مشاهدة النسخة كاملة : احاديث من ألأربعين النووية


المشعـل
10-18-2009, 10:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد: فإن الله عز وجل منَّ على البشرية
ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم :
( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )...
-------------------------------------------------------

الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
ومن يسّر على معسر ،يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله
في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا
يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله
ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ،وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة
وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم .


الشرح


عُني الإسلام بذكر مكارم الأخلاق والحث عليها ، وجعل لها مكانة عظيمة ، ورتّب عليها عظيم الأجر والثواب
ومن ذلك هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه .

لقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل وصيّته على تنفيس الكرب عن المؤمنين
ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله ، عظيم في نفوس الناس ، إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات ، مطبوعة على التعب والكدر 0
وقد تستحكم كربها على المؤمن حتى يحار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج .
وحينها ، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه ، ومد يد العون له ، والسعي
لإزالة هذه الكربة أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب المكروب ، ومن هنا
ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد : إنها كربة
الوقوف والحساب ، وكربة السؤال والعقاب 0فما أعظمه من أجر ، وما أجزله من ثواب

ومن كريم الأخلاق : التجاوز عن المدين المعسر ، فقد حث الشارع أصحاب الحقوق
على تأخير الأجل للمعسرين وإمهالهم إلى حين تيسّر أحوالهم ، يقول الله عزوجل :
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة :
280 )
وأعلى من ذلك أن يُسقط صاحب الحق شيئا من حقه ، ويتجاوز عن بعض دينه ، ويشهد لذلك ما رواه البخاري و مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كان رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ؛ لعل الله
أن يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه )
ثم يحث الحديث على ستر عيوب المسلمين ، وعدم تتبع أخطائهم وزلاتهم ، وذلك لون آخر من الأخلاق الفاضلة
التي تكلّلت بها شريعتنا الغرّاء ، فالمعصوم من عصمه الله ، والمسلم مهما بلغ من التقى والإيمان فإن الزلل
متصوّر منه ، فقد يصيب شيئاً من الذنوب ، وهو مع ذلك كاره لتفريطه في جنب الله ، كاره أن يطلع الناس
على زلَله وتقصيره ، فإذا رأى المسلم من أخيه هفوة فعليه أن يستره ولا يفضحه
دون إهمال لواجب النصح والتذكير
وقد جاء في السنة ما يوضّح فضل هذا الستر ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ) رواه ابن ماجة ، في حين أن تتبع الزلات
مما يأنف منه الطبع ، وينهى عنه الشرع ، بل جاء في حقه وعيد شديد ، روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، فنادى بصوت رفيع
فقال :
( يا معشر من قد أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ،
ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله
عورته يفضحه ولو في جوف رحله )
ولما كان للعلم منزلة عظيمة ، ومكانة رفيعة ؛ جاء الحديث ليؤكد على فضله وعلو شأنه ، فهو سبيل الله الذي ينتهي
بصاحبه إلى الجنة ، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها ، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين 0
لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة ، والمكانة عالية ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات
والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب )
رواه أحمد ، فهم أهل الذكر ، وهم أهل الخشية ، وشتان بين العالم والجاهل .
وأولى ما يصرف العبد فيه وقته : تعلم القرآن ونشر علومه ، كما جاء في الحديث الصحيح :
( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه )
وهذه الخيرية إنما جاءت من تعلّق هذا العلم بكلام الله تعالى 0وشرف العلم بشرف ما تعلق به 0
ثم لك أن تتأمل ما رتبه الله من الأجر والثواب لأولئك الذين اجتمعوا في بيت من بيوت الله
تعالى ؛يتلون آياته ، وينهلون من معانيه ، لقد بشّرهم بأمور أربعة : أن تتنزّل عليهم السكينة ، وتعمهم الرحمة الإلهية ،
وتحيط بهم الملائكة الكرام ، والرابعة – وهي أحلاها وأعظمها :-
أن يذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم ، ويجعلهم محل الثناء بين ملائكته ،
ولو لم يكن من فضائل الذكر سوى هذه لكفت .

على أن تلك البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده ، لا بشخصه ومكانته ، فلا ينبغي لأحد
أن يتّكل على شرفه ونسبه ؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح ،
فلا اعتبار لمكانة الشخص إن كان مقصّرا في العمل ، ولذا يقول الله عزوجل في كتابه :
{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ } ( المؤمنون : 101 )
وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يغن عن أبي طالب شيئا ، ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم 0
هذا المعنى في كلمات جامعة حين قال : ( ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه )
---------------------
شرح ألأربعين النووية
الشبكة ألأسلامية

لاتنسونا من دعاءكم بارك الله فيكم
.

سعودي وافتخر
10-18-2009, 10:56 PM
جزاك الله خير ياكاتبنا

بانتظار كل ماهو مميز لدى السهـــــــــــم

مر من هنا

سعودي

المشعـل
10-18-2009, 11:53 PM
سعودس وافتخر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السهم الملتهب - يفتخر بمرورك
على الموضوع الاسلامي
ونتمنى لك وللجميع الفائدة المرجوه
أثابك الله

عـــودالليل
10-18-2009, 11:54 PM
اللهم بشرنا بالجنه
الله يجزاك بالخير

وربي يحفظك ويوفقك ولاتبخل علينا
بمثل هذه الاطروحات النيره

وائل العدواني
10-19-2009, 12:01 AM
جزاك الله الف خير على الموضوع

نجم الجدي
10-19-2009, 12:25 AM
الهبت قلوبنا بطرحك الايماني

الله يجعل موازينك الجنه

عيون المها
10-19-2009, 11:38 AM
جزاك الله خيرا



ويسلموووووووووووووو على الطرح

البرق النجدي
10-19-2009, 11:46 AM
الله يجزاك الجنه اخي السهم وربي مايحرمك الاجر اخوي الفاضل

βrėŚtige dŁ3
10-19-2009, 06:02 PM
يعطيك العافيه على المجهود الرائع

واصل فأنت مبــــــــــدع

المشعـل
10-19-2009, 11:57 PM
عود الليل
اشكرك على التواصل والمرور الجميل
نسال الله لايحرمك الاجر والثواب
تقديري

المشعـل
10-20-2009, 12:00 AM
نصراوي
عيون المها
الوافية
بروق نجد
βrėŚtige dŁ3

اشكركم على التواصل والمرور الجميل
الله يحفظ الجميع