عطر الغمام
07-13-2016, 12:38 PM
http://up.3dlat.com/uploads/128711022918.gif
من هم المسرفون والمبذرون ؟ وهل المبذر هو نفسه المسرِف ؟
الشيخ الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
السؤال :
من هم المسرفون والمبذرون ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله وبارك الله فيك وفي علمك
شيخنا حفظك الله لدي سؤال وهــو : قال الله تعالى : (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقال الله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) فهل المبذر هو نفس المسرِف ؟؟
وجزآك الله خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
فرّق بينهما جَمْع من أهل العلم .
فالإسراف هو مُجاوزة الْحَدّ في كل ما يفعله الإنسان ، ولذلك يُقال : أسْرَف على نفسه بالمعاصي ، وأسْرَف في القتَل ، كما في قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) ، وكما في قوله تعالى : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) .
وإن كان الإسراف في الإنفاق أشهر .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : من أنفق درهما في غير حقه فهو سَرف .
وقال سفيان الثوري رحمه الله : ما أنْفَقْتَ في غير طاعة الله فهو سَرف ، وإن كان قليلا .
وأما التبذير ؛ فهو تفريق المال وإنفاقه في السَّرف.
قال الماوَرْدِيّ : التبذير : الجهل بمواقع الحقوق ، والسَّرف : الجهل بمقادير الحقوق .
وقال النووي : التبذير صرف المال في غير مصارفه المعروفة عند العقلاء . قال أهل اللغة : التبذير تفريق المال إسرافا .
وقال الراغب الأصفهاني : التبذير في الحقيقة أقبح مِن الإسراف ؛ لأن بجانبه حقا مُضَيَّعا ، ولأنه يُؤدي بصاحبه إلى أن يَظلم غيره ، ولهذا قيل إن المبَذِّر أقبح ؛ لأنه جاهل بمقدار المال الذي هو سبب استبقاء . اهـ .
ومما يؤيّد على قول الراغب الأصفهاني أن الله عزّ وَجلّ وصَف المبذِّرين بأخوّة الشياطين ، فقال : (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) ، ولم يقُل ذلك في حقّ المسرفين .
وفَرَّق ابن عابدين بين الإسراف والتبذير ، فقال :
التبذير يُستعمل في المشهور بمعنى الإسراف ، والتحقيق أن بينهما فَرْقا ، وهو أن الإسراف : صَرْف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي ، والتبذير : صرف الشيء فيما لا ينبغي .
ويقول د. زيد الرماني : التبذير أخص من الإسراف ؛ لأن التبذير يُستعمل في إنفاق المال في السَّرف أو المعاصي ، أو في غير حق .
والإسراف أعمّ مِن ذلك ، لأنه مجاوزة الحد ، سواء أكان في الأموال أم في غيرها ، كما يُستعمل الإسراف في الإفراط في الكلام أو القتل وغيرهما .
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/477/122477957_1__645_.png
من هم المسرفون والمبذرون ؟ وهل المبذر هو نفسه المسرِف ؟
الشيخ الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
السؤال :
من هم المسرفون والمبذرون ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله وبارك الله فيك وفي علمك
شيخنا حفظك الله لدي سؤال وهــو : قال الله تعالى : (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقال الله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) فهل المبذر هو نفس المسرِف ؟؟
وجزآك الله خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
فرّق بينهما جَمْع من أهل العلم .
فالإسراف هو مُجاوزة الْحَدّ في كل ما يفعله الإنسان ، ولذلك يُقال : أسْرَف على نفسه بالمعاصي ، وأسْرَف في القتَل ، كما في قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) ، وكما في قوله تعالى : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) .
وإن كان الإسراف في الإنفاق أشهر .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : من أنفق درهما في غير حقه فهو سَرف .
وقال سفيان الثوري رحمه الله : ما أنْفَقْتَ في غير طاعة الله فهو سَرف ، وإن كان قليلا .
وأما التبذير ؛ فهو تفريق المال وإنفاقه في السَّرف.
قال الماوَرْدِيّ : التبذير : الجهل بمواقع الحقوق ، والسَّرف : الجهل بمقادير الحقوق .
وقال النووي : التبذير صرف المال في غير مصارفه المعروفة عند العقلاء . قال أهل اللغة : التبذير تفريق المال إسرافا .
وقال الراغب الأصفهاني : التبذير في الحقيقة أقبح مِن الإسراف ؛ لأن بجانبه حقا مُضَيَّعا ، ولأنه يُؤدي بصاحبه إلى أن يَظلم غيره ، ولهذا قيل إن المبَذِّر أقبح ؛ لأنه جاهل بمقدار المال الذي هو سبب استبقاء . اهـ .
ومما يؤيّد على قول الراغب الأصفهاني أن الله عزّ وَجلّ وصَف المبذِّرين بأخوّة الشياطين ، فقال : (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) ، ولم يقُل ذلك في حقّ المسرفين .
وفَرَّق ابن عابدين بين الإسراف والتبذير ، فقال :
التبذير يُستعمل في المشهور بمعنى الإسراف ، والتحقيق أن بينهما فَرْقا ، وهو أن الإسراف : صَرْف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي ، والتبذير : صرف الشيء فيما لا ينبغي .
ويقول د. زيد الرماني : التبذير أخص من الإسراف ؛ لأن التبذير يُستعمل في إنفاق المال في السَّرف أو المعاصي ، أو في غير حق .
والإسراف أعمّ مِن ذلك ، لأنه مجاوزة الحد ، سواء أكان في الأموال أم في غيرها ، كما يُستعمل الإسراف في الإفراط في الكلام أو القتل وغيرهما .
http://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/4/122/477/122477957_1__645_.png