فزولهآ
11-08-2016, 05:43 AM
تنتسب عشيرة "العجيلي" إلى عشيرة "البوبدران"، وهم من السادة الحسينية، من سلالة "الحسين بن علي بن أبي طالب"، سبط رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أصولها من قرية "الجرن" التابعة لمدينة "الموصل" العراقية.
جاءت أسرة العجيلي إلى "الرها"، مدينة "شانلي أورفة" الحالية في تركيا، ثم إلى "الرقة" في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وقد جاءت في سياق هجرة عدد من التجمعات السكانية من "العشارة" في منطقة "دير الزور"، ومن منطقة "أورفة" التركية، حيث استقرت في "الرقة"، إثر الاستقرار الأمني الذي حققته الدولة العثمانية بعد خروج جيش "إبراهيم باشا" من سورية».
«كان "عجيلي" رجلاً متنوراً، ويعمل معلماً "ملا"، يُدّرس القرآن، وعلوم الدين في مدينة "أورفة"، توفي عام /1861/م، ودفن في مقبرة النبي "أيوب" في "باب حران" في "الرها"، وكان قد اهتم بتعليم أولاده، وهذا ما أعطاهم ميزة عن غيرهم، ومكنهم من امتلاك فرص حقيقية في الاتصال بأركان الدولة العثمانية، والتواصل معها، فتسلموا مناصب عديدة في الدولة، إن كان في "أورفة"، أو في "الرقة"، حيث تملكوا الأراضي الزراعية على سقي "البليخ"، منطقة "حزيمة"، شمال مدينة "الرقة"».
ويتحدث الباحث "محمد العزو"، قائلاً: «عُرف عن أفراد العشيرة حبهم للعلم، والمعرفة، وميلهم للأدب والفن، ويكفيهم فخراً، هم وأهل "الرقة" أن الدكتور "عبد السلام العجيلي" منهم، وهو الذي أبرز "الرقة" في أدبه، ورفض الابتعاد عنها، رغم إغراءات العاصمة، وما تقدمه للأدباء والفنانين، فظلّ وفياً للفرات و"الرقة" إلى أن وري الثرى في ربوعها».
وحول أبرز شخصيات العائلة، يقول "عبد العظيم العجيلي": «من أبرز شخصيات "العجيلي" في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وبداية القرن العشرين "علوش العجيلي"، وهو وجيه تحالف "العشاريين" في مطلع القرن العشرين، وقد ذكره "كامل الغزي"، قال: فخذ القول بزعامة "علوش أفندي العجيلي" /145/ خانة، و"إبراهيم العلوش العجيلي"، رئيس بلدية "الرقة" عام /1912/م، توفي أواخر العشرينيات من القرن العشرين، و"حداد العلوش العجيلي"، الذي تسلم منصب رئيس بلدية، وله دور مؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية في "الرقة"، ومن الذي قدموا الحماية والأمان للأرمن ما بين عامي /1914 ـ 1917/م، فيما يعرف بسوقيات الأرمن، و"حميد العلوش العجيلي"، وهو عضو مجلس بلدي، ومدير المال في "الرقة"، و"وهبي العجيلي"، وكان مديراً للشؤون العقارية إبان الحكم العثماني، وفي عهد الاحتلال الفرنسي، تسلم منصب مدير ناحية "مريبط"، ثم "السبخة"، ولعب دوراً مؤثراً في الحياة النيابية، حيث كان عضواً في البرلمان في عام /1935/م، ومن أبرز أعضاء "الكتلة الوطنية"، ومن أوائل من دعا إلى نشر التعليم في "الرقة"، و"عبد الله الويس العجيلي"، وهو قائد الكتلة الوطنية في "الرقة"، وقد توفي عام /1944/م، وقد ألف في عام /1936/م حرساً من شباب "الرقة"، سمي آنذاك بـ"القمصان الحديدية"، ودعا لاستقلال سورية، وانتخاب
حكومة وطنية، ومن أبرز أعضاء الحرس "إسماعيل العلي العجيلي"، و"عباوي الصطاف"، من عشيرة "الرمضان آغا"، و"ياسين الإبراهيم" من عشيرة "الكويدر"، و"محمود الفواز" من عشيرة "البياطرة"، وكان يمول الجماعة "علي الويس العجيلي"، و"نجيب باقي"، من مدينة "حلب"».
الدكتور عبد السلام العجيلي
وحول أهم الشخصيات المعاصرة، يقول الباحث "العزو": «أبرز شخصية رقية في العصر الحديث، هو الدكتور "عبد السلام العجيلي"، ولد في مدينة "الرقة"، عام /1918/م، وتوفي في صبيحة اليوم الخامس من نيسان عام /2006/م، ودفن في مقبرة "حطين". درس في "الرقة"، و"دير الزور"، و"حلب"، وجامعة "دمشق"، التي تخرج منها طبيباً عام /1945/م. عمل في الطب والسياسة. انتخب نائباً عن "الرقة" عام /1947/. تولى عدداً من المناصب الوزارية، وزارات الثقافة والخارجية والإعلام عام /1962/. أصدر أول مجموعاته القصصية عام /1948/م، بعنوان "بنت الساحرة". كتب "العجيلي" القصة والرواية والشعر والمقالة.
ويتابع الباحث "العزو" حديثه عن شخصيات أسرة "العجيلي"، قائلاً: «"عبد العظيم العجيلي"، شقيق الدكتور "عبد السلام العجيلي"، ولد في مدينة "الرقة" عام /1941/م، الذي لم يتوقف نشاطه عند حدود الهندسة، بل تخطاها إلى حدود أبعد في الفكر والتحليل والنقد، يكتب المقالة، ويهتم بالنقد، ويتميز بكفاءة عالية وقدرة على تمثل الواقع، وتحليل مفردات الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
الدكتورة "شهلا العجيلي"، عمها الأديب "عبد السلام العجيلي"، ووالدها المهندس "عبد العظيم العجيلي"، من مواليد مدينة "الرقة"، وتحمل شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف في الأدب العربي الحديث، وتدرس نظرية الأدب والأدب العربي الحديث بجامعة "حلب"، تكتب في مجالات النقد والرواية والقصة القصيرة، وتنشر في الصحف والمجلات العربية والمحلية، لها العديد من الأعمال المطبوعة، منها "المشربية"، و"عين الهر"، و"مرآة الغريبة"، "الرواية السورية ـ التجربة والمقولات النظرية"، حصلت على العديد من الجوائز الأدبية، آخرها جائزة الدولة التشجيعية في الأردن عن روايتها "عين الهر".
ومن الشخصيات البارزة في عشيرة "العجيلي"، القاضي "عبد الرحيم العجيلي"، المحامي العام السابق في "الرقة"، و"محمد نور العجيلي"، عضو مجلس الأمة، إبان دولة الوحدة بين مصر وسورية، و"حسين العجيلي"، عضو مجلس الشعب في أول دورة برلمانية له بعد قيام الحركة التصحيحية، و"عبد الله العجيلي"، رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية، و"رياض العجيلي"، عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في "الرقة"، والفنان "إسماعيل العجيلي"، مؤسس ورئيس فرقة "الرقة" للفنون الشعبية، و"أحمد علي العجيلي"، "أبو علي"، أحد أبرز الفعاليات الاجتماعية في "الرقة"، والدكتور "عصام العجيلي"، أحد أبرز الجراحين في "دمشق"، و"ناصر العجيلي"، مدير التأمينات الاجتماعية سابقاً، و"أحمد فيصل العجيلي"، مدير المصرف التجاري السوري في "الرقة"، والدكتور "محمد علي العجيلي"، دكتوراه في الفلسفة، وأبناء الدكتور "عبد السلام العجيلي"، الدكتور "بشر العجيلي"، و"علاء العجيلي"، المقيمان في أمريكا، والدكتور "حازم العجيلي"، الجراح في مشفى "الرقة" الوطني».
وحول أبرز الوجوه النسائية في العشيرة، يقول المهندس "العجيلي": «من أبرز الوجوه النسائية في العشيرة، "فاطمة العجيلي"، شقيقة الأديب "عبد السلام العجيلي"، وهي من أوائل المتعلمات في "الرقة"، وقد ألقت خطبة باللغة الفرنسية في الثلاثينيات، تطالب باستقلال سورية عن فرنسا، و"نجوى العجيلي"، عضو مجلس الشعب، والمهندسة "رندة العجيلي"، و"ثريا المحمد الأحمد العجيلي"، المفتشة في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، والإعلامية "رشا العجيلي"، مديرة المركز الإذاعي والتلفزيوني في "الرقة"، والدكتورة "رنا بشير العجيلي"، مديرة المشافي في "حلب"، و"مها العجيلي"».
عبد العظيم العجيلي
وحول تاريخ مضافة العجيلي، يتحدث "عبد العظيم العجيلي": «يعود تاريخ بناء مضافة "العجيلي" إلى عام /1865/م، وكانت في البداية تتألف من دار للضيافة، تضم مضافة الجلوس، وقسماً ثانياً لمبيت الزوار، وتحتوي على إسطبل للخيول، وقسم المؤونة، وقد أسسها "علوش العجيلي"، وتابع الإشراف عليها ابنه "حداد"، ويتم الصرف عليها من عائدات قسم من أراضي "حزيمة" الزراعية المخصصة للعشيرة.
لعبت مضافة "العجيلي" دوراً بارزاً في الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في "الرقة"، وكانت تقام فيها ندوة يومية، تتلى فيها جريدة "القبس" جهراً من قبل السيد "حسين العجيلي"، وكانت تذكي الشعور الوطني، وتغذي أوار التحدي ضد الفرنسيين، وأيضاً في المناسبات والأعياد الوطنية والقومية، تبدأ "الهوسات" منطلقة من حناجر أفراد العشيرة بدءاً من المضافة، لتجوب شوارع المدينة، وهذا يمثل الوجه النضالي للعشيرة غير الغوغائي، المنطلق من أسس فكرية، وتقدمية، بعيداً عن الأيديولوجيات، لكن تنطوي تحت غطاء تقدمي، ونزوع عروبي متأصل، ومن أبرز الشخصيات التي أمّت المضافة، الشيخ "دهام الهادي"، شيخ "شمر"، و"الشيخ "طاهر النعساني"، المفكر والباحث الذي حقق كتاب "تاريخ الرقة" "للقشيري"، والشاعر الكبير "محمد الفراتي"، الذي قال عن آل "العجيلي":
مررت بآل العجيلي غدوة/ وكان صباحي مشرقاً ومساءِ.
كانت تعقد في مضافة "العجيلي"، حلقات الذكر في كل يوم خميس، ويرتادها متصوفون من "دير الزور"، و"بغداد"، و"الرقة" وريفها، ومن أشهر حلقات الذكر، الامتحان الذي جرى بين شيوخ طريقتي "القادرية" و"الرفاعية"، وحصل أن قام "السيد توفيق عجان الحديد"، وهو من أشهر شيوخ "الرقة" بضرب أحد مريديه بالسيف، فأرداه بعد أن جزَّ رأسه، وحاول بطريقته الصوفية إعادته إلى الحياة، لكن دون جدوى، فطفق يبكي، وهو ينشد على وقع ضربات الدفوف، والنغمة "الحربية" تتعالى مع ترديد صيحات المنشدين:
حمامات الرسـل طيـرن وعلن
سـلامي للنبي الهادي توصلنـا
ترى ببيت العجيلي صار المحاني
وأناديك يا باز الله يا جيلانـي
على الشدات شـيخي ليش تنساني
وماظنيت المضى يرجع ويعودنا
فنزلت الحمامات فوق المريد، وما لبث أن قام، وكأن شيئاً لم يحصل له. وهذه القصة يرويها ثقاة أهل "الرقة" من الذاكرة الشعبية، ومازالوا إلى الآن يرددون كرامة السيد ومكانته، بعد أن حلَّقت فوق رأسه حمامات الرسول.
كما تلعب المضافة دوراً إيجابياً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأفراد العشيرة، والعشائر الأخرى، إذ تحل فيها أكثر النزاعات القبلية، كما يجري فيها مساعدة أفراد العشيرة من الفقراء والمحتاجين، وهذا جزء من تركيبة الأسرة، والتركيبة العشائرية في المجتمع الرقي.
وعائلة "العجيلي" من أبسط العائلات الرقية في مسألة الزواج والمهور، لذلك تجد كثيراً من أبناء العشيرة قد صاهروا معظم عشائر "الرقة"، ومن أبرز أصهار العائلة "حوري العساف"، الملقب بـ"المومي"، الذي أشتهر بكرمه، وتعدى حدود المحافظة.
شهلا العجيلي
ومن المواقف الوطنية للعشيرة، نزوعهم نحو الاستقلال، لذلك جوبهوا بالرفض من قبل الفرنسيين، ففي ثلاثينيات القرن العشرين، طالب المستشار الفرنسي إبان الاحتلال الفرنسي لسورية بنفيهم إلى البقاع في لبنان، وعدم تسليمهم أي مهام حكومية رغم كفاءتهم، لعدم تعاونهم مع السلطة الفرنسية، ونزوعهم نحو الاستقلال».
أخيراً.. بقي أن نشير أن نخوة آل "العجيلي"، هي "إخوة عدلة"، و"عدلة الحميدي"، من "الناصر"، شيوخ عشيرة "الولدة"، وهي زوجة "حميد العلوش العجيلي"، "أحمد قدري"، الثانية، التي تزوجها بعد وفاة شقيقتها "دلة"، زوجته الأولى.
جاءت أسرة العجيلي إلى "الرها"، مدينة "شانلي أورفة" الحالية في تركيا، ثم إلى "الرقة" في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وقد جاءت في سياق هجرة عدد من التجمعات السكانية من "العشارة" في منطقة "دير الزور"، ومن منطقة "أورفة" التركية، حيث استقرت في "الرقة"، إثر الاستقرار الأمني الذي حققته الدولة العثمانية بعد خروج جيش "إبراهيم باشا" من سورية».
«كان "عجيلي" رجلاً متنوراً، ويعمل معلماً "ملا"، يُدّرس القرآن، وعلوم الدين في مدينة "أورفة"، توفي عام /1861/م، ودفن في مقبرة النبي "أيوب" في "باب حران" في "الرها"، وكان قد اهتم بتعليم أولاده، وهذا ما أعطاهم ميزة عن غيرهم، ومكنهم من امتلاك فرص حقيقية في الاتصال بأركان الدولة العثمانية، والتواصل معها، فتسلموا مناصب عديدة في الدولة، إن كان في "أورفة"، أو في "الرقة"، حيث تملكوا الأراضي الزراعية على سقي "البليخ"، منطقة "حزيمة"، شمال مدينة "الرقة"».
ويتحدث الباحث "محمد العزو"، قائلاً: «عُرف عن أفراد العشيرة حبهم للعلم، والمعرفة، وميلهم للأدب والفن، ويكفيهم فخراً، هم وأهل "الرقة" أن الدكتور "عبد السلام العجيلي" منهم، وهو الذي أبرز "الرقة" في أدبه، ورفض الابتعاد عنها، رغم إغراءات العاصمة، وما تقدمه للأدباء والفنانين، فظلّ وفياً للفرات و"الرقة" إلى أن وري الثرى في ربوعها».
وحول أبرز شخصيات العائلة، يقول "عبد العظيم العجيلي": «من أبرز شخصيات "العجيلي" في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وبداية القرن العشرين "علوش العجيلي"، وهو وجيه تحالف "العشاريين" في مطلع القرن العشرين، وقد ذكره "كامل الغزي"، قال: فخذ القول بزعامة "علوش أفندي العجيلي" /145/ خانة، و"إبراهيم العلوش العجيلي"، رئيس بلدية "الرقة" عام /1912/م، توفي أواخر العشرينيات من القرن العشرين، و"حداد العلوش العجيلي"، الذي تسلم منصب رئيس بلدية، وله دور مؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية في "الرقة"، ومن الذي قدموا الحماية والأمان للأرمن ما بين عامي /1914 ـ 1917/م، فيما يعرف بسوقيات الأرمن، و"حميد العلوش العجيلي"، وهو عضو مجلس بلدي، ومدير المال في "الرقة"، و"وهبي العجيلي"، وكان مديراً للشؤون العقارية إبان الحكم العثماني، وفي عهد الاحتلال الفرنسي، تسلم منصب مدير ناحية "مريبط"، ثم "السبخة"، ولعب دوراً مؤثراً في الحياة النيابية، حيث كان عضواً في البرلمان في عام /1935/م، ومن أبرز أعضاء "الكتلة الوطنية"، ومن أوائل من دعا إلى نشر التعليم في "الرقة"، و"عبد الله الويس العجيلي"، وهو قائد الكتلة الوطنية في "الرقة"، وقد توفي عام /1944/م، وقد ألف في عام /1936/م حرساً من شباب "الرقة"، سمي آنذاك بـ"القمصان الحديدية"، ودعا لاستقلال سورية، وانتخاب
حكومة وطنية، ومن أبرز أعضاء الحرس "إسماعيل العلي العجيلي"، و"عباوي الصطاف"، من عشيرة "الرمضان آغا"، و"ياسين الإبراهيم" من عشيرة "الكويدر"، و"محمود الفواز" من عشيرة "البياطرة"، وكان يمول الجماعة "علي الويس العجيلي"، و"نجيب باقي"، من مدينة "حلب"».
الدكتور عبد السلام العجيلي
وحول أهم الشخصيات المعاصرة، يقول الباحث "العزو": «أبرز شخصية رقية في العصر الحديث، هو الدكتور "عبد السلام العجيلي"، ولد في مدينة "الرقة"، عام /1918/م، وتوفي في صبيحة اليوم الخامس من نيسان عام /2006/م، ودفن في مقبرة "حطين". درس في "الرقة"، و"دير الزور"، و"حلب"، وجامعة "دمشق"، التي تخرج منها طبيباً عام /1945/م. عمل في الطب والسياسة. انتخب نائباً عن "الرقة" عام /1947/. تولى عدداً من المناصب الوزارية، وزارات الثقافة والخارجية والإعلام عام /1962/. أصدر أول مجموعاته القصصية عام /1948/م، بعنوان "بنت الساحرة". كتب "العجيلي" القصة والرواية والشعر والمقالة.
ويتابع الباحث "العزو" حديثه عن شخصيات أسرة "العجيلي"، قائلاً: «"عبد العظيم العجيلي"، شقيق الدكتور "عبد السلام العجيلي"، ولد في مدينة "الرقة" عام /1941/م، الذي لم يتوقف نشاطه عند حدود الهندسة، بل تخطاها إلى حدود أبعد في الفكر والتحليل والنقد، يكتب المقالة، ويهتم بالنقد، ويتميز بكفاءة عالية وقدرة على تمثل الواقع، وتحليل مفردات الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
الدكتورة "شهلا العجيلي"، عمها الأديب "عبد السلام العجيلي"، ووالدها المهندس "عبد العظيم العجيلي"، من مواليد مدينة "الرقة"، وتحمل شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف في الأدب العربي الحديث، وتدرس نظرية الأدب والأدب العربي الحديث بجامعة "حلب"، تكتب في مجالات النقد والرواية والقصة القصيرة، وتنشر في الصحف والمجلات العربية والمحلية، لها العديد من الأعمال المطبوعة، منها "المشربية"، و"عين الهر"، و"مرآة الغريبة"، "الرواية السورية ـ التجربة والمقولات النظرية"، حصلت على العديد من الجوائز الأدبية، آخرها جائزة الدولة التشجيعية في الأردن عن روايتها "عين الهر".
ومن الشخصيات البارزة في عشيرة "العجيلي"، القاضي "عبد الرحيم العجيلي"، المحامي العام السابق في "الرقة"، و"محمد نور العجيلي"، عضو مجلس الأمة، إبان دولة الوحدة بين مصر وسورية، و"حسين العجيلي"، عضو مجلس الشعب في أول دورة برلمانية له بعد قيام الحركة التصحيحية، و"عبد الله العجيلي"، رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية، و"رياض العجيلي"، عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في "الرقة"، والفنان "إسماعيل العجيلي"، مؤسس ورئيس فرقة "الرقة" للفنون الشعبية، و"أحمد علي العجيلي"، "أبو علي"، أحد أبرز الفعاليات الاجتماعية في "الرقة"، والدكتور "عصام العجيلي"، أحد أبرز الجراحين في "دمشق"، و"ناصر العجيلي"، مدير التأمينات الاجتماعية سابقاً، و"أحمد فيصل العجيلي"، مدير المصرف التجاري السوري في "الرقة"، والدكتور "محمد علي العجيلي"، دكتوراه في الفلسفة، وأبناء الدكتور "عبد السلام العجيلي"، الدكتور "بشر العجيلي"، و"علاء العجيلي"، المقيمان في أمريكا، والدكتور "حازم العجيلي"، الجراح في مشفى "الرقة" الوطني».
وحول أبرز الوجوه النسائية في العشيرة، يقول المهندس "العجيلي": «من أبرز الوجوه النسائية في العشيرة، "فاطمة العجيلي"، شقيقة الأديب "عبد السلام العجيلي"، وهي من أوائل المتعلمات في "الرقة"، وقد ألقت خطبة باللغة الفرنسية في الثلاثينيات، تطالب باستقلال سورية عن فرنسا، و"نجوى العجيلي"، عضو مجلس الشعب، والمهندسة "رندة العجيلي"، و"ثريا المحمد الأحمد العجيلي"، المفتشة في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، والإعلامية "رشا العجيلي"، مديرة المركز الإذاعي والتلفزيوني في "الرقة"، والدكتورة "رنا بشير العجيلي"، مديرة المشافي في "حلب"، و"مها العجيلي"».
عبد العظيم العجيلي
وحول تاريخ مضافة العجيلي، يتحدث "عبد العظيم العجيلي": «يعود تاريخ بناء مضافة "العجيلي" إلى عام /1865/م، وكانت في البداية تتألف من دار للضيافة، تضم مضافة الجلوس، وقسماً ثانياً لمبيت الزوار، وتحتوي على إسطبل للخيول، وقسم المؤونة، وقد أسسها "علوش العجيلي"، وتابع الإشراف عليها ابنه "حداد"، ويتم الصرف عليها من عائدات قسم من أراضي "حزيمة" الزراعية المخصصة للعشيرة.
لعبت مضافة "العجيلي" دوراً بارزاً في الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في "الرقة"، وكانت تقام فيها ندوة يومية، تتلى فيها جريدة "القبس" جهراً من قبل السيد "حسين العجيلي"، وكانت تذكي الشعور الوطني، وتغذي أوار التحدي ضد الفرنسيين، وأيضاً في المناسبات والأعياد الوطنية والقومية، تبدأ "الهوسات" منطلقة من حناجر أفراد العشيرة بدءاً من المضافة، لتجوب شوارع المدينة، وهذا يمثل الوجه النضالي للعشيرة غير الغوغائي، المنطلق من أسس فكرية، وتقدمية، بعيداً عن الأيديولوجيات، لكن تنطوي تحت غطاء تقدمي، ونزوع عروبي متأصل، ومن أبرز الشخصيات التي أمّت المضافة، الشيخ "دهام الهادي"، شيخ "شمر"، و"الشيخ "طاهر النعساني"، المفكر والباحث الذي حقق كتاب "تاريخ الرقة" "للقشيري"، والشاعر الكبير "محمد الفراتي"، الذي قال عن آل "العجيلي":
مررت بآل العجيلي غدوة/ وكان صباحي مشرقاً ومساءِ.
كانت تعقد في مضافة "العجيلي"، حلقات الذكر في كل يوم خميس، ويرتادها متصوفون من "دير الزور"، و"بغداد"، و"الرقة" وريفها، ومن أشهر حلقات الذكر، الامتحان الذي جرى بين شيوخ طريقتي "القادرية" و"الرفاعية"، وحصل أن قام "السيد توفيق عجان الحديد"، وهو من أشهر شيوخ "الرقة" بضرب أحد مريديه بالسيف، فأرداه بعد أن جزَّ رأسه، وحاول بطريقته الصوفية إعادته إلى الحياة، لكن دون جدوى، فطفق يبكي، وهو ينشد على وقع ضربات الدفوف، والنغمة "الحربية" تتعالى مع ترديد صيحات المنشدين:
حمامات الرسـل طيـرن وعلن
سـلامي للنبي الهادي توصلنـا
ترى ببيت العجيلي صار المحاني
وأناديك يا باز الله يا جيلانـي
على الشدات شـيخي ليش تنساني
وماظنيت المضى يرجع ويعودنا
فنزلت الحمامات فوق المريد، وما لبث أن قام، وكأن شيئاً لم يحصل له. وهذه القصة يرويها ثقاة أهل "الرقة" من الذاكرة الشعبية، ومازالوا إلى الآن يرددون كرامة السيد ومكانته، بعد أن حلَّقت فوق رأسه حمامات الرسول.
كما تلعب المضافة دوراً إيجابياً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأفراد العشيرة، والعشائر الأخرى، إذ تحل فيها أكثر النزاعات القبلية، كما يجري فيها مساعدة أفراد العشيرة من الفقراء والمحتاجين، وهذا جزء من تركيبة الأسرة، والتركيبة العشائرية في المجتمع الرقي.
وعائلة "العجيلي" من أبسط العائلات الرقية في مسألة الزواج والمهور، لذلك تجد كثيراً من أبناء العشيرة قد صاهروا معظم عشائر "الرقة"، ومن أبرز أصهار العائلة "حوري العساف"، الملقب بـ"المومي"، الذي أشتهر بكرمه، وتعدى حدود المحافظة.
شهلا العجيلي
ومن المواقف الوطنية للعشيرة، نزوعهم نحو الاستقلال، لذلك جوبهوا بالرفض من قبل الفرنسيين، ففي ثلاثينيات القرن العشرين، طالب المستشار الفرنسي إبان الاحتلال الفرنسي لسورية بنفيهم إلى البقاع في لبنان، وعدم تسليمهم أي مهام حكومية رغم كفاءتهم، لعدم تعاونهم مع السلطة الفرنسية، ونزوعهم نحو الاستقلال».
أخيراً.. بقي أن نشير أن نخوة آل "العجيلي"، هي "إخوة عدلة"، و"عدلة الحميدي"، من "الناصر"، شيوخ عشيرة "الولدة"، وهي زوجة "حميد العلوش العجيلي"، "أحمد قدري"، الثانية، التي تزوجها بعد وفاة شقيقتها "دلة"، زوجته الأولى.