وسلم - في مكّة يتربّى في أحضان والدته ، ولما بلغ عمره ست سنين توفيت أمه في قريةٍ يُقال لها " الأبواء " بين مكّة والمدينة ، فعوّضه جدّه عبدالمطلب حنان والديه ، وقرّبه إليه وقدّمه على سائر أبنائه ، وفي يومٍ من الأيام أرسل عبدالمطلب النبي – صلى الله عليه وسلم – للبحث عن ناقة ضائعة ، فتأخّر في العودة حتى حزن عليه جدّه حزناً شديداً ، فجعل يطوف بالبيت وهو يقول :
رب رد إلي راكبي محمدا رده رب إلي واصطنع عندي يدا
ولما عاد النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له : " يا بني ، لقد جزعت عليك جزعاً لم أجزعه على شيء قط ، والله لا أبعثك في حاجةٍ أبداً ، ولا تفارقني بعد هذا أبداً " .
واستمرّت هذه الرعاية طيلة سنتين حتى توفّي عبدالمطلب وللنبي – صلى الله عليه وسلم – ثمان سنين ، فكفله عمّه أبو طالب وقام بحقه خير قيام ، وقدمه على أولاده ، واختصّه بمزيد احترام وتقدير ، ولم يزل ينصره ويبسط عليه حمايته ، ويُصادق ويُخاصم من أجله طوال أربعين سنة ، حتى توفّي قبيل الهجرة بثلاث سنين .
ومن هنا نرى كيف توالت الأحزان في طفولة النبي - صلى الله عليه وسلم – وتركت أثرها في قلبه ، وهو جزءٌ من التقدير والحكمة الإلهيّة في إعداد هذا النبي الكريم ؛ حتى لا يتأثّر بأخلاق الجاهلية القائمة على معاني الكبر والاستعلاء ، فكانت تلك الأحزان سبباً في رقّة قلبه واكتسابه لمكارم الأخلاق ، حتى صدق فيه وصف خديجة رضي الله عنه : " يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم ، ويُقري الضيف ، ويُعين على نوائب الحق

ريحانة الدنيا
11-26-2016, 09:44 PM
الله يجزاك الخير
ضاميه على الطرح

ضامية الشوق
11-26-2016, 10:15 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

الغنــــــد
11-26-2016, 10:38 PM
بارك الله فيك

سيرين
11-26-2016, 10:49 PM
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك

ضامية الشوق
11-26-2016, 11:35 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

RioO
11-27-2016, 01:44 AM
بوركت خير بركه
و جوزت خير الجزاء
طرح قييم و مفيد
اثابك الله احسن ثواب
لا حرمناك ابدا

نجم الجدي
11-27-2016, 01:47 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

دلع
11-27-2016, 01:53 AM
يعطيك ألف عافيه ننتظر جديدك.........

برّاق
11-27-2016, 08:34 AM
الله يجزاك خير

عـــودالليل
11-27-2016, 04:52 PM
‏هكذا تكون الفائدة

‏عندما
اجد جلب بهذه القيمة
ومحتواه اكثر من رائع
يسهم في زيادة الرصيد الثقافي
داخلنا

‏اشكرك من القلب

‏عود الليل

لا أشبه احد ّ!
11-27-2016, 04:55 PM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

نسمات اشتياق
11-27-2016, 07:08 PM
آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

إرتواء نبض
11-27-2016, 07:17 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...

مجنون قصايد
11-27-2016, 09:53 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

‏http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

ضامية الشوق
11-27-2016, 11:47 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

mns!mh
11-28-2016, 12:23 AM
إبدآع لآ مُتنآهي
قطرات من رحيق الألق
سكبتموها هنا
تجيدون عزف الجمآل ليغوص
في أعماق الذاكرة
فــ يطرب القلب بنغماتكم
شكرا لكم
بحجم السماء وأكثر
http://n4hr.com/up/uploads/b7b658bc8b.png

ضامية الشوق
11-28-2016, 02:25 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

هدوء
11-29-2016, 08:26 PM
انتقاء رائع ومتفّرد
وعطاء بآذخ لامس سماء الابدآع
لـ روحك أتمنى سعاده لاتبور،
,دمت ي طٌهر

ضامية الشوق
11-30-2016, 01:25 AM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

عطر الغمام
11-30-2016, 01:15 PM
سَـلِمت الأنَــامل
و يعطيك العَـافية على المجهُـود المبذُول .

ما ننحرِم من فَيض عَطائك وَ إبداعك
لك تحيَـاتي وَ فَـائق شُكرِي ..
http://img-fotki.yandex.ru/get/6802/39663434.61c/0_9b521_96cfc_L.gif

ضامية الشوق
11-30-2016, 10:22 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

ضامية الشوق
11-30-2016, 10:22 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

ورده
11-30-2016, 11:51 PM
اشكرك ع اطروحاتك المميز
بآنتظار جديدك ب كل شوق
لـ روحك الطاهره

http://www.jnoon-m.com/vb/images/smilies/137.gif

ضامية الشوق
12-01-2016, 12:25 AM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

عازفة القيثار
12-01-2016, 01:11 AM
جزاك الله خير الْجزاء*
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم*
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها*
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك

كـــآدي
01-21-2017, 09:52 PM
بارك الله فيك والله لايحرمك الاجر والمثوبه

ضامية الشوق
01-21-2017, 10:01 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا

جنــــون
01-21-2017, 10:17 PM
جزاك الله خير

ضامية الشوق
01-21-2017, 10:27 PM
حضوركم شرف لي
نورتم جميعا