ورده
09-04-2016, 02:04 AM
( قصة صينية )
حوالي العام 250 قبل الميلاد , في الصين القديمة ,
كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّج ملكًا ,
ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون.
وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة ,
كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء.
وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًا
لكي يجد الأجدر بينهن.
عندما سمعت امرأة عجوز , وهي خادمة في القصر لعدة سنوات ,
بهذه الاستعدادات للجلسة , شعرت بحزن جامح
لأن ابنتها تكنّ حبًا دفينًا للأمير.
وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لابنتها ,
تفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا.
لف اليأس المرأة وقالت :
(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟
وحدهنّ سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ.
اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك!
أعرف تمامًا أنكِ تتألمين ,
ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون ! ))
أجابتها الفتاة :
(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال أقلّ جنونًا ؛
أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار,
ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي
لبضع لحظات إلى جانب الأمير , فهذا يسعدني -
حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري ))
في المساء , عندما وصلت الفتاة ,
كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر
وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحليّ ,
ومستعدات للتنافس بشتّى الوسائل
من أجل الفرصة التي سنحت لهن ،
محاطًا بحاشيته , أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :
(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ,
ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة
ستكون إمبراطورة الصين المقبلة )).
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار ,
وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في فن الزراعة
اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة –
لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير ,
فلا يجب أن تقلق من النتيجة .
مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء.
جرّبت الفتاة شتّى الوسائل ,
وسألت المزارعين والفلاحين
فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا ,
ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يومًا
بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ،
رغم أن حبّها ظل متأججًا.
مضت الأشهر الستة ,
ولم يظهر شيءٌ في أصيصها.
ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير ,
فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة
ولإخلاصها طوال هذه المدّة ,
وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط
في الموعد والساعة المحدَّدين .
كانت تعلم في قرارة نفسها أن
هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها
وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم .
حلّ يوم الجلسة الجديدة ,
وتقدّمت الفتاة مع أصيصها الخالي من أي نبتة
ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛
وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى ,
وهي من جميع الأشكال والألوان .
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة ..
دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات
بكثير من الاهتمام والانتباه
وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره ,
وأشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة .
احتجّت الفتيات جميعًا قائلات
إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.
عند ذلك فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :
(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها
جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف.
فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة ,
ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )) .
كتاب : كالنهر الذي يجري
للمؤلف : باولو كويلهو
............
الصدق من أجمل وأرقى الحلي
التي تزين المرأة الفاضلة
وتــجعلها ملــكة متوجه
على عرش الاحترام والتقدير
**
أعجبتني القصة فنقلتها لكم ،
حوالي العام 250 قبل الميلاد , في الصين القديمة ,
كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّج ملكًا ,
ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً , بحسب القانون.
وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة ,
كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء.
وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًا
لكي يجد الأجدر بينهن.
عندما سمعت امرأة عجوز , وهي خادمة في القصر لعدة سنوات ,
بهذه الاستعدادات للجلسة , شعرت بحزن جامح
لأن ابنتها تكنّ حبًا دفينًا للأمير.
وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لابنتها ,
تفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا.
لف اليأس المرأة وقالت :
(( وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟
وحدهنّ سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ.
اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك!
أعرف تمامًا أنكِ تتألمين ,
ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون ! ))
أجابتها الفتاة :
(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال أقلّ جنونًا ؛
أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار,
ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي
لبضع لحظات إلى جانب الأمير , فهذا يسعدني -
حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري ))
في المساء , عندما وصلت الفتاة ,
كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر
وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحليّ ,
ومستعدات للتنافس بشتّى الوسائل
من أجل الفرصة التي سنحت لهن ،
محاطًا بحاشيته , أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :
(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ,
ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة
ستكون إمبراطورة الصين المقبلة )).
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار ,
وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في فن الزراعة
اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة –
لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير ,
فلا يجب أن تقلق من النتيجة .
مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء.
جرّبت الفتاة شتّى الوسائل ,
وسألت المزارعين والفلاحين
فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا ,
ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يومًا
بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ،
رغم أن حبّها ظل متأججًا.
مضت الأشهر الستة ,
ولم يظهر شيءٌ في أصيصها.
ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير ,
فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة
ولإخلاصها طوال هذه المدّة ,
وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط
في الموعد والساعة المحدَّدين .
كانت تعلم في قرارة نفسها أن
هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها
وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم .
حلّ يوم الجلسة الجديدة ,
وتقدّمت الفتاة مع أصيصها الخالي من أي نبتة
ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛
وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى ,
وهي من جميع الأشكال والألوان .
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة ..
دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات
بكثير من الاهتمام والانتباه
وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره ,
وأشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة .
احتجّت الفتيات جميعًا قائلات
إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.
عند ذلك فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :
(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها
جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف.
فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة ,
ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )) .
كتاب : كالنهر الذي يجري
للمؤلف : باولو كويلهو
............
الصدق من أجمل وأرقى الحلي
التي تزين المرأة الفاضلة
وتــجعلها ملــكة متوجه
على عرش الاحترام والتقدير
**
أعجبتني القصة فنقلتها لكم ،