طهر الغيم
11-07-2016, 02:51 AM
في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ،
وإنّما النّاسُ أعداءٌ لِما جَهِلُوا
رأوا تحيّرَ فكري في صفاتكمُ،
فأوسعوا القولَ إذ ضاقتْ بيَ الحيلُ
لو أنهمْ عرفوا في الحبّ معرفتي
بشأنكم، عذَروا من بعدِ ما عذَلوا
يا جاعِلي خَبري بالهجرِ مبتدئاً،
لاعطفَ فيكم، ولا لي منكمُ بدَلُ
رفعتُ حالي، ورفعُ الحالِ ممتنعٌ،
إليكم، وهوَ للتمييزِ يحتملُ
كم قد كتمتُ هواكم لا أبوحُ بهِ،
والأمرُ يَظهَرُ والأخبارُ تَنتَقِلُ
وبِتُّ أُخفي أنيني والحَنينَ بكُم
تَوَهّماً أنّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
كَيفَ السّبيلُ إلى إخفاءِ حبّكُمُ،
والقَلبُ مُنقَلِبٌ، والعَقلُ مُعتَقَلُ ؟
يا مُلبسي القلبِ ثَوبَ الحُزنِ بعدهمُ،
حزني قشيبٌ وصبري بعدكم سَملُ
لِذا بَواكرُ أيّامي، لبُعدِكُمُ،
أصائلٌ، وضحاها بعدكم طفلُ
أحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وَتَكرِمَة ً،
لا يصدقُ القولُ حتى يصدرَ العملُ
حتى إذا وَثِقَتْ نَفسي بمَوعِدِكم،
وقلتُ: بُشرايَ زال الخوفُ والوَجَلُ
حملّتموني، في ضعفي، لقوتكم
ما لَيسَ يَحمِلُهُ سَهلٌ ولا جَبَلُ
للهِ أيامنا، والدارُ دانية ٌ،
والشّملُ مُجتَمِعٌ، والجمعُ مُشتَمِلُ
شَفَيتُ غُلّة َ قَلبي، والغَليلَ بها،
فاليومَ لا غلتي تشفى ، ولا الغللُ
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ لبعدهمُ،
أمسيتُ أحسدُ من بالغمضِ يكتحلُ
غابُوا، وألحاظُ أفكاري تُمَثّلُهم،
لأنهم في ضميرِ القلبِ قد نزلوا
ساروا، وقد قَتَلوني بعدَهم أسَفاً،
يا لَيتَهُم أسُروا في الرّكبِ مَن قَتَلُوا
وخَلّفُوني أعَضّ الكَفَّ من نَدَم،
وأُكثِرُ النّوحَ، لمّا قَلّتِ الحِيَلُ
أقولُ في إِثرهم، والعينُ دامية ٌ،
والدّمعُ مُنهَمِرٌ منها ومُنهَمِلُ :
ما عَوّدوني أحبائي مقاطعة ً،
بل عوّدوني ، إذا قاطعتهم وَصَلوا
وإنّما النّاسُ أعداءٌ لِما جَهِلُوا
رأوا تحيّرَ فكري في صفاتكمُ،
فأوسعوا القولَ إذ ضاقتْ بيَ الحيلُ
لو أنهمْ عرفوا في الحبّ معرفتي
بشأنكم، عذَروا من بعدِ ما عذَلوا
يا جاعِلي خَبري بالهجرِ مبتدئاً،
لاعطفَ فيكم، ولا لي منكمُ بدَلُ
رفعتُ حالي، ورفعُ الحالِ ممتنعٌ،
إليكم، وهوَ للتمييزِ يحتملُ
كم قد كتمتُ هواكم لا أبوحُ بهِ،
والأمرُ يَظهَرُ والأخبارُ تَنتَقِلُ
وبِتُّ أُخفي أنيني والحَنينَ بكُم
تَوَهّماً أنّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
كَيفَ السّبيلُ إلى إخفاءِ حبّكُمُ،
والقَلبُ مُنقَلِبٌ، والعَقلُ مُعتَقَلُ ؟
يا مُلبسي القلبِ ثَوبَ الحُزنِ بعدهمُ،
حزني قشيبٌ وصبري بعدكم سَملُ
لِذا بَواكرُ أيّامي، لبُعدِكُمُ،
أصائلٌ، وضحاها بعدكم طفلُ
أحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وَتَكرِمَة ً،
لا يصدقُ القولُ حتى يصدرَ العملُ
حتى إذا وَثِقَتْ نَفسي بمَوعِدِكم،
وقلتُ: بُشرايَ زال الخوفُ والوَجَلُ
حملّتموني، في ضعفي، لقوتكم
ما لَيسَ يَحمِلُهُ سَهلٌ ولا جَبَلُ
للهِ أيامنا، والدارُ دانية ٌ،
والشّملُ مُجتَمِعٌ، والجمعُ مُشتَمِلُ
شَفَيتُ غُلّة َ قَلبي، والغَليلَ بها،
فاليومَ لا غلتي تشفى ، ولا الغللُ
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ لبعدهمُ،
أمسيتُ أحسدُ من بالغمضِ يكتحلُ
غابُوا، وألحاظُ أفكاري تُمَثّلُهم،
لأنهم في ضميرِ القلبِ قد نزلوا
ساروا، وقد قَتَلوني بعدَهم أسَفاً،
يا لَيتَهُم أسُروا في الرّكبِ مَن قَتَلُوا
وخَلّفُوني أعَضّ الكَفَّ من نَدَم،
وأُكثِرُ النّوحَ، لمّا قَلّتِ الحِيَلُ
أقولُ في إِثرهم، والعينُ دامية ٌ،
والدّمعُ مُنهَمِرٌ منها ومُنهَمِلُ :
ما عَوّدوني أحبائي مقاطعة ً،
بل عوّدوني ، إذا قاطعتهم وَصَلوا