مشاهدة النسخة كاملة : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري


فزولهآ
05-18-2016, 05:34 AM
http://up.3dlat.com/uploads/13831400411.png



عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و( وقصمته ) ، و( ألقيته في جهنم ) ، و( أدخلته جهنم ) ، و( ألقيته في النار ) الحديث أصله في صحيح مسلم وأخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه وغيرهم وصححه الألباني .

معاني المفردات

نازعني : المعنى اتصف بهذه الصفات وتخلق بها .
قذفته : أي رميته من غير مبالاة به .
قصمته : القصم الكسر ، وكل شيء كسرته فقد قصمته .

معنى الحديث

هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر والاستعلاء على الخلق ، ومعناه أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه ، اختص بهما ، لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما ، وضُرِب الرِّداءُ والإزارُ مثالاً على ذلك ، فكما أن الرداء والإزار يلصقان بالإنسان ويلازمانه ، ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ، فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ، فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .

وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر ، ودعا الناس إلى تعظيمه وإطرائه والخضوع له ، وتعليق القلب به محبة وخوفا ورجاء ، فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته ، وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان ، ويذله غاية الذل ، ويجعله تحت أقدام خلقه ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ) رواه الترمذي وحسنه الألباني .

وإذا كان المصَوِّر الذي يصنع الصورة بيده من أشد الناس عذابا يوم القيامة ، لتشبهه بالخالق جل وعلا في مجرَّد الصنعة ، فما الظن بالتشبه به في خصائص الربوبية والألوهية ، وقل مثل ذلك فيمن تشبه به في الاسم الذي لا ينبغي إلا له وحده ، كمن تسمى بـ" ملك الملوك " و" حاكم الحكام " ونحو ذلك ، وقد ثبت في الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك ) ، فهذا مقت الله وغضبه على من تشبه به فى الاسم الذى لا ينبغي إلا له سبحانه فكيف بمن نازعه صفات ربوبيته وألوهيته .

الكبر ينافي حقيقة العبودية

وأول ذنب عُصي الله به هو الكبر ، وهو ذنب إبليس حين أبى واستكبر وامتنع عن امتثال أمر الله له بالسجود لآدم ، ولذا قال سفيان بن عيينه : " من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ، ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعِن " ، فالكبر إذاً ينافى حقيقة العبودية والاستسلام لرب العالمين ، وذلك لأن حقيقة دين الإسلام الذى أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه هي أن يستسلم العبد لله وينقاد لأمره ، فالمستسلم له ولغيره مشرك ، والممتنع عن الاستسلام له مستكبر ، قال سبحانه :{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف: 146) ، وقال سبحانه : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر: 60) ، وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .

والكبر هو خلق باطن تظهر آثاره على الجوارح ، يوجب رؤية النفس والاستعلاء على الغير ، وهو بذلك يفارق العجب في أن العجب يتعلق بنفس المعجب ولا يتعلق بغيره ، وأما الكبر فمحله الآخرون ، بأن يرى الإنسان نفسه بعين الاستعظام فيدعوه ذلك إلى احتقار الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم ، وشر أنواعه ما منع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له ، فقد تتيسر معرفة الحق للمتكبر ولكنه لا تطاوعه نفسه على الانقياد له كما قال سبحانه عن فرعون وقومه : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } (النمل: 14) ، ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الكبر بأنه بطر الحق : أي رده وجحده ، وغمط الناس أي : احتقارهم وازدراؤهم .

من تواضع لله رفعه

والصفة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم هي التواضع ، تواضعٌ في غير ذلة ، ولينٌ في غير ضعف ولا هوان ، وقد وصف الله عباده بأنهم يمشون على الأرض هوناً في سكينة ووقار غير أشرين ولا متكبرين ، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) .

أسوته في ذلك أشرف الخلق وأكرمهم على الله نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم ، وكانت الأَمَةُ تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت ، وكان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث ، وكان يكون في بيته في خدمة أهله ، ولم يكن ينتقم لنفسه قط ، وكان يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويحلب الشاة لأهله ، ويعلف البعير ، ويأكل مع الخادم ، ويجالس المساكين ، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما ، ويبدأ من لقيه بالسلام ، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء ، وكان كريم الطبع ، جميل المعاشرة ، طلق الوجه ، متواضعاً في غير ذلة ، خافض الجناح للمؤمنين ، لين الجانب لهم ، وكان يقول: ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار ، أو بمن تحرم عليه النار ، على كل قريب هين سهل ) رواه الترمذي ، ويقول : ( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت ) رواه البخاري ، وكان يعود المريض ، ويشهد الجنازة ، ويركب الحمار ، ويجيب دعوة العبد ، فهذا هو خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عز ولا رفعة في الدنيا والآخرة إلا في الاقتداء به ، واتباع هديه ، ومن أعظم علامات التواضع الخضوع للحق والانقياد له ، وقبوله ممن جاء به .

موقع مقالات اسلام ويب

بوزياد
05-18-2016, 09:44 AM
فزولها
الله يعطيك الف عافية على الطرح الراقي
تميز وابداع وطرح عذب
سلمت الأنامل ويعطيك العآفيه لروعة طرحك
لاعدمنـآ هذا التميز
بـ إنتظارجديدك بكل شوق

إرتواء نبض
05-18-2016, 10:42 AM
,‘*
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

عـــودالليل
05-18-2016, 03:38 PM
‏إنتقآء أكثر من جميل

لموضوع يحمل في طياته الشي الكثير
من الجمالية والفآئدة

جهد يذكر فيشكر

من أعماق القلب اقدم لك تقديري

‏الحريري

نجم الجدي
05-18-2016, 03:53 PM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

RioO
05-18-2016, 04:00 PM
موضوع جميل
و طرح اجمل ي نقاء
طرحك راقي وراقني
و تميزت في ادهاشنا بهكذا موضوع
تميزك دائم اتمنى الاستمرار
و كل الود لروحك

ورده
05-18-2016, 05:54 PM
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسسناتك
دمممتم بود

جنــــون
05-18-2016, 09:09 PM
جزاك الله خير

مجنون قصايد
05-19-2016, 12:12 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن

ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي

مجنون قصآيد

‏http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

البرنسيسه فاتنة
05-19-2016, 04:03 PM
جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك
وجزاك الله الفردوس إن شاء الله
ودمت بحفظ الله ورعايته

دلع
05-19-2016, 09:39 PM
يعطيك العافية

هدوء
05-20-2016, 01:40 AM
سلمتي قلبي

عازفة القيثار
05-21-2016, 02:11 AM
جزاك الله خير الْجزاء*
وشكرا لَطـــرحك الْهادف وإختيارِك الْقَيِم*
رِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها*
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك

فزولهآ
05-21-2016, 08:51 AM
شاكره مروركم

فزولهآ
05-21-2016, 08:51 AM
نجم
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:51 AM
هدوء
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
هند
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
همس
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
خواطر
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
هذيان
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
ارتواء
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
ادمان
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
دلع
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
شموخ
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:52 AM
عود
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
عناديه
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
عازفه
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
متمرده
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
مبارك
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
مجنون
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
مغروره
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
وصوف
شاكره مرورك

فزولهآ
05-21-2016, 08:53 AM
جنون
شاكره مرورك

كـــآدي
05-22-2016, 11:07 AM
بارك الله فيك

عطر الغمام
05-24-2016, 05:06 AM
انــتِـقَـاء قــيِّـم أمــتَـعنـَــا ؛
وَ حُـضور فَـاخِـر أسعَـدنَـا ؛
وَ عطَـاء جَـزيل أَشبَـعنَـا ؛

باركَ الله فيك و زادك مِن واسِـع فضلِـه و نعمَـائه..
شُـكراً عَـظيمَــة /
وَ عَـاطِـر التحَـايا النَّـديَّـة لِــ ذاتــك ..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1415669233_947.gif

فزولهآ
06-06-2016, 05:37 AM
شاكره مروركم

فزولهآ
06-06-2016, 05:37 AM
كادي
شاكره مرورك

فزولهآ
06-06-2016, 05:37 AM
غياهيب
شاكره مرورك

نزف القلم
06-17-2016, 12:36 AM
http://www.rjeem.com/uploadcenter/uploads/12-2012/PIC-772-1355038838.jpg

فزولهآ
07-18-2016, 10:42 AM
شاكرة مروركم

فزولهآ
07-18-2016, 10:42 AM
نزف شاكرة مرورك

الغنــــــد
07-18-2016, 11:39 AM
سلمت الأناااامل وأنت

فزولهآ
07-18-2016, 11:42 AM
شاكرة مرورك